وأنا أشاهد أحدث الافلام الامريكية في مجال التجسس ومكافحة الارهاب
انتقلت الى الوضع العراقي ومايسجل من إخفاق أمريكي أو يُراد له أن يكون
إخفاقا ووجدت الفرق بين الحالتين.
ربما يتحدث بعضنا عن إنها مجرد أفلام وتنصب في خانة التهويل
والتضخيم ليس إلا ولكن المتابع لمقر صناعة السينما الامريكية يجد غير
ذلك ،وكثيرا ماتحدث المتابعون للشأن الامريكي والمحللون الامريكيون عن
العلاقة بين ما يُنتج في هوليود وما تفكر به العقلية السياسية
الامريكية وكثيرا ما كانت أفلام هوليود تحضيرا استباقيا لما تخطط له
الادارات الامريكية المتعاقبة أو ماتعده شبكات المخابرات الامريكية ،بل
إن بعض ما يعرض من أجهزة مستخدم قبل عدة سنوات من تاريخ هذه الافلام
المعروضة.
وبالمناسبة فإن تقليعة هوليود منذ عشر سنوات بعد أن كانت أفلام حرب
النجوم تشغل الوسط الهوليودي قبل هذه التقليعة ،كما كانت فترة
الستيننيات والسبعينيات قد أنتجت لنا كما هائلا من أفلام الكابوي
الامريكي وحرب الهنود الحمر ،وكنا نُطلق على هذه الافلام ((وحوش
وعصابة)) وهي مازرعته فينا هوليود وقد نجحت في ذلك!!.
اليوم نرى الافلام التي تتحدث عن الارهاب ((الاسلامي)) وسبل مكافحته
ونجاح رجال المخابرات في إختراق هذه الشبكات ومتابعة تحركاتهم من خلال
اجهزة الرصد المتطورة جدا والتي ترصد أنفاس المشتبه بهم وتلاحقهم الى
غرف نومهم وتسجل أدق تفاصيل حياتهم!!.
والكثير من الاجهزة التي نراها في الافلام موجودة بشكل حقيقي لدى
هذه الدوائر وفي هذه المناسبة يقول أحد اساتذة العلوم التقنية إن
الانترنيت الذي نستخدمه الان بشكل طبيعي كان متوفرا لدى وكالة
المخابرات المركزية منذ منتصف القرن الماضي،وتستخدم الرسائل
الالكترونية لايصال المعلومات بسرعة فائقة دون رصد يُذكر في مجال
التجسس على الاتحاد السوفياتي سابقا.
ولقد سمعنا الرئيس الامريكي الاسبق(( بوش الاب)) يتحدث عن رصد كل
محادثات ((صدام حسين والحسين بن طلال)) أثناء أزمة الكويت بالرغم من أن
اللقاء جرى تحت طوابق الارض وأنه يستطيع إظهار كل ما جرى بينهما.
ويتحدث من يرافق القوات الامريكية من أن طائرات الهليوكبيتر
الامريكية تزود القوات الارضية بالتحركات المريبة أو يشتبه في أنها غير
طبيعية لها.
واليوم يشير الخبراء أن أجهزة المحمول(الموبايل)) يمكن أن تكون
لاقطا ومرسلا حتى لوكان مطفئا،ولذلك نجد أن اجتماعات بعض الدول
الاوروبية على مستوى الوزراء(اجتماعات حكومية تمنع دخول هذه الاجهزة
الى الاجتماعات ويتم اطفائها ووضعها في خزانة خاصة.
ولاأدري هل يتم اتخاذ مثل هذه الاجراءات في اجتماعات حكوماتنا
العربية والعراقية!!!؟
ونتساءل هل الولايات المتحدة عاجزة عن استخدام هذه التقنيات في
العراق مع وجود كل أجهزتها على أرض العراق؟
ونحن نسمع عن تعطل الاجهزة الالكترونية وأجهزة الموبايل عند مرور
الدوريات الامريكية العسكرية وتلك التابعة للسفارة الامريكية !! ولم
أتاكد حتى هذه اللحظة من هذه المعلومة ولكنها أحاديث يتناقلها
المواطنون في العراق.
مع هذا وذاك هناك الكثير من المواقف التي سجلها العراقيون عن تواجد
القوات الامريكية في مواقع مشبوهة وكثيرا ما تعترض عمليات اعتقال
الارهابين تكون استخبارات الداخلية وبعض الاجهزة الامنية الاخرى قد
صرفت جهودا كثيرة للوصول الى هذه الاهداف .
ويذهب بعضهم الى أن بعض القتلة والارهابين بات يحمل هويات أمريكية
((وباجات)) لايمكن تزويرها وتغيرها
لان مصدرها أمريكي !!!.وهذا ما ذكره تقرير خبري نُشر في أكثر من
صحيفة عراقية ومنها صحيفة الصباح العراقية.
ليست اتكالية أن أتحدث عن الامريكان فقط في محاربة الارهاب ولكن هم
من يتحمل المسؤولية الاولى في أي إخفاق لمكافحة الارهاب في العراق.
والتقصير الذي أتحدث عنه هو عدم توظيف الامكانات الاستخبارية
الهائلة التي تملكها الادارة الامريكية أجهزتها في العراق في مكافحة
الارهاب ، ونحن نعلم أن مكافحة الارهاب هو في الوصول الى المشتبه به
قبل تنفيذ جريمته ،ولا يمكن عمل شيء مع شخص مدفوع للانتحار وقتل نفسه
،أو يكون مبرمجا على تفجير نفسه ،من خلال تخديره أو أي شيء آخر .
وهذا ماتقوم به الدول المبتلية بالارهاب حينما تعتقل الكثير من
المشتبه بهم بحجة مكافحة الارهاب،على عكس مايحدث في العراق فإن الاجهزة
الامنية تكتشف متفجرات ووثائق وأسلحة وأدلة اُخرى ولكننا لا نجد
الاجراء المناسب ضد هؤلاء بسبب الحصانة الامريكية!!.
التقصير الذي أتحدث عنه لايدخل ضمن عقلية المؤامرة ولكن الاجراءات
المتخذة تجعل المواطن العراقي ينظر بعين الريب والشك الى ماتقوم به
القوات الامريكية في العراق في مجال مكافحة الارهاب.
والمشكلة أنها تُظهر عجز الحكومة العراقية في مكافحة الارهاب فهي من
جهة تُكتف الاجهزة العراقية وتمنعها من القيام بواجبها ومن جهة تقول
لهذه الاجهزة عليها أن تكون قوية!!!!.
على غرار قول الشاعر القاه في اليم مكتوفا ... وقال له إياك إياك
أن تبتل بالماء
alhamashi@hotmail.com |