التدخل التركي في شمال العراق تكريس للفوضى في الشرق الاوسط

 شبكة النبأ: يعد احتمال هجوم تركيا على شمال العراق كابوسا مرعبا يضاف الى كوابيس التخبط الامريكي في باقي اجزاء البلد، فهو امر لا يمكن للادارة الامريكية ان تدفعه بسهولة، وكذلك لايمكن ان تسمح به لأن تداعياته لن تطال اقليم كردستان فقط وانما ستأزم الاوضاع في المنطقة بأسرها، بحيث ان الصراعات هذه المرة ستخرج من نطاق اي سيطرة اقليمية او عالمية وقد تمتد من البحر الاحمر وحتى بحر قزوين.

ويحث كبار الجنرالات في تركيا الحكومة التي تواجه تحديا قويا في الانتخابات العامة القادمة على السماح للجيش بالتوغل في شمال العراق، حيث يعتقد أن ما يصل الى 4000 من مقاتلي حزب العمال الكردستاني يختبئون هناك.

وقد عززت تركيا بشكل كبير قواتها عند الحدود العراقية واجرت مناورات على الخط الفاصل مما يشكل بالاضافة الى اقامة مناطق امنية، مؤشرات توحي باحتمال التوغل في العراق للسيطرة على معسكرات المتمردين الاتراك.

واتهم العراق تركيا بقصف مركّز لجزء من منطقته الكردية الشمالية الاسبوع الماضي وسلم مبعوث تركيا رسالة إحتجاج حذر فيها من أن مثل هذه النشاطات  تضر بالعلاقات بين البلدين.

ونفت تركيا التقرير لكن مصدرا عسكريا قال ان القوات التركية نفذت عملية محدودة في توغل نادر في شمال العراق حيث يقال ان أربعة آلاف من متمردي حزب العمال الكردستاني المحظور يختبئون.

ومن المعروف أن جيش تركيا يقصف أحيانا أهدافا لحزب العمال الكردستاني داخل العراق كما ينفذ عمليات مطاردة محدودة عبر الحدود ولكن عادة ما ترفض حكومة أنقرة التعقيب على تقارير بشأن أنشطة عسكرية بالقرب من الحدود مع العراق أو عبرها.

وتزايد غضب تركيا بسبب الهجمات التي ينفذها حزب العمال الكردستاني على أراضيها وبسبب فشل القوات الامريكية في التصدي لمتمردي الحزب. وأرسلت أنقرة المزيد من الدبابات والجنود الى المنطقة الحدودية مما أثار المخاوف من احتمال تنفيذ عملية توغل كبيرة نحو العراق.

وسلم حمود رسالة الاحتجاج في الوقت الذي خرج فيه آلاف من المتظاهرين الى الشوارع في جنوب شرق تركيا الذي تسكنه أغلبية كردية يوم السبت في مظاهرة ترعاها الدولة ضد أعمال العنف التي ينفذها الانفصاليون.

 الأتراك يتظاهرون ضد حزب العمال الكردستاني

وخرج آلاف الاشخاص إلى شوارع جنوب شرق تركيا الذي يغلب عليه الاكراد في مظاهرة ترعاها الدولة ضد الهجمات المتزايدة التي ينفذها انفصاليون من حزب العمال الكردستاني المحظور. بحسب رويترز.

ولكن بعد ساعات من المظاهرات التي تزامنت مع تكهنات متزايدة بأن جيش تركيا قد يتوغل في شمال العراق لضرب قواعد حزب العمال الكردستاني هناك قتل ثلاثة جنود وأصيب ستة بجروح بعد أن فجر المتمردون لغما أرضيا في اقليم سيرناك.

وسوف يزيد الحادث الذي أودى على غير المعتاد بحياة ضابطين وجندي الضغوط على حكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان للتشدد مع المتمردين وربما ارسال قوات عبر الحدود الجبلية.

ويحث كبار الجنرالات في تركيا الحكومة التي تواجه تحديا قويا في الانتخابات العامة التي تجرى في الشهر المقبل على السماح للجيش بالتوغل في شمال العراق حيث يعتقد أن ما يصل الى 4000 من مقاتلي حزب العمال الكردستاني يختبئون هناك.

ولوح المتظاهرون ومعظمهم حراس قرى وموظفون وأطفال مدارس بالاعلام التركية ورددوا شعارات معادية للمسلحين في بلدة سيرناك النائية المتاخمة للحدود العراقية على بعد 50 كيلومترا.

وردد المتظاهرون هتافات مثل، اللعنة على حزب العمال الكردستاني، و، الشهداء لا يموتون والوطن لن ينقسم.

ونظمت في ديار بكر وهي أكبر مدينة في جنوب شرق تركيا مظاهرة مماثلة ضد حزب العمال الكردستاني.

وجاءت المظاهرات بعد دعوة رئاسة أركان الجيش في أنقرة للاتراك لإظهار مقاومة جماهيرية لهجمات حزب العمال الكردستاني.

وقتل أكثر من 30 ألف شخص خلال الصراع الذي اندلع منذ حمل متمردو حزب العمال الكردستاني السلاح في عام 1984 بهدف اقامة دولة مستقلة للاكراد في جنوب شرق تركيا. وتركزت معظم أنشطة المتمردين في الاونة الاخيرة على زرع الالغام بهدف مهاجمة القوات المسلحة.

وقال مزارع يدعى محمد اشيد (34 عاما) من قرية تقدم الامدادات لقوات الميليشيات التي تقاتل الى جانب الجيش التركي "أقول اللعنة على حزب العمال الكردستاني. قتلوا حيواناتنا واحرقوا منازلنا وخطفوا أطفالنا."

ويتلقى عشرات الالوف من القرويين الاكراد في مختلف انحاء الجنوب الشرقي راتبا شهريا يصل الى 500 ليرة (373 دولارا) باعتبارهم حراس قرى وكانوا في السابق أهدافا متكررة لهجمات حزب العمال الكردستاني.

لكن حراس القرى أقروا بأن الكثير من الاكراد في الاقليم الفقير لا يزالون يتعاطفون مع أهداف حزب العمال الكردستاني.

وقال كامل بكير البالغ من العمر 26 عاما، في سيرناك البعض في جانب واخرون في جانب اخر. كل من في هذه المظاهرة تقريبا من حراس القرى. نقاتل مع الجيش ضد حزب العمال الكردستاني.

واشنطن قلقة

من جهتها اعربت الولايات المتحدة عن قلقها ازاء التحركات التركية عند الحدود مع العراق وحذرت علنا انقرة في الايام الاخيرة من القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في العراق لملاحقة متمردين اكراد. بحسب فرانس برس.

وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس، نأمل في الا نشهد عملية عسكرية احادية الجانب على الجانب الآخر من حدود العراق.

واضاف اثناء زيارة لسنغافورة، ان الاتراك قلقون حقا من الارهاب الكردي على الاراضي التركية (..) ونحن نعمل مع الاتراك للسيطرة على هذه المشكلة على الاراضي التركية.

مذكرة احتجاج رسمية

وتدهورت العلاقات بين العراق وتركيا على خلفية تعرض مناطق في شمال العراق الى قصف مدفعي مكثف، حسب ما جاء في مذكرة احتجاج قدمتها الحكومة العراقية الى تركيا.

فقد قدم العراق احتجاجا رسميا لدى السلطات التركية على قصف مناطق في محافظتي دهوك واربيل وسط توتر ملحوظ وتصاعد حدة تهديدات انقرة بشن حملة عسكرية تستهدف قواعد حزب العمال الكردستاني في اراضيه.

واكدت وزارة الخارجية في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه، ان وكيل الوزارة محمد الحاج حمود استدعى القائم بالاعمال التركي في بغداد وسلمه مذكرة احتجاج رسمية حول قيام المدفعية التركية بقصف مركز لمناطق في محافظتي دهوك واربيل ادى الى حرائق واسعة واضرار بالغة.

واضافت ان حمود طلب من القائم بالاعمال تسليم المذكرة الى السلطات التركية باسرع ما يمكن والكف عن مثل هذا النشاط حالا.

واوضحت ان المسؤول العراقي ابلغالدبلوماسي التركي بامكان بحث الامور (..) عبر الحوار المباشر لان مثل هذه النشاطات تقوض الثقة بين البلدين (...) وتؤدي الى عدم الاستقرار في المنطقة.

في غضون ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة لقوات البشمركة في كردستان العراق جبار ياور لوكالة فرانس برس، ان المدفعية التركية قصفت مجموعة قرى حدودية تابعة لمحافظة دهوك.

واضاف، تعرضت قرى تابعة لقضائي زاخو والعمادية في محافظة دهوك الى قصف مدفعي من قبل القوات التركية مشيرا الى ان القرى هي باتوفا وكشان بالقرب من نهر هزل وملا خان تيلي وكيسته ونزوري وسهل نخي عند الحدود مع تركيا.

ثلاث مناطق أمنية

من جهته اعلن الجيش التركي اقامة ثلاث مناطق امنية مؤقتة من 9 يونيو حتى 9 سبتمبر في جنوب شرق البلاد في اطار عملية واسعة النطاق ضد متمردي حزب العمال الكردستاني.

وتشير معلومات هيئة اركان الجيش التركي على الانترنت الى ثلاث مناطق جبلية في سيرت وسرناك وهكاري القريبة من الحدود مع العراق.

واوضح مصدر مقرب من الجيش ان نقاط تفتيش ستقام في هذه المنطقة وسيمنع المدنيون من الوصول اليها.

رفض كردي

لكن قادة اكراد العراق رفضوا هذه الشروط واعلنوااستعدادهم مساعدة تركيا بكل الامكانيات اذا انتهجت حلا سلميا (...) لكن اذا كان هدف تركيا فقط الحرب فنحن غير مستعدين لقبول هذا الشرط. ومن جهته، رد رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان قائلا، لا نريد وعودا بل افعالا، ووصف بارزاني بانه زعيم قبيلة.

زيباري: مستعدون للمفاوضات

من جهته قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لبي بي سي العربية إن حكومته على استعداد لإجراء محادثات مع تركيا حول كيفية التعامل مع الانفصاليين الأكراد.

وأضاف زيباري، نحن منفتحون للمحادثات الإيجابية حول هذه االمسائل... لكن ليس عبر القصف الواسع المدى للمناطق الحدودية.

وقال زيباري، نحن ضد أي تدخل عسكري أو خرق للحدود أو للأمن الإقليمي، وكل المسائل يمكن التفاوض حولها من خلال الحوار.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 11 حزيران/2007 -23/جمادي الأول/1428