تمهيدا للحرب الاهلية: امريكا تصنع مليشيات... وتحارب اخرى!؟

 شبكة النبأ: من خلال ما يتواتر هذه الايام من تقارير عن دعم القوات الامريكية للمسلحين السنّة بالسلاح والعتاد لم تعد خطة بغداد الامنية تمثل مصدر الامل الحقيقي في استعادة الامن في المناطق المضطربة بالعاصمة ولا في محافظات اخرى مثل ديالى وتكريت، حيث ينشط مقاتلو القاعدة ومن يتعاون معها من الجماعات المسلحة.

ويبدو ان القوات الامريكية اخذت تتبنى انعطافة حرجة في استراتيجيتها العسكرية من خلال  جعل الفصائل السنية المسلحة دروع تحتمي بها من هجمات القاعدة، وكذلك الامر بالنسبة لمواجهة نفوذ الشيعة وواجهتهم العسكرية جيش المهدي، حيث ان الاهالي في مناطق مختلطة بجنوب بغداد شكوا منذ مدة ليست بالقصيرة من تعاون خفي بين الجيش الامريكي ومجموعات مسلحة تنشر الرعب والقتل في مناطق الشيعة، واتهم الاهالي القوات الامريكية بتقديم الدعم العسكري وحتى المالي للمتمردين.

ولا يمثل هذا الامر اكتشافا جديدا فقد عاودت الجماعات المسلحة شن عملياتها ضد المدنيين والموظفين الحكوميين العراقيين، بما في ذلك قوات الشرطة والجيش، كما عادت الجثث المجهولة الهوية الى الظهور في بغداد وغيرها، ولم ترجع العوائل المهجرة لأسباب طائفية الى بيوتها.

ان تعاون القوات الامريكية مع المسلحين السنة الذين انفصلوا عن القاعدة دليل عملي غير معلن على تراجع الخطة الامنية عن تحقيق اهدافها، كما انه تهديد جدي اذا ما بدأ انسحاب امريكي من العراق حيث ستدخل هذه الميليشات الجديدة في حرب ضروس مع الشيعة اذا ما تواصل التدحرج الحالي نحو هاوية الحرب الاهلية الشاملة.

وحسب القاعدة التقليدية، يفترض ان عدو عدوي صديقي. فقد اكتشف العديد من الجماعات المسلحة السنية ان القاعدة عدو لها كما هي عدو للامريكان وللحكومة العراقية، في نفس الوقت، وبالتالي فان الاصطفاف الى جانب القاعدة ليس من صالح الاهداف التي تتحدث عنها هذه الجماعات، باستثناء هدف اخراج قوات الاحتلال من العراق.

لكن هذه القاعدة لا تشتغل على ارض صلبة. فالاستراتيجية الجديدة لم تخل من نقاط ضعف، او اعباء جديدة، اشار اليها المعنيون من مدنيين وعسكريين.

الجيش الأمريكي يدعم المسلحين السنة

واعلن الجيش الأمريكي ان ما لا يقل عن 130 من زعماء العشائر في محافظة صلاح الدين (شمال) معقل الرئيس السابق صدام ، قرروا محاربة تنظيم القاعدة والمجموعات الارهابية في المنطقة، بالتعاون مع المحافظة. بحسب تقرير لـ(الوطن) الكويتية.

واوضح بيان للجيش: ان هذا الاتفاق التاريخي حدث في معقل الرئيس السابق وكل هؤلاء الشيوخ اكدوا دعم الحكومة المحلية في محاربة القاعدة.

واضاف، ان اللقاء بين شيوخ العشائر عقد في تكريت حيث تمت مناقشة مسائل الدفاع عن محافظة صلاح الدين بمواجهة تنظيم القاعدة والجماعات الارهابية الاخرى.

وترأس الاجتماع المحافظ حمود الشكطي بحضور نائبه عبد الله حسين محمود بالاضافة الى قائد الشرطة ومسؤولين اداريين وعسكريين في المحافظة.

ونقل البيان عن الشكطي قوله ان الخطوات الامنية التي تتخذها العشائر في المحافظة تحظى بمباركة قائد الشرطة والمحافظ ووجهاء تكريت.

واكد اللفتنانت كولونيل مارك ادموند، قائد الجيش الأمريكي في المنطقة، ان المجلس الجديد تعهد تحويل كلامه الى افعال (...) وكذلك التزمت قيادة المحافظة من جانبها محاربة الارهاب.

واضاف، ان عشائر العرب السنة حققت نجاحات في الحاق الهزيمة بالقاعدة في الانبار (غرب) وآن الاوان للسيطرة عليها في محافظة صلاح الدين.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز ذكرت  ان بعض قادة الجيش الأمريكي في العراق اقروا خطة جديدة تقضي بتسليح مجموعات من العرب السنة تعهدت محاربة مسلحي القاعدة.

ونقلت الصحيفة عن ضباط أمريكيين دون ذكر اسمائهم ان هذه الخطة اثبتت نجاحها بعد اختبارها في محافظة الانبار (غرب)، موضحة ان عددا من الضباط اجروا محادثات مع مجموعات من العرب السنة في اربعة اماكن خصوصا في وسط العراق وشمال وسطه حيث ينشط المسلحون.

ونقلت الصحيفة عن ضباط كبار قولهم انه يشتبه بان بعض هذه المجموعات كانت متورطة بهجمات ضد الجنود الأمريكيين سابقا او على علاقة بمجموعات مماثلة.

واكدت تزويد بعض هذه المجموعات بالسلاح والذخيرة والمعدات من خلال وحدات تابعة للجيش العراقي تعمل بالتنسيق مع الجيش الأمريكي.

وقال بعض الضباط الأمريكيين الذين اجروا مفاوضات مع هذه المجموعات ان بعضها كان على علاقة بتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين لكنهم رفضوا تشدد القاعدة وخصوصا عملياتها الانتحارية التي اودت بحياة الالاف من المدنيين العراقيين.

لكن نيويورك تايمز تعتبر ان هذه المجموعات وافقت على محاربة القاعدة ووقف الهجمات التي تستهدف القوات الأمريكية بسبب الدعم الأمريكي.

وقال بعض الضباط الأمريكيين للصحيفة،في بعض الاحيان كانت المجموعات السنية تحذرنا من العبوات الناسفة على جوانب الطرق والاماكن المفخخة.

لكن منتقدي هذه الاستراتيجية يرون انها يمكن ان تؤدي الى قيام الولايات المتحدة بتسليح مجموعات من الجانبين في حرب اهلية مقبلة.

واشاروا ايضا الى خطر استخدام هذه الاسلحة ضد الشيعة، حسبما ذكرت الصحيفة نفسها التي تحدثت عن امكانية استخدام هذه المجموعات السلاح ضد القوات الأمريكية نفسها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 13 حزيران/2007 -25/جمادي الأول/1428