ايطاليا المسنّة تستنجد بولادات المهاجرين

 شبكة النبأ: ايطاليا لا تتعرض الى جدب في الارض او فقدان للخصوبة وافول مواسم النماء وانما هو جدب الانسان عندما تتقطع اوصال الحياة ولا يعود ذو اتساق طبيعي لرفد الحياة بدماء جديدة، فعلى من تعتمد تلك الارض الباردة لتستمر الحياة وتستقبل كل لحظة مولودا آخر اذا كان الانسان رافضا لأخيه الانسان.

المهاجرون في ايطاليا وحدهم الآن في سوح المواليد ليرفدونها بطلع الحياة المتجدد، والنماء الانساني في ارض الله الواسعة، فهل ترضى ايطاليا المسنّة ان تعتمد على الاجانب في زيادة المواليد؟.

فقد أظهر تقرير أن ايطاليا لديها أعلى نسبة من السكان المسنّين بين دول اوروبا لكن عددا متزايدا من المهاجرين يعوضون النقص في المواليد.

وقال مكتب الاحصاءات الرسمية في تقرير سنوي نقلته رويترز إن الايطاليين الذين كانوا يشتهرون ذات يوم بأنهم يحبون الأسر الكبيرة الحجم تراجع معدل المواليد بينهم بحيث اصبح يقل عن طفلين لكل امرأة وهو المستوى الذي كان مسجلا في منتصف السبعينات من القرن الماضي.

وتوضح أحدث الأرقام أن معدل الخصوبة في ايطاليا زاد بشكل طفيف. ففي عام 2006 بلغ متوسط الانجاب لكل امرأة 1.53 طفل ارتفاعا من 1.42 طفل في عام 2005 لكنه ما زال اقل من المعدل، وذلك هو أحد الاسباب الرئيسية لزيادة نسبة السكان المسنين في ايطاليا.

وعلى النقيض فان معدل الانجاب بين الاجانب الذين يعيشون في ايطاليا يزيد مرتين تقريبا اذ بلغ في المتوسط 2.54 طفل لكل امرأة في عام 2005 كما ان النساء الاجنبيات يبدأن في انجاب الاطفال في سن 27 عاما مقارنة مع 31 عاما هو متوسط عمر الام الايطالية الجديدة.

والقت زيادة نسبة المسنين في ايطاليا باعباء على نظام معاشات التقاعد ويقول الكثير من الاقتصاديين إنه يتعين على الحكومة إما أن ترفع الحد الادنى لسن التقاعد او تخفض مدفوعات معاشات التقاعد للحفاظ على استمرارية النظام.

وأصبحت الهجرة مسألة سياسية ساخنة في الأعوام القليلة الماضية حيث يتهم زعيم المعارضة سيلفيو برلسكوني حكومة يسار الوسط لرئيس الوزراء رومانو برودي بالتعجيل بتفكيك القوانين من أجل اتخاذ اجراءات صارمة ضد المهاجرين غير القانونيين.

ويشكل المهاجرون المسجلون قانونيا 5 في المئة تقريبا من سكان ايطاليا البالغ عددهم حوالي 85 مليونا. وعدد المهاجرين غير القانونيين غير معروف.

ازدياد حالات الطلاق

وأظهر بحث أجراه معهد الإحصاء الوطني الإيطالي ISTAT، تم عرضه في إطار ندوة بجامعة ميلانو، زيادة في حالات الطلاق والانفصال، في الزيجات المختلطة في إيطاليا.

وكشف البحث أن نسبة حالات الطلاق ارتفعت إلى 85 في المائة في السنوات الخمس الأخيرة، وفقاً لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء.

وجاء في البحث أنه في عام 2005 بلغت نسبة حالات الطلاق من الزيجات المختلطة بين إيطاليين وأجانب، حوالي 9.6 في المائة من إجمالي حالات الطلاق، أي ما يقارب 7894 حالة، بعد أن بلغت في العام 2000، 4266، أي ما نسبته 5.4 في المائة من العدد الإجمالي.

إلى جانب هذه الظاهرة ازدادت أيضاً، حالات سحب حضانة الأطفال من 119 حالة في العام 2002 إلى 151 في العام 2006.

استطلاع

وأظهر استطلاع للرأي أن أغلبية البريطانيين والايطاليين يعتقدون أن هناك مهاجرين أكثر من اللازم في بلادهم بينما يشاركهم الرأي ما يقرب من الثلث فقط من الامريكيين والفرنسيين.

وفي الاستطلاع الذي أجري لحساب الطبعة الدولية من صحيفة هيرالد تربيون اليومية ومحطة (تي في 24) التلفزيونية الفرنسية: قالت نسبة 32 بالمئة من الفرنسيين ان هناك مهاجرين أكثر من اللازم مقارنة بنسبة 33 بالمئة من الامريكيين و55 بالمئة من الايطاليين و67 بالمئة من البريطانيين.

واحتل موضوعا الهجرة والهوية الوطنية مكانة مميزة في حملة انتخابات الرئاسة الفرنسية هذا الشهر لكن الاستطلاع أظهر أن 54 بالمئة من الفرنسيين يعتقدون أن الهجرة أمر جيد. وشاركهم في الرأي 59 بالمئة من الامريكيين، واعتقد 54 بالمئة من البريطانيين أن الهجرة تضر ببلادهم. بحسب رويترز.

وجعل الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي من الهجرة الانتقائية أحدى السياسات الاساسية له وعين حليفا مقربا على رأس وزارة جديدة للهجرة والهوية الوطنية وهو التعهد الذي لاقى استحسانا لدى الناخبين من اليمين المتشدد.

وأظهر الاستطلاع أن 56 بالمئة من الفرنسيين قالوا إن الاجراءات على الحدود متساهلة أكثر من اللازم مقارنة بنسبة 80 بالمئة من البريطانيين و78 بالمئة من الايطاليين و73 بالمئة من الامريكيين.

وأيّدت نسبة 60 بالمئة من الايطاليين طرد المهاجرين غير الشرعيين وكذلك 59 بالمئة من البريطانيين و 54 بالمئة من الالمان و46 بالمئة من الامريكيين و43 بالمئة من الاسبان.

لكن نسبة 34 بالمئة فقط ممن شملهم الاستطلاع في فرنسا اعتقدوا بوجوب طرد المهاجرين غير الشرعيين مع قول 19 بالمئة انه يجب السماح لهم بالبقاء اذا كان لديهم أطفال في المدارس و19 بالمئة يدعون لايجاد حل بديل للمشكلة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 28 آيار/2007 -10/جمادي الأول/1428