امراض السرطان تنتشر في جنوب العراق بمعدلات غير مسبوقة

 شبكة النبأ: تتزايد معاناة العراقيين بسبب الحروب المتتالية منذ ربع قرن، وتدمير البنى التحتية التي اصبحت عبارة عن انقاض لا تقدم ادنى مستوى خدمات، وبتنوع اطياف العراقيين تتنوع عذاباتهم، ففي حين يشهد الجنوب بعض الامن والهدوء النسبي فانه من جهة اخرى يعاني من الفقر والاهمال ومختلف الامراض المتعلقة بإمدادات مياه الشرب الغير صحية، والبيئة الملوثة من استخدام مختلف انواع الاسلحة في الحروب السابقة.

حتى اصبحت الأمراض السرطانية أحد أكبر العوامل التي تسبب وفاة المواطنين في مناطق الجنوب العراقي.

ان هذه المؤشرات تظهر أن هناك تأثيرات شديدة الخطورة على الصحة العامة، تهدد حياة المواطنين في جنوب العراق، وأن هناك حاجة شديدة لتقديم مساعدات عاجلة.

وأظهرت تقارير طبية ودراسات علمية حديثة أن معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية والوفيات الناجمة عنها، ارتفعت بصورة غير مسبوقة في مناطق الجنوب العراقي، مرجعة ذلك إلى تزايد استخدام منتجات غير آمنة في الزراعة، فضلاً عن التأثيرات طويلة المدى للحروب التي شهدتها المنطقة طوال الثلاثة عقود الماضية. بحسب الـCNN.

وأكدت وكالة الأنباء الإنسانية "أيرين"، التابعة لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، أن الضغوط النفسية والشعور بالخطر نتيجة الحروب والصراعات، التي تسببت في تشريد الملايين من سكان المنطقة، قد تسببت في إضعاف قدرة هؤلاء الأفراد على مقاومة الأمراض المختلفة، فضلاً عن النقص الحاد في الكفاءات والتجهيزات الطبية.

وأكد مسؤول رفيع في الإدارة الصحية بمحافظة "البصرة"، حسين عبد الكريم، أن "نقص العلاجات اللازمة لأمراض السرطان المختلفة، سواء الدوائي أو الإشعاعي، يقلل من فرص نجاة العديد من المرضى، كما أن نقص الأطباء المتخصصين، الذين فرّ معظمهم إلى الدول المجاورة نتيجة الحرب، يزيد الوضع سوءاً."

وأضاف المسؤول العراقي أن "التعرض للإشعاعات الناتجة عن استخدام بعض الأسلحة غير التقليدية في الحرب، وكذلك استخدام المواد الكيماوية في أغراض الزراعة، فضلاً عن تلوث معظم القنوات المائية، أدت إلى تأثيرات خطيرة على الصحة العامة لسكان المناطق المحلية، تأتي الأمراض السرطانية في مقدمة تلك التأثيرات."

وكشفت دراسة لكلية الطب بجامعة البصرة، نشرت في وقت سابق من شهر مايو/ أيار المنصرم، ارتفاعاً قياسياً في عدد حالات السرطان الناجمة عن ويلات الحروب، معتبرة أن الأمراض السرطانية أصبحت أحد أكبر العوامل التي تسبب وفاة المواطنين في مناطق الجنوب العراقي.

وقال أحد أعضاء فريق الدراسة، ويدعى عماد حسن: "إن نسبة تزيد على 45 في المائة من حالات الوفاة المسجلة مؤخراً بالمحافظات الجنوبية، جاءت نتيجة الإصابة بمرض السرطان"، مشيراً إلى أن بعض المرضى يصابون بمضاعفات خطيرة تزيد من سوء حالتهم الصحية، مما يسرع بوفاة معظمهم، في ظل نقص العلاج المناسب.

وأضاف قائلاً: "هذه المؤشرات تظهر أن هناك تأثيرات شديدة الخطورة على الصحة العامة، تهدد حياة المواطنين في جنوب العراق، وأن هناك حاجة شديدة لتقديم مساعدات عاجلة"، مشيراً إلى تلك المناطق شهدت الكثير من الحروب خلال العشرين عاماً الماضية، فضلاً عن أنها شهدت استخدام الكثير من المواد الكيميائية في الصيد والزراعة.

وأكد أن الفحوص المعملية أثبتت أن مياه الشرب في محافظات "البصرة" و"المثنى" و"ذي قار" و"ميسان"، غير آمنة، كما أنها في بعض الأماكن، خاصة في المناطق النائية، تحتوي على معدلات عالية من المواد السامة شديدة الخطورة.

وبحسب التقرير، فإن معظم حالات الوفاة التي حدثت نتيجة الأمراض السرطانية، خاصة بين النساء والأطفال بمحافظتي البصرة وميسان، وجد أنها ناتجة عن الإصابة بسرطان الدم "اللوكيميا"، أو الإصابة بسرطان الثدي.

وذكر تقرير "أيرين" أن معدلات الإصابة باللوكيميا بين الأطفال، ارتفعت بنسبة تصل إلى 22 في المائة، عن الحالات المسجلة في العام 2005، فيما ارتفعت معدلات الإصابة بسرطان الثدي بين النساء، بنسبة 19 في المائة.

ووفقا للاختصاصيين، فإن أهم مسببات هذه الأمراض يكمن في ازدياد عدد المواد والمنتجات الزراعية غير الآمنة، إضافة الى التأثيرات بعيدة المدى للحروب وانتشار بقايا القذائف الحربية الخارقة للدروع المصنّعة باليورانيوم المنضّب.

كما يؤثر التوتر النفسي والإجهاد الناجمين عن سنوات من النزاع والعنف والتهجير والحيرة والشكوك في المستقبل، على مناعة أفراد الجمهور ومقاومتهم للامراض. ويفاقم هذا الأمر قلة إعداد الطاقم الطبي الكفوء، وقلة الاجهزة والمعدات الطبية اللازمة.

وصرح الدكتور حسين عبد الكريم الاخصائي في السرطان، وأحد مسؤولي الإدراة الصحية في مدينة البصرة الجنوبية، ان «عدم توافر العلاج لمرضى السرطان وتقادم وسائل العلاج الاشعاعي والكيميائي، أدى الى تقليل عدد الناجين من المرضى. وتفاقم هذا الوضع نتيجة تناقص اعداد الاختصاصيين بالسرطان الذين هربوا الى دول مجاورة. بحسب الشرق الاوسط.

وأضاف ان التعرض للإشعاع الناجم عن استخدام بعض الاسلحة والاستعمال المتزايد للمواد الكيميائية في الزراعة اضافة الى التلوث، قد ادت الى تأثيرات خطيرة على صحة الناس في هذه المناطق، لأن هذه العوامل تساهم بشكل قوي في حدوث السرطان.

وقال عبد الكريم ان غالبية السكان تعرضت الى الاشعاع المميت والى عوامل كيميائية من مخلفات الحرب..لقد رصدنا حالات إصابة أطفال ترتبط بالسرطان بعد مرور 4 اسابيع فقط على ولادتهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 5 حزيران/2007 -17/جمادي الأول/1428