المقامرة.. سرطان الحضارة الغربية المتصاعد

 شبكة النبأ: يعج الغرب بصورة عامة باماكن رسمية للفساد والدعارة وغسيل الاموال بصورة غير مباشرة، وتوفرت مع تطور التكنولوجيا امكانات ضخمة لدى مروجي ومستخدمي تلك الاماكن في جذب الزبائن والمستثمرين من كافة انحاء العالم بالطرق الاعتيادية او عبر شبكة الانترنت من خلال شركات خاصة.

وبعد الطفرة التي شهدها سوق القمار الإلكتروني مع ظهور اكثر من الفي موقع يسمح بالقيام بالمراهنات على الالعاب الرياضية عبر بطاقات الائتمان، ودون تحديد سقف للرهانات. اصبح من المستحيل مراقبة هذه النشاطات.

حيث يقول الخبراء في هذا الشان، ان بوسع المصارف والمقامرين مثلاً، تحويل الاموال عبر نظام المصارف الالكترونية الى اي مكان في العالم وحتى الى العاب القمار، دون ان يكون بمقدور احد تعقبها.

واكدت تقارير دولية ان عوائد العاب القمار والميسر بلغت 101 مليار دولار عام 2006، ويتوقع أن تقفز بقوة إلى 144 ملياراً عام 2011 ، مع استمرار النمو المرتفع لهذه النشاطات، والاتجاه العام لنشر مزيد من صالات القمار والملاهي حول العالم.

وتظهر ضخامة عوائد القمار عبر مقارنتها بحجم الاستثمارات التي تم ضخها في مجمل دول العالم النامي عام 2006، والتي بلغت 550 مليار دولار.

وقفزت عوائد القمار في الولايات المتحدة وحدها بمقدار 6.7 في المائة سنوياً، ومن المتوقع أن تبلغ عام 2011 قرابة 79.6 مليار دولار، علماً أنها بلغت عام 2006 أكثر من 87.5 مليار دولار. بحسب الـCNN.

أما منطقة آسيا والباسيفيك، فستزداد فيها عوائد الميسر بمعدل 15.7 في المائة، حتى تصل إلى 30 مليار دولار عام 2011 مقارنة بحوالي 14.6 مليار دولار عام 2006، مما سيجعلها ثاني أكبر سوق عالمية لهذه الألعاب.

اما اقل المناطق التي ستشهد زيادة في أرباح ألعاب القمار المرخصة، فهي أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، حيث لن ترتفع العوائد المقدرة حالياً بزهاء 25.2 مليار دولار، إلا بمقدار 1.9 في المائة بحلول العام 2011، أي ستصل إلى 27.8 مليار دولار.

في حين ستبلغ العوائد في كندا بمفردها 5.9 مليار دولارا، بينما لن تتجاوز 495 مليون دولار في قارة أمريكا الجنوبية بأسرها، وفق التقرير الذي أعدته هيئة برايس ووتر هاوس كوبر، وفقا لأسوشيتد برس.

ولفت التقرير إلى أن صرامة القوانين والأنظمة الجديدة المقيدة لنشاطات القمار في الولايات المتحدة ستؤثر في نمو القطاع، إلى جانب القرارات المماثلة المتعلقة بحظر عمليات المراهنة الإلكترونية عبر الحدود.

ويذكر أن الرئيس الأمريكي جورج بوش كان قد أعلن في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حظر جميع أشكال القمار والمراهنات عبر شبكة الإنترنت، كما وحظر تعامل المصارف مع هذا النوع من الرهانات.

وجاء قرار بوش بعد الطفرة التي شهدها سوق القمار الإلكتروني، مع ظهور أكثر من ألفي موقع يسمح بالقيام بالمراهنات على الألعاب الرياضية مستخدمين بطاقات الائتمان، ودون تحديد سقف للرهانات.

12 مليار دولار حجم القمار الإلكتروني والقانون يحظره

من جهة اخرى أعلن هواة ألعاب القمار في الولايات المتحدة، عن عزمهم تحدي قانون حظر ألعاب القمار على شبكة الإنترنت، وذلك عبر الالتفاف عليه واستعمال وسائط بنكية من خارج حدود البلاد، تسمح لهم بالاستمرار في ممارسة هذه الهواية.

وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد أجاز قانوناً، تم بموجبه حظر جميع أشكال القمار والمراهنات عبر شبكة الإنترنت، كما وحظر تعامل المصارف مع هذا النوع من الرهانات. بحسب الـCNN.

القانون الذي سبب إرباكاً كبيراً في أوساط أقطاب تلك الصناعة التي تدر على أصحابها 12 مليار دولار سنوياً، كانت له انعكاساته في البورصات العالمية، حيث شهدت بورصة لندن ترنحاً لأسهم الشركات التي تدير تلك الأعمال.

وجاء قرار بوش بعد الطفرة التي شهدها سوق القمار الإلكتروني، مع ظهور أكثر من ألفي موقع يسمح بالقيام بالمراهنات على الألعاب الرياضية عبر بطاقات الائتمان، ودون تحديد سقف للرهانات.

ولكن الخبراء الماليين قللوا من قوة هذا القانون الرادعة، مشيرين إلى وجود العديد من الثغرات التي يستطيع عبرها المقامرون ممارسة هوايتهم، ويمكن للمصارف النفاذ من خلالها لتمويل هذه النشاطات. وشرح أحد الخبراء أن بوسع المصارف والمقامرين مثلاً، تحويل الأموال عبر نظام المصارف الإلكترونية إلى أي مكان في العالم وحتى إلى ألعاب القمار، دون أن يكون بمقدور أحد تعقبها.

العاصمة السياحية نيويورك أم لاس فيغاس؟ 

وشهدت الاعوام الماضية اقبال اعداد قياسية من السياح على زيارة نيويورك ولاس فيغاس.

ففي عام 2006 استقبلت نيويورك 44 مليون زائر اما عاصمة نوادي القمار في صحراء نيفادا فقد زارها 38،9 مليون شخص. ولكن رغم هذه الارقام الضخمة يبدو انه لا يزال هناك امكان للنمو امام المدينتين في قطاع السياحة. بحسب وكالة د ب أ.

واعدت المدينتان خططا طموحة بهدف تشجيع المزيد من السياح على تمضية الوقت فيهما وذلك بضخ استثمارات ضخمة في الفنادق الجديدة وعناصر الجذب لدى كل منهما.

والهدف الرئيسي لكلتا المدينتين من وراء كل ذلك هو ان تصبح العاصمة السياحية للولايات المتحدة وبالنظر لاعداد الزائرين يبدو ان لاس فيغاس لديها مؤهلات افضل للفوز باللقب، حيث ان مفتاح الفوز هو زيادة عدد الفنادق بأعلى نسبة اشغال ممكنة.

وتمتلك لاس فيغاس الطموح الاكبر كما تمتلك ايضا افضل الفرص في هذا الصدد. ويبلغ عدد الغرف الفندقية في لاس فيغاس وحولها 133 الف غرفة وينتظر ان يضاف اليها 38 الف غرفة اخرى خلال الاعوام الثلاثة المقبلة.

ويقول روسي رالينكوتر الذي كان يتحدث خلال معرض السفر والسياحة في اناهيم بولاية كاليفورنيا: 'بحلول عام 2015 ربما يكون لدينا 200 الف (غرفة فندقية) وما بين 53 و55 مليون زائر'.

اما نيويورك فهي حتى لا تفكر في هذا الاتجاه على الرغم من ان هناك نموا في اعداد الغرف الفندقية.

85 ألف غرفة فندقية

وقال كريس هيوو من مكتب السياحة في نيويورك خلال المعرض ان عدد الغرف الفندقية في

المدينة يبلغ حاليا 72150 غرفة ومن المتوقع ان يصل الى 85 الف غرفة بحلول عام 2010.

ولكن على عكس لاس فيغاس، حيث تخصص معظم الاشياء وتصمم بناء على احتياجات الزائرين فإن من يذهبون الى نيويورك التي تقع على ضفة نهر هادسون يجدون انفسهم محاطين بملايين المقيمين.

ويفسر هذا السبب في ان بناء فندق يضم 3000 غرفة في موقع جيد امر غير سهل في نيويورك، كما فعلت لاس فيغاس هذا العام ببناء فندق بالازو. والامر ببساطة هو انه ليست هناك مساحة كافية في نيويورك لاقامة مشروع ضخم مثل فندق بالازو ناهيك عن اقامة ستة فنادق مماثلة.

طموح نيويورك

وحددت نيويورك لنفسها هدفا جديدا هو جذب 50 مليون زائر سنويا بحلول عام 2010. واذا تحقق هذا فإن 'التفاحة الكبيرة' ستتمكن من الاستمرار في التغطية على منافستها في نيفادا لفترة اطول.

ولكي تحقق هذا الهدف اطلقت صناعة السياحة في نيويورك حملة تسويق كبيرة في الخارج وفتحت مكاتب لها في خمس مدن اوروبية.

وعلاوة على ذلك سيتم التركيز بشكل اكبر على الفنادق وعناصر الجذب في الضواحي فيما وراء مانهاتن مثل كوينز وبرونكس وبروكلين وستاتن ايلاند.

ولكن الاعداد ليست الطريقة الوحيدة لتحديد قبلة السياح الاولى في الولايات المتحدة فصورة المدينة تلعب دورا في هذا الاطار.

ويعتقد هيوود ان نيويورك تتفوق على لاس فيغاس في هذا الجانب ويقول ان نيويورك وجهة ثقافية متنوعة. زوارنا يمكنهم الذهاب الى المسارح الموسيقية في برودواي او الى معرض في احد المتاحف الكبرى.

وعلى الجانب الآخر تستطيع لاس فيغاس ان تغير صورتها بزيادة الخيارات المتاحة من الفنادق واندية القمار.

وقال رالينكوتر: خلال الستينات والسبعينات (من القرن الماضي) كنا وجهة للمقامرين اما اليوم فنحن اكثر من ذلك بكثير.

واضاف ان لاس فيغاس نجحت في جعل نفسها مقصدا لعقد المؤتمرات،نتلقى بالفعل طلبات لحجز اماكن لاقامة مؤتمرات خلال عامي 2023 و2024.

وعندما يصف لاس فيغاس يستخدم رالينكوتر عبارة، وجهة البالغين. ويقول ان المدينة هي المكان الذي يستطيع الجميع ان يرتدي ملابس جيمس بوند فيه ويمضي الليل في الحفلات ثم يطلب طعام الافطار في الساعة السابعة من مساء اليوم التالي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 26 حزيران/2007 -10/جماد الاخرى/1428