صاحبة الرداء الأحمر والايس كريم الروسي

شبكة النبأ: غادر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي مساء الخميس، عشاء دبلوماسيا بمناسبة مؤتمر شرم الشيخ حول العراق بمجرد وصول نظيرته الأمريكية كوندوليزا رايس إلى نفس المناسبة، وفقا لما أعلن متحدث باسم الخارجية الأمريكية.. فما هو السبب؟

والأسباب كثيرة وواحد منها يكفي لتخريب اللقاء المرتقب واشعال حرب مترقبة.

وبحسب الـCNN ووفق ما تناقلته الأحاديث ظاهريا فإنّ السبب هو حضور مثير وربّما فاضح لإحدى العازفات كانت ترتدي فستانا أحمر.. لكن من يعرف؟

فقد أشعل فستان أحمر من الشيفون كانت ترتديه إحدى العازفات في حفل عشاء أقيم بفندق شيراتون في شرم الشيخ نار التكهنات حول ما إذا كانت الأزمة بين واشنطن وطهران قد وصلت الى طريق مسدود، فيما كان مراسلو وسائل الإعلام العالمية يترقبون لقاء المحادثات الثنائية بين كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية، ونظيرها الإيراني منوشهر متقي.

الفستان الذي أشعل التكهنات ارتدته حسناء مصرية كانت تعزف على آلة الهارب الفرعونية أثناء حفل العشاء الذي لم يدع المصريون فيه شيئا للصدفة، فخصصوا طاولة عشاء لوزير الخارجية الإيراني تالية لموقع تجلس فيه رايس، فيما كانت الموسيقى تصدح بمقطوعات شرقية وأوبرالية. ورغم ان رايس تطلعت الى متقي الذي وصل متأخرا الى حفل العشاء، قائلة «هاى متقي.. أعرف أن لغتك الإنجليزية أفضل بكثير من لغتي العربية».. ثم تدخل وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ـ حسب شهود عيان ـ لتهيئة أجواء حوار بين رايس ومتقي، مؤكدا انه حرص على إعداد حفل العشاء على هذا النحو ليكون اللقاء حميما ودافئا بعيدا عن الرسميات، وأعرب عن أمله في تقريب وجهات النظر بين الجانبين لصالح المنطقة وشعوبها، لكن متقي داعب أبو الغيط بالإنجليزية قائلا: «في روسيا يأكلون الآيس كريم في الشتاء لأنه يكون أكثر دفئا من الطقس الشديد البرودة وأحيانا يكون ذلك أفضل طعام دافئ يمكنك الحصول عليه هناك»، فعلقت رايس المتخصصة في الشؤون الروسية بقولها: «هذا صحيح».. لكن الجميع فوجئوا بعد ذلك بقرار متقي الانتقال الى طاولة أخرى، الأمر الذي أطلق التكهنات من عقالها.

وعندما سئل متقي عن السبب وراء مغادرته مكانه قرب رايس قال انه يخشى أن تقع عينه على العازفة المصرية التي كانت تعزف موسيقى أغنية «ألف ليلة وليلة» لأم كلثوم علي آلة الهارب الفرعونية القديمة وترتدي فستانا من الشيفون الأحمر الشفاف الذي يبرز مفاتن المرأة بشكل كبير، خصوصا بسبب لونه الأحمر وتصميمه المماثل لنفس الأزياء التي كانت ترتديها عازفات الهارب الفرعونيات المنحوتة صورهن على جدران المعابد المصرية القديمة.

أحد أعضاء الوفد الإيراني في مؤتمر شرم الشيخ نفى لـ صحيفة الشرق الأوسط أن يكون لانسحاب متقي أي صلة بوجود طاولته قرب طاولة رايس، مؤكدا أن «انسحاب متقي جاء بسبب الملابس الكاشفة التي ارتدتها عازفة الهارب».

شون ماكورماك، المتحدث باسم وزيرة الخارجية الأميركية، علق على تصرف متقي قائلا: «لا أعلم أي امرأة تلك التي خاف منها متقي، هل هي تلك العازفه ذات الرداء الأحمر، أم أنها وزيرة الخارجية الأميركية!».

فربّما لم ير الوزير اللون الأحمر إلا عندما حضرت ممثلة "الشيطان الأكبر" (رايس) ودخلت القاعة، وبالتالي فمن يدري؟.. لعلّ متكي عمل بمقولة إذا حضرت الملائكة غابت الشياطين أو ربما بعكسها تماماً.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية شين ماكورماك إنّ السلطات الرسمية المصرية هي التي نظمت حفل العشاء وهي التي تولت توجيه الدعوات إليه.

ووصلت رايس قبل أن يجلس الضيوف على المقاعد المخصصة إليهم، وبعد وصولها ولكن قبل العشاء، غادر منوشهر متكي موقع العشاء في نفس الوقت الذي دخلت إليه نظيرته الأمريكية.

ولا ترتبط الولايات المتحدة وإيران بعلاقات دبلوماسية كما أنّ العلاقات بينهما متوترة جداً، غير أنّ مشاركة وزيري خارجيتيهما أشاعت الأمل في لقاء فريد بين مسؤولين من مثل هذا المستوى الرفيع.

والأربعاء تركت رايس الباب مفتوحا أمام إمكانية لقاء بين الطرفين إذا سمحت الظروف بأن يلتقيا وجها لوجه.

والخميس التقت رايس بـ"عدو آخر" هو نظيرها السوري الذي يحضر بدوره المؤتمر، فيما يعدّ أرفع لقاء بين مسؤولين أمريكيين وسوريين منذ عامين ونصف العام.

أما بشأن إيران، فإنّه ستكون هناك فرصة أخرى بمناسبة اليوم الثاني من مؤتمر شرم الشيخ إلا إذا حضرت صاحبة الرداء الأحمر المداولات الرسمية أو فضّل المصريون دعوتها مرة أخرى لحفل مماثل.

وسيطرت امكانية حدوث لقاء بين رايس ومتكي ليكون أول لقاء على هذا المستوى بين البلدين خلال 30 عاما على اهتمام وسائل الاعلام طوال ايام لكن مسؤولين أمريكيين قالوا انه لم يخطط لعقد اي اجتماع.

وشن متكي هجوما لاذعا ضد السياسة الامريكية في العراق واتهم الوجود الامريكي باشعال العنف الطائفي في هذا البلد وذلك في الكلمة التي القاها عند افتتاح جلسة الاجتماع يوم الجمعة.

وقال مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية جوناثان ماركوس إن مؤتمر شرم الشيخ سوف يتم تذكره بما لم يحدث فيه، وليس ما حدث.

اما رايس فعبرت عن املها بأن ايران "ستعمل على وقف تدفق السلاح الى المسلحين في العراق الذين يستعملونها لمهاجمة القوات الامريكية".

وقال متكي إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تعلن عن خطة واضحة لانسحاب قواتها من العراق بهدف إعادة الاستقرار له.

واضاف "استمرار وزيادة الاعمال الارهابية في العراق تنبع من التعاطي الخاطئ الذي تتبناه القوات الاجنبية".

وأوضح أنه "يتحتم على الولايات المتحدة تحمل مسؤولياتها الناجمة عن احتلالها للعراق، ويجب ألا تشير بأصابع الاتهام إلى أو تحمل المسؤولية للاخرين".

ودعا متكي إلى الافراج الفوري عن خمسة إيرانيين كانوا قد اعتقلوا في شمال العراق على يد القوات الامريكية في يناير/كانون الثاني الماضي.

فمن الذي تسبب بفشل اللقاء الامريكي الايراني الذي يمكن ان يجنب المنطقة حربا ضروسا، هل هي صاحبة الرداء الاحمر الفرعونية، ام هو الايس كريم الروسي البارد جدا...؟

شبكة النبأ المعلوماتية- االاثنين  7 آيار/2007 -18/ربيع الثاني/1428