عندما تتشوذب الرؤيا الذاتية واستغلالها وتوضيبها لمصالح
شخصية وذاتية تكون حينها نقطة حمراء تعطي معطيات الحلقة المفقودة في
حالة الصراع وربما حالة الإحتقان الحاصل الذي أدى الى استغلال هذه
النقطة لتفجير مرقدي سامراء مرتين.
عندما ننظر الى الساحة العراقية نجدها قد إمتلئت غيضاً من كثرة
الضغوط الموسومة عليها فحالات شتى ومعاناة كثرة تحتاج الى متنفّس يزيل
تلك البقع التي تراكمت وازدادت حدتها، ولمعطيات الحالة وربما ردة الفعل
الطبيعية هي دعوة السيد مقتدى الصدر لزيارة سامراء في الخامس من شهر
تموز القادم وهي دلالة فطرية وطبيعية كما اسلفنا لطول الكبت وكثرة
الضغوط المتراكمة على أبناء الطائفة الشيعية لرؤية مزارات أئمتهم تهدّم
أمام أعينهم ولايفعلوا شيئاً فهو احساس لايحتاج الى غبطة ولا حسد.
هذه المرة الثانية التي يدعو فيها السيد الصدر الى زيارة سامراء بعد
الحادث الإجرامي، وكان في المرة الأولى أن صدرت مناشدة من "عبد الغفور
السامرائي" رئيس الوقف السني بعدم الذهاب الى سامراء لما فيها من
احتقان وشد للساحة، فلم يكن ابن سامراء أن يرد مزيداً من التشوذب
والتكهرب في ساحة سامراء وربما يكون جاداً في المرة الأولى ولكن أن
يدعو نفس الدعوة الثانية الى تأجيل أو الغاء مسيرة سامراء الثانية فهذا
بحد ذاته علامة استفهام كبيرة ؟؟؟؟؟؟ حيث منذ أن صدرت الدعوة الى زيارة
سامراء من قبل الصدر كانت تحمل معها اجابات على كثير من الأسئلة التي
يطرحها البعض الآخر فقد صٌرح بأن ترفع أغصان الزيتون دليل السلام
والأمان ودليل المحبة والوئام فما بال "السامرائي" ارتعشت فرائصه وبانت
أوداجه وخرج ليدعو لألغاء المسيرة الى سامراء ألكي يثبت وكما قال "ان
من غير الصحيح ان تقام المسيرة التي دعا اليها السيد مقتدى الصدر في
الخامس من الشهر المقبل " واضاف"ان مدينة سامراء عبارة عن مدينة اشباح
وتنتشر فيها العناصر الارهابية التي تقتل وتبيح ابناء المدينة لذا نحن
نخشى على من يقوم بهذه المسيرة وعلى الزائرين للمرقد من تلك العناصر
عند ذلك سيتحمل اهلها اوزار افعال المجرمين"
عجيب أمر "السامرائي" من هذه المفارقة وبدلاً من أن يقوم بتنظيف
سامراء من الزمر الإرهابية كما حصل في الأنبار وتكريت يشجّع الإرهابيين
على التوطن في المدينة.
بالحقيقة أن عبد الغفور السامرائي الذي تم عزله من منصب رئيس الوقف
السني وعاد اليه بعد أن أعتذر عن تصريحاته المثيرة للفتنة الطائفية
مسبقاً، لقد شخّص السامرائي الهدف من المسيرة وسارع الى وضع الحواجز
مسبقاً وهو رسالة تحدي للإرهاب بأن الشيعة لايهابونهم ولبسوا الأكفان
ووفدوا عليهم وهم يرفعون أغصان الزيتون ولا يحملون الأسلحة، فخوف
السامرائي وخبثه أدى به وللمرة الثانية للوقوف بوجه مسيرة سامراء، حتى
لا يصلها الشيعة مطلقاً وهم بالأساس حرموا منها منذ أن استولت الزمر
الإرهابية على سامراء أمثال الوهابية والبعثية، فأصبح سباق مع الزمن
مَن يصل سامراء أولاً ؟ وبذلك تكون له السطوة والقدرة.
ستكون المسيرة الى سامراء من قبل الشيعة نقطة تحرر من ملفات وسيطرة
الحكومة وذلك بالسيطرة وحماية المراقد المقدسة من قبل اتباع السيد
مقتدى الصدر وهذا مايعرفه جيداً "السامرائي" ويخاف منه أن يفقد أحد
أبرز مراقد الشيعة في العراق من الوقف السني وهذه النقطة يحارب من
أجلها عبد الغفور السامرائي، وعندما يقوم أتباع الصدر بحماية مراقد
الأئمة الأطهار في سامراء سوف لن تكون حتى الحكومة العراقية قادرة على
منعهم من ذلك بعد حين، لذلك فعلى الشيعة جميعاً المشاركة في مسيرة
سامراء لأثبات وجودهم وطرد الزمر الإرهابية التي تعبث في مراقد سامراء. |