الدول الكبرى تشكو من التغيرات المناخية ولا تعمل للقضاء على مسبباتها

 شبكة النبأ: مشكلة المناخ المتمثلة بارتفاع درجة حرارة الارض تتصدر الاهتمامات الدولية وخصوصا الاتحاد الاوربي بكونه الداعي المتفاعل في هذه القضية والضاغط بقوة على واشنطن في هذا السبيل مما جعل بوش يتفق معهم حول ضرورة مواجهة الارتفاع الحراري ولكن ليس على حساب الالتزامات المتعلقة بخفض انبعاث الغازات المسببة لذلك. حفاضا على مصالح الشركات الكبرى الامريكية.

وخلال القمة الاميركية الاوروبية السنوية اتفق بوش والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو كذلك على تعزيز المبادلات التجارية عبر الاطلسي عبر تشكيل مجلس يعمل على مواءمة القوانين والنظم الخاصة بصناعة السيارات على سبيل المثال.

وفي البيان الختامي للقمة اتفق القادة على ضرورة "التحرك بصورة عاجلة على المستوى العالمي" لضمان الحصول على مصادر للطاقة آمنة وباسعار معقولة ومواجهة التغيرات المناخية.

ولكنهم وكما كان متوقعا حسب تقرير لوكالة فرانس برس، لم يتوصلوا الى اتفاق بشأن خلافاتهم العميقة حول حصص انبعاثات الغازات المسببة لارتفاع حرارة الارض التي يريد الاوروبيون تحديدها ويرفضها بوش دفاعا عن مصالح الشركات الاميركية.

ودافع بوش مجددا عن اللجوء الى التكنولوجيا الجديدة بدلا من الانظمة، وجاء في البيان الختامي للقمة "نحن مصممون على بلوغ هدفنا النهائي وهو تثبيت مستويات غازات الدفيئة في الجو في مستوى يحول دون ان تترك النشاطات البشرية اثرا خطيرا على منظومة المناخ".

ويرى الاوروبيون مع ذلك تقدما في اعتراف الاميركيين بالطابع الملح وبمسؤولية البشر عن التغيرات المناخية، وتحدث باروزو عن "تقدم حقيقي" مشيرا الى الوعي المشترك للتهديد وضرورة التحرك المشترك.

واكدت ميركل الحريصة على احراز تقدم انه تم الاتفاق على ضرورة مواصلة الجهود بالاشتراك مع باقي الدول خلال قمة مجموعة الدول الثماني الاكثر تصنيعا التي تستضيفها بلادها مطلع حزيران/يونيو وضرورة وضع جدول زمني "بناء" لمؤتمر الامم المتحدة للتغير المناخي في كانون الاول/ديسمبر في اندونيسيا.

وقالت ميركل "هذه خطوة كبيرة الى الامام، واعتقد انه هنا يجب ان نكون واضحين بالقول بان الكأس باتت نصف مملوءة بدلا من انها نصف فارغة".

وتبنى الاميركيون والاوروبيون كذلك "اطارا للتكامل الاقتصادي عبر الاطلسي".

ورغم العلاقات القوية بين الجانبين قال باروزو في كلمته ان الامر يتعلق بالاستفادة من "الامكانيات غير المستثمرة بعد" لتعزيز المبادلات والاستثمارات عبر الغاء الخلافات في النظم الخاصة بصناعة السيارات او صناعة الادوية ومستحضرات التجميل والاسواق المالية او حماية الملكية الفكرية.

مكتب الارصاد البريطاني: غرب أوروبا سيشهد صيفا جافا

توقع مكتب الارصاد الجوية البريطاني كما نقلت رويترز أن يشهد غرب اوروبا صيفا اكثر جفافا عن المتوسط.

وكرر المكتب توقعاته التي صدرت لاول مرة في اوائل ابريل نيسان بأن هناك احتمالات بنسبة 70 في المئة أن يكون هذا الصيف أكثر سخونة من المعتاد في غرب أوروبا.

وكانت توقعات المكتب الشهر الماضي قد اشارت الى عدم وجود مؤشر عن احتمالات طبيعة الامطار خلال الاشهر القليلة القادمة لكن التوقعات الجديدة تميل باتجاه ظروف الجفاف.

واشارت التوقعات الى ان "مؤشرات هطول الامطار خلال هذا الصيف مازالت ضعيفة مع عدم وجود دلائل كبيرة في هذه المرحلة سواء على صيف جاف بشكل خاص أو على صيف رطب شكل خاص".

وقال التوقعات "لكن رجال الارصاد يميلون بشكل طفيف الى توقع صيف أكثر جفافا عن المتوسط عبر أجزاء كثيرة من غرب اوروبا وبينها المناطق الجنوبية من المملكة المتحدة".

ولم يغير مكتب الارصاد من توقعات شهر ابريل بأن تشهد غرب اوروبا صيفا حارا جدا على غرار ما حدث عامي 2003 و 2006.

وكانت درجات الحرارة المرتفعة عام 2003 قد ادت الى حدوث الاف الوفيات وتعطل عدد من منشات الطاقة في أنحاء اوروبا.

فقد تطلب ارتفاع درجات الحرارة تشغيل نظم التكييف بشكل اكبر وعلى فترات اطول وايضا ارتفاع الطلب على الطاقة في وقت اغلقت فيه العديد من منشات الطاقة وخاصة في فرنسا نظرا لان هذه المنشات نفسها لم تتمكن من الاحتفاظ بالبرودة المطلوبة لكي تعمل بأمان.

الصين تعترض على مسودة محاربة الاحتباس الحراري

شاركت 120 دولة في المؤتمر الذي عقد في بانكوك لدراسة سياسات اقتصاديات الدول الغنية لمكافحة التغيير المناخي.

وتتزعم الصين الاعتراضات حول تقرير مهم حول السياسات المتعلقة بمحاربة الاحتباس

الحراري التي اقترحتها هيئة ما بين الحكومات للتغيير المناخي التابعة للأمم المتحدة ( أي بي سي سي) في مؤتمر يعقد في بانكوك بتايلاند.

وجاء في مسودة التقرير أنه يمكن إعادة ضبط المناخ العالمي شريطة أن تتحرك الحكومات الآن وبسرعة، لكن المراسلين يقولون إن الصين ترى في ذلك تهديدا لنموها الاقتصادي.

يذكر أنه صدر تقريران مطلع السنة الحالية من نفس الهيئة يحذران من أن دراجة حرارة الأرض ترتفع بشكل ملفت للانتباه، وأن ذلك من عمل البشر على وجه التأكيد.

وينظر التقرير الأخير في اساليب محددة لتقنين محاربة الاحتباس الحراري بتحديد مستويات الغازات التي يسمح لكل بلد استعمالها في اقتصاده.

ويقول حماة البيئة إنه في الوقت الذي يٌحتاج فيه إلى استثمار كبير لوضع هذه السياسات حيز التطبيق، إلا أنه في حالة ما لم تتحرك الحكومات لمكافحة هذه الظاهرة فستكون النتائج وخيمة.

وينصح التقرير باستعمال مصانع توليد الطاقة التي تعتمد على الفحم، ووسائل الطاقة المتجددة، والاعتماد أكثر على الطاقة النووية بحسب اطلاعات الـ بي بي سي.

ويقول المراسلون إنه لو تمسكت الوفود المشاركة في المؤتمر بنص التقرير كما هو، لأصبح من الصعب على البلدان الغنية مثل الولايات المتحدة الامتناع عن تقليص مستوى الغازات التي تستعملها بذريعة أن ذلك يكلف أموالا باهظة.

وتشير الأنباء الصادرة من داخل قاعة الاجتماع إلى أن الولايات المتحدة في الواقع لا تبدي اعتراضا على ذلك، وإنما الصين هي التي تحتج على هذا الاقتراح.

وذلك بالرغم من أن الغازات المنبعثة التي تسببها الصين لا تتجاوز نسبة سدس ما تستعمله الولايات المتحدة، لكن من المتوقع أن تصبح الصين هذا العام الملوث الأكبر في العالم.

وبالتالي، تخشى بكين من مقترحات التقرير كما هي وتقول إنها ستعوق نموها الاقتصادي، وجهودها لخلق المزيد من الوظائف لإخراج الناس من الفقر.

 وقال باحثون أمريكيون إن الجليد في القطب المتجمد الجنوبي يذوب بسرعة أكبر من تلك التي تدلنا عليها الحواسيب الإلكترونية المصممة لهذا الغرض، ومنذ عام 1979 يفقد القطب المتجمد 9 بالمائة من كتلة الجليد فيه كل عشر سنوات بينما تقول النتائج التي تظهرها تلك الحواسيب إن مقدار ما يذوب من الجليد هو نصف هذه النسبة.

ويضيف البروفيسور تيد سكامبوز من المركز القومي لبيانات الثلج والجليد بجامعة كولورادو الأمريكية أن الجليد في القطب الجنوبي قد يختفي تماما في النصف الثاني من القرن الحالي.

وأشرف سكامبوز مع عدد من العلماء على الدراسة التي نشرت مؤخرا في إحدى المجلات العلمية المرموقة لتحذر من خطر انهيار النظام الجليدي في القطب الجنوبي.

ونشرت الحكومة الكندية تقرير إستراتجيتها الخاصة بالاحتباس الحراري،افادت به الـ بي بي سي، اعترفت فيه بأن البلد لا يمكنه تلبية التزاماته لاتفاقية كيوتو العالمية.

وبالتالي، خفضت كندا نسبتها المستهدفة من الغازات المؤذية للبيئة إلى 20% من الآن حتى 2020.

وهكذا تكون كندا البلد الأول الموقع على اتفاقية كيوتو الذي يتخلى علنا عن الهدف الذي وقع عليه ضمن الاتفاقية، دون أن ينسحب منها كليا، فيما انصرفت كل من الولايات المتحدة واستراليا من الاتفاقية التي تم المصادقة عليها عام 1997.

يشار إلى أن مسألة ربط استخدام الطاقة، أو انبعاث الغاز إلى الغلاف الأخضر، بالأداء الاقتصادي ظهر أول مرة عند الإدارة الأمريكية، على الحدود الجنوبية من كندا. بمعنى أنه كلما زادت نسبة الطاقة المنبعثة، زادت الكثافة.

وتعتبر الصناعات الثقيلة، مثل توليد الكهرباء، وإنتاج النفط والغاز، وإذابة المواد الحديدية، وصناعة الورق، وعمل المناجم، وتصنيع الإسمنت هي المتسببة في نصف كمية الغازات المنبعثة في كندا.

وقال ستيف سنايدر، المدير التنفيذي لشركة تراسالتا لتوليد الطاقة "إننى اعتقد أن الكثافة هي الطريق العقلاني الوحيد الذي يمكن اتخاذه في بلد يعتمد على الطاقة بشكل مكثف مثل كندا".

الاتحاد الاوربي يدعو الدول النامية لتقليل انبعاث الغازات!

كما دعا الاتحاد الأوروبي الدول النامية إلى أخذ خطوات حازمة لوقف انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري والتي تلقي بظلالها على البيئة والانسان، عوض الاكتفاء بتوجيه اللوم للدول الغنية فقط، حسب تقرير للـ CNN.

وقال توم فان إيرلند خبير في التغيّر المناخي في الاتحاد الأوروبي: "عليهم (الدول النامية) السعي إلى الحد من استهلاك الطاقة ورفع مستوى آمان ذلك الاستهلاك."

ودعا فان إيرلند تلك الدول إلى عدم أخذ تصرفات الدول الغنية التي تتسبب في تلويث البيئة كذريعة للقيام بالأمر عينه وأضاف: "يجب أن نضمن أن السنوات المقبلة لن تحمل معها زيادة في حجم كمية الغاز المنتجة في العالم النامي."

واعتبر بعض المتابعين أن في تلك التصريحات تلميح نقدي تجاه الموقف الصيني الذي تكرره بكين بشكل متواصل، عبر تحميلها الدول الغنية مسؤولية الأضرار البيئية التي يعاني منها كوكب الأرض.

شبكة النبأ المعلوماتية- االجمعة 4 آيار/2007 -15/ربيع الثاني/1428