التسليح الأمريكي والتسليح المضاد لجماعات في العراق

 شبكة النبأ: فيما تستمر التقارير التي تؤكد قيام الجيش الامريكي بتسليح عشائر سنية بهدف معلن هو محاربة تنظيم القاعدة يستمر مكتب رئيس الوزراء العراقي باصدار البيانات التي تؤكد على وجوب حصر تسليح القوى الشعبية من قبل الدولة لا غير.

وقال محللون لـ(شبكة النبأ)، ان التساؤلات المطروحة في الشارع العراقي تدعو الى توضيح حدود عملية التسليح هذه، وكيفية السيطرة على تدفق الاسلحة لأيدي كانت ولا تزال تنكر العملية السياسية الجارية في العراق وتريد العودة بالبلد الى المربع الاول، بل ان قسم كبير من الفصائل المسلحة التي تناهض القاعدة الان تريد العودة بالامور في العراق الى ما قبل 9/4/2003 حيث سيطرة البعث البائد الشوفينية الديكتاتورية، هذا اذا لم تتسرب تلك الاسلحة لتنظيم القاعدة حيث هناك مجاميع مسلحة مزدوجة التعامل والاتصال ولا يهمها سوى الربح المادي فقط.

اضافة الى ذلك فان الشعب العراقي الذي طالما نادى الكثيرون منه بوجوب بقاء المحتل حتى بناء الاجهزة الامنية الكفوءة، اصبح اليوم ينادي بخروج القوات الامريكية فورا لانها اصبحت جزءا من المشكلة في العراق وليست جزءا من الحل من خلال التخبط الواضح على الارض، وتشديد القيود على الحكومة العراقية مع مطالبتها بتنفيذ واجبات مهمة في نفس الوقت.

واضاف المحللون، لعل اشد ما يقلق العراقيين هو قدوم الامريكان على صناعة ميليشيات سنّية قد توجه الاسلحة الى الحكومة والشعب العراقي في اية لحظة، وهو ما سيكون بادرة لحرب اهلية واسعة النطاق اذا ما تعثر الاتفاق مع هذه الفصائل، في حين ستنأى وكعادتها القوات الامريكية عن المواجهة القاسية، وتلقي باللوم مجددا على حكومة المالكي المقيدة والعاجزة عن اي عمل كبير في ظل سيطرة القوات الامريكية على الاجهزة الامنية العراقية. ولعل الاخطر من كل ذلك ان تكون عمليات التسليح المفتوحة هي مقدمة لحرب عراقية عراقية بالوكالة عن حروب اقليمية ودولية كما يحصل الان في غزة.

وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي إن رئيس الوزراء نوري المالكي شكل لجنة مركزية عليا للإشراف على عملية تسليح العشائر وإسنادها بطريقة منظمة ومدروسة.

وقال البيان الذي نقلته ( اصوات العراق ) ان، العديد من وسائل الإعلام مؤخرا أشارت إلى وجود موقف سلبي من قبل الحكومة تجاه مسألة دعم وتسليح العشائر العراقية التي تخوض صراعا بطوليا ضد تنظيم القاعدة والإرهابيين.

وياتي هذا الاجراء من قبل الحكومة بعد نشر تقارير تحدثت عن رفض المالكي قيام الجيش الامريكي بتسليح عشائر عراقية حيث وصف المالكي هذا الاجراء بانه اجراء خاطيء قد يؤدي الى بروز مليشيا جديدة.

وكان الجيش الامريكي قد دعم تجمعا للعشائر في محافظة الانبار الغربية وباشراف الحكومة العراقية من اجل الوقوف والتصدي لافراد تتنظيم القاعدة وانهاء تواجدهم في هذا الاقليم.

 واضاف البيان، يبدو إن هناك من أساء فهم تصريح سابق للسيد رئيس الوزراء، إما نتيجة لعدم توفر المعلومة الصحيحة أو لموقف غرضي يتبنى رؤية سلبية تجاه كل ما يحصل في العراق.

واوضح ان المالكي كان المبادر في اتباع سياسة دعم العشائر العراقية في كافة المدن والمناطق، ولاسيما تلك التي تشهد نشاطا للإرهابيين والخارجين على القانون.

وذكر انه روعي عبر قنوات وأليات متعددة عملية دعم وإسناد العشائر وإفساح المجال أمامها لتأخذ دورها في هذه المواجهة الوطنية الكبرى.

واضاف البيان ان الحكومة لا تخشى تسليح العشائر لكنها تخشى (الفوضى وعدم الانضباط) وظهور ميليشيا جديدة ، لكنه اشترط ان يكون كل نشاط  تحت السيادة العراقية وباشراف من الحكومة وفي اطار وطني عام.

ورفض البيان ان يكون طرح مثل هذا المشروع في اطار ما اسماه عشائر سنية في مقابل عشائر شيعية وغير ذلك من عناوين تسيء الى وحدة الصف العراقي.

وحذر في الوقت نفسه من السماح للعناصر الدخيلة أو المتحالفة مع الإرهاب الاستفادة من هذا الدعم والحصول على السلاح لضرب أبنائنا في الجيش والشرطة أو الاستمرار في ترويع المواطنين أو المضي في الأعمال التخريبية التي تعيق استكمال بناء مؤسسات الدولة وإيصال الخدمات إلى  المواطنين.

وكشف عن وجود معلومات متضافرة لدى الأجهزة الأمنية عن، تخطيط هؤلاء للتسلل عبر هذا المجهود للوصول الى اهدافهم.  

واشنطن لا تسلح متمردين!

من جهة اخرى اكد المسؤول العسكري الثاني عن الجيش الاميركي في العراق الجنرال رايموند اوديرنو الجمعة ان الجيش الاميركي لا يقدم اسلحة الى متمردين لمحاربة القاعدة حتى وان كان اقام اتصالات مع البعض منهم.

وقال في مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من العراق، اريد ان يكون الامر واضحا. نحن لا نسلح هذه المجموعات. لقد سلحنا حراس رئيس بلدية مدينة لانه كان مهددا وباستثناء ذلك لم نعط اسلحة الى مجموعات متمردة. بحسب فرانس برس.

واشار الى ان المتمردين ليسوا في حاجة الى مساعدة الاميركيين للحصول على اسلحة لكنه يأمل ان يستخدم هذا السلاح ضد القاعدة.

واوضح، لديهم الكثير من السلاح (..) وآمل ان تستخدم هذه الاسلحة ضد القاعدة وليس ضد قوات التحالف وقوات الامن العراقية.

وفي نهاية ايار/مايو اشار الجنرال اوديرنو الى وجود اتصالات غير رسمية ميدانيا بين ضباط اميركيين ومتمردين يحاربون القاعدة وانه يأمل في زيادة هذه الاتصالات لتسهيل المصالحة الوطنية بين العراقيين.

وقدر نسبة المتمردين الراغبين في المشاركة في هذه المصالحة بـ80 بالمئة سواء بين انصار جيش المهدي الشيعي او المسلحين السنة.

كتائب ثورة العشرين تقاتل ضد القاعدة في ديالى 

وقال جنرال أمريكى فى الفرقة 25 مشاة الامريكية التي تتخذ من ديالى مقرا لعملياتها، الجمعة، إن عناصر كتائب ثورة العشرين تقاتل بجانب القوات الأمنية ضد عناصر القاعدة فى العملية العسكرية التى تجرى منذ الثلاثاء الماضى فى محافظة ديالى، فيما أكدت مصادر عسكرية عراقية أن بعض قياديي القاعدة فروا الى مناطق مجاورة.

وقال الجنرال مياك بدناريك في مؤتمر صحفي في محافظة ديالى ان "القوات الأمريكية والعراقية تلقى قتالا ضاريا من المسلحين من عناصر تنظيم القاعدة، وان الجيش الامريكي يخوض غمار مواجهات مسلحة عنيفة مع المسلحين في العملية التي اطلقت فجر الثلاثاء الماضي، بحسب وكالة اصوات العراق.

وتشهد مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى عملية أمنية يشارك فيها اكثر من عشرة الاف جندى عراقى وامريكى اطلق عليها إسم ( السهم الخارق) لتعقب عناصر القاعدة والجماعات المسلحة.

ونجم عن هذه العملية ، بحسب مصادر عسكرية عراقية ، مقتل 51 مسلحا من تنظيم القاعدة والاستيلاء على كميات مختلفة من الأسلحة.

وقال الجنرال الامريكي إن "عناصر كتائب ثورة  العشرين المنشقة عن تنظيم القاعدة تقاتل ضد مقاتلي ومسلحى القاعدة في العملية الأمنية في ديالى، وهذه الجماعة تقاتل مع القوات الامنية لطرد القاعدة من عموم مدنها التي سيطرت عليها."

كانت صحيفة "نيويوك تايمز" الامريكية كشفت  في تقرير لها الثلاثاء الماضى عن مشاركة عناصر من كتائب ثورة العشرين، وهي فصيل سني مسلح يناهض القوات الأميركية والحكومة العراقية، في الهجوم ضد تنظيم القاعدة جنباً إلى جنب مع القوات الأميركية والعراقية التي بدأت حملة عسكرية واسعة على ما يسمى بدولة العراق الإسلامية التي تعد محافظة ديالى من أبرز معاقلها.

خفض القوات في الربيع القادم

وقال قائد امريكي كبير ان الامر قد يستغرق حتى الربيع القادم قبل ان تستطيع القوات الامريكية في العراق تسليم المناطق التي كسبتها في احدث هجوم لها الى القوات العراقية والبدء في تقليص انتشارها.

واضاف اللفتنانت جنرال راي اوديرنو القائد الامريكي للعمليات اليومية في العراق ان ايران تبدو قد عززت الدعم والتدريب لجماعات الميليشيا الشيعية في العراق في الشهور القليلة الماضية. بحسب رويترز.

وقال ان الولايات المتحدة لا تسلح جماعات مسؤولة عن هجمات للمتمردين كي تقاتل تنظيم القاعدة ولكنه دافع عن العمل مع تلك الجماعات في بعض المناطق.

وشنت القوات الامريكية والعراقية الاسبوع الماضي ما وصفه القادة بأنه جهد رئيسي للقضاء على مقاتلي القاعدة ومصانع القنابل الخاصة بهم من خلال هجمات منسقة في مناطق متعددة حول بغداد.

 أسلحة إيرانية مازالت تتدفق على العراق

وقال قائد أمريكي كبير إن أسلحة مهربة ومتفجرات فتاكة مازالت تأتي إلى العراق من إيران المجاورة وتواصل قتل جنود أمريكيين.

وقال الميجر جنرال ريك لينش لرويترز في مقابلة "لم يحدث تغيير. إنها حالة مازالت مستقرة نسبيا. هذا التدفق من جانب الإيرانيين الى العراق مازال يحدث."

وتتهم الولايات المتحدة عدوها القديم بدعم المتشددين في العراق وهو اتهام تنفيه طهران وتمارس ضغوطا عليها لوقف التدخل.

وعقد سفيرا البلدين محادثات مباشرة نادرة في بغداد يوم 29 مايو ايار لبحث الأمن في العراق. لكن لينش قال إنه سيكون أمرا يتنافى مع الواقع ان تتوقع تغييرات على الارض خلال مثل هذه الفترة القصيرة.

وقال وهو يشير إلى مقذوفات خارقة للدروع تحدث آثارا فتاكة ضد المدرعات الامريكية "ما أحاول عمله هو التمسك بالحقائق. وأنا أعلم انه داخل ميدان المعركة الذي أعمل فيه توجد ذخائر تحمل علامات ايرانية واضحة وأنا افقد الكثير من جنودي بسبب هذه المقذوفات الخارقة للدروع.

وقال، من الواضح أن تكنولوجيا المقذوفات الخارقة للدروع والذخائر تأتي من ايران. ويجب أن نوقف ذلك.

وتولى لينش قيادة العمليات للتو في محافظة واسط في جنوب شرق البلاد. وتشترك في حدود تمتد 240 كيلومترا مع ايران وتم جلب 3000 جندي من جورجيا لوقف تدفق الأسلحة والذخيرة التي تشق طريقها من خلال واسط الى بغداد.

ورغم ان الحدود طويلة فإنه توجد بضعة أماكن يمكن منها أن تعبر شاحنة وهو ما يجعله واثقا من النجاح الآن من انه سيتم نشر أفراد في نقاط تفتيش بطريقة مناسبة.

وقال، الآن بعد ان أصبح لدينا وحدات إضافية على الأرض فإن هذا يعطينا القدرة على توجيه العمليات التي لم يكن بمقدرونا القيام بها من قبل لأنه لم تكن لدينا القوات المتاحة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد24 حزيران/2007 -8/جماد الاخرى/1428