![](image/86.jpg)
شبكة النبأ:
*هل تشعر بانك حر بما يكفي لإحترام حرية
الآخرين؟.
*هل انت متاكد بان حريتك لا تدخل في مربع
معين مغلق الاضلاع؟.
*هل تعتبر ان حريتك هي مثال طيب وتبغي ان
تكون جميع الحريات على غرارها؟.
*هل ترى بأنك تمتلك من الحرية قدرا يتيح لك
ان تقدم للمجتمع شئ نافع؟.
*وهل تفكر بان حريتك تحتفظ بوشائج سليمة مع
كل ماهو خير في الحياة؟.
في عموم النظريات الانسانية والاطروحات فضلا عن الدين مهما كان وفي
أي زمان كلها ترى بان الحرية من سماة الكائن البشري وهي لصيقة به
تكوينيا، ولكن هذه الحرية في حقيقة الامر تتعايش مع حريات اخرى فهل يعد
هذا التزاحم قتلا للحرية؟.
سؤال طرح على مدى العصور وتفاوتت عليه الاجابات السلوكية والفعلية
على ارض الواقع بغض النظر عما اوضحت تلك الاطروحات الاخلاقية او
الديانات.
والحقيقة ان الحرية بشكلها ومضمونها الاشمل انما هي الحرية العامة
وان كانت روافدها تتشكل من الحريات الفردية، أي ان انموذجها في الغالب
هو انموذج فردي في البدء ثم ينتشر ويتكاثر على انساق متنوعة لكنها
متشابهة في الخطوط الرئيسية.
وبما انها انموذج خيّر، فان جانب الشر المتمثل بالوجه الاجتماعي
والسياسي المتخلف سيتصدى لها بما يمتلك من ادوات في ساحة الصراع، وذلك
بكونها تهدف الى تجديد الحياة.
فمن هم الذين سيقفون في المعسكر المقابل، لا شك بان القوى التي
يستطيع الشر ان يحشدها كبيرة بما فيه الكفاية لتحجيم التجديد، وقتل
فاعليته، ما لم يجري تطوير وزيادة رقعة الحرية النموذج.
عند هذه النقطة بالذات نعود الى التثقيف كوسيلة فعالة وذلك بالنظر
الى الحرية بمنظار جديد منظار ان الحرية العامة هي المحصلة النهائية أي
انها هي الحرية الحقيقية فلا يستطيع احد من الناس ان يتصور نفسه حرا
دونما ان تتفاعل حريته مع المحيط الاجتماعي وذلك بكون المجتمع مرآة
الفرد وهذا يعني انه لا يستطيع ان يرى نفسه أي انه لا يرى نفسه كفرادة
او كتميز، وتبدو بعد ذلك الحرية المزعومة مثل نبتة لا ارض لها او انها
في غير محيطها المناسب.
ولذا فاننا نرى مثلا من اعتادوا العيش في اوربا يجلبهم في بعض
الاحيان شوقهم الى العودة لبلادهم الاصلية لكنهم سرعان ما يعودون الى
اوربا لنفس السبب وذلك لكون حريتهم المكتسبة من المحيط الاوربي لا تنمو
في اجواء البلاد الاصلية لهم، وتحت ضغط هذه الاشكالية فانهم يقررون
المكوث في تلك البلاد ربما الى الابد.
فالاوربي الاصيل يمارس حريته بشكل طبيعي ضمن حرية عامة، لا تتعارض
في الخطوط الرئيسية وان تنوعت، وهي ايضا في محيط وارض خصبة لتنامي تلك
الحرية.
واذا يجب ان يكون الشعار في التثقيف: حرية الفرد مربوطة بحرية اخيه.
فمتى ما كانت حرية افراد المجتمع ذات سعة، تفاعلت الحرية الفردية
بسعة موازية وبنسق طردي.
الاجابات التي حصلنا عليها من الطبقة المثقفة من كتّاب وصحفيين
وادباء، دللت لدينا ان الطبقة المتنورة تدرك بشكل كبير اهمية الحرية
العامة كهدف لأي تثقيف، وهي النقطة العليا التي يزمع الوصول اليها.
*فقد قال الصحفي الشاب عصام حاكم: هناك قراءات متعددة للحرية
الذاتية بيد ان القراءة للحرية تاتي في فضاء التجربة الذاتية الناضجة
وهي التي تمنح الحرية العامة زلال مائها، كرافد معطي ومتفاعل، وهي التي
يمكنها ان تتعايش مع الحريات الاخرى.
*الاعلامي ميثم رزوقي الصواف يقول: من خصائص الانسان ان يعيش الحرية
ويتنفسها وهي كرامة من الله لعباده، واذا حصل الانسان على حريته يمكن
ان يبدع في الحياة، وبحالة كبت تلك الحرية يبدأ مضمحلا في عطاءه ولا
يساهم بالتجديد، وللحرية حدود تنتهى عند حدود حريات الاخرين في نطاقهم
الاجتماعي بما يختزن من معتقدات او ثقافة صالحة.
*صباح جاسم وهو اعلامي يقول: تقرأ الحرية بامتلاك الفرد القدرة على
التعبير عن الرأي والمعتقد دون ضغوط قسرية، وفق المفاهيم الاخلاقية
والانسانية، وكذلك القدرة على فعل ما يراه ضروريا لنفسه او للمجتمع ولا
يضر بحريات الاخرين. ولكنها تبقى في المجتمعات الحديثة تدور حيث دارت
السياسة والسلطة والمال.
*يقول الاعلامي علي الطالقاني: ان الاحترام المتبادل بين الناس
واتفاقهم على ان الحرية هي مبتغى الجميع وهي البحر الذي تعوم به سفنهم
في نهاية المطاف، وهذا يتطلب ان تعي المجتمعات المعنى الحقيقي للحرية
عند ذاك فقط تكون الحرية ذات معنى ومضمون.
وتقرأ الحرية لدى البعض الآخر من الاعلاميين من زاوية الشكل
والمضمون حيث يرون ان الشكل الحاوي لن ولم يعبر يوما عن الحرية ومعناها
العميق المنضبط الذي يحترم الحياة ويسعى الى تجديدها والمساهمة في
عملية البناء والاستثمار على الوجه الافضل.
ومن يتلقى الشكل ويلبسه انما هو متلقي سلبي خانع لما يفرزه الآخرون
ثم ينسرب مع الجّهال والمتخلفين عن منطق الحرية الحقيقي والعميق.
ووراء كل هذه الاستشهادات التي سجلناها يمكننا ان نستنبط الحقيقة في
ان التثقيف هو المعول عليه في تجديد معارفنا عن الحرية واشاعة مفهومها
بكونها هي الحرية العامة أي الحرية للجميع، ولذا فمن مصلحة الجميع ان
يخلقوا الاجواء والارض الخصبة لنمو هذا الكائن الشفاف الذي اسمه
الحرية.
هذا الكائن الممنوح الى ذات الانسان هبة من الله سبحانه وتعالى، وكم
سحر من المصلحين والسياسيين والانسانيين والمناضلين، وقبلهم الانبياء
والرسل، لينحروا على مذبحه، من اجل ان ينعم الانسان بسليقته وعفويته
البسيطة، وفطرته التي فطره الله عليها. |