مركز المستقبل للدراسات والبحوث: إرادة عراقية ورهان على الغد

شبكة النبأ: بعد المتغير الذي حدث في العراق في 9/4/2003 والى جانب تصاعد وتيرة التحديات تنبري الى السطح، ضرورة افرزتها المرحلة الراهنة متمثلة بالازدياد الملحوظ في اعداد المؤسسات غير الحكومية او بمعنى ادق منظمات المجتمع المدن ، والتي هي ربما تعنى او تستهدف الخدمة الانسانية بكل صنوفها، كالمؤسسات الخيرية والثقافية والعلمية ومراكز الدراسات والبحوث، والاخيرة هي موطن بحثنا اليوم.

الا انها تبقى قيد الامنيات الراكدة وهي احوج ما تكون الى بناء اسس صحيحة لخلق قاعدة رصينة للانطلاق عبر بوابة البحث والتقصي لاستنطاق الحقيقة وكذلك لسبر اغوار هذا التحول المتنامي في خارطة  الوعي المجتمعي، والذي هو بالتاكيد جاء منسجما في احيان كثيرة  مع الحقيقة المختزلة تحت وطأة الحالة السابقة  او الواقع الفكري الراكن الى خطاب  وثقافة الحزب الواحد.

وللوقوف عند تلك التساؤلات او التحولات او تلك الاضاءات كانت لـ(شبكة النبأالمعلوماتية) هذه الومضة الطارئة مع الاستاذ ( سمير عبد الرزاق) مدير مركز المستقبل للدراسات والبحوث وذلك للاطلاع عن كثب على حيثيات هذا الصرح العلمي رغم علمنا المسبق ما يكتنف هذا التوجه من مخاضات صعبة وارهاصات معقدة فكانت الحصيلة:

- ما مدى حضور مركز المستقبل على الساحة العراقية؟

تتحد ابعاد حضور مركز المستقبل من خلال الاليات التي وضعها لتحقيق اهدافه، فقد عمد الى التواصل مع الجامعات العراقية وجامعة بغداد على وجه الخصوص، علاوة على الباحثين من أقطار عربية، كما كان للمركز مشاركة مهمة في السعي من اجل  تواصل المجتمع العراقي مع العملية السياسية، فقد ساهم المركز من خلال اصداراته في شرح ابعاد الانتخابات التي جرت وفي كتابة مسودة الدستور العراقي كما ساهم مساهمة فاعلة في كتابة قانون الجنسية العراقية التي اعتمد في كثير من مواده في أول دستور بعد سقوط النظام السابق، علاوة على المحاضرات التي ألقاها باحثوا المركز خلال فترة الاعداد للدستور العراقي.

كما ان للمركز مجلة موسمية حريصة في طرح الدراسات والبحوث التي تهم قضايا السياسة والاقتصاد والاجتماع ومراقبة سير العملية السياسية لاجل تصحيح المسار وطرح وجهات نظر الهيئة الاستشارية من خلال الحلقات النقاشية التي تتناول قضايا تهم الشأن العراقي.

- ماهي اهداف المركز ومتى تأسس؟

تأسس المركز مطلع عام 2004 لاهداف منها التواصل مع المفكرين والباحثين ومد جسور الثقافة بين الاكاديميين والجامعيين، علاوة على المشاركة في بناء عراق حر متعدد يؤمن بالتعايش السلمي بين جميع مكوناته.

- ما هي  طبيعة علاقتكم مع المراكز البحثية الاخرى في العراق وفي العالم؟

طبيعة الانفتاح والتعاون بين منظمات المجتمع المدني في العراق والمراكز البحثية على وجه الخصوص لا تزال متواضعة، وربما كان السبب أن هذه المنظمات حديثة النشأة في ظرف جديد على مفاهيم الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير لما كان  العراق تسوده ثقافة الاستبداد واحتكار الرأي، وهذا البعد لا يزال مسحوبا على طريقة تفكير المثقف العراقي المختبىء بين جدران الرأي الواحد والمحرك الاوحد المتمثل بالمنظمة التي تسيره.

ومع هذا فان للمركز علاقة جيدة مع بعض المراكز في العراق وربما كانت علاقته بالاكاديميين أكثر وضوحا وله علاقات عمل مشتركة مع باحثين في الجامعات العراقية والعربية.

- ما هو برنامجكم في الوقت الحاضر؟

تمتاز المرحلة الحالية بتأسيس مكتب المستقبل الاستشاري التابع للمركز وبأستطاعته اجراء دراسات جدوى في الاقتصاد والهندسة والتأسيس لمشاريع اقتصادية تخدم عملية اعادة اعمار العراق، ومن هنا ندعو كافة الجهات المعنية للتعاون مع المركز في هذا المجال، كما ان المركز أعد دورات في ادارة وتأسيس منظمة غير ربحية والتخطيط لها علاوة على رفع كفاءة العاملين في هذه المنظمات.

كما ان المكتب اعد منهجا متكاملا لدورات في الحاسوب وانشاء قواعد البيانات وتصميم المواقع والاخراج الفني في مجال المطبوعات، والمركز في صدد الاعداد  لقسم التحقيقات المصورة التي تساعد القنوات المحلية والفضائية في الاستفادة من موضوعاتها الاعلامية.

- من هي الجهات المعنية بنشاط مركزكم؟

يستهدف المركز في مجمل مشاريعه شريحة المفكرين والباحثين والجامعيين بشكل عام، يضاف الى ذلك وسائل الاعلام بكل اشكالها.

- هل هناك تعاون مع وزارة المجتمع المدني؟

منظمات المجتمع المدني لاتقيد بقيود السلطة انما وجدت لسد الفراغ بين منطقتي السلطة والمجتمع ومن واجبها تذليل القوانين وتبسيطها لفتح أفاق واسعة ومساحة عريضة للتعبير عن الرأي وابداء وجهات النظر من خلال المشاريع التي تسعى هذه المنظمات الى تحقيقها، الا ان هناك ضبابية في مشهد وزارة المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية من حيث المهام، فالتخوف لدى هذه المنظمات من ان تكون في سدة السلطة منجزة لمشاريعها فيبقى البون بين المجتمع والسلطة شاسعا.

- من اين أستمد مركزكم شرعيته؟

المركز مسجّل في مكتب مساعدة المنظمات غير الحكومية NGO رسميا، ثم انه يستند في تحقيق اهدافه الى احترام الرأي والرأي الاخر ويتخذ من ايمانه بالشراكة الانسانية منطلقا لمفاهيمه التي يطرحها في وسائل نشره المختلفة.

- ما هو تأثير مراكز البحث والدراسات وأخص بالذكر مركز المستقبل على الرأي العام؟

حاليا يشارك المركز في دراساته باحثون من مصر وليبيا والبحرين والكويت وتونس والجزائر علاوة على باحثين من المحافظات العراقية، ولعل أكثر هولاء تم ارتباطهم بالمركز من خلال اطلاعهم على موقع المركز على الانترنيت وايمانهم باهداف الملركز ورغبتهم في المشاركة في انجاحه، وربما كان لدور مجلة المستقبل الصادرة عن المركز الأثر الجيد في اعتمادها احد مراجع طلبة الدراسات العليا في جامعتي بغداد والمستنصرية وفي العلوم السياسية على وجه الخصوص.

- ما هي اهدافكم المستقبلية؟

يسعى المركز في مستقبله ان شاء الله الى جعله مركزا تنويريا في بحوثه الاستراتيجية التي تخدم الانسانية وتقرب وجهات النظر المختلفة وطرح أفكار ومشاريع بلداننا الى العالم من خلال الحوار الفكري والثقافي.

- هل لديكم كلمة أخيرة تودون ان تكون مسك الختام؟

ندعو الباحثين الى التعاون مع المركز من خلال الاتصال والتواصل معه والتعرف على اهدافه ومشاريعه، كما ندعو المراكز البحثية الى التواصل معنا وتبادل الخبرات والنتاجات واقامة الحلقات النقاشية والبحوث، ومن الله التوفيق.

لزيارة موقع مركز المستقبل على الانترنت:

http://mcsr.net

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس  10 آيار/2007 -21/ربيع الثاني/1428