استحضار إبليس..... وخطوات الشيطان

  يحيى الشيخ زامل

 في أيام سالفة وأثناء بحثي في الكتب الروحانية والفلكية تعرفت على الكثير من أرباب هذه الحرفة المشئومة وسمعت الكثير من قصص (المتسحضرين والكشافين وفتاحي الفأل)، ومنها أن أحدهم أراد استحضار (إبليس) ليجعله (في ضنه) في خدمته،وفعلاً طبق كل ما جاء في كتاب قديم عثر عليه لاستحضار(ملك الشياطين) من عزيمة وبخور ورصد وشروط كثيرة أخرى، وظهر له في آخر الخلوة مخلوق قصير القامة بشع ومخيف، وأستجمع صاحبنا شجاعته وسأله: هل أنت إبليس، طبعاً ضحك ذلك المخلوق البشع وأجابه: أنا خادم من خدام إبليس، فإذا أردت مشاهدة إبليس وتكون من جنوده، فأذهب إلى الصحراء في المكان (الفلاني) وهناك أعمل تسعة وتسعين دائرة وتكتب في كل دائرة أسماً من أسماء الله الحسنى وتقفز عليها وتدوسها ! برجليك (حاشا لله ولأسمائه) وعندما تنتهي تجد نفسك أمامه ويحقق لك كل ما تريد.

 ذهب صاحبنا إلى المكان المنشود وعمل كل ما قال له ذلك المخلوق البشع لأنه كان مصراً على أن ينال المناصب العالية مهما كلف الأمر، وحالما أنتهى من القفز من الدائرة الأخيرة وجد نفسه في مكان كبير غير عالمنا هذا، ووجد مخلوقات كثيرة متوحشة وبشعة على صنوف الحيوانات المفترسة (الزاحفة والطائرة والماشية) وهم جالسون أمام مسرح كبير وفوق المسرح كان هناك كرسي كبير وفوقه شيخ هرم تكاد لحيته تلامس الأرض، فقال له ذلك الشيخ: أقترب.....هل تريد أن تكون من خدامي......فقال له صاحبنا وقد أصابه الخوف:...... نـ.....عـ....م، فبصق ذلك الشيخ (وطبعاً كان هو إبليس) عليه،وقال له: كل هؤلاء (وأشار إلى المخلوقات البشعة) في خدمتك ومهما تريد تحصل عليه في هذه الدنيا، ولكن لا! تفكر في يوما ما في توبة أو رحمة من الله أو شفقة على الناس أو شفاعة من الأنبياء أو الأوصياء لأنك صرت من جنودي و تابعاً لي.

 تذكرنا هذه القصة بما يجري هذه الأيام في العراق وخاصة بعض سقوط (اللانظام) ودخول التنظيمات التي كان أول قولها أنه تقاتل قوات الاحتلال وتريد تحرير أرض المسلمين من الغزو الصليبي الكافر ثم لتتحول باستهدافها إلى قوات الشرطة والحرس الوطني لكونهم أعوان الاحتلال الكافر، ثم لتستهدف كل موظف يعمل في دوائر ومؤسسات الدولة لكسب قوته بصفته من موظفي الاحتلال ومساعداً لاستمراره، ثم باستهداف الأسواق والأماكن العامة و(مساطر العمالة) والمراقد الدينية لكونه يساهم في أخلال الأمن ونشر الفوضى والذعر بين الآمنين، ثم بقتل الشيعة لكونهم روافض ومشركين وهم من أتى بالاحتلال، ثم بقتل وذبح السنّة لكونهم مرتدين ومتوحدين مع إخوانهم الشيعة في التجارة والزواج والعمل..... وكل هذا بقتل أنفسهم بعمليات انتحارية يقوم بها خائبين ويائسين يستقدمونهم في مكاتب لاستيراد وتصدير المجاهدين إلى أرض العراق وكأن الجهاد والجنة لها ممراً واحداً هو العراق.

ما أشبه هؤلاء المنتحرين بصاحبنا الذي ضحى بكل شيء من اجل أرضاء إبليس شيخ الجاحدين، وما أشبه إبليس هذا برؤوس الظلال والمنافقين الذين يسوقون هؤلاء المظللين المساكين إلى حتوفهم بجنة زائفة ووعود ساذجة سالفة بالية كبلي كتاب صاحبنا الذي أو صلته خطوات الشيطان إلى هذه النتيجة البائسة، فكان كما تقول العرب:........ (أضل من ضب).

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 22 حزيران/2007 -6/جماد الاخرى/1428