يتيم ٌ فاقدُ الأبوين صِغرا ً** لقد فقدَ الحنانَ عُلا ًوجذرا
يتيما ًعاشَ منْ وارى بدهر ٍ ** ظِلالَ الوالدين وناخ ذ ُعرا
فأم ّ كالضلوع تحيط ُ قلبا ً ** تـُحاميه , كجنح ٍ ضم ّ طيرا
يظمُّ صدرها طفلا ً بعطف ٍ ** كأنّ الكونَ قد ملكتْ ودهرا
اذا جاءتْ إليه كأنَّ شمسا ً ** علت أفقَ الظلام زُها ً وظهرا
فيحبو جاريا للأم ِّ لوعا ً ** كنبع ٍ بات للضمأن ِ مجرى
حنانُ غرائز ٍ في قلب أم ٍّ ** لطفل ٍ مِنْ حشاها صار بحرا
ففاقدُ امِّه ألما ً تلضّى ** وجالَ الدهر محزونا ًوعُسرا
فلم يُدركْ جميل الأم إلا ** بفقد حنانها موتا ًوهجرا
وبعد الأمِّ يأتي في المعالي ** أبو الأطفال ِ صنديدا ً ووفرا
أبو الأطفال رحمته عليهم ** فيبقى للصغار مدى ً ووكرا
إذا جاءَ الديارَ بعُتم ِليل ٍ ** فضاء َ الدارَ أفراحا ًوسحرا
وحقِك لن يّنالَ الطفلُ ودّا ً** كودّ الوالدين وطال صدرا
فهذا عالمٌ دان ٍ مليء ٌ** بأيتام ٍبقعر الحُزن أسرى
فجاءوا للحياة ِ بدون أهل ٍ ** فلا عرفوا الى الأبوين وطرا
ومنهم بات في أهل ٍ ودفء ٍ ** وأضحى لابسا ً يُتما وكدرا
لهمْ دمعٌ مع الآهات بيضٌ ** تشقُّ الخد أحزانا ًوقهرا
يعانق ُفي خيال اليُتم شوقٌ ** لآباء ٍ غدت للموت ِ هدرا
وتنهمرُ الدموع ُدما ًبعيد ٍ ** لأيتام ٍ , فكان العيدُ قبرا
ويخفق ُقلبهم للأم شوقا ً ** إذا أمسوا وكان العطفُ جزرا
لقد عاشوا بدنيانا كبيت ٍ ** بلا سقف ٍغدا لم يحم ِ قطرا
فكم طفل ٌ من الأيتام عُسرا ** يُصاحبُ زوجة ً للأبِّ جبرا
وكم أ ُمّ لأيتام ٍ تودت ** لزوج ٍ لليتيم أذاق َ فقرا
وفوقَ الجور مِنْ ضرب ٍ ونهي ٍ** أتى أكلُ الحقوق ِعَصا ًوأمرا
فوأسفي لطفل ٍ بات ليلا ً ** يتيما ًناشدا ًعطفا ًونصرا
فيا أهلَ الصلاح وخيرَ دين ٍ ** ويا أهلَ التقى ودعاة َ أخرى
عليكم باليتامى ما أستطعتم ** فقد حرموا ضياء الشمس فجرا
أناشد كلّ مَنْ نادى بصدق ٍ** بأني مسْلمٌ عملا ً وذكرا
بأنْ يسعى بمال ٍأو حنان ٍ** لجعل ِمطالب ِالأيتام ِنهرا
بدون تمنـُن ٍ يُعطي ويُجزي ** ويُجلي عن نفوس اليُتم غبرا
وإنـّا أمُّة الأسلام ِ كثرٌ ** لنا مالٌ يُغطي الأرضَ وفرا
لنا رب ٌودستورٌ ينادي ** عليكم باليتامى , طاب أجرا
هنيئا ً للذي آوى يتيما ً ** وأعطاه مع الأيمان ثمرا
وظمّ للعيال ِ يتيم َ أهل ٍ ** وكفكفَ دمْعه وأزاح َوزرا
ولم يأكل بظلم ٍ مالَ يُتم ٍ ** فيغدو ماله في البطن صقرا
فيا أختي شفيعُك عند ربّ ** يتيم ٌمن حنانك عاش يُسرا
فكوني لليتيم ِ بروح ِ أمّ ** يرفرفُ جنحها ودا ً وبشرا
فهذا المصطفى قد عاش يُتما ً** فبشـّر كافل الأيتام قدرا
أنا مِنْ كافل ِ الأيتام ِ قربا ً** كسباب ٍ من الأبهام مسرا
فيرجو كافلُ الأيتام ركبا ً ** بقرب ِ المصطفى قدرا ًوأجرى
أبو الأيتام معروفٌ عليّ ٌ ** فداه كان للأيتام ِ سترا
فعشقُ اليُتم مِنْ شيم ِ المعالي ** وخيرُ العشق ِ ما أعطى وأثرى
ومَنْ عشِق َاليتامى كان غـُصنا ً** بأعلى منبت ٍ للخير فخرا
ألا من ْصالح ٍٍ يهبُ اليتامى ** ويذكرهم كمن في اليُتم أدرى
ألا منْ مؤمن ٍ آوى يتيما ً** ويمسحُ رأسه حُبّا ًوشكرا
ألا منْ مُحسن ٍ أبلى صنيعا ً** بجعل ِ لياليَ الأيتام ِ فجرا
ألا منْ شاعر ٍعرفَ اليتامى ** فصاغ َ دموعَهمْ أدبا ًوشعرا
سيبقى صبْرهم لله شكوى ** ويبقى دمعهم سيفا ًونحرا
وتمسي دمعة ُ الأيتام ِ رعدا ً** يهزُ مضاجع َالأخيار زجرا
فلم يُكمل ْ لهم نومٌ بليل ٍ ** إذا بات اليتيمُ عُرى ً وضجرا
مؤسسة الوائلي للعلوم*
نيويورك |