الإرهاب الالكتروني احدث صرعة في معارك الصراعات الدولية الباردة

 شبكة النبأ: المراقبة عبر شبكة الانترنيت ربما تعد خطوة متأخرة وهي ايضا الملجأ الاخير لمواجهة الارهاب عبر تتبع خطواته واستحصال المعلومات الدقيقة، ولكنها خطوة عليها كثير من المؤاخذات بطبيعة الحال.

الاتحاد الاوربي من جهته يرى  ان مراقبة الارهابيين الذين يتخذون من الشبكة اسلوبا فعالا لإدارة عملياتهم وايضا لتجنيد ارهابين جدد واشاعة الكراهية في العالم فان التصدي الفعال سيكون عبر الشبكة نفسها.

وتظهر مسودة بيان اتفق عليه سفراء الاتحاد الاوروبي إن دول الكتلة بدأت تبادل المعلومات بشان مواقع المتشددين على الانترنت التي تراقبها بما فيها المواقع المرتبطة بالقاعدة.

وتقول الشرطة إن شبكة الانترنت اكتسبت اهمية كبرى بالنسبة للجماعات المتشددة حيث مكنتها من تبادل الخبرة الفنية ونشر الدعاية على جماهير عريضة وتخطيط العمليات.

وتقول المسودة المعدة لاجتماع وزراء العدل والداخلية المقبل في الاتحاد الاوروبي بدأت الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي العمل في مشاريع مشتركة، وفي الوقت الحالي بدأت بعض الدول الاعضاء في ظل مسؤولية القيادة الالمانية المشاركة في مهمة تحليل القسم الاعلامي في القاعدة (السحاب). بحسب رويترز.

والقاعدة لديها قسمها الاعلامي الخاص بها واسمه السحاب الذي يشمل نتاجه سلسلة من بيانات كبار قادتها. وقالت المسودة إن وكالة الشرطة الاوروبية (يوروبول) تبني بوابة معلومات تسمح بتبادل المعلومات حول مراقبة مواقع المتشددين على الانترنت.

وستشمل البوابة قائمة بوصلات المواقع التي يتم مراقبتها وبيانات المنظمات الارهابية وتفاصيل حول الخبراء الذين يراجعون المواقع في دول الاتحاد الاوروبي بما فيها الاختصاص اللغوي والخبرة الفنية، وسيتم تنظيم لقاءات للخبراء.

ويقول خبراء امنيون في الغرب ان القاعدة والجماعات المتفرعة عنها ابدت براعة كبيرة في استخدام وسائل الاعلام حيث نشرت لقطات عن عمليات الاعدام العنيفة والهجمات على القوات البريطانية والامريكية في العراق على الانترنت خلال ساعات من وقوعها.

وقال البيان "استخدام الانترنت يعلب دورا كبيرا في شبكة الامداد والعمليات والاتصالات للمنظمات الارهابية." واضافت: "الارهابيون يستخدمون الانترنت ليس كوسيلة للاتصال ونشر الدعاية بل ايضا لتجنيد وتدريب الارهابيين وتحويلهم الى التطرف ونشر المعلومات حول كيفية تنفيذ مخالفات ملموسة ونقل المعلومات السرية."

وتضغط المانيا التي تشغل الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي على الدول السبع والعشرين من اجل التعاون في مراقبة الانترنت قائلة انه ليس كل الدول الاعضاء لديها خبراء يمكنهم ان يترجموا ويحللوا مواقع الانترنت التي يستخدمها المتشددون. وقال البيان: "التعاون المنهجي في تقاسم مهمة المراقبة وتقييم الانترنت بحاجة الى مزيد من التدعيم."

تزايد المواقع الارهابية     

من جهته أكد وزير الداخلية الروسي رشيد نورعلييف على ضرورة حماية الإنترنت من الأنشطة غير الشرعية للمنظمات الإرهابية والعناصر الإجرامية لضمان الأمن الإعلامي لأي دولة. بحسب فرانس برس.

وقال نورعلييف، إن المعلومات المتوافرة لديه تشير إلى أن عدد المواقع العائدة لمختلف المنظمات المتطرفة تجاوز 4800 موقع، وأعاد إلى الأذهان أن عدد تلك المواقع لم يتجاوز 12 موقعا قبل 15 عاما. وأشاد الوزير بمستوى التعاون بين أجهزة حفظ النظام والقانون الروسية ومثيلاتها في بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وعدد من البلدان الأخرى في مجال تبادل المعلومات، وتنفيذ الفعاليات الخاصة بالتصدي للهجمات الإلكترونية على مواقع البنوك، والتحقيق في عدد من القضايا. وأكد أن الجهود المشتركة تتيح التصدي لمظاهر الإرهاب بشكل ناجح.

ملك التخريب تحت طائلة القانون

وفي سياق متصل بمكافحة الاستخدامات الاجرامية لشبكة الانترنت، اعتقلت الولايات المتحدة رجلا يلقب باسم "ملك التخريب" على الإنترنت بتهم إرسال الملايين من الرسائل الإليكترونية بهدف التخريب.

وقد تم إيقاف روبرت سولواي، 27 عاما، في سياتل بولاية واشنطن، في اعقاب اتهامه بالاحتيال وانتحال الهوية وتبييض الأموال، لكن سولواي تمسك ببراءته من التهم الموجهة له.

وقال النائب العام "فإن سولواي أصبح واحد من اكبر المخربين على الإنترنت، حيث يستعمل أجهزة الكمبيوتر المصابة بفيروسات ويتعمد إرسال أوامر إليكترونية إلى الملايين من العناوين الإليكترونية".

وتعرف مثل هذه الأجهزة المصابة بالفيروسات بين خبراء المعلوماتية بـاسم "الزومبي" كناية عن عدم انتباه أصحابها بأنه تم التوغل إلى كمبيوترهم.

هل شنت روسيا حرباً إليكترونية على إستونيا؟

آخر صرعات الارهاب الالكتروني هو الحرب الالكترونية التي شنتها روسيا ضد استونيا التي تمردت على الارث السوفيتي فشنت عليه هذه الحرب الضروس.

وحسب رأي بعض المحللين فأن جذور المشكلة لا تكمن في مستقبل الإنترنت عالي التقنية ، بل في ماضي الحرب الباردة، الذي مازال قائماً، فقبل أسابيع خلت، قررت الحكومة الإستونية إزالة تمثال برونزي لجندي سوفييتي من ساحة في وسط العاصمة "تالين" إلى مقبرة خارج المدينة مع رفات الجنود السوفييت الذين دُفنوا تحت التمثال، وبرغم أن ذلك القرار لا يمكن أبداً التعامل معه على أنه ذريعة للتدخل في البلد، فإن الأقلية الروسية في إستونيا التي وصل أغلبها إلى البلاد بعد دخول الجيش الأحمر إلى البلد وطرده الألمان في عام 1945 اعتبرت التمثال رمزاً لتواجدها وحقها في الاستمرار في البلد، بيد أن الإستونيين الذين هُّجر عشرهم إلى سيبيريا إبان العهد السوفييتي يشكل التمثال بالنسبة لهم رمزاً للقمع والاستبداد الشيوعي.

وما أن أزيل التمثال من وسط الساحة في العاصمة حتى أعقبته مظاهرات أسفرت عن مصرع أحد المتظاهرين الروس، وإقدام مجموعة من المشاغبين على مهاجمة السفارة الروسية في إستونيا، ليعقب تلك الأحداث تعطل مواقع الإنترنت التابعة للحكومة والبنوك والصحف، ولو كانت الهجمة على الإنترنت التي تعرضت لها إستونيا قد طالت مكاناً آخر لما انطوت على كل هذه الأهمية، ولم تكن هذه الهجمة لتلحق ضرراً بالغاً في بلاد اخرى لغياب بنية تحتية إلكترونية متطورة فيها، لكن إستونيا التي يطلق عليها مواطنوها إستونيا الإلكترونية (e-Stonia) تمارس نوعاً من الحكومة الإلكترونية يعد متقدماً حتى بالقياس إلى المعايير الموجودة في أوروبا الغربية، حيث يدفع الإستونيون الضرائب على الإنترنت، ويصوتون على الإنترنت، كما ينجزون معاملاتهم البنكية إلكترونياً، هذا وتضم بطاقات هويتهم رقائق إلكترونية، وعندما يلتقي أعضاء الحكومة يستخدم الوزراء أجهزة الكمبيوتر المحمول، لذا ليس غريباً أن تشكل الهجمات التي تتعرض لها المواقع الإلكترونية مشكلة حقيقية للبلد.

وخلافاً للإرهاب الكلاسيكي تتميز حرب الإنترنت المعاصرة بانعدام التوقيع، أي يصعب تحديد من الذي يشنها، وبرغم أن بعض الهجمات جاءت من أجهزة كمبيوتر يُقال إنها تعود إلى جهات حكومية في روسيا، فإن هجمات أخرى جاءت من البرازيل وفيتنام، والنتيجة أنه حتى الخبراء الإستونيون تحفظوا عن توجيه اتهامات مباشرة إلى الحكومة الروسية لانعدام الإثباتات اللازمة على ذلك، لاسيما وأن قراصنة الإنترنت يستطيعون تشكيل سلسلة مترابطة تعمل في نقاط متعددة عبر العالم لتخريب المواقع الإلكترونية.

والمخربين الصينيين كمثال على الارهاب الالكتروني يستغلون هذه النقطة ويستخدمون أجهزة كمبيوتر في أماكن مختلفة من العالم لإرسال فيروسات إلى المواقع الإلكترونية التابعة للحكومتين الأميركية واليابانية عندما تسوء علاقاتهما مع الصين.

وقد يشكل عنصر انعدام التوقيع والطابع الجديد الذي تتميز به الهجمات الإلكترونية حافزاً للاستمرار في تبنيها، لاسيما إذا كانت تلك الهجمات، كما يعتقد البعض في "الناتو" بمثابة اختبار لمدى استعداد الغرب لخوض حرب الإنترنت، ومدى التزام حلف شمال الأطلسي بالدفاع عن أعضائه الجدد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 4 حزيران/2007 -16/جمادي الأول/1428