ديك تشيني واللعب في الوقت الضائع:

 لتفادي الانهيار ام التعبئة لحرب جديدة؟

 شبكة النبأ: تتوالى الاجراءات والخيارات في الادارة الامريكية وزيادة التحركات وكأنها تسابق مع الزمن وذلك للضغط الزمني والضغوط متنوعة الاتجاهات سواء من داخل السياسة الامريكية وشعوبها او الثقل الدولي وتنامي المشكلات في راهنية الزمن، فقد وصل نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني إلى العاصمة العراقية بغداد، في زيارة غير معلنة، ضمن مساعي الإدارة الأمريكية لتحقيق مصالحة وطنية في العراق.

وديك شيني يلوح بالخيارات العسكرية في اغلب الاحوال والتصريحات التي تنم عن مغزاها وهو يسير بخط مواز لتحركات كونداليزا في مجالها الدبلوماسي، فيكوّنان بهذ الشكل الخطين المتعاضدين باتجاه النتيجة التي يتوخاها البيت الابيض الامريكي في الوقت الضائع الذي لم يتبق منه الكثير لتحقيق الامن في العراق بغية الانسحاب بقليل من الكرامة.

وقال مراسلون يرافقون تشيني إن التوقف في بغداد جاء ضمن أول محطة في جولته للشرق الأوسط، وتهدف إلى مضاعفة جهود إنهاء الاقتتال بين العراقيين على اختلاف أصولهم العرقية والمذهبية كما نقلت ذلك الـ CNN.

والتقى تشيني مع الجنرال ديفيد بيترايوس، قائد القوات الأمريكية في العراق والسفير الأمريكي الجديد رايان كروكر، اللذان أوجزاه بحقيقة الأوضاع.

ونقلت أسوشيتد برس عن مسؤول في الحكومة الأمريكية رفض الكشف عن هويته قوله إنّ الرئيس بوش أوكل بهذه المهمة لنائبه بسبب علاقاته الوطيدة مع المسؤولين في الدول التي سيزورها.

ولمّح مراقبون إلى أنّ هذه الجولة ربّما تستهدف تصحيح أي سوء فهم يمكن أن تكون قد خلفته الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس إلى المنطقة مؤخرا.

وتساءل عدد من المسؤولين العرب حول "ما إذا كانت رايس تحرّكت فعلا باسم الرئيس بوش

عندما قررت التحدث إلى السوريين أو عندما قررت الذهاب إلى مؤتمر يشارك فيه الإيرانيون" وفقا للخبير في معهد الشرق الأوسط ديفيد ماك، الذي أضاف أنّ نائب الرئيس يمكن أن يزيل هذا الالتباس.

وشاركت رايس الأسبوع الماضي في مؤتمر دولي حول العراق في شرم الشيخ بمصر شارك فيه أيضا مسؤولون إيرانيون وسوريون.

وخلال جولته، من المتوقع أن يطلب تشيني من العاهلين السعودي والأردني والرئيس المصري استخدام نفوذهم من أجل وضع حد للعنف الطائفي في العراق.

غير أنّ تأثير تشيني لا يبدو مثلما كان في السابق، وفقا للخبير السابق في شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية أرون ديفيد ميلر حيث أنّ "أيا من زيارات تشيني السابقة على مدى العام ونصف العام الماضيين ساعدت في جعل سياسات أكثر فعالية."

واضاف لذلك تم تقسيم العمل بحيث ان نائب الرئيس سيركز على موضوع العراق وبعض التحديات الامنية الاخرى التي نواجهها في المنطقة.

وسيسعى تشيني الى اقناع الدول المجاورة للعراق السنية عموما بدعم الخطة الامنية الامريكية الجديدة التي اطلقت قبل اربعة اشهر واقناع السنة في العراق بانهاء التمرد والانضمام الى العملية السياسية في البلاد.

ونائب الرئيس الامريكي سيكون ابرز مسؤول من واشنطن يزور الرياض منذ ان انتقد العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز الاحتلال الاجنبي غير المشروع للعراق.

وكان العاهل السعودي قال امام القمة العربية التي عقدت في الرياض اواخر مارس في العراق الحبيب تراق الدماء بين الاخوة في ظل احتلال اجنبي غير مشروع«، مضيفا لن نسمح لقوى من خارج المنطقة ان ترسم مستقبل المنطقة.

كما رفض العاهل السعودي في الاونة الاخيرة استقبال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

واكد دبلوماسي عربي لوكالة فرانس برس ان السعودية رفضت استقبال المالكي لانها تعتبره مسؤولا عن تعميق الصراع المذهبي في العراق.

وردا على سؤال حول هذا الموضوع قال مساعد تشيني ان اعمال الرياض الاخرى بما يشمل الغاء ديون للعراق، اقوى من الكلمات.

وشدد على قوة ومتانة العلاقات مع السعوديين وكمية العمل والتعاون الذي قمنا به على مر السنين.

ويرتدي التحالف الامريكي السعودي اهمية خاصة نظرا لتصاعد التوتر بين القوتين الصاعدتين السعودية وايران حول العراق ولبنان رغم ان مساعد تشيني رفض وصف الصراع على النفوذ بانه بمثابة »حرب بالوكالة.

وقال بخصوص مفهوم الحرب بالوكالة، من المهم جدا تجنب اي تأجيج لهذه التوترات مضيفا لكن بدون شك فان هذا النوع من التوتر قائم وقد يزداد حدة.

وسيسعى تشيني خلال زيارته الى حشد الدعم في المنطقة لجهود وقف البرنامج النووي الايراني الذي تعتبر واشنطن ان اهدافه عسكرية وهو ما تنفيه طهران.

واضاف مساعد تشيني ان الولايات المتحدة وحلفاءها يدرسون احتمال اصدار قرار ثالث في مجلس الامن الدولي لمعاقبة ايران بسبب رفضها وقف الانشطة النووية الحساسة مشيرا الى ان الحصول على دعم في المنطقة سيكون امرا مساعدا جدا.

زيادة القوات الامريكية

واعلنت وزارة الدفاع الاميركية انها امرت عشرة الوية مقاتلة اي 35 الف جندي بالانتشار في العراق خلال هذا العام وذلك لضمان تطبيق الخطة الامنية التي اطلقت اخيرا كما نقلت الفرانس برس.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع براين ويتمان ان الحكومة الاميركية لم تقرر بعد المستوى الذي سيبلغه عدد القوات الاميركية مستقبلا في العراق لكن هذا الانتشار بين آب/اغسطس وكانون الاول/ديسمبر سيتيح الحفاظ على عشرين لواء مقاتلا في العراق حتى نهاية العام.

وقرر الرئيس جورج بوش في كانون الثاني/يناير الفائت ارسال تعزيزات في محاولة للتصدي لاعمال العنف الطائفية ومساعدة القادة السياسيين العراقيين في تحقيق تقدم في المصالحة بين الشيعة والسنة. ولا يزال نشر هذه التعزيزات مستمرا على ان ينتهي في منتصف حزيران/يونيو.

واعلن قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بتراوس انه سيشرح في ايلول/سبتمبر الاستراتيجية العسكرية التي اعتمدت منذ بداية العام في العراق.

لكن هذه الاستراتيجية تعثرت حتى الان وخصوصا ان الهجمات بالسيارات المفخخة التي تنسب الى القاعدة تصاعدت وتيرتها في حين تراجعت الجرائم لاسباب طائفية، كذلك لم يسجل الا تحسن طفيف على الصعيد السياسي ما اثار استياء مسؤولين اميركيين.

وقد تحدثت انباء الشرق الاوسط نقلا عن رويترز بأن الولايات المتحدة  قد افادت إن جيشها يتوقع تكبد خسائر بشرية أشد فداحة مع دخوله "أحياء أشد صعوبة" في محاولة لسحق المسلحين في العراق.

وجاء التحذير الذي أصدره البيت الابيض في يوم قتل خلاله 25 شخصا قرب الرمادي غربي بغداد في هجومين انتحاريين ألقت الشرطة بالمسؤولية عنهما على تنظيم القاعدة.

وكان الهجومان الاحدث ضمن سلسلة من التفجيرات الكبيرة باستخدام سيارات ملغومة في أنحاء العراق خلال الاسابيع الاخيرة أسفرت عن مقتل المئات رغم الحملة الامنية التي تدعمها القوات الامريكية في بغداد والمناطق المحيطة بها بما في ذلك الرمادي.

وقال توني سنو المتحدث باسم البيت الابيض "نحن في طريقنا الان لبلوغ نقطة في خطة امن بغداد حيث سيكون هناك اشتباك فعلي في احياء اشد صعوبة ومن المرجح ان تشهدوا مستويات متصاعدة من الخسائر البشرية."

وأضاف "عرفنا ذلك وقلناه مرارا. اننا نخوض بعضا من اكثر العمليات الامنية شجاعة."

الاستعداد لمزيد من الخسائر في العراق

قال البيت الابيض يوم الاثنين بعد عطلة نهاية اسبوع دموية اخرى للقوات الامريكية في العراق إن الامريكيين يجب ان يستعدوا للمزيد من الخسائر الامريكية في محاولتهم لتحقيق امن اكبر في بغداد كما افادت به اخبار الشرق الاوسط نقلا عن رويترز.

كما قتل ثمانية جنود امريكيين في انفجار قنبلة زرعت في جانب الطريق بعد ابريل نيسان الذي شهد مقتل أكثر من مئة جندي امريكي.

وقال توني سنو المتحدث باسم البيت الابيض ان الوفيات كانت ضمن حملة تهدف لتحقيق الامن في بغداد.

وشدد بوش الذي يخوض صراعا مع الديمقراطيين بشأن مشروع قانون لتمويل حرب العراق على أن سحب الجنود قبل الاوان سيعني الفشل.

واستخدم بوش حق النقض في الاسبوع الماضي ضد مشروع قرار قدمه الديمقراطيون كان سيلزمه ببدء سحب القوات الامريكية من العراق هذا العام وهو تشريع قال ايمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في شريط فيديو على موقع بالانترنت يوم السبت انه دليل على هزيمة واشنطن.

وتعهد بوش بعدم قبول موعد للانسحاب ويخوض مساعدوه مفاوضات مع كبار المشرعين في الكونجرس في محاولة للتوصل الى اتفاق يوفر اكثر من مئة مليار دولار لحربي العراق وافغانستان.

وقال ثاني أكبر عضو جمهوري في مجلس الشيوخ الامريكي انه يجب ان تحدث "تغييرات مهمة" في العراق قبل نهاية العام في اشارة الى ان الرئيس جورج بوش قد يواجه تحديات جديدة بشأن سياسة الحرب من اعضاء داخل الحزب الجمهوري نفسه.

وأدلى السناتور ترينت لوت عن ولاية مسيسبي الذي يشغل المنصب القيادي الثاني في الحزب الجمهوري بهذه التصريحات التي نقلتها رويترز بعد يوم من تصريحات مماثلة أدلى بها عضو بارز اخر في الحزب الجمهوري هو جون بوينر زعيم الجمهوريين في مجلس النواب.

وقال لوت للصحفيين "انني اعتقد انه بحلول فصل الخريف القادم يجب ان نرى بعض التغييرات المهمة في الموقف على الارض في بغداد والمناطق الاخرى المحيطة.. والا .."

وقال هاري ريد زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ وهو ديمقراطي عن نيفادا تعليقا على تصريحات بوينر في كلمة امام المجلس "يسرنا ان نرى زعماء جمهوريون يتبنون وجهات نظرنا بأن الالتزام في العراق يجب الا يكون مفتوحا."

وقال ريد انه "أمر محير الى حد ما" ان يكون "زعيم الجمهوريين راغب في السماح للقوات ان تبقى في العراق باستراتيجية فاشلة الى ان يقرر هو وزملاؤه ان الوقت حان للاختلاف مع الرئيس."

الاستطلاعات تبدي تاييدا بسيطا لبوش

سجّل استطلاع جديد للرأي تحسنا طفيفا في نسبة المؤيدين لأداء الرئيس جورج بوش في الشارع الأمريكي، الشهر المنصرم، رغم أن أكثرية عريضة مازالت تعارض طريقة إدارته لسدة الحكم، وفق الاستطلاع الذي كشفت عن نتائجه شبكة CNN.

الاستطلاع الذي نفذ خلال عطلة نهاية الأسبوع المنصرم، بيّن أن 38 في المائة من أصل عينة يبلغ عددها 1028 أمريكيا، أعربوا عن تأييدهم لأداء بوش، فيما جاءت نسبة المعارضين عند 61 في المائة.

ووفق بيانات الاستطلاع فإن تحسنا طفيفا طرأ على الشريحة المؤيدة لأداء بوش في سدة الرئاسة، بعد أن كانت في استطلاع مماثل نُفذ في أبريل/نيسان الماضي عند 36 في المائة.

ووفق استطلاع لصحيفة "نيوزويك" أجرته الأسبوع الماضي، تراوحت النسبة المؤيدة لأداء بوش عند 28 في المائة مقارنة مع استطلاع CNN، فيما بلغت النسبة في استطلاع مماثل أجرته شبكة FOX في منتصف أبريل/نيسان، 38 في المائة.

يُذكر أن الاستطلاع يأتي في أعقاب استخدام الرئيس بوش، حق النقض "الفيتو" ضد تشريع كان تبناه الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ، يربط مسألة تمويل إضافي للحرب في العراق

بجدول زمني لبدء سحب القوات الأمريكية المنتشرة في العراق خلال عام.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس  10 آيار/2007 -21/ربيع الثاني/1428