العطلة الصيفية تعيد تشكيل نمط الحياة في امريكا

 

شبكةالنبأ: ان واقع الحياة في الصيف بامريكا مختلف تماما عن بقية فصول العام بسبب الطقس بدون شك ولكن عطلة الطلاب ايضا تعتبر من اهم العوامل التي تعيد تشكيل نمط الحياة في مدن وقرى الولايات المتحدة.

ومن السهل إدراك نهاية العام الدراسي وبداية أجازة الصيف في أمريكا من خلال مظاهر عديدة أهمها سهولة ويسر الحركة المرورية في ساعات الذروة صباحا وبعد الظهر، حيث تختفي الحافلات الصفراء من الشوارع والتي يتكرر توقفها لصعود ونزول تلاميذ المدارس وتتوقف خلفها حركة المرور. كما يمكن أن تلاحظ الفرق بين أوقات الدراسة والعطلة الصيفية بسهولة عند زيارة أي مركز للتسوق (مول) أو عندما تذهب إلى السينما  أو الحدائق العامة مثلا.  كما يمكنك رؤية الوجوه الشابة مع بداية اجازة الصيف يعملون في المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية على اختلاف أنواعها.

وفي تقرير لموقع تقرير واشنطن جرى الاتجاه فيه إلى مجموعة متنوعة من الطلاب الأمريكيين بسؤال رئيسي هو، كيف يقضي الطلاب الأمريكيون أجازة الصيف؟، وكانت الإجابات على الرغم من تشابهها، تحتوي على تنوعات واختلافات شخصية يمكن ملاحظتها من خلال السطور التالية.

أجازة الصيف في سنوات الطفولة

أجازة الصيف في أيام الطفولة لا تعني سوى الاستمتاع بعدم الذهاب إلى المدرسة، هكذا لخص آرون الذي ولد في ولاية ميشيغان ويعيش الآن في مدينة بوسطن ويدرس للحصول على الدكتوراه في دراسات الشرق الأوسط، فكرته عن أجازة الصيف عندما كان طفلا في المدرسة الابتدائية. وأضاف أن الأطفال ينطلقون بمجرد حصولهم على الأجازة لقضاء الوقت في اللعب في ساحات بيوتهم الخلفية، حيث غالبا ما يكون هناك حمام سباحة صغير وبعض الألعاب. ومنهم من يقضي معظم أيام الأسبوع في الحدائق العامة، أو زيارة الأقارب ومشاهدة قنوات الكرتون وألعاب الفيديو. ومنهم من يقضي أسابيع في معسكرات صيفية.

 أجازة الصيف في سن السيارة

ويكون الشغل الشاغل للطلاب الامريكيين في المرحلة الثانوية خلال العطلة الصيفية العمل من أجل شراء السيارة أو المساهمة في شرائها مع الوالدين. ويطلق أندرو موسلوسكي الذي يعمل الآن باحثا في معهد بروكنغز بواشنطن ، على هذا السن سن السيارة. وشراء السيارة بدفع أقساط شهرية من سن 16 سنة في بعض الولايات أمر شائع في الثقافة الأمريكية التي تعتبر اقتناء السيارة  أمرا ضروريا في الحياة وعلامة على انتقال الطالب من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب. ولذلك يحرص معظم طلاب المدارس الثانوية في أمريكا على العمل في عطلة الصيف في  المطاعم والمحال التجارية. وفي المساء وفي عطلة نهاية الأسبوع غالبا ما يتواعد الشباب للذهاب إلى مراكز التسوق وصالات العاب البولينغ والبلياردو والذهاب إلى السينما. ولكن بعض الطلاب يقضون أحد أجازة الصيف في الدراسة والاستعداد لامتحان السات SAT  أو ACT وهي امتحانات مؤهلة للالتحاق بالجامعة.

التنقل والسفر والمعسكرات الصيفية

واعتاد الأمريكيون عبر تاريخهم على التنقل عبر المدن والولايات والأقاليم المختلفة، وأصبحت هذه الظاهرة من الملامح الرئيسية للثقافة الأمريكية، وفي ولاية  فلوريدا، حيث الطقس الحار وموسم الأعاصير في الصيف اعتادت أسرة آدم براون على الانتقال كل صيف للسفر إلى ولايات أمريكية أخرى، ومما يسهل أمر السفر والانتقال الداخلي أن الآسرة يمكنها أن تستقل حافلة كبيرة على هيئة منزل متنقل يوجد بها كافة الأغراض المنزلية، وبالتالي لا يتكلفون نفقة الإقامة في فندق أو منزل تقليدي. سافر آدم مع أسرته إلى العديد من الولايات الأمريكية خلال أجازات الصيف المختلفة.

ومن بين الأمور الشائعة في الثقافة الأمريكية إقامة المعسكرات الصيفية للشباب، والتي غالبا ما تمتد لأسبوع أو أسبوعين، ومن أشهر هذه المعسكرات معسكرات الكتاب المقدس  Bible Campsالتي تديرها الكنائس المحلية. كما توجد معسكرات أخرى  تهدف إلى تعليم الشباب مهارات معينة. أما السفر إلى الخارج فهو محدد بعوامل كثيرة منها الوضع الاقتصادي للأسرة، حيث لا يقدر معظم الطلاب في أمريكا على تحمل نفقات السفر والإقامة في الخارج، وبالتالي فإن هذا النمط من النشاط الصيفي يبقى مقصورا على فئة وطبقة اقتصادية محدودة. وغالبا ما يكون السفر بهدف تعلم لغات أجنبية أو زيارة بلدان أوربية للسياحة. وفي ذات الوقت يستفيد طلاب آخرون من المنح التي تقدمها المؤسسات التعليمية وبرامج التبادل الطلابي في شهور الصيف.

طلاب الجامعات وأجازة الصيف  

وبعد انتهاء فترة المراهقة وسن اقتناء السيارة، يبدأ معظم الطلاب الأمريكيين في التخطيط لمستقبلهم بمجرد التحاقهم بالجامعة، ورغم أنهم يستمتعون بسنوات الدراسة الجامعية، فإن الأجازات الصيفية  غالبا ما تستغل لتحقيق هدف يخدم الدراسة والعمل في المستقبل كما يقول كريس ستون الذي تخرج من كلية الحقوق بجامعة هارفارد ويعمل في الكونغرس الأمريكي. فيبدأ الطلاب في البحث عن منح الدراسة في الخرج والتسجيل لبرامج التبادل الطلابي، بينما يحرص آخرون على العمل كمتدربين في مراكز البحوث والمؤسسات الحكومية والخاصة في الصيف. حيث يكتسبون خبرة عملية تساعدهم كثيرا على إدراك طبيعة سوق العمل وهم لا يزالون طلابا في الجامعة. كما يحصل المتدرب راتب رمزي يساعده على الإقامة والسفر خلال أشهر الصيف. لكن جيلا كامدن طالبة الدكتوراه في جامعة جورجتاون تري أن الطلاب الذين يعملون كمتدربين أو الذين يحصلون على منح للدراسة في الخارج أثناء الصيف لا يمثلون معظم الطلاب في الولايات المتحدة، فهم فئة محدودة لا تعبر عن واقع غالبية الطلاب الأمريكيين. وأضافت أن كثيرا من الطلاب لا يفعلون أي شيء في الصيف سوى البقاء في المنزل أو لعب كرة القدم  أو الذهاب إلى" المول".

الطلاب العرب الأمريكيون في الأجازة الصيفية

هل يختلف الطلاب الأمريكيون من أصل عربي عن نظرائهم من الأمريكيين في الكيفية التي يقضون بها أجازة الصيف؟، وجه هذا السؤال إلى هيام نواس التي تعمل الآن باحثة في أحد الشركات في واشنطن، والتي أجابت قائلة إنه من الصعب إطلاق أحكام عامة حول تشابه أو اختلاف سلوك الطلاب العرب الأمريكيين وزملائهم الأمريكيين. وأضافت قائلة، صحيح إن البعض لا يعمل في الصيف أو يفضل أن يسافر إلى بلد أسرته الأصلية في شهور الصيف، لكن كثير منهم يعملون مثلهم مثل بقية الطلاب الأمريكيين في المطاعم والمقاهي، ويعملون كمتدربين، ويذهبون على المول أو السينما ، ويمارسون الرياضة ...الخ، وألمحت إلى أن ما يميز بعض  الطلاب العرب عن غيرهم أنهم يترددون في  الأجازة الصيفية على مراكز تعلم اللغة العربية أو يحرصون على العمل أو التطوع في معاهد ومركز دراسات الشرق الأوسط. وأشارت على تجربتها الشخصية عندما كانت طالبة في المدرسة الثانوية والجامعة وكانت تعمل طوال أجازة الصيف مثلها مثل معظم الطلاب الأمريكيين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 27 حزيران/2007 -11/جماد الاخرى/1428