بعد الفشل.. السياسة الأمريكية بالشرق الاوسط تدافع عن نفسها

شبكة النبأ: يتساءل العديد من الناس في اماكن شهدت تحولات جذرية بدفع امريكي من حيث الحكم والسلطة وخاصة في العراق وفلسطين ولبنان، عن الهدف الحقيقي من تبني الولايات المتحدة لأجندة تغيير في الخارطة السياسية الخاصة بالمنطقة العربية.

وفي ظل ازدياد الاوضاع تأزما في المنطقة منذ الغزو الامريكي للعراق فان امريكا اصبحت الان في وضع الدفاع عن الافكار (المثالية) التي غزت بها الشرق الاوسط، خاصة وان اي من تلك الافكار لم يتحقق على الارض بل زاد الطين بلّة. واصبحت المنطقة بأسرها ساحة حرب مع القاعدة والتطرف والقوى التكفيرية. بعيدا عن الحدود الجغرافية لامريكا..ولعل ماتريده واشنطن هذا هو بالضبط.

وبعد مرور 11 شهرا على قولها إن العالم يشهد "مخاض شرق أوسط جديد" دافعت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس عن سياسة الولايات المتحدة في المنطقة رغم الصراعات في العراق ولبنان وقطاع غزة.

حين أدلت رايس بهذا التعليق في يوليو تموز الماضي خلال الحرب بين إسرائيل ومقاتلي حزب الله اللبناني قوبلت بالسخرية من جانب منتقدين يعتقدون أن إدارة الرئيس الامريكي جورج بوش قد أضرت بشدة باستقرار الشرق الاوسط.

وعندما سئلت بشأن هذا التعليق خلال مؤتمر صحفي مع نظيرها الفرنسي برنار كوشنر قالت رايس إن العراق في وضع أفضل بسبب الإطاحة بالرئيس السابق صدام عام 2003 وكذلك لبنان بسبب مغادرة القوات السورية أراضيه عام 2005. بحسب رويترز.

وأشار أحد الصحفيين الى تعليقها بخصوص المخاض وسأل عن حالة المولود بعد مرور نحو عام فقالت الوزيرة الامريكية،الديمقراطية صعبة. وأرى أنها صعبة بشكل خاص عندما يكون هناك أعداء عاقدو العزم يحاولون خنقها.

وعارضت رايس القول بأن الشرق الاوسط كان أكثر استقرارا قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 والذي أطاح بصدام وتسبب في إشعال أعمال عنف وحشية في العراق.

وتساءلت قائلة، أي استقرار.. الاستقرار الذي وضع خلاله صدام 300 ألف شخص في قبور جماعية.. أكان هذا استقرارا. الاستقرار الذي كانت فيه القوات السورية مهيمنة في لبنان.. أكان هذا استقرارا.

وأضافت، الاستقرار الذي رفض فيه ياسر عرفات فرصة للشعب الفلسطيني لأن تكون له دولته.. أكان هذا استقرارا، ملمحة الى فشل محادثات السلام التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين الزعيم الفلسطيني الراحل ورئيس وزراء اسرائيل الاسبق ايهود باراك في عام 2000.

وقتل أكثر من 3500 جندي أمريكي وما يقدر بعشرات الآلاف من المدنيين العراقيين منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وما تلاه من معارك مع المقاتلين والصراع العرقي في البلاد.

ولم تحقق المساعي الامريكية لدعم السلام بين اسرائيل والفلسطينيين تقدما يذكر فيما يرجع جزئيا الى الانقسام الفلسطيني الداخلي بين الرئيس محمود عباس الذي يتزعم حركة فتح وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تولت السلطة العام الماضي بعد فوزها في الانتخابات التشريعية.

وتبنت الولايات المتحدة استراتيجية تقوم على تعزيز عباس سياسيا واقتصاديا وعسكريا في صراعه على السلطة مع حماس التي تصنفها واشنطن على أنها منظمة ارهابية.

وتحول الصراع على السلطة الى اقتتال هذا الشهر هزمت فيه حماس فتح وسيطرت على قطاع غزة مما أدى الى تقسيم الفلسطينيين فعليا بين قطاع غزة الذي تهيمن عليه حماس والضفة الغربية التي تديرها فتح.

وقالت رايس، من الصعب أن تثبت الديمقراطية في مكان لم تترسخ فيه من قبل.. لكنني واثقة من انتصار تلك القيم لأنني شاهدت ذلك يحدث من قبل.

وأضافت، وإنني مدركة الى أبعد حد أن هذا ظرف نادر تنسجم فيه العناوين الرئيسية لصحف اليوم مع حكم التاريخ.

وقال دانييل ليفي المحلل السياسي الذي يقيم في واشنطن ويعمل لصالح منظمة سينتشري فاونديشن إن تصريحات رايس تتجاهل الأثر المدمر بشكل مروع لحرب العراق على المجتمع العراقي وانتشار تنظيم القاعدة والذي يرى أنه نتج عن الحرب.

وقال، من الواضح تماما خلال هذه المرحلة أن سوء الإدارة الامريكية للعراق وللمنطقة مثلت دعما قويا لترسيخ وانتشار القاعدة...لقد جعل بوضوح الأمر برمته أكثر صعوبة.

الديمقراطية قادمة لا محالة!

وشددت رايس على أن الديمقراطية قادمة لا محالة إلى العالم العربي رغم العوائق، وذلك بعد مرور عام من وصفها معارك الصيف الماضي في لبنان، بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، بـ مخاض شرق أوسط جديد. بحسب فرانس برس.

ولاحق الفشل ثلاث انتخابات شهدها الشرق الأوسط وبدعم أمريكي، خلال الثلاثة أعوام الماضية: في العراق ولبنان وفلسطين.

ونوّهت رايس في هذا السياق قائلة، من الصعب أن تثبت الديمقراطية في مكان لم تعهده من قبل، ولكني على ثقة أن الفوز سيكون حليف هذه القيم لأنني شهدت هذا مسبقاً.

والتقت وزيرة الخارجية الأمريكية، التي تشارك في المؤتمر الدولي الذي تنظمه فرنسا حول دارفور، بالرئيس نيكولا ساركوزي.

وقامت فرنسا بتنظيم المؤتمر لتسريع عملية نشر القوة المشتركة المكونة من قوات حفظ سلام من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والمؤلفة من قرابة 20 ألف عنصر، في الإقليم الذي شهد مصرع نحو 200 ألف شخص، خلال المواجهات بين فصائل التمرد الأفريقية وحكومة الخرطوم بجانب مليشيات الجنجويد التابعة لها.

وقال وزير الخارجية الفرنسي إن غاية المؤتمر، الذي تشارك فيه القوى العظمى التي لها روابط أو تأثير على السودان، هو تحريك الوضع قليلاً.

وحملت رايس المجتمع الدولي مسؤولية التقاعس عن حل أزمة الإٌقليم الغربي قائلة، شهدت الأوضاع الصعبة والمفجعة التي يعيشها أهل دارفور وسأكون صريحة للغاية.. أعتقد أن الأسرة الدولية لم تف بالتزاماتها هناك.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 28 حزيران/2007 -12/جماد الاخرى/1428