هل تستطيع اسرائيل الصمود في المواجهة القادمة؟

 شبكة النبأ: يتخذ الصراع مع اسرائيل بعدا ايديولوجيا متعدد الجوانب من الممكن ان يجمع بعض العرب مع بعض دول المسلمين ومنهم ايران، على ضفة مواجهة واحدة مع اسرائيل التي تتمتع هي الاخرى بمساندة امريكا والاتحاد الاوربي في اية حرب قد تشنها سوريا مثلا لاسترجاع حقها الطبيعي المتمثل في هضبة الجولان مستغلة تخبط الادارة الامريكية في العراق، او استغلال حزب الله للخلافات الداخلية في اسرائيل والتغطية على برنامج ايران النووي للقيام بهجوم تحرير الشريط الحدودي اللبناني الذي تحتله اسرائيل منذ سنين بحجة اهميته كحزام عازل من الهجمات.

ومن جهتها تدرك اسرائيل ان المواجهة مع سوريا او حزب الله غير بعيدة، وانها لا تستطيع الصمود في حرب طويلة لافتقادها للعمق الاستراتيجي، وهي لذلك تحشد الراي العام العالمي وتقوم بالمناورات العسكرية لمواجهة هذه الاحتمالات وتركز من جهة اخرى على تنبيه المجتمع الدولي لخطورة استمرار ايران في برنامجها النووي.

ودعت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني الاسرة الدولية الى عدم الخضوع للحرب النفسية التي تشنها ايران لاجهاض الجهود الهادفة الى وقف برنامجها النووي.

واوضح مكتبها انها قالت خلال حفل تدشين غرفة التجارة الاسرائيلية-الاوروبية ان ايران تحاول اقناع العالم بانها تخطت نقطة اللاعودة في محاولة لثني الاسرة الدولية عن مواصلة جهودها لايقاف برنامجها النووي. واضافت "نحن نواجه حربا نفسية. بحسب فرانس برس.

واوضحت، يجب ان يواصل العالم باسره ممارسة ضغوط على ايران وفي الوقت نفسه تعزيز العقوبات ضدها مشيرة الى ان نقطة اللاعودة الوحيدة هي ان العالم لا يمكنه ان يسمح بقيام ايران نووية.

وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي دعا باستمرار الى تدمير اسرائيل اعلن انه (فات الاوان) لوقف تقدم ايران في برنامجها النووي خلال مؤتمر صحافي بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لوفاة مؤسس الجمهورية الاسلامية آية الله روح الله الخميني.

الأرض مقابل السلام

وأبدى المسؤولون الإسرائيليون استعدادهم للتنازل عن هضبة الجولان في إطار اتفاقية سلام تتطلب من سوريا، في المقابل، الابتعاد عن النظام الإيراني. بحسب الـCNN.

ونقلت الأسوشيتد برس عن صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن رئيس الوزراء إيهود أولمرت، أبدى استعداد حكومته لفتح مفاوضات سلام مباشرة، في رسائل نُقلت عبر قنوات دبلوماسية - تركية وألمانية -  إلى الرئيس السوري بشار الأسد.

وبحسب التقرير، أوضح أولمرت أن إسرائيل مستعدة للتخلي عن هضبة الجولان التي استولت عليها عقب حرب 1967.

ورفض مكتب أولمرت التعقيب على التقرير، إلا أن مصادر مسؤولة، رفضت الكشف عن هويتها، أكدت أن إسرائيل أبلغت سوريا استعدادها لمبادلة الأرض بالسلام، وأن الحكومة بانتظار معرفة ما إذا كانت دمشق ستقطع علاقاتها مع إيران والجماعات المسلحة المعادية لها مقابل ذلك.

وأوضحت المصادر أن الرئيس الأمريكي جورج بوش أعطى أولمرت الضوء الأخضر لبدء المفاوضات، خلال محادثة هاتفية الشهر الماضي.

ومن المقرر أن يناقش بوش وأولمرت الخطة بتفصيل أكثر خلال لقائهما المقرر في 19 يونيو/حزيران الجاري.

وقال دبلوماسي إسرائيلي سابق، شارك في جهود إحياء الحوار، إن أولمرت، الذي تراجعت شعبيته بشدة بعد الحرب غير المحسومة مع حزب الله العام الماضي،  يعد الناخبين لاحتمال تقديم تنازلات لسوريا في عملية سيتطلب نجاحها على الأرجح دعماً أمريكياً قوياً.

ويتعرض الرئيس الأمريكي بدوره إلى ضغوط متصاعدة لتحسين العلاقات من سوريا في تحرك يهدف إلى عزل إيران.

وقالت مصادر أمريكية وإسرائيلية إن واشنطن منعت إسرائيل، في السابق، من فتح قنوات اتصال مباشر مع دمشق نظراً لدورها في العراق ولبنان.

وعرض الرئيس السوري، عقب إنتهاء الحرب في لبنان الصيف الفائت، فتح حوار مع إسرائيل، إلا أنها رفضت العرض بدعوى أنه تحرك إستراتيجي لتفادي دمشق للعزلة المفروضة عليها.

اسرائيل: نستعد للحرب مع سوريا؟

من جهة اخرى قال وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس إن الجيش الإسرائيلي يستعد لسيناريو حرب مع سوريا، إلا أنه شدد على أهمية خيار الدبلوماسية مع دمشق.

وتزامنت تصريحات بيريتس بعد يوم من تدريبات عسكرية قام بها الجيش الإسرائيلي على شن هجوم وهمي على بلدة سورية، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

ورد وزير الدفاع، في حديث لإذاعة جيش إسرائيل، على سؤال بشأن حرب محتملة مع سوريا، بأن قواته تجري استعدادات لكافة السيناريوهات. بحسب الـCNN.

وأضاف قائلاً، على الجيش الإسرائيلي أن يكون مستعداً على جميع الجبهات، بغض النظر عن التقارير الاستخباراتية بشأن عما سيحدث. إلا أنه أستدرك منوهاً،علينا أن نُبلغ السوريين أن تدريباتنا واستعداداتنا، إجراء روتيني، ولا يعكس، بأي شكل كان، خططاً إسرائيلية لمهاجمة سوريا.

وشدد بيرتيس على أهمية استنفاذ جميع الوسائل الدبلوماسية المتاحة مع سوريا، التي قد تغير الموازيين، بشكل درامي ومباشر، على ثلاثة جبهات.

وعلق قائلاً في هذا السياق، ان استطلاع أي فرص لإجراء مفاوضات جادة مع سوريا، ومن وجهة نظري، خيار على إسرائيل أن لا تهمله على الإطلاق.

وفي سؤال حول إمكانية شن إسرائيل هجوماً على سوريا، رداً على عملية محدودة، عبر الحدود اللبنانية لحزب الله، المدعوم من قبل حكومة دمشق، أجاب وزير الدفاع الإسرائيلي بعد وجود  مثل هذه النية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قد نفى في إبريل/نيسان أن تكون حكومته قد خططت لشن هجوم عسكري على سوريا، في خطوة وصفت بأنها تستهدف إزالة  أية مخاوف من جانب دمشق.

وقال أولمرت أمام لجنة الدفاع والخارجية في الكنيست الإسرائيلي، ليس لدينا أي نية لمهاجمة سوريا، حسبما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، التي نقلت عنه قوله: لا نخطط لمهاجمة أي بلد عربي خلال الصيف، ولكننا سندافع عن أنفسنا فقط في حال إذا ما تعرضنا للهجوم.

وبحث رئيس الحكومة الإسرائيلية مع أعضاء لجنة الدفاع في الكنيست، تطورات الوضع في هضبة الجولان السورية، التي تحتلها إسرائيل، في أعقاب تقارير استخباراتية تفيد بأن الجيش

السوري بدأ في تعزيز قواته قرب الحدود مع إسرائيل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 10 حزيران/2007 -22/جمادي الأول/1428