بعد اربعة اشهر على الخطة الامنية: ثلثا بغداد لاتزال خارج السيطرة

 شبكة النبأ: رغم مرور عدة اشهر على تطبيق الخطة الامنية الجديدة لفرض القانون في بغداد الا ان الاوضاع ماتزال في الجزء الاكبر من العاصمة خارج سيطرة قوات الامن العراقية والامريكية لعدة اسباب، اهمها نقص القوة البشرية المفروض تواجدها لمسك الارض بعد تنظيفها والسيطرة عليها، اضافة الى عوامل تتعلق بقوة وسرعة المعلومات الاستخبارية التي ترد الى مراكز القيادة الامريكية والعراقية. واخيرا عدم وصول معظم القوات التي وعد بارسالها الرئيس بوش للقتال والمساندة، الامر الذي يزيد من الفترة اللازمة لانجاز المهام الامنية التي تتعلق بكل حي من احياء بغداد الواسعة.

وقال الجيش الامريكي إن الجنود الذين تقودهم الولايات المتحدة لا يسيطرون الا على نحو ثلث بغداد وذلك بعد أربعة أشهر تقريبا من بدء حملة أمنية يلقى الجنود حتفهم فيها بمعدلات لم تحدث في العراق منذ أكثر من عامين.

ونشرت الولايات المتحدة ما يربو على 18 ألف جندي أمريكي إضافي في أنحاء بغداد في إطار الحملة التي بدأت في منتصف شهر فبراير شباط وينظر اليها على أنها محاولة أخيرة لانتشال العراق من حافة حرب أهلية طائفية شاملة. بحسب رويترز.

وقال الليفتنانت كريستوفر جارفر المتحدث باسم الجيش الامريكي ان الجزء الاخير من الكتائب الخمس المقرر نشرها في إطار الحملة الامنية سترسل الى مواقعها قريبا وأضاف أنه لن يكون من الممكن الحكم بنجاح الحملة أو فشلها الى أن يتم نشر كل الوحدات.

وقال، من الواضح أننا نجري تقييما بصفة دائمة للخطة لكن تلك الخطة لن تصل الى ذروتها الى أن يصل الجميع.. نحن نسيطر على نحو ثلث الاحياء."

وفي وقت سابق قالت صحيفة نيويورك تايمز انه طبقا لتقييم داخلي أجراه الجيش والقادة المحليون فان القوات الامريكية والعراقية تسيطر على 146 حيا من أحياء بغداد البالغ عددهم 457 حيا.

وقالت الصحيفة إن التقييم العسكري المكون من صفحة واحدة يظهر أن القوات اما لم تبدأ العمليات في أحياء العاصمة الباقية وعددها 311 أو ما زالت تواجه مقاومة فيها.

وأفادت ان مخططي الجيش كانوا يأملون في فرض السيطرة على معظم أحياء بغداد بحلول يوليو تموز. ونسبت الصحيفة الى ضابط لم تعرفه القول، كنا متفائلين أكثر من اللازم بكثير. مشيرا الى أن سبتمبر أيلول هو موعد أكثر واقعية لتحقيق ذلك.

وأبلغ جارفر رويترز قائلا: ذلك نوع من التقييم السريع وتلك الارقام ستتغير كلما عملتم في تلك الاحياء. وأضاف أنه لم ير تقييم الجيش.

وتهدف الحملة الامنية في بغداد ومناطق أخرى الى منح حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مزيدا من الوقت للوفاء بأهداف سياسية حددتها واشنطن لدعم المصالحة الوطنية.

ويحذو شهر يونيو حزيران حذو مايو أيار فيما يتعلق بمعدلات الخسائر في الارواح في صفوف الجيش الامريكي حيث قتل 17 جنديا أمريكيا في الايام الثلاثة الاولى من هذا الشهر أعلنت وفاة 14 منهم.

وكان شهر مايو ثالث أسوأ شهر بالنسبة للجنود الامريكيين منذ بدء الغزو للاطاحة بصدام حسين في مارس اذار 2003. أما أسوأ الشهور فهو نوفمبر تشرين الثاني 2004 عندما قتل 137 جنديا ويليه أبريل نيسان 2004 الذي شهد مقتل 135 اخرون.

وقال جارفر ان وقوع مزيد من القتلى والجرحى أمر متوقع خلال الحملة لان الاف الجنود الاضافيين ينتقلون من القواعد الى مواقع القيادة المعروفة باسم المراكز الامنية المشتركة مما يجعلهم عرضة للهجمات بصورة أكبر.

وأضاف، هناك مخاطرة على المدى القصير وذلك ما توقعنا حدوثه في سبيل تحقيق مكاسب على المدى البعيد.

وقتل عشرات الالاف من العراقيين خلال الفترة ذاتها. وبينما كان هناك تراجع ملحوظ في عدد حوادث القتل الطائفي المستهدف في أول الحملة الامنية فان تلك الارقام عاودت الارتفاع مجددا مع العثور على عشرات الجثث في بغداد كل يوم تقريبا.

الحكم على الخطة لم يحن بعد

وقال قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال ديفيد بيتريوس إن من السابق لاوانه الحكم على خطة أمنية في بغداد بأنها ناجحة أو فاشلة لانه لم يتم حتى الان نشر جزء من خمس كتائب اضافية كان من المقرر ارسالها الى العراق. بحسب رويترز.

وأبلغ بيتريوس الصحفيين على هامش حفل لتقليد أوسمة في قاعدة جوية أمريكية بالقرب من بلد الواقعة على بعد 80 كيلومترا شمال بغداد، أنتم لم تروا حتى بداية العمليات الحقيقية.

وقال متحدث باسم الجيش في وقت سابق ان 18 ألف جندي أمريكي اضافي وكثيرا من الجنود ورجال الشرطة العراقيين الاضافيين تم نشرهم بالفعل منذ بدء الحملة الامنية في العاصمة العراقية في منتصف شهر فبراير شباط.

ومن المقرر أن يقدم بيتريوس والسفير الامريكي في العراق ريان كروكر تقريرا عن التقدم الى الرئيس جورج بوش في سبتمبر أيلول وعد بيتريوس بأنه سيكون "موجز صريح" سيتضمن تصوراتهما عن مختلف البدائل.

وقال بيتريوس، لم نكن لنفعل ذلك اذا لم نكن نعتقد أن من الممكن عمله. انها مهمة قابلة للتحقيق.

ومع سعي القاعدة والمسلحين الى عرقلة الخطة الامنية ووقف التقدم السياسي حذر الرئيس الامريكي جورج بوش وقادة الجيش من أشهر دامية قادمة.

وقال جارفر، ستكون أصعب قبل أن تصبح أسهل .. ندرك أنه سيكون هناك قتال ضار خلال الصيف. ولذلك التقييم ما يدعمه من أرقام القتلى والجرحى.

وقال بيتريوس، هذا يحدث لاننا نذهب الى مناطق يتخذ منها العدو ملاذات. العدو لن يسمح لنا بعمل ذلك بغير قتال. لا شك أنهم سيكثفون أنشطتهم.

وقال جارفر ان الاف الجنود الاضافيين ينتقلون من القواعد الى مواقع القيادة المعروفة باسم المراكز الامنية المشتركة مما يجعلهم عرضة للهجمات بصورة أكبر في المدى القصير.

ما نشر...ليس رسميا

وتابعت واشنطن بوست تفاصيل التقرير الذي صدر عن الجيش الامريكي في العراق والمتعلق بالتطور الذي حققته خطة امن بغداد بعد ما يربو على ثلاثة شهور من اطلاقها.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين امريكيين قولهم انه في بعض من مناطق بغداد ستاخذ العمليات العسكرية لفرض السيطرة على كامل المناطق الساخنة وقتا اطول مما خطط لها قبل الشروع بتنفيذ خطة امن بغداد في شباط  فبراير الماضي، وذلك لسببين اولهما يتعلق باعداد القوات الامريكية والعراقية المتاحة، وثانيهما الحاجة الى التكيف مع تمرد يتغير باستمرار.

وأشارت إلى أن المتحدث باسم القيادة العسكرية الامريكية فى بغداد، اللفتنانت كولونيل سكوت بلييكوهل أوضح قائلا: احدى خططنا المفترضة كانت أن قوات الأمن العراقية ستكون قادرة على الامساك بالارض في المناطق جميعها، لكننا وجدنا ان هذا الامر غير متحقق دائما، موضحا، لهذا علينا ان نعود مرة اخرى وننظف المناطق نفسها. واضاف المتحدث، ان التقدم لا يزال سائرا ببطء.

وقالت الصحيفة ان التقرير الذي اعده قادة الوية وكتائب في الجيش الامريكي في بغداد، يغطي نشاط الاسبوع الاخير من شهر ايار مايو الماضي ويعكس صورة دقيقة للمرحلة الحالية من العمليات في كل احياء المدينة البالغة 457.

لكن بليكهول يقول، بحسب الواشنطن بوست، ان هذا التقرير التقييمي مجرد كشف داخلي يتتبع التقدم الحاصل اسبوعيا، وانه لا يمثل تقييما رسميا لخطة أمن بغداد.

وفيما يتعلق بالموقف الامني في نهاية شهر أيار مايو قالت الصحيفة: ان 156 حيا كانت في مرحلة التعطيل، التي تعني ارباك توازن المتمردين لحين تامين وجود عسكري دائم وأنه من المناطق التي تقع تحت هذا التصنيف مساحة واسعة من مدينة الصدر، حيث تنفذ القوات الامريكية غارات ضد زعماء الميليشيات، لكنها تفتقر الى القوة البشرية الكافية لاجتياح هذا الحي الشيعي الكبير الذي يقطنه مليوني نسمة اما الاحياء الاخرى البالغ عددها 155 فهي في مرحلة التنظيف، التي يجري فيها ضخ قوات عسكرية بحثا عن الاسلحة والمقاتلين بغية القضاء على العنف. بحسب قول الصحيفة.

وكان 18 حيا في مرحلة (امساك الارض)، حيث تعتمد هذه المرحلة اعتمادا شديدا على قوات الامن العراقية، وتهدف هذه المرحلة الى تأمين المنطقة والحفاظ عليها من نشاط المتمردين.

واضافت الصحيفة: في غرب بغداد، في حي المنصور، على سبيل المثال، كان مخططا ان تستغرق العملية اسبوعين الا انها اخذت خمسة اسابيع، ليس بسبب اعداد المسلحين فيها انما لان المعلومات الاستخبارية التي توفرت اقتضت ذلك، كما يقول المسؤولون انفسهم.

وأضافت، ان هناك عمليات عسكرية تطلبت وقتا اطول لتحقيق السيطرة على بعض المناطق في غربي بغداد، مثل حي الرشيد وحي العامرية، بسبب كثافة الجماعات المسلحة فيها.

كما ان قوات الامن العراقية ايضا كانت ابطأ من المتوقع في احراز تقدم في بعض الحالات، فمعظم الالوية العراقية التي استقدمت الى بغداد تفتقر الى القوة البشرية الكاملة علاوة على ذلك، فإن فعاليتها تقل لان برنامج تناوب الوحدات طويل جدا فالعسكري يذهب الى عائلته الى خارج بغداد كل 90 يوما كما ان القيادة الامريكية تقول ان الاجندات الطائفية اضرت كثيرا بالنظر الى قوات الامن العراقية في بعض الحالات.

اسابيع لوصول اللواء الاضافي الاخير

وقال متحدث عسكري امريكي بارز في العراق إن اللواء الاخير الاضافي في حملة أمنية لمنع حرب اهلية شاملة في العراق من غير المتوقع أن يعمل بكامل طاقته قبل شهرين.

وتظل السيارات الملغومة والتفجيرات الانتحارية احداث يومية تقريبا. وفي بغداد قالت الشرطة إن سيارتين ملغومتين انفجرتا بفاصل زمني بينهما لم يتجاوز دقيقتين في ضاحية شيعية مزدحمة لتوديا بحياة سبعة اشخاص على الاقل وتصيبا 25 اخرين.

وقال الجيش الامريكي ان ثلاثة جنود امريكيين قتلوا في العراق في تفجيرات منفصلة كما توفي جندي اخر متأثرا بجروحه. بحسب رويترز.

ويعمل اربعة من الالوية الامريكية الخمسة الاضافية بكامل طاقتها في اخر محاولة لمنع حرب اهلية شاملة بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية التي كانت تحكم في ظل النظام السابق.

وقال المتحدث العسكري البريجادير جنرال كيفن بيرجر إن نشر القوات سيستكمل "خلال الاسبوعين المقبلين".

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 8 حزيران/2007 -20/جمادي الأول/1428