شبكة النبأ: على مدى اربعة ايام
أقامت مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي قسم الفنون والاداب/ فرع
كربلاء المقدسة، مهرجان كربلاء للمسرح التجريبي الاول تحت شعار( ليكن
مسرحنا زادا ونورا ونوافذ مشرعة لغد مشرق جديد)، حيث ابتدأ الحفل
بقراءة معطرة لايات من الذكر الحكيم تلاها المقرئ اسامة حمزة، ومن ثم
وقف الحاضرون لقراءة سورة الفاتحة على ارواح شهداء العراق، لياتي بعد
ذلك دور النشيد الوطني العراقي، ومن بعده جاء دور الدكتور محمد عبد
فيحان رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان ليعتلي المنصة ويلقي كلمته
الترحيبية بالحاضرين، ومن ثم جاءت كلمة الامانة العامة لمؤسسة شهيد
المحراب والتي ألقاها السيد عمار الحكيم، ليستعرض من خلالها دور المسرح
في رفد المسيرة السياسية والحياتية في الماضي والحاضر، كما اشار في
محور كلامه الى بداية فعاليات ذلك المهرجان، وقد كان مسك البدء مسرحية
موندراما النهضة للممثلة القديرة عواطف السلمان واخراج عباس الحربي.
وللوقوف عند هذه التظاهرة الفنية المهمة كان لمراسل(شبكة النبأ
المعلوماتية) هذه الوقفة مع بعض الشخصيات الفنية والادبية والنقدية
للاطلاع على حيثيات هذه المهرجان والفرق المشاركة والجدوى المتوخاة من
هذه التجربة الجديدة على الواقع العراقي والكربلائي على وجه الخصوص
فكانت الحصيلة ما يلي:
محطتنا الاولى كانت مع الدكتور (يوسف رشيد) وهو رئيس اللجنة
التحكيمية في المهرجان، حيث حدثنا قائلا: ان التجربة بحد ذاتها تحمل
دلالات كثيرة فهي تشير من جانب الى حالة التواصل والابداع الثقافي
الانساني في موطن الانبياء والمرسلين والاولياء، ومن جانب اخر هي رسالة
الى كل التكفريين والصداميين بان العراق لن يهزم امام قوى الظلام، فضلا
عن ان التجربة بحد ذاتها تحاول ان تربط الماضي بالحاضر، فكربلاء الحسين
(ع) هي موندراما المسرح الاول في العراق لان واقعة الطف استطاعت ان
تجسد معاني كثيرة اهمها ايجاد حالة الرفض للواقع الظالم، اذن نحن امام
مدرسة الهمت الدنيا معاني عدة، وهي بالتاكيد تصب في نفس البودقة التي
يدعو اليها المسرح والمسرحيين في كربلاء، لذا ينبغي ان لا نستغرب من
اقامة هذا المهرجان في كربلاء الحسين(ع)، هذا من جهة اما من جهة اخرى
فإني ارأس اللجنة التحكيمية المؤلفة من الدكتور محمد عبد فيحان
والدكتور سلام الاعرجي والفنانة القديرة عواطف السلمان والفنانة
القديرة أزادوهي صاموئيل، وعمل اللجنة ينصب في تقييم النصوص المقدمة من
قبل الفرقة المشاركة.
اما وقفتنا التالية فكانت مع الفنانة القديرة عواطف السلمان، حيث
قالت لـ(شبكة النبأ): لا يتعدى عمل المسرح الية التوجيه ووضع النقاط
على الحروف وهو اشبه ما يكون الى دورالمصلح، والفنان العراقي مطالب
اليوم قبل غيره ان يبدي رأيه وان ينقل هموم ومعانات الشارع العراقي بكل
أمانة، ولا يمكن ان ننظر الى هذه التجربة على انها مجرد عروض بسيطة ولا
تتعدى هذه المساحة، الا اني اجد من خلال تلك العروض معاني اشبه ما تكون
بالمعجزة، فاي شعب بالعالم يمر بتلك الظروف التي نمر بها اليوم فهو
بالتاكيد لا يستطيع مجرد التفكير باقامة هكذا مهرجان، اذن نحن امام امة
عظيمة لا يمكنها الاستسلام او الانهزام، ثم استدركت قائلة ان زمان
ومكان اقامة هذا المهرجان له ابعاد جمة تكاد توجد ثقافة الماضي والحاضر
فكربلاء الامس هي موطن التحدي والصمود والاباء، وكربلاء اليوم هي تنتهج
نفس النهج وهي تتحدي كل ادوات القتل والذبح والتفجير لتكون حاضرة في
الماضي والحاضر، ومن هنا نستشف بان التوقيت لاقامة هذا المهرجان يعبر
عن ضرورة تاريخية وانسانية تتحملها كربلاء دون سواها.
اما وقفتنا الثالثة فكانت مع السيد محمد الميالي وهو المشرف العام
على اقامة هذا المهرجان، حيث قال لـ(شبكة النبأ): ان فكرة اقامة هذا
المهرجان جاءت كحالة رد على ما يعيشه العراق في الوضع الراهن، كما انه
يحمل رسالة مفادها بان العراق لا يموت ابدا ولا يمكن لكل قوى الكفر
والاجرام ان توقف عجلة الحياة مهما تمادت في انتهاج اساليب القتل، وهي
بالتاكيد نفس الرسالة التي بعث بها سيد الشهداء الامام الحسين(ع)
لاعداء الاسلام و لاعداء هذه الامة، هذا من جهة اما بالنسبة لسؤالك عن
عدد الفرق المشاركة والمحافظات ، فان عدد الفرق يبلغ احد عشر فرقة
والمحافظات هي ثمانية كربلاء وبابل والكوت والناصرية والعمارة والبصرة
والمثنى بالاضافة الى العاصمة بغداد.
اما وقفتنا التالية فكانت مع الاستاذ المخرج علي الانصاري حيث قال:
ان من دواعي سروري ان اقف هذا اليوم في كربلاء الطف كربلاء الجهاد
والاخلاص والثبات على الموقف، فكربلاء هي رسالة المسرح الاولى حيث تجلت
على ثراها اقدس واروع المواقف وهي التي منحت الحياة ابلغ الدروس
والعبر، اذن نحن امام مدرسة الهمت الشعراء والادباء والفنانين اسمى
معاني الانسانية، فليس ببعيد ان تعاد الكره ثانيتا على ثرى الطف وذلك
من خلال هذه المهرجان لتصدح كربلاء بعنوان جديد ضد كل الهة القتل
والذبح وهي تدافع منذ ازمان بعيدة عن كرامة الانسان وتدافع كذلك عن
الحرية وعن ابداء الراىء وان اختلف السبل في التعبير ولكن تبقى عنوان
شامخ يلقن الانسانية معاني التطاول على الصعاب، اذن نحن ثقافة او
استراتيجية لا يمكن التواني عنها في أي ظرف او زمان.
اما محطتنا الاخيرة فقد استقرت عند الاستاذ (أحمد حسون) وهو عضو
اتحاد الادباء العراقيين، قال:من المؤكد ان الكثير لا يدركون مسيرة
كربلاء وهي تحتفي بهذا المهرجان المسرحي، فان الاعم الاغلب من الناس
يستفهمون من واقعة الطف معاني مجتزاءه لا تصل الى ابعد من مقتل
الحسين(ع) على ثرى الطف، واني اجد كربلاء تجسد دلالات كبيرة جدا قد لا
يستوعبها الزمن بكل فضاءاته، فكربلاء الحسين كانت توقد النفوس قبل
الجفون على ايقاض مبدأ التصحيح والتغيير ومهما كانت التضحيات، فكربلاء
اليوم هي نفس كربلاء البارحة فالدماء تترى منذ اربعة عشر قرنا ولحد
يومنا هذا، اذن مدرسة كربلاء الطف هي عنوان يرفد النفوس بكل زمان
ومكان، فلا نستغرب ابدا ان يقام وفي هذه الظروف الصعبة مهرجان للمسرح
في كربلاء لانها عودتنا دوما ان تكون شعلة وهّاجة تنير الضمائر
والنفوس، اما بالنسبة لالية المهرجان فانه انتهج نمط العرض الصباحي
والمسائي حيث قدم في الفترة الصباحية عرضان وفي الفترة المسائية عرضان
ايضا، وعند انتهاء العرض المسائي لكل يوم تكون هناك ندوة نقدية للعروض
المقدمة وهي لا تقل اهمية عن العروض المسرحية نفسها، وفي المحصلة تعد
هذه التجربة بمثابة القاء حجر في مياه راكدة وهي تستفز الواقع المسرحي
وتخلق حالة من الحراك الفني والادبي على مستوى الوسط الشعبي على اقل
تقدير.
وفي نهاية فعاليات هذا المهرجان استخلص الحاضرون بان التجربة بحد
ذاتها تمثل خطاب شامل استطاع ان يناغم الواقع العراقي الراهن على ان
عجلة الحياة واقع افتراضي نحن من نملي عليه داء السكون والتوقف ونحن من
نرسم له درب الخلود والتمرد، اذن استطاعت كربلاء من خلال فعاليات هذا
المهرجان الكبير ان تضيف درسا اخر يمكن ان يكون رافد مهم من روفد
التاريخ الحسيني العظيم.
|