سيرة وتاريخ: النحوي الأديب المعروف بأبي علي الفراسي

 الحسن بن أحمد الفسوي النحوي الأديب

 المعروف بأبي علي الفراسي

شبكة النبأ: ولد بفسا سنة 288 وتوفي ببغداد يوم الأحد 17 ربيع الآخر وقيل ربيع الأول سنة 377 ودفن بالشونيزيه عند قبر أبي بكر الرازي الفقيه عن 89 سنة وفي معجم الأدباء عن نيف وتسعين سنة اهـ. وهو لا يوافق تاريخ المولد والوفاة وقال ابن الأثير توفي سنة 376 وقد جاوز 90 سنة وفي ديوان الرضي وكان قد تجاوز 90 سنة وهو أيضاً لا يوافق ما مر من تاريخ مولده ووفاته وفي فهرست ابن النديم توفي قبل 370 . وفي شذرات الذهب توفي سنة 377 وله 89 سنة وهو موافق لما مر من تاريخ مولده.

نسبته

(الفارسي) نسبة إلى بلاد فارس، في معجم البلدان: فارس ولاية واسعة وإقليم فسيح قصبته الآن شيراز، وفي الرياض عن أبي علي المترجم في القصريات أنه قال: فارس إسم بلد وليس بإسم رجل ولا ينصرف لأنه غلب عليه التأنيث كنعمان وليس أصله بعربي بل هو فارسي أصله بارس فعرب فقيل فارس اهـ. (والفسوي) نسبة إلى فسا، في معجم البلدان: بالفتح والقصر، كلمة أعجمية وهي عندهم بسا بالباء وكذا يتلفظون بها وأصلها في كلامهم الشمال من الرياح، مدينة بفارس أنزه مدينة بها بينها وبين شيراز أربع مراحل من كورة دارابجرد.. قال الأصطخري: تقارب في الكبر شيراز ومنها إلى شيراز 27 فرسخاً وإليها ينسب أبو علي الفارسي الفسوي. وقال حمزة: النسبة إلى فسا بساسيري اهـ. والظاهر أن أصل أسمها بسا بالباء الفارسية فعربت فسا بالفاء وفي معجم البلدان بالفتح ويعربونها فيقولون فسا مدينة بفارس اهـ.

اسم أبيه وجده

اسم أبيه أحمد واسم جده عبد الغفار كما ذكره جميع من ترجمه إلا من شذ، وهو الذي وجد بخطه : وكتب الحسن بن أحمد. وفي معجم الأدباء قال ابو الحسن علي بن عيسى الربعي: هو الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان بن أبان اهـ. ومثله في تاريخ ابن خلكان وقال ابن الأثير: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار. وفي تاريخ بغداد: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن سليمان وفي مرآة الجنان: الحسن بن أحمد الفارسي. وفي اليتيمة في ترجمة ابن أخته أبو الحسين محمد بن الحسين الفارسي: قال أبو علي الحسن بن أحمد الفارسي وفي ديوان الرضي: الحسن بن أحمد الفارسي. وفي ميزان الإعتدال: الحسن بن أحمد. وفي لسان الميزان: اسم جده عبد الغفار بن محمد بن سليمان بن أبان. وفي بغية الوعاة: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان. وفي فهرست ابن النديم: الفارسي أبو علي بن أحمد بن عبد الغفار وفي روضات الجنات: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار. وشذ صاحب رياض العلماء وتبعه صاحب الشيعة وفنون الإسلام وتبعهما صاحب الذريعة في بعض مجلدات كتابه وفي الباقي وافق المعروف فقالوا: الحسن بن علي بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان بن أبان. وشذ صاحب شذرات الذهب فقال: الحسن بن محمد بن عبد الغفار ويمكن كونه من سهو النساخ.

كنيته

أبو علي عند الجميع من غير خلاف وقد اشتهر بكنيته.

أمه

في معجم الأدباء: أمه سدوسية من سدوس شيبان من ربيعة الفرس اهـ.

أقوال العلماء فيه

في معجم الأدباء: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن سليمان أبو علي الفارسي المشهور في العالم اسمه المعروف تصنيفه ورسمه أوحد زمانه في علم العربية كان كثير من تلامذته يقول هو فوق المبرد. أخذ النحو عن جماعة من أعيان هذا الشأن كأبي إسحاق الزجاج وأبي بكر بن السراج وأبي بكر مبرمان وأبي بكر الخياط وطوف كثيراً من بلاد الشام ومضى إلى طرابلس فأقام بحلب مدة وخدم سيف الدولة بن حمدان ثم رجع إلى بغداد فأقام بها إلى أن مات. حدث الخطيب عن التنوخي قال: ولد أبو علي الفارسي بفسا وقدم بغداد واستوطنها وعلت منزلته في النحو حتى قال قوم من تلامذته هو فوق المبرد وأعلم منه وصنف كتباً عجيبة حسنة لم يسبق إلى مثلها.. واشتهر ذكره في الآفاق وبرع له غلمان حذاق مثل عثمان بن جني وعلي بن عيسى الربعي وخدم الملوك ونفق عليهم وتقدم عند عضد الدولة فكان عضد الدولة يقول: أنا غلام أبي علي النحوي في النحو وغلام ابي الحسين الرازي الصوفي في النجوم. وكان أبو طالب العبدي يقول: لم يكن بين أبي علي وبين سيبويه أحد أبصر بالنحو من أبي علي اهـ. وفي مرآة الجنان في حوادث سنة 377 فيها توفي الإمام النحوي أبو علي الحسن بن أحمد الفارسي اشتغل ببغداد ودار البلاد وأقام بحلب عند سيف الدولة بن حمدان وكان إمام وقته في علم النحو وجرت بينه وبين المتنبي مجالس ثم انتقل إلى بلاد فارس وصحب عضد الدولة وتقدم عنده وعلت منزلته حتى قال عضد الدولة: أنا غلام أبي علي في النحو. وصنف له كتاب الإيضاح والتكملة في النحو وله تصانيف أخرى تزيد على عشرة وفضله اشهر من أن يذكر. وفي شذرات الذهب في حوادث سنة 377 فيها توفي أبو علي الفارسي الحسن بن محمد بن عبد الغفار النحوي صاحب التصانيف ببغداد في ربيع الأول وقد فضله بعضهم على المبرد وكان عديم المثل قاله في العبر اهـ. وفي بغية الوعاة: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان الإمام أبو علي الفارسي المشهور أوحد زمانه في علم العربية طوف بلاد الشام وقال كثير من تلامذته أنه أعلم من المبرد وتقدم عند عضد الدولة وله صنف الإيضاح في النحو والتكملة في التصريف اهـ. وفي تاريخ بغداد: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن سليمان أبو علي الفارسي النحوي قال لي أبو القاسم التنوخي والد أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار النحوي الفارسي بفسا وقدم بغداد فاستوطنها وسمعنا منه في رجب سنة 375 وعلت منزلته في النحو حتى قال قوم من تلامذته هو فوق المبرد وأعلم منه وصنف كتباً عجيبة حسنة لم يسبق إلى مثلها واشتهر ذكره في الآفاق وبرع له غلمان حذاق مثل عثمان بن جني وعلي بن عيسى الشيرازي وغيرهما وخدم الملوك ونفق عليهم وتقدم عند عضد الدولة فسمعت أبي يقول: سمعت عضد الدولة: يقول: أنا غلام أبي علي النحوي في النحو وغلام أبي الحسين الرازي الصوفي في النجوم اهـ. وقال ابن خلكان أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان بن أبان الفارسي النحوي ولد بمدينة فسا واشتغل ببغداد ودخل إليها سنة 307 وكان إمام وقته في علم النحو ودار البلاد وأقام بحلب عند سيف الدولة بن حمدان وكان قدومه في سنة 341 وجرت بينه وبين أبي الطيب المتنبي مجالس ثم انتقل إلى بلاد فارس وصحب عضد الدولة بن بوبه وتقدم عنده وعلت منزلته حتى قال عضد الدولة أنا غلام أبي علي الفسوي في النحو وصنف له كتاب الإيضاح والتكملة في النحو وقصته فيه مشهورة، وبالجملة هو أشهر من أن يذكر فضله ويعدد اهـ. وفي ميزان الاعتدال: الحسن بن أحمد أبو علي الفارسي النحوي صاحب التصانيف تقدم بالنحو عند عضد الدولة اهـ. وفي مجمع البيان يعد تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدك الموت) الآية قال وهذا كله مأخوذ من كلام أبي علي الفارسي وناهيك به فارساً في هذا الميدان نقاباً يخبر عن مكنون هذا العلم بواضح البيان اهـ.

تشيعه

في معجم الأدباء وشذرات الذهب وبغية الوعاة وتاريخ ابن خلكان: كان متهماً بالاعتزال وفي تاريخ بغداد: قال محمد بن أبي الفوارس كان متهماً بالاعتزال وفي ميزان الاعتدال: كان متهماً بالاعتزال لكنه صدوق في نفسه وفي الرياض: الظاهر من الاعتزال هو التشيع إذ قد اشتهر كون ابي علي من الإمامية والعامة لا تفرق بين الخاصة والمعتزلة في العقائد اهـ.

(أقول) نسبوا جماعة من علماء الشيعة إلى الاعتزال حتى إن الذهبي نسب السيد المرتضى إلى الاعتزال والمراد موافقة المعتزلة في بعض الأصول. ومجرد نسبة الرجل إلى الاعتزال لا يكفي في إثبات تشيعه نعم إذا ثبت تشيعه لا ينافيه نسبتهم له إلى الاعتزال والظاهر تشيعه.

حدة ذهنه

في معجم البلدان: مما يشهد بصفاء ذهنه وخلوص فهمه أنه سئل قبل أن ينظر في العروض عن خرم متفاعلن فتفكر وانتزع الجواب فيه من النحو فقال لا يجوز لأن متفاعلن ينقل إلى مستفعلن إذا خبن فلو خرم لتعرض للابتداء بالساكن والإبتداء بالساكن لا يجوز (الخرج حذف الحرف الأول من البيت والخبن تسكين ثانية اهـ). وفي بغية الوعاة حكى عنه ابن جني أنه كان يقول أخطئ في مائة مسألة لغوية ولا أخطئ في واحدة قياسية.

المفاضلة بينه وبين أبي سعيد السيرافي

في معجم الأدباء قرأت بخط الشيخ ابي محمد الخشاب: كان شيخنا يعني أبا منصور موهوب بن الخضر الجواليقي قل ما ينبو عنده ممارس للصناعة النحوية ولو طال فيها باعه ولم يتمكن من علم الرواية وما تشتمل عليه من ضروبها ولاسيما رواية الاشعار العربية وما يتعلق بمعرفتها من لغة وقصة ولهذا كان مقدماً لأبي سعيد السيرافي على أبي علي الفارسي رحمهما الله وابو علي أبو علي في نحوه وطريقة ابي سعيد في النحو معلومة ويقول أبو سعيد أروى من أبي علي وأكثر تحققاً بالرواية وأثرى منه فيها وقد قال لي غير مرة لعل أبا علي لم يكن يرى ما يراه أبو سعيد من معرفة هذه الأخباريات والأنساب وما جرى في هذا الأسلوب كبير أمر. قال الشيخ ابو محمد ولعمري أنه قد حكي عنه أعني أبا علي أنه كان يقول لأن أخطي في خمسمية مسألة مما بابه الرواية أحب إلي من أن أخطئ في مسألة واحدة قياسية هذا كلامه أو معناه على أنه كان يقول قد سمعت الكثير في أول الأمر وكنت أستحي أن أقول أثبتوا إسمي. قال الشيخ أبو محمد وكثيراً ما تبنى السقطات على الحذاق من أهل الصناعة النحوية لتقصيرهم في هذا الباب فمنه يذهبون ومن جهته يؤتون.

أخباره

في معجم الأدباء حكى ابن جني عن أبي علي الفارسي قرأ عليَّ علي بن عيسى الرماني كتاب الجمل وكتاب الموجز لابن السراج في حياة ابن السراج. قرأت بخط سلامة بن عياض النحوي ما صورته: وقفت على نسخة من كتاب الحجة لأبي علي الفارسي في صفر سنة 522 بالري في دار كتبها التي وقفها الصاحب بن عباد رحمه الله وعلى ظهرها بخط أبي علي ما حكايته أطال الله بقاء سيدنا الصاحب الجليل أدام الله عزه ونصره وتأييده تمكينه كتابي في قراءة الأمصار الذين بينت قراءتهم في كتاب ابي بكر احمد بن موسى المعروف بكتاب السبعة فما تضمن من اثر وقراءة ولغة فهو عن المشايخ الذين أخذت ذلك عنهم وأسندته إليهم فمتى آثر سيدنا الصاحب الجليل أدام الله عزه ونصره وتأييده وتمكينه حكاية شيء منه عنهم أو عني لهذه المكاتبة  وكتب الحسن بن أحمد الفارسي بخطه اهـ. ومن أخباره ما في معجم الأدباء أيضاً: قال الأستاذ أبو العلاء الحسين بن محمد بن مهرويه في كتابه الذي سماه أجناس الجواهر كنت بمدينة السلام اختلف إلى أبي علي الفارسي النحوي رحمه الله وكان السلطان رسم له أن ينتصب لي في كل أسبوع يومين لتصحيح كتاب التذكرة لخزانة كافي الكفاة فكنا إذا قرأنا أوراقاً منه تجارينا في فنون الآداب واجتنينا من فوائد ثمار الألباب ورتعنا في رياض ألفاظه ومعانيه والتقطنا الدر المنثور من سقاط فيه فأجرى يوماً بعض الحاضرين ذكر الأصمعي وأسرف في الثناء عليه وفضله على أعيان العلماء في أيامه فرأيته رحمه الله كالمنكر لما كان يورده وكان فيما ذكر من محاسنه ونشر من فضائله أن قال من ذا الذي يجسر أن يخطئ الفحول من الشعراء غيره فقال أبو علي وما الذي رد عليهم فقال الرجل أنكر على ذي الرمة مع إحاطته بلغة العرب ومعانيه وفضل معرفته بأغراضها ومراميها وأنه سلك نهج الأوائل في وصف المفاوز إذا لعب السراب فيها ورقص الآل في نواحيها ونعت الحرباء وقد سبح على جدله والظليم وكيف ينفر من ظله وذكر الركب وقد مالت ظلالهم من غلبة المنام حتى كأنهم صرعتهم كؤوس المدام فطبق مفصل الإصابة في كل باب وساوى الصدر الأول من أرباب الفصاحة وجارى القروم والبزل من أصحاب البلاغة فقال له الشيخ أبو علي وما الذي أنكر على ذي الرمة فقال قوله (وقفنا فقلنا أيه عن أم سالم) فإنه كان يجب أن ينونه – يعني أيه – فقال أما هذا فالأصمعي مخطئ فيه وذو الرمة مصيب والعجب ان يعقوب بن السكيت قد وقع عليه هذا السهو في بعض ما أنشده فقلت أن رأي الشيخ أن يصدع لنا بجلية هذا الخطأ تفضل به فأملى علينا أنشد إبن السكيت لإعرابي من بني أسد.

 وقائلة أسيت فقلت جير         أسي إنني من ذاك انه

 أصابهم الحمى وهم عواف     وكن عليهم نحساً لعنه

         فجئت قبورهم بدءاً ولما                فناديت القبور فلم يجبنه

  وكيف يجيب أصداء وهام      وأبدان بدرن وما نخزنه

قال يعقوب قوله جير أي حقاً وهي مخفوضة غير منونة فأحتاج إلى التنوين قال أبو علي هذا سهو منه لأن هذا يجري مجرى الأصوات وباب الأصوات كلها والمبنيات بأسرها إلا ما خص منها لعلة الفرقان فيها بين نكرتها ومعرفتها بالتنوين فيما كان منها معرفة جاء بغير تنوين فإذا نكرته نونته من ذلك إنك تقول في الأمر صه ومه – تريد السكوت – يا فتى فإذا نكرت قلت صه تريد سكوتاً وكذلك قول الغراب قاق أي صوتاً وكذلك أيه يا رجل تريد الحديث وأيه تريد حديثاً وزعم الأصمعي أن ذا الرمة أخطأ في قوله (وقفنا فقلنا أيه عن أم سالم) وكان يجب أن ينونه ويقول أيه وهذا من أوابد الأصمعي التي تقدم عليها من غير علم فقوله جير بغير تنوين في موضع قوله الحق وتجعله نكرة في موضع آخر فتنونه فيكون معناه قلت حقاً ولا مدخل للضرورة في ذلك إنما التنوين للمعنى المذكور وبالله التوفيق وتنوين هذا الشاعر على هذا التقدير. قال يعقوب قوله: أصابهم الحمى يريد الحمام وقوله بدرن أي طعن في بوادرهن بالموت والباردة النحر وقوله فجئت قبورهم بدءاً أي سيداً وبدء القوم سيدهم اهـ. ومن أخباره ما في معجم الأدباء أيضاً بسنده عن أبي علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي النحوي قال جئت إلى أبي بكر السراج لأسمع منه الكتاب وحملت إليه ما حملت فلما انتصف الكتاب عسر عليه في تمامه فقطعت عنه لتمكني من الكتاب فقلت لنفسي بعد مدة إن سرت إلى فارس وسئلت عن تمامه فإن قلت نعم كذبت وإن قلت لا سقطت الرواية والرحلة ودعتني الضرورة فحملت إليه رزمة فلما أبصرني من بعيد أنشد:

وكم تجرعت من غيظ ومن حزن               إذا تجدد حزن هوَّن الماضي

        وكم غضبت فما باليتم غضبي                  حتى رجعت بقلب ساخط راضي

ومن أخباره ما في معجم الأدباء بسنده عن أبي العلاء المعري أن أبا علي مضى من الشام إلى العراق وصار له جاه عظيم عند الملك عضد الدولة فناخسرو فوقعت لبعض أهل المعرة حاجة في العراق أحتاج فيها إلى كتاب من القاضي ابي الحسن سليمان إلى أبي علي، فلما وقف على الكتاب قال: إني قد نسيت الشام وأهله ولم يعره طرفه. ومن أخباره ما في رياض العلماء: يحكى أن جماعة وقفوا على باب أبي علي الفارسي فلم يفتح لهم فقال أحدهم: أيها الشيخ إسمي عثمان، وأنت تعلم أنه لا ينصرف، فبرز غلامه وقال: إن الشيخ يقول: إن كان نكرة فلينصرف، قال ونقل الجار بردي في أواخر شرح الشافية أنه حكي أن أبا علي الفارسي دخل على واحد من المتسمين بالعلم فإذا بين يديه جزء مكتوب فيه: قايل منقوط بنقطتين من تحت، فقال له أبو علي: هذا خط من؟ قال: خطي فالتفت إلى أصحابه كالمغضب، وقال: قد أضعنا خطواتنا في زيارة مثله، وخرج من ساعته اهـ. ومن أخباره ما في معجم الأدباء في ترجمة محمد بن سعيد أبي جعفر البصير الموصلي العروضي النحوي أنه كان في النحو ذا قدم ثابتة اجتمع يوماً مع أبي علي الفارسي عند أبي بكر بن شقير فقال لأبي علي في أي شيء تنظر يا فتى فقال في التصريف فجعل يلقي عليه من المسائل على مذهب البصريين والكوفيين حتى ضجر فهرب أبو علي منه إلى النوم وقال إني أريد النوم فقال هربت يا فتى فقال نعم هربت وفي معجم الأدباء أيضاً ذكر أبو الحسن طاهر بن أحمد بن بشاذ النحوي في كتاب شرح الجمل للزجاج في باب التصريف منه يحكى عن أبي علي الفارسي إنه حضر يوماً مجلس أبي بكر الخياط فأقبل أصحابه على أبي بكر يكثرون عليه المسائل وهو يجيبهم ويقيم عليها الدلائل فلما أنفذوا أقبل على أكبرهم سناً وأكبرهم عقلاً وأوسعهم علماً عند نفسه فقال له كيف تبني من سفرجل مثل عنكبوت فأجاب مسرعاً سفر روت فاقبل أبو بكر على أصحابه وقال لا بارك الله فيكم ولا أحسن جزاءكم خجلاً مما جرى واستحياء من أبي علي.

أخباره مع عضد الدولة

قال ولما خرج عضد الدولة لقتال ابن عمه عز الدين بختيار بن معز الدولة دخل عليه أبو علي الفارسي فقال له ما رأيك في صحبتنا فقال له أنا من رجال الدعاء لا من رجال اللقاء فخار الله للملك في عزيمته وأنجح قصده في نهضته وجعل العافية زاده والظفر تجاهه والملائكة أنصاره ثم أنشده:

ودعته حيث لا تودعه          نفسي ولكنها تسير معه

     ثم تولى وفي الفؤاد له         ضيق محل وفي الدموع سعه

فقال له عضد الدولة بارك الله فيك فإني واثق بطاعتك وأتيقن صفاء طويتك وقد أنشدنا بعض أشياخنا بفارس.

قالوا له إذ سار أحبابه          فبدلوه البعد بالقرب

     والله ما شطت نوى ظاعن      سار من العين إلى القلب

فدعا له أبو علي وقال أيأذن مولانا في نقل هذين البيتين فأذن فاستملاهما منه. قال وكان مع عضد الدولة يوماً في الميدان (بشيراز) فسأله بماذا ينتصب الاسم المستثنى في نحو قام القوم إلا زيداً فقال أبو علي ينتصب بتقدير استثني زيداً فقال له عضد الدولة لم قدرت أستثني زيداً فنصبت هلا قدرت امتنع زيد فرفعت فقال أبو علي هذا الذي ذكرته جواب ميداني فإذا رجعت قلت لك الجواب الصحيح وفي مرآة الجنان وغيره ثم لما رجع إلى منزله وضع في ذلك كلاماً وحمله فاستحسنه قال ياقوت وقد ذكر أبو علي في كتاب الإيضاح أنه انتصب بالفعل المتقدم بتقوية إلا (أقول) الصواب أنه منصوب بإلا لتضمنه معنى استثني ولا يرد علينا إنه هلا ضمن إلا معنى امتنع أو خرج ورفع لأن العرب تكلمت به منصوباً ولم تتكلم به مرفوعاً فلما تكلمت به منصوباً قلنا إنها ضمنت إلا معنى استثني ونصبته ولو تكلمت به مرفوعاً لقلنا أنها ضمنته معنى خرج أو امتنع أو نحو ذلك أما أن العرب لماذا نصبته ولم ترفعه كقولنا لماذا رفعت الفاعل ونصبت المفعول ولم تعكس وإذا كان تتبع كلام العرب يقضي بأن العمدة مرفوع والفضلة منصوب فالمستثنى فضلة. قال ياقوت ولما صنف أبو علي كتاب الإيضاح وحمله إلى عضد الدولة استقصره عضد الدولة وقال ما زدت على ما أعرف شيئاً وإنما يصلح هذا للصبيان فمضى ابو علي وصنف التكملة وحملها إليه فلما وقف عليها عضد الدولة قال غضب الشيخ وجاء بما لا نفهمه نحن ولا هو اهـ. وفي مرآة الجنان وشذرات الذهب وتاريخ ابن خلكان: قيل إن السبب في استشهاده في باب كان من كتاب الإيضاح ببيت أبي تمام.

من كان مرعى عزمه وهمومه         روض الأماني لم يزل مهزولاً

لم يكن ذلك لأن أبا تمام يستشهد بشعره لكن عضد الدولة كان يحب هذا البيت وينشده كثيراً فلهذا استشهد به في كتابه.

رأيه في الأصمعي

في معجم الأدباء عن تلميذه أبي الفتح عثمان بن جني أن شيخه أبا علي الفارسي قال كان الأصمعي يتهم في تلك الأخبار التي يرويها فقلت له كيف هذا وفيه من التورع ما دعاه إلى ترك تفسير القرآن ونحو ذلك فقال كان يفعل ذلك رياء وعناداً لأبي عبيدة لأنه سبقه إلى عمل كتاب في القرآن فجنح الأصمعي إلى ذلك اهـ. ونقلنا في أخباره أنه خطأ الأصمعي في بعض آرائه.

كتابه إلى سيف الدولة رداً على ابن خالويه

في معجم الأدباء قرأت في المسائل الحلبية نسخة كتاب كتبه أبو علي إلى سيف الدولة جواباً عن كتاب ورد عليه منه يرد فيه على ابن خالويه في أشياء أبلغها سيف الدولة عن أبي علي نسخته:

قرأ أطال الله بقاه سيدنا سيف الدولة عبد سيدنا الرقعة النافذة من حضرة سيدنا فوجد كثيرا منها شيئاً لم تجر عادة عبده به لاسيما مع صاحب الرقعة إلا أنه يذكر من ذلك ما يدل على قلة تحفظ هذا الرجل فيما يقوله وهو قوله (ولو بقي عمر نوح ما صلح أن يقرأ على السيرافي) مع علمه بأن ابن بهزاذ السيرافي يقرأ عليه الصبيان هذا ما لا خفاء به كيف وهو قد خلط فيما حكاه عني وإني قلت إن السيرافي قد قرأ علي ولم اقل هذا إنما قلت (تعلم مني) أو (أخذ عني) هو وغيره ممن ينطر اليوم في شيء من هذا العلم وليس قول القائل (تعلم مني) مثل (قرأ علي) لأنه قد يقرأ عليه من لا يتعلم منه ومن لا يقرأ عليه وتعلم ابن بهزاذ مني في أيام محمد بن السري وبعده لا يخفى على من كان يعرفني ويعرفه كعلي بن عيسى الوراق ومحمد بن أحمد بن يونس ومن كان يطلب هذا الشأن من بني الأزرق الكتاب وغيرهم وكذلك كثير من الفرس الذين كانوا يرونه يغشاني في صف شونيز كعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي لأنه كان جاري بيت بيت قبل أن يموت الحسن بن جعفر أخوه فينتقل إلى داره التي ورثها عنه في درب الزعفراني وأما قوله (إني قلت إن ابن الخياط كان لا يعرف شيئاً) فغلط في الحكاية كيف استجيز هذا وقد كلمت ابن الخياط في مجالس كثيرة ولكني قلت أنه لا لقاء له لأنه دخل إلى بغداد بعد موت محمد بن يزيد وصادف أحمد بن يحيى وقد صم صمماً شديداً لا يخرق الكلام معه سمعه فلم يمكن تعلم النحو منه وإنما كان يعول فيما كان يؤخذ عنه على ما يمليه دون ما كان يقرأ عليه وهذا الأمر لا ينكره أهل هذا الشأن ومن يعرفهم وأما قوله (قد أخطأ البارحة في أكثر ما قاله) فاعتراف بما أن استغفر الله منه كان حسناً. والرقعة طويلة فيها جواب عن مسائل أخذت عليه كانت النسخة غير مرضية فتركتها إلى أن يقع لي ما أرتضيه. وأكثر النسخ بالحلبيات لا توجد هذه الرقعة فيها.

كتاب الصاحب بن عباد إلى ابي علي الفارسي في معنى استنساخ التذكرة

في اليتيمة في ترجمة محمد بن الحسين الفارسي ابن أخت أبي علي الفارسي أن أبا علي كان أوفد ابن أخته المذكور على الصاحب فارتضاه وأكرم مثواه وأصحبه كتاباً إلى خاله أبي علي وذكر الكتاب وذكره أيضاً صاحب معجم الأدباء وذكر في آخره زيادة في معنى استنساخ التذكرة. وهذه الزيادة لم يذكرها صاحب اليتيمة قال في معجم الأدباء كتب الصاحب إلى أبي علي في الحال المقدم ذكرها – يعني حال استنساخ التذكرة – كتابي أطال الله بقاء الشيخ وأدام جمال العلم والأدب بحراسة مهجته وتنفيس مهلته وأنا سالم ولله حامد وإليه في الصلاة على النبي وآله راغب ولبر الشيخ أيده الله بكتابه الوارد شاكر. وأما أخونا أبو الحسين قريبه أعزه الله فقد ألزمني بإخراجه إلي أعظم منه واتحفني من قربه بعلق مضنة لولا أنه قلل المقام واختصر الأيام ومن هذا الذي لا يشتاق ذلك المجلس وأنا أحوج من كل حاضريه إليه وأحق منهم بالمثابرة عليه ولكن الأمور مقدورة وبحسب المصالح ميسرة غير أنا ننتسب إليه على البعد ونقتبس فوائده عن قرب وسيشرح هذا الأخ هذه الجملة حق الشرح بإذن الله والشيخ أدام الله عزه يبرد غليل شوقي إلى مشاهدته بعمارة ما أفتتح من البر بمكاتبته ويقتصر على الخطاب الوسط دون الخروج في إعطاء الرتب إلى الشطط كما يخاطب الشيخ المستفاد منه التلميذ الآخذ عنه ويبسط في حاجاته فإنني أظنني أجدر إخوانه بقضاء مهماته إن شاء الله تعالى. وإلى هنا اشتركت اليتيمة ومعجم الأدباء وزاد صاحب معجم الأدباء قد اعتمدت على صاحبي أبي العلاء أيده الله لاستنساخ التذكرة وللشيخ أدام الله عزه رأيه الموفق في التمكين من الأصل والأذن بعد النسخ في العرض بأذن الله تعالى اهـ.

مشايخه

مر قول ياقوت أنه أخذ النحو عن جماعة من أعيان أهل هذا الشأن وعد منهم (1) أبو إسحاق الزجاج (2) أبو بكر بن السراج (3) أبو بكر مبرمان (4) أبو بكر الخياط وفي لسان الميزان أخذ عن (5) ابي بكر بن مجاهد اهـ. ولعله أحد المذكورين وفي تاريخ بغداد سمع (6) علي بن الحسين بن معدان صاحب إسحاق بن راهويه وكان عنده عنه جزء واحد اهـ. وفي ميزان الاعتدال عنده جزء سمعه من علي بن الحسين بن معدان الفارسي عن إسحاق بن راهويه اهـ.

وفي معجم الأدباء قرأت بخط أبي الفتح عثمان بن جني الذي لا أرتاب به قال سألته – يعني أبا علي – فقلت أقرأت أنت على أبي بكر فقال نعم قرأت عليه وقرأ أبو بكر على أبي سعيد السكري وقال وكان أبا بكر قد كتب من كتب أبي سعيد كثيراً وكتب أبي زيد قال وذاكرته بكتب أبي بكر وقلت لو عاش لظهر من جهته علم كثيراً وكلاماً هذا نحوه فقال نعم إلا أنه كان يطول كتبه وضرب لذلك مثلاً قد ذهب عني أظنه بارك الله لأبي يحيى في كتبه أو شيئاً نحو ذلك قال وفارقت ابا بكر قبل وفاته وهو يشغل بالعلة التي توفي فيها وراجعت البلد فارس ثم عدت وتوفي اهـ. ولا يعلم أن أبا بكر هذا من هو لأنه مر في مشايخه إنه أخذ عن ثلاثة كلهم يكنى أبا بكر ولعل المراد به السراج فإنه أعرفهم، وأشهرهم والله أعلم.

تلاميذه

مر قول ياقوت برع له غلمان حذاق فمن تلاميذه (1) عثمان بن جني (2) علي بن عيسى الربعي الشيرازي، قال الشريف الرضي في حقائق التأويل وهو ممن لزم ابا علي السنين الطويلة واستكثر منه (3) الصاحب بن عباد أجازه بالرواية عنه وعن مشايخه كما مر في أخباره، وفي تاريخ بغداد حدثنا عنه (4) الأزهري (5) والجوهري (6) وأبو الحسن محمد بن عبد الواحد (7) وعلي بن محمد بن الحسن المالكي (8) والقاضي أبو القاسم التنوخي اهـ (9) ابن أخته أبو الحسين محمد بن الحسين الفارسي صرح بتتلمذه له الثعالبي في اليتيمة حيث قال في ترجمة أبي الحسين المذكور وهو الامام اليوم في النحو بعد خاله أبي علي الحسن بن أحمد الفارسي ومنه أخذ وعليه درس حتى استغرق علمه واستحق مكانه اهـ.

وهو الذي أرسله أبوعلي إلى الصاحب بن عباد وكتب معه الصاحب إلى أبي علي كما مر (10) عضد الدولة بن بويه فقد مر أنه كان يقول أنا في النحو من غلمان أبي علي الفارسي ولأجله صنف الإيضاح والتكملة (11) أبو إسحاق إبراهيم بن علي الفارسي اللغوي النحوي (12) ابو القاسم علي بن عبد الله الدقاق (13) أبو محمد عبيد الله بن أحمد الفزاري النحوي قاضي القضاة بشيراز (14) الحسين بن محمد الخالع (15) عبد الباقي بن محمد بن الحسن بن عبد الله النحوي وهؤلاء الخمسة الأخيرة ذكرهم صاحب الروضات من تلاميذه.

وقال صاحب الرياض:  أنه قرأ عليه السيد الرضي في النحو في أوائل حال السيد الرضي وأواخر حال أبي علي ولا بعد في ذلك لأن ولادة السيد الرضي قبل وفاة أبي علي بثماني عشرة سنة وقد مدحه السيد الرضي في تفسيره الموسوم بحقائق التنزيل وتعصب له بل لعل أبا علي أستاذ السيد المرتضى أيضاً اهـ.

(أقول) لم نجد أحداً ذكر أبا علي في مشايخ الشريف الرضي فضلاً عن المرتضى والذي كان من مشايخه هو أبو الفتح عثمان بن جني وهو الذي مدحه في تفسيره وتعصب له وقد ذكر أبا علي في تفسيره المذكور ولم يقل إنه شيخه ولو قرأ عليه لقال إنه شيخه كما قال عن ابن جني.

مؤلفاته

أكثرهم استيفاء لها صاحب معجم الأدباء، أما غيره كابن النديم وابن خلكان وصاحب البغية وغيرهم فإنهم اقتصروا على البعض دون البعض، وقد يذكرون ما ليس في المعجم وهي:

(1) الحجة في علل القراآت أي الاحتجاج للقراء السبعة.

(2) التذكرة في النحو وهو كبير في مجلدات ولخصه أبو الفتح عثمان بن جني.

(3) أبيات الأعراب والعرب.

(4) الإيضاح الشعري وفي فهرست ابن النديم شرح أبيات الإيضاح.

(5) الإيضاح النحوي في الرياض ألفه بأمر عضد الدولة بن بويه ولذلك يعرف بالإيضاح العضدي وفي كشف الظنون يشتمل الإيضاح على 196 باباً منها 166 نحو والباقي صرف وقد اعتنى جمع من النحاة بشرحه فشرحه السيد عبد القاهر الجرجاني بشرحين مطول ومختصر وشرحه ابن الحاجب وابن البنا وابن الباذش وابن الانباري وابن الدهان وأبو البقاء العكبري وعلي ابن عيسى الربعي والشريشي وابن هشام الخضراوي والمالقي وغيرهم وبلغت شروحه التي عدها 24 شرحاً.

(6) مختصر عوامل الأعراب وهي مائة عامل.

(7) المسائل الحلبية وسماه في كشف الظنون الحلبيات في النحو.

(8) المسائل البغدادية في النحو.

(9) المسائل العسكرية.

(10) المسائل الكرمانية.

(11) المسائل الشيرازية في النحو وسماها صاحب كشف الظنون الشيرازيات.

(12) المسائل القصرية أو القيصرية.

(13) المسائل البصرية.

(14) المسائل المجلسية ذكرها ابن خلكان وفي الرياض كتاب المجلسيات

(15) المسائل الدمشقية

(16) المسائل الأهوازية في الرياض نسبه إليه ابن سيدة

(17) المسائل المنثورة.

(18) المسائل المشكلة.

(19) المسائل المصلحة يرويها عن الزجاج وتعرف بالأغفال هكذا قال ابن النديم وقال ياقوت كتاب الأغفال وهو مسائل أصلحها على الزجاج وقال غيره كتاب الأغفال فيما أغفله الزجاج من المعاني.

(20) المسائل المصلحة من كتاب ابن السراج. ذكر المعري في رسالة الغفران أن ابا علي الفارسي كان يذكر أن أبا بكر بن السراج عمل من الموجز النصف الأول لرجل بزاز ثم تقدم إلى أبي علي الفارسي بإتمامه وهذا لا يقال أنه من إنشاء أبي علي لأن الموضوع في الموجز هو منقول من كلام ابن السراج في الأصول وفي الجمل فكأن أبا علي جاء به على سبيل النسخ لا أنه ابتدع شيئاً من عنده.

(21) المقصور والممدود وشرحه ابن جني.

(22) نقض الهاذور

(23) الترجمة

(24) أبيات المعاني

(25) التتبع لكلام أبي علي الجبائي في التفسير نحو مائة ورقة

(26) تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة..)

(27) التكملة في التصريف هكذا في بغية الوعاة ومقتضى ما ذكر في سبب تأليفه أنه تكملة للإيضاح فهو في النحو وصرح في الرياض بأنه في النحو

(28) تعليقة على كتاب سيبويه

(29) (30) كتاب الشعر في الرياض نسبه إليه ابن سيدة اللغوي في أول كتاب المحكم في اللغة. وقد نسب اليه صاحب الذريعة كتاباً بعنوان تفسير أبي علي الفارسي واستشهد لذلك بعد السيوطي وصاحب كشف الظنون له من المصنفين في التفسير وبنقل الشيخ الطوسي عنه في تفسيره التبيان (وأقول) ذكر صاحب كشف الظنون عند الكلام على التفسير جماعة من المفسرين الأقدمين ثم قال: ثم انتصبت طبقة بعدهم إلى تصنيف تفاسير مشحونة بالفوائد محذوفة الأسانيد مثل أبي إسحاق الزجاج وأبي علي الفارسي اهـ. ولكن لم يذكر أحد أن له كتاباً في تفسير القرآن ولو كان لذكره كل من ترجمه لأنه أحق بالذكر من كل كتاب أما عده من المصنفين في التفسير فلعله لأن له كتباً تؤول إلى التفسير كالحجة في علل القراآت والتتبع لكلام الجبائي في التفسير وتفسير آية إذا قمتم وهذا لا يصحح إن له كتاب تفسير مغايراً لهذه الكتب وأما نقل الشيخ عنه في التبيان فلعله في مسائل النحو والأعراب أو من هذه الكتب والله أعلم.

إحتراق قسم من كتبه وحزنه لذلك

في معجم الأدباء قال عثمان بن جني أن وجدت فسحة وأمكن الوقت عملت بإذن الله كتاباً أذكر فيه جميع المعتلات في كلام العرب وأميز ذوات الهمزة من ذوات الواو والياء وأعطي كل جزء منهما حظه من القول مستقصى إن شاء الله تعالى وذكر شيخنا أبو علي أن بعض إخوانه سأله بفارس إملاء شيء من ذلك فأملى عليه صدراً كثيراً وتقصى القول فيه وإنه هلك في جملة ما فقده وأصيب به من كتبه. وحدثني أيضاً أنه وقع حريق بمدينة السلام فذهب به جميع علم البصريين قال وكنت قد كتبت ذلك كله بخطي وقرأته على أصحابنا فلم أجد من الصندوق الذي احترق شيئاً البتة إلا نصف كتاب الطلاق. عن محمد بن الحسن: وسألته عن سلوته وعزائه فنظر إلي معجباً ثم قال بقيت شهرين لا أكلم أحداً حزناً وهماً وانحدرت إلى البصرة لغلبة الفكر عليَّ وأقمت مدة ذاهلاً متحيراً اهـ.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 5 حزيران/2007 -17/جمادي الأول/1428