في ذكراها الـ87: ثورة العشرين تعبير عن تلاحم الشعب العراقي مع قياداته الروحية

 

شبكة النبأ: اقامت الامانة العامة لتجمع احفاد ثورة العشرين في محافظة المثنى احتفالها السنوي بالذكرى الـ87 لانطلاق ثورة العراق الكبرى (ثورة العشرين) الخالدة، واقيم الاحتفال في مضيف الشيخ سامي عزارة آل معجون يوم الجمعة الموافق 29/6/2007.

وحضر الاحتفال جمع غفير من رؤساء ووجهاء العشائر والشخصيات الرسمية وممثلين عن منظمات المجتمع المدني بالاضافة الى جماهير غفيرة قدرت بنصف مليون نسمة.

والقى سماحة الشيخ تقي الذاكري مدير مكتب المرجع الديني اية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي في النجف الاشرف وممثل مؤسسة الامام الشيرازي العالمية كلمة بالنيابة عن المؤسسة  دعى فيها الى الاستفادة من الصفحات المشرقة  في تاريخ العراق الجهادي الذي كان متميزا بوحدة الكلمة والموقف والهدف حيث كانت الحوزة العلمية الشريفة سباقة ومدركة لمسؤولياتها التاريخية والشرعية الملقاة على عاتقها في تحرير البلاد، كما اكد ممثل مؤسسة الامام الشيرازي على أن ثورة العشرين كانت بحق بالنسبة للعراقيين حرب تحرير شعبية و وطنية، وقد كشفت الثورة عن حجم التضامن والوحدة الوطنية وعدم المساومة على حساب  الوطن، وأظهرت صعوبة استمرار الحكم البريطاني المباشر في العراق.

 ودعى في الختام الى استلهام الدروس والعبر من تلك الأيام الخوالد في رفع الظلم والاحتلال عن العراق، والسير قدما في بناء بلد مستقل مستقر مزدهر يتمتع بسيادة كاملة غير منقوصة، وتحت ظل حكومة وطنية تعددية قائمة على أساس العدل والأنصاف واحترام حقوق المواطنة، وحقوق الأكثرية والاقليات.

وفي ما يلي نص كلمة مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية:

    ونحن على أعتاب ذكرى ثورة  العشرين المباركة  لابد لنا أن نأخذ  والعبر من تلك الصفحات المشرقة  في تاريخ العراق الجهادي الذي كان متميزا بوحدة الكلمة والموقف والهدف ، حيث كانت الحوزة العلمية الشريفة سباقة ومدركة لمسؤولياتها التاريخية والشرعية الملقاة على عاتقها في جعل تحرير البلاد نصب عينيها ومن أولويات عملها وبنظرة شمولية لكافة مكونات الشعب العراقي.

لقد قام البريطانيون أثناء الحرب العالمية الأولى بالدخول إلى ارض العراق، مستغلّين حالة الضعف والانهيار في الدولة العثمانية التي كانت تسيطر على العراق، ليدخل العراق في معركة لا ناقة له فيها ولا جمل،  لتنقله تلك الأحداث من وطأة مستعمر مستبد أبقاه تحت الجهل والفقر عقودأً من الزمن إلى سيطرة مستعمر مستكبر يطلق على نفسه الدولة العظمى.

وعلى هذا الأساس انطلقت شرارة المقاومة لهذا الغزو من المدن المقدسة في العراق، والتي عاشت الأحداث بمسؤولية كاملة، فأعلنت الجهاد ضد الغزاة، ليشهد العراق، بفضل مواقف مراجعها، حركة تعبئة عامة، وقد توّجت تلك الحركة بانتفاضة النجف عام 1337هـ/ 1918م.

ولم تمضِ سنتان على انتفاضة النجف حتى انفجرت ثورة العشرين الكبرى (1339هـ/1920م) في وجه الاحتلال الإنكليزي بتوجيه وقيادة علماء النجف وكربلاء الذين كانوا يهدفون إلى (إقامة حكومة وطنية في العراق وفق مفاهيم الدين الإسلامي الحنيف ومتحررة من السيطرة الأجنبية)، ورفعوا لواء (الوحدة بين السنة والشيعة).

 اذ أكدت القيادات الدينية للثورة في تلك الفترة على المطالبة بالحقوق المشروعة وجعلها بمثابة واجبات لا يمكن التنازل عنها حيث يقول السيد محمد تقي الشيرازي قائد ثورة العشرين ما نصه ( مطالبة الحقوق واجبه على العراقيين ويجب رعاية السلم والأمن، ويجوز لهم التوسل بالقوة الدفاعية اذا امتنع الانكليز عن قبول مطالبهم).

وما أن بزغ  فجر الثورة حتى شملت كل الأراضي العراقية،  بحيث عجز البريطانيون عن إقناع الثوار في التراجع عن مطالبهم  والمتمثلة في:

1.المطالبة باستقلال العراق استقلالا تاما ناجزا.

2.المحافظة على المؤسسات الحكومية  الخدمية والانتفاع بها عند الحاجة.

3.أتباع ما يأمر به العلماء المجتهدون.

4.تتعهد كل قبيلة بالمحافظة على الطريق الذي يخترق حدودها، وان تضمن أرواح المسافرين فيها وأموالهم.

5.تأليف هيئة محلية في كل منطقة يحررها الثوار، تكون مهمتها المحافظة على الأمن والسهر على أرواح الآهلين.

وكانت تلك المطاليب تماشيا مع روح الفتوى التي أصدرها سماحة الشيخ محمد تقي الشيرازي( قد)، أن ثورة العشرين كانت بحق بالنسبة للعراقيين حرب تحرير شعبية و وطنية، وقد كشفت الثورة عن حجم التضامن والوحدة الوطنية وعدم المساومة على حساب  الوطن، وأظهرت صعوبة استمرار الحكم البريطاني المباشر في العراق.

إن هذا التصادف التاريخي بين ذكرى انطلاق الثورة العراقية الكبرى  وفي وقتنا الحاضر يمكن ان تكون نافذة نطل من خلالها على تعقيدات المرحلة التاريخية التي تعيشها بلادنا وشعبنا الذي يعاني الأمرين اليوم بسبب الاحتلال الأجنبي والإفرازات التي أنتجها  حيث نعيش تشابه كبير بين تلك الأيام  وما تمر به البلاد من احتلال لقوات متحالفة وإرهاب تكفيري غاشم.

فلابد لنا من أن نستلهم الدروس والعبر من تلك الأيام الخوالد في رفع الظلم والاحتلال عن بلدنا العزيز، والسير قدما في بناء بلد مستقل مستقر مزدهر يتمتع بسيادة كاملة غير منقوصة، وتحت ظل حكومة وطنية تعددية قائمة على أساس العدل والأنصاف واحترام حقوق المواطنة، وحقوق الأكثرية والاقليات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 2 تموز/2007 -15/جماد الاخرى/1428