وسط صمت الحكومة وقوات الاحتلال: الصحفيين في العراق تحت خط النار

 شبكة النبأ: وسط صمت الحكومة العراقية المستمر وعجزها عن ايجاد اليات وسبل لحماية الصحفيين، وتجاهل قوات الاحتلال تستمر معاناة الصحافة في العراق بين ظروف العمل القاهرة والاعتداءات التي تستهدف حياة الصحفيين وحياة عوائلهم في كل لحظة.

واصبح العراق المكان الاخطر على الصحفيين في العالم وفقا لتقارير عدد من المنظمات الدولية من بينها المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو ومنظمة مراسلون بلا حدود التي اعلن امينها العام روبير مينار في بغداد قبل اسبوعين ان ما يقارب الـ200 صحفي عراقي قتلوا ولا يزال قرابة 13 صحفي مخطوفين واثنين في عداد المفقودين.

ودعت منظمة صحفيون بلا حدود الى انشاء وحدة شرطة خاصة للتحقيق في مقتل عاملين في مجال الاعلام في العراق بعد سقوط عدد قياسي بلغ 12 صحفيا في شهر مايو ايار.

وعبرت المنظمة التي تتخذ من باريس مقرا لها عن صدمتها بعد موت أربعة صحفيين في خمسة ايام وقالت ان الشرطة يجب ان تضع برنامج حماية للشهود للمساعدة في تحقيقات قتل العاملين في مجال الاعلام. بحسب رويترز.

وقالت المنظمة في بيان بموقعها على الانترنت www.rsf.org "يجب على الحكومة العراقية ان تقوم بواجباتها لحماية الصحفيين."

ولا يشمل بيان منظمة صحفيون بلا حدود والاحصاء الذي يشمل 11 صحفيا قتلوا في مايو ايار جميعهم عراقيون باستثناء واحد مقتل سيف فخري وهو مصور عراقي كان يعمل لوكالة اسوشييتيد برس الامريكية للانباء.

وقالت الوكالة إن فخري ضرب بالرصاص مرتين أثناء سيره الى مسجد قرب منزله في بغداد يوم الخميس. وكان يعمل لتلفزيون اسوشييتيد برس نيوز منذ اغسطس اب عام 2004 وترك زوجته التي من المقرر ان تضع أول مولود لهما في الشهر المقبل.

ومنذ سقوط صدام حسين الذي كان يسيطر على جميع وسائل الاعلام شاهد العراقيون انتشار الصحف وقنوات التلفزيون.

وتسيطر جماعات سياسية ودينية على العديد من الصحف وقنوات التلفزيون ويشكو الصحفيون العراقيون الذين قتل عشرات من زملائهم أو تعرضوا للخطف من ان بعض المسؤولين يضعونهم تحت ضغوط شديدة.

ويجد الصحفيون انفسهم بدرجة متزايدة محاصرون في اطلاق النار في الصراع الطائفي في العراق والتمرد السني ضد القوات الامريكية والحكومة العراقية.

وتقول منظمة صحفيون بلا حدود ان 177 صحفيا ومساعدا يعملون في مجال الاعلام معظمهم عراقيون قتلوا في العراق منذ بداية الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للاطاحة بصدام في مارس اذار عام 2003 ليصبح العراق من أكثر الصراعات دموية منذ الحرب العالمية الثانية. وكان شهر مايو ايار أكثر الشهور دموية في الحرب العراقية للصحفيين.

وتقول لجنة حماية الصحفيين ومقرها نيويورك في موقعها على الانترنت ان 104 صحفيين و39 من العاملين في مجال الاعلام مثل المترجمين والسائقين قتلوا. وتشمل احصائياتها لشهر مايو ايار أربعة صحفيين فقط قتلوا حتى 17 مايو ايار.

وقالت صحفيون بلا حدود انه يجب اتخاذ مزيد من الاجراءات للتحقيق في الوفيات وتنظيم حملات توعية بين قوات الامن العراقية والرأي العام لحماية الصحفيين.

وقالت منظمة صحفيون بلا حدود في بيان "ندعو الى انشاء قوة خاصة داخل الشرطة الوطنية لتحديد المرتكبين والمحرضين على قتل الصحفيين."

واضافت "ولمساعدة المحققين يجب انشاء برنامج حماية للشهود بمساعدة الدول في المنطقة."

 نقابة الصحفيين العراقيين تطالب بمساندة دولية 

وطالبت نقابة الصحفيين العراقيين مؤتمر الاتحاد الدولي للصحفيين الذي انعقد في موسكو أخيرا باتخاذ قرار قوي وصريح لمساندة الصحفيين العراقيين وايجاد الوسائل الحقيقية لحماية ما تبقى منهم.

وقالت النقابة  في بيان تلقت وكالة (أصوات العراق) نسخة منه، موجه الى المؤتمر" نطالب من مؤتمركم  أن يشير بوضوح لمعاناتنا ومناشدة الجميع لمساعدة الصحفيين العراقيين."

وأضاف البيان " فقدنا حتى الان اكثر من مائتي صحفي عراقي قتلوا وهم يؤدون رسالتهم  المهنية الصادقة والمحايدة والمستقلة." مشيرا الى أن "الظروف الامنية الصعبة التي يشهدها العراق حالت دون تمثيلنا بالمؤتمر."

وقال البيان " كلنا امل باخوتنا في نقابة صحفيي كردستان وجمعية الصحفيين الاماراتيين  وباقي النقابات العربية  الذين حضروا المؤتمر العمل على اصدار تلك القرارات والتحدث باسم الصحفيين العراقيين."

وكان مسلحون في مدينة العمارة بجنوب العراق قد قاموا بهجوم على  ورشة صحفية باحد فنادق المدينة قتل فيها  الصحفي بـ (أصوات العراق)  نزار الراضي، وفي نفس اليوم قامت مجموعة مسلحة باقتحام منزل الصحفي عبد الرحمن العيساوي في عامرية الفلوجة غرب العاصمة بغداد واقتادوه مع سبعة من افراد عائلته بينهم والده واحد اشقائه الى مزرعة مجاورة واطلقوا عليهم النار واردوهم قتلى في عملية اعدام جماعي.

وبات العراق المكان الاخطر على الصحفيين في العالم وفقا لتقارير عدد من المنظمات الدولية من بينها المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو) ومنظمة (مراسلون بلا حدود) التي اعلن امينها العام روبير مينار في بغداد قبل اسبوعين ان ما يقارب الـ200 صحفي قتلوا ولا يزال قرابة 13 صحفيا مخطوفين واثنين في عداد المفقودين.

ويعقد الاتحاد الدولي للصحفيين مؤتمره مرة كل ثلاث سنوات، وهو اكبر تجمع للصحفيين في العالم، ويعقد في موسكو لاول مرة. وتركز النقاشات على خلق الثقة في الصحافة الجيدة وعلى حماية الصحفيين في العالم.

يشار الى ان الاتحاد الدولي للصحفيين يضم نحو 500 ألف صحفي من 150 بلدا.

برس تعلن عن مقتل مصور لها في بغداد 

وقالت وكالة أنباء اسوشييتد برس الأمريكية إن مصورا عراقيا يعمل لصالح تلفزيون الوكالة قتل في بغداد.

وأضافت الوكالة، في بيان لها أن "المصور سيف فخري البالغ من العمر (26) عاما، قتل... بعد أن أطلق مسلحون مجهولون النار عليه قرب منزله."

ويعد فخري الخامس من بين موظفي (الأسوشييتد برس) الذي يقتل في العراق منذ الغزو الأمريكي في آذار مارس (2003).

وقال توم كيرلي، المدير التنفيذي للوكالة "نتقدم بتعازينا إلى زوجة سيف وعائلته وزملائه في العراق، الذين يعملون في مثل هذا الوقت العصيب في مكان مليء بالمخاطر."

وأعتبر كيرلي أن مقتل سيف "إنما هو تذكرة أخرى لنا بالمخاطر والصعاب التي ترافق العمل الصحفي في خطوط المواجهة، وتلزمنا بأن ندين بالعرفان لمن يتكبدون مشاق ذلك."

وكان فخري قد التحق بالعمل مصورا في تلفزيون (الاسوشييتد برس) في آب أغسطس عام (2004) ، وهو متزوج... وكان ينتظر أول مولود له.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 6 حزيران/2007 -18/جمادي الأول/1428