
شبكة النبأ: طالما تصاعدت اصوات
العراقيين خلال الخمس سنوات المنصرمة بوجوب التعاون الاقليمي لمكافحة
الارهاب والتحذير من ان خطر القاعدة لن يخرب العراق فحسب بل ان هذا
السرطان سوف ينتقل الى جميع دول الجوار ويتعداها ايضا ليكون خطرا
عالميا محدقا، وفي المقابل لم يجد العراقيين من دول الجوار سوى دعم
مصلحي لفئة محلية على حساب اخرى لاجل تنفيذ اجندات اقليمية لا تخدم
وحدة العراق وأمنه ومستقبله.
ونتيجة للتهاون والتراخي في المكافحة الاقليمية للارهاب اخذ تنظيم
القاعدة يسعى لامتلاك حتى التكنولوجيا النووية لغرض نشر الدمار في كل
مكان، وبدات دول الجوار تحصد تباعا ما زرعته او ساعدت على زرعه في ارض
العراق من شقاق وكوارث.
القاعـدة تبحث عن اسلحة نووية
وترصد الدوائر الغربية ان منظمة القاعدة تسعى لامتلاك الاسلحة
وتتصيد التكنولوجيات النووية في الاسواق السوداء عبر وسطاء دوليين.
ونقلت وسائل اعلام روسية عن ممثل منظمة الامن والتعاون الاوروبي في
كلمته امام المؤتمر الدولي لمنع حدوث كارثة نووية الذي انعقد في
لوكسمبورغ رولف اكيوس" ان القاعدة تتصيد التكنولوجيات النووية ومن
الواضح ان بعض اعضاءها مستعدون للتضيحة بانفسهم من اجل اقتناء مواد
مشعة".
وحذر ايكيوس من ان القليل من مفاعلات الأبحاث المدنية في العالم
والبالغ عددها 130 مفاعلا تتوفر لها حماية كافية، وأن موادها عرضة
للسرقة من جانب الجماعات الإرهابية واستخدامها في صنع أسلحة نووية.
منوها بانه لو كان يعمل على البحث عن الاسلحة النووية فان بمقدوره ان
يعرف ان يعثر بسهولة عليها.
ووفقا لتقدير وزير الدفاع الامريكي السابق وليم بيري الذي شارك في
المؤتمر ايضا فان هناك
احتمالا كبيرا يصل الى اكثر من %50 من وقوع عمل ارهابي تستخدم فيه
الاسلحة النووية في احدى المدن الاوروبية.
من جهتها ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في موقعها على الانترنت، ان
الحرب في العراق التي كانت ضرورية لمكافحة الارهاب تؤدي حاليا الى
نتائج عكسية عبر تصدير مقاتلين اسلاميين الى الدول المجاورة وحتى الى
بلدان ابعد منها. بحسب فرانس برس.
وقالت الصحيفة التي نقلت معلوماتها عن مصادر حكومية اميركية
واوروبية وشرق اوسطية لم تكشفها ان بعض هؤلاء المقاتلين يستغلون
مجموعات اللاجئين العراقيين الذين يفرون من بلدهم لعبور الحدود
والانتشار في العالم وبعضهم يتم ارسالهم من العراق لمهمات محددة.
ونقلت الصحيفة عن اللواء اشرف ريفي مدير الامن الداخلي في لبنان ان
معارك الجيش اللبناني مع مجموعة فتح الاسلام مثال على ذلك.
وتابعت الصحيفة ان المجموعة تضم في صفوفها حوالى خمسين من الذين
قاتلوا في العراق موضحة ان زعيمها شاكر العبسي كان احد شركاء ابو مصعب
الزرقاوي زعيم الفرع العراقي لتنظيم القاعدة الذي قتل الصيف الماضي.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن الناشط السعودي محمد المسعري الذي يعيش
حاليا في بريطانيا قوله على حد منتديات الانترنت في تعليق على
المقاتلين الخمسين الذين تسللوا الى لبنان من العراق ان "هناك عددا
اكبر بمئة مرة هناك خمسة آلاف او اكثر ينتظرون الوقت المناسب للتحرك".
واضاف ان "تدفق المقاتلين مستمر في الاتجاهين والمعركة ستجري في كل
مكان الى ان توافق الولايات المتحدة على الرحيل". على حد قوله.
وتابعت الصحيفة ان تقريرا أعد لحساب الحكومة الاميركية في 17
نيسان/ابريل رأى ان هذا النوع من المقاتلين المدربين يشكلون خطرا اكبر
على الغرب من المتطرفين الذين تدربوا في افغانستان.
واوضح التقرير الذي اعده الخبير السابق في الخارجية الاميركية دينيس
بلوشينسكي ان العراق اصبح ساحة لاختبار تكتيكات لحرب عصابات في المدن.
وقال مسؤولون في اوروبا في مقابلات انهم يحاولون رصد عدد صغير من
المسلمين الذين عادوا الى بيوتهم بعد ان امضوا فترات قصيرة في العراق
تدربوا خلالها على ما يبدو مع المتمردين.
وبين هؤلاء ذكرت الصحيفة وسام الدلايمة الذي يتهمه المدّعون
الاميركيون بانه قام برحلات عديدة الى العراق من هولندا حيث يقيم
لاعداد اشرطة فيديو حول طرق اعداد عبوات ناسفة وهي تهمة نفاها.
من جهة اخرى صرح مسؤول بوزارة الداخلية العراقية بأن نهاية تنظيم
القاعدة في العراق باتت قريبة بعد تساقط معظم قياداتها ورفض العشائر
العراقية لنشاطها في البلاد.
وقال اللواء عبد الكريم خلف مدير مركز القيادة الوطني لصحيفة الصباح
ان أغلب قيادات الارهاب متمثلة بتنظيم القاعدة والمجاميع المنضوية تحت
لوائه لجأت الى مثلث يقع بين مدينة بغداد ومنطقة الاسحاقي شمال العاصمة
بعد الضربات التي تلقتها هذه التنظيمات من قبل الأجهزة الأمنية.
وأضاف ان نهاية هذه التنظيمات باتت قريبة بعد أن تم قتل واعتقال
معظم قياداتها وفي مقدمتهم أبو أيوب المصري.
وأوضح أن المعلومات الاستخبارية تؤكد أن تنظيم القاعدة بدأ يبحث عن
بدلاء لقياداته التي تساقطت في المدة الماضية لاسيما بعد أن جوبهت هذه
التنظيمات بالرفض من قبل أغلب العشائر والمواطنين.
وقال خلف ان المناطق التي اتخذتها تلك المجاميع في ضواحي بغداد هي
مناطق غير مؤثرة وأن الارهابيين بدأوا ينتهجون أساليب جديدة لاستهداف
المواطنين باستخدام قذائف الهاون وتنفيذ عمليات القتل والاغتيال.
وأكد أن القوات الأمنية بصدد انهاء وجود هذه المجاميع في بغداد ليتم
بعد ذلك تنفيذ عمليات عسكرية واسعة لملاحقة هؤلاء في المحافظات
المجاورة.
وقال المسؤول العراقي ان وزارة الداخلية العراقية أصدرت الأوامر
بأبعاد 15 ألفا من قوات الشرطة بينهم ضباط من المنتسبين لوزارة
الداخلية البالغ عددهم 300 ألف منتسب. |