السجال الاخير يعجّل الطلاق البائن بين الصدريين والمالكي

شبكة النبأ: تتصاعد يوما بعد يوم حدة الخلافات بين التيار الصدري والحكومة العراقية باتجاه الانفصال والتباعد حيث يرمي المالكي الكرة في ملعب الصدريين مبينا انهم اذا ارادوا الاستمرار بالعملية السياسية فيجب عليهم محاصرة ولفظ المجموعات المسلحة التي ترفع لواء جيش المهدي وتعرقل الامن خصوصا في مناطق الجنوب المتمتعة بالامان النسبي حيث هي بعيدة عن فصائل الارهاب البعثي ومفخخات القاعدة.

وقال مسؤولون في التيار الصدري ان حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باتت "منتهية بالنسبة لنا وللاحتلال" مؤكدين ان تصريحاته امس السبت كانت بمثابة "ضوء اخضر لضرب" التيار. بحسب فرانس برس.

وقال احمد الشيباني احد كبار مساعدي الزعيم الشيعي رجل الدين الشاب مقتدى الصدر ان "حكومة المالكي منتهية وستشهد الايام القليلة المقبلة ذلك فهي انتهت بالنسبة لنا كما هي منتهية بالنسبة للاحتلال فقد علمنا من مصادرنا الخاصة ان قوات الاحتلال ابلغت المالكي بذلك".

واضاف خلال مؤتمر صحافي على هامش اجتماع لأئمة الجمعة في جامعة الكوفة (150 كم جنوب بغداد) "لذلك اراد المالكي ان يطيل عمر هذه الحكومة التي جاء على رأسها بناء على دعم واصرار التيار الصدري".

وختم الشيباني متسائلا "هل يعقل ان يكون البعثيون والصداميون اوصلوا المالكي الى سدة الحكم؟ وهل يعقل ان يضرب المالكي التيار الصدري حتى يسترضي قوات الاحتلال"؟.

وكان المالكي وجه انتقادات شديدة اللهجة هي الاولى من نوعها الى التيار الصدري قائلا "نسمع تصريحات من مسؤولين في التيار بانهم ضد استخدام السلاح ويدينون من يحمله وهذا يضعنا امام حقيقة لا بد ان نقف امامها بشجاعة. ان كان هؤلاء يمثلون التيار فقادته اعلنوا بصراحة البراءة من كل من يحمل السلاح".

وقال "اذن هؤلاء متلبسون وداخلون على التيار الصدري وهم من عصابات صدامية وبعثية وعصابات سلب ونهب اتخذوا من هذا العنوان وسيلة".

ودعا المالكي "قادة التيار الصدري الى اتخاذ قرارات حاسمة وواضحة لكي لا يتحملوا المسؤولية من خلال استخدام هذا الاسم في عمليات القتل والارهاب والخروج عن القانون".

من جهته قال الشيخ صلاح العبيدي المتحدث الرسمي باسم الصدر في النجف ان "تصريحات المالكي جاءت بمثابة الضوء الاخضر الذي اعطي لجنود الاحتلال لضرب والقضاء على التيار الصدري".

واضاف ان "تصريحاته جاءت كحلقة لسلسلة الاعتداءات المتوالية من قبل الاحتلال على التيار الصدري اراد من خلالها انقاذ حكومته من مؤامرة تشارك فيها قوى داخلية وخارجية اعلن عنها نفسه لذلك حاول استرضاءهم بهذه التصريحات".

 وشدد المالكي امام الصحافيين في ختام لقائه رئيس الجمهورية جلال طالباني على "اهمية الالتزام الجدي للمساهمة في العملية السياسية حيث لا يمكن ان تضع قدما داخلها والاخرى مع العنف والارهاب". بحسب فرانس برس.

ويخوض جيش المهدي التابع للتيار الصدري بزعامة رجل الدين الشاب مقتدى الصدر مواجهات حاليا مع قوات الامن العراقية في السماوة كبرى مدن محافظة المثنى الجنوبية وفي الديوانية كبرى مدن محافظة القادسية في الفرات الاوسط.

من جهة اخرى المح المالكي الى قيام "تكتل سياسي جديد" من اجل "مواجهة التحديات" التي تواجهها العملية السياسية في العراق.

وقال "هناك اتفاق وتفاهم حول ايجاد قوى متفاعلة في ما بينها من اجل حماية المشروع السياسي والحكومة وسيعلن عن هذا التشكيل قريبا بعد التوقيع على الاتفاق" داعيا" القوى السياسية الى المشاركة في التكتل الجديد" الذي لم يشكف عن مكوناته.

واضاف ان اللقاء مع طالباني ناقش "عددا من القضايا الجوهرية التي تتعلق بتقييم العملية السياسية والبحث عن صيغ افضل لمواجهة التحديات" مشيرا الى "محاولات البعض في الداخل والخارج تجميد العملية السياسية" دون ان يذكرهم بالتحديد.

وقال المالكي في مؤتمر صحفي "هذه الجبهة منفتحة لكل الذين يتفقون معنا في ضرورة تفعيل عمل الحكومة وتحريك مفاصل الدولة ومواجهة التحديات."

وتأتي تصريحات المالكي عقب تقارير تحدثت في الأسابيع الأخيرة عن ان الائتلاف الشيعي الحاكم وحزبين كرديين رئيسيين يشكلون معا أغلبية في البرلمان يعتزمون تشكيل ائتلاف في أعقاب انشقاق بعض السياسيين عن الحكومة.

وتقاطع الكتلة العربية السنية الرئيسية اجتماعات الحكومة والبرلمان بسبب ما تقول انها معاملة غير منصفة لاعضائها رغم ان تلك الخطوة تجسد أيضا الانقسام الطائفي العميق في السياسة العراقية.

وكان بعض الساسة من العرب السنة ومن أتباع الصدر قد قالوا في وقت سابق ان التقارير الواردة بشأن التحالف المقترح أفادت ان هذه الخطوة هي تحرك "لاقصائهم".

ولكن المالكي قال ان منتقديه أحرار في الانضمام الى التحالف اذا التزموا بحل الخلافات بالوسائل السلمية.

وقال أحد معاوني المالكي هذا الاسبوع ان رئيس الوزراء سيقلص حكومته كي يحسن أداء الحكومة وسط استياء من فشلها في تنفيذ الاصلاحات الامنية والسياسية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 9 تموز/2007 -24/جماد الاخرى/1428