أكان جبلاً؟ لا لم يكن.. أكان بحراً ؟لا لم يكن...أكان مجداً او
علماً او قدساً او متحفاً؟.
أكان قبلةً؟ لا لم يكن... أكان فخراً؟ لا لم يكن...أكان ديناً او
كتاباً؟
كان منحدراً... جاهلاً... متغطرساً... متلوناً... متجبراً...
فاشلاً...أكان غير ذلك؟
نعم كان نقطةٌ سوداء في قلب العراق... نقمة على إسم العراق...
بؤساً على الشرفاء وبغياً على الأتقياء وسيفاً على الأولياء..!
إذن فهو:[البعث الفاشي] والبعث اللئيم،، البعث الفاجر، البعث
القاتل، البعث المنهزم، البعث الساقط، فحقيقة الأمر مهما قلت ومهما
إستعرضت فلن أوفّي للبعث حقاً، ولم أوصفه حقاً فهو يمثل كل أوجه
الدنائة والخساسة والنجاسة، فهو خليط مرقّع من حثالات مشبوهه نبذها
الدهر ونكرها العامة واستساغها البعث بلؤمه وردائه فعله، هكذا هو البعث
وهكذا يوصف وهكذا المقياس وهذا الوصف للأنجاس وهذه الصفات والمرقعات
والمتلطخات التي تندرج في كيان البعث المنهزم كلها ستذهب أدراج الرياح
عندما يعاد البعث الى الساحة.
تكلمنا وتكلـّم الساسة الأفاضل منذ بدء العملية السياسية حول
"اجتثاث البعث" وصاحب هذا القانون الذي ما إن ظهر حتى أثلج قلوب ثلاثة
أرباع الشعب العراقي الذي تولاه وروّج له الجلبي وظل مرابطاً ومقامعاً
لمقارعة البعثيين الأنجاس في أوساط العمل السياسي وخارجه، ولكن رغم ذلك
العمل المنهك ضد البعث والبعثيين من قبل بعض الساسه الذين يرفضون البعث
جملة وتفصيلاً إلا أننا نشاهد ونلاحظ ونتلمس عودة البعثيين ببطء للعمل
السياسي وللواجهة الإعلامية في كافة ميادين الحياة المدنية وكأن شيئاً
لم يكن، والأغرب من ذلك تكون عودتهم بمرضاة وترضية من قبل ساسة العراق
الجدد فأصبح التملّق لعودة القتلة مضماراً لعملنا ومنهاجاً يعمل به في
رسم السياسة الجديدة وتحديد ملامح العراق الجديد بالسبق بإستقدام
البعثيين قبل غيرهم وإشراكهم قبل المكتوين بنار البعث والبعثيين.
لقد ملئت المناصب السيادية من البعثيين وملئت المقابر الجماعية من
"العراقيين" وأقصد بالعراقيين الذين تلظوا بنار البعث، أعيد البعثيين
الى السفارات العراقية في خارج العراق، وهجّر العوائل العراقية من
ديارهم في العراق فلا مأوى لهم، تسابق ساستنا بلقاء البعثيين، وتدافع
العراقيين على مراكز التطوّع في صفوف الجيش والشرطة، طالب الإمريكان
والعربان بعودة البعثيين الى العملية السياسية،، يطالب ساستنا بعدم
التعرّض للبعثيين لأنهم ليسوا كلهم مجرمين..!!
فالقياس أصبح ممارسة القتل في العالم لكي يطبّق على البعثيين
المشمولين بقانون الإجتثاث،،، فالقتل ليس فقط نزع الروح أو فصلها من
الجسد القتل في كل شيء كل جزء في الحياة وهكذا فعل البعث والبعثيين في
العراق فقد سلبوا وسرقة روح الحياة وأفرغوها هذا إن لم يكونوا قد
مارسوا فعل القتل "كقتل"،، فقد كانوا سيوف الجلاد وسوطه، وكانوا دعاة
العهر وفعله،، فلماذا نعطيهم ما منعوه من الشعب العراقي ؟ ولماذا نجود
عليهم بإسم الشعب العراقي؟ ولماذا نرحمهم وهم قتلة الشعب العراقي ؟
ولماذا نقبلهم ونطرد الشعب العراقي ؟ هل كانوا قبلة الشعب العراقي ؟ هل
كانوا مجد الشعب العراقي ؟ هل كانوا فخر الشعب العراقي ؟ هل كانوا
قدساً للشعب العراقي؟ كلا والف كلا أنهم قتلة الشعب العراقي. |