برعاية المرجع الشيرازي: مؤتمر في بريطانيا يطالب بحماية شيعة العراق

 شبكة النبأ: عقد في بريطانيا مؤتمر حول الشان العراقي تحت عنوان "العراق بين التعايش السلمي ونبذ العنف" شارك فيه عدد كبير من رجال الدين والشخصيات المختصة بالشان العراقي، وتناولت البحوث الوضع الامني الخطير في العراق واستمرار العمليات الارهابية التي تنفذها التنظيمات التكفيرية واعوانها من البعثيين ضد شيعة العراق.

وعقد المؤتمر رابطة علماء الدين التي تحظى برعاية المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي، نظراً لما يوليه سماحته من الاهتمام البالغ باستتباب الأمن والسلام في العراق لا سيما في مدنه المقدسة، وانطلاقاً من المسؤولية الكبرى التي تفرض على كل مسلم الاهتمام بمعاناة إخوانه المسلمين في كل مكان، وخصوصا الشعب العراقي الجريح الذي يتعرض لهجمات شرسة.

وقد تناولت البحوث واوراق العمل السبل الكفيلة بحماية اتباع اهل البيت من هذه التصفيات الدموية الجارية بحقهم، وادانت تدخل الدول المجاورة للعراق في الوضع الامني وتحريضها على قتل الشيعة.

وكانت اول الكلمات التي القيت في المؤتمر للدكتور اية الله السيد فاضل الميلاني وكيل المرجع الديني اية الله العظمى السيد السيستاني في لندن، وكانت بعنوان "الدفاع عن موقف الشيعة ازاء النهج التكفيري" شرح فيها معاني التكفير ووصف الكافر، واستدل على ان استخدام هذه الكلمة ضد اي مسلم مهما كان مذهبه يعتبر افتئاتا وافتراءا على الشريعة الاسلامية التي تعطي مواصفات محددة لمن تنطلق عليه صفة الكفر، وادانت الكلمة هذا النهج التكفيري وجرائمه في العراق.

كما شارك اية الله السيد مرتضى الشيرازي الامين العام لمؤسسة الامام الشيرازي العالمية ببحث كان عنوانه "دور المرجعيات والشخصيات والمؤسسات الدينية في بناء الشخصية العراقية فكريا وحضاريا "تطرق فيها الى ما يتعرض له الشعب العراقي وبشكل خاص شيعة اهل البيت من جرائم على يد التكفيريين، ودعا الى عمل منظم وواسع في مختلف المجالات السياسية والاعلامية والاغاثية، لدعم الشعب العراقي واعانته للخروج من هذه المحنة والمساهمة في ردء العدوان التكفيري عنه.

واكد آية الله السيد الشيرازي على ان القوى الارهابية وتنظيم القاعدة شوها كلمة الجهاد وأعطياها بعدا إجراميا دمويا وافرغاها من معانيها السامية التي تعني نشر كل ماجاء به الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه واله في رسالته، والعنوان الكبير لرسالة الرسول الاكرم (ص)، هي الرحمة، فالجهاد الحقيقي هو نشر الرحمة ونشر ماامر به الله، وليس  قتل الطفل والمراة والشيخ والعامل وتفجير المساجد والحسينيات وتفجير المراقد الطاهرة للامامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام، التي هي منار للخير واشعاع للنور.

وشارك الاستاذ نضير الخزرجي ببحث عنوانه "العراق بين عصرين – قراءة في الخارطة السكانية "دحض فيها دعاوى الطائفيين في العراق بان الشيعة ليست اغلبية في العراق، وجاء على ذكر عدد كبير من الوثائق التي تثبت اغلبية الشيعة في العراق، وكشف عن دراسة اميركية اعدت في النظام البائد اكدت بان الشيعة في العراق هم اكثر 65 بالمائة من السكان.

وكانت للاستاذ ازهر الخفاجي مشاركة بعنوان "التصفيات للشيعة...الاسباب والاهداف ودور المؤسسات في الخارج للدفاع عن الشيعة اعلاميا وسياسيا وحقوقيا" شرح فيها الاسباب الكامنة وراء انطلاق ظاهرة الارهاب التكفيري في العراق بعد سقوط النظام، مشيرا الى انها لم تات من فراغ، لان جزءا غير قليل من جذورها غرست في العراق بعد الانتفاضة الشعبانية، حين شعر الطاغية صدام انه بحاجة الى تيار مذهبي يقف بوجه اية انتفاضة جديدة، فعمد الى استقدام العرب الافغان وفتح لها ابواب العراق للعمل التبشيري ونشر الفكر التكفيري.

وسلط الاستاذ الخفاجي الضوء على دور الاحتلال في زيادة اوار الطائفية في العراق منذ وصول الحاكم بريمر الذي كان يعمل في مؤسسة كيسنجر قبل ان يعينه الرئيس بوش حاكمافي العراق، وطبق فيه نظرية كيسنجر التي تقول "ان الابقاء على العراق مقسما هو الطريق الافضل لمنع الشيعة من حكم العراق".

والقى الاستاذ غالب الشابندر كلمة بعنوان" دور الشيعة في رسم مستقبل العراق "اكد فيها على ان اي ضعف يصيب الشيعة فهو ضعف يصيب العراق واي انحسار لدور الشيعة فيه، فهو انحسار واضمحلال للعراق، مؤكدا بان الشيعة هم العناوين الاساسية للوطنية والمؤسساتية والسلم ونبذ العنف، وطالب باتخاذ مجموعة من الخطوات العملية لتامين اداء دور متكامل وسليم للشيعة في العراق.

وبعنوان "القضية العراقية بين التدويل والحلول الوطنية" شارك الاستاذ صلاح التكمجي في هذا المؤتمر حيث استعرض مواقف الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة من  القضية العراقية، كما شرح موقف المشاركين في العملية السياسية من هذا التوجه لتدويل القضية ". 

والقى الدكتور علاء الميلاني كلمة بعنوان "دور الجالية العراقية ومؤسساتها في التصدي للاعلام المعادي لاتباع اهل البيت (ع) "شرح فيها مقترحات تصلح ان تكون برنامج عمل لابناء الجالية للاخذ بها من اجل عمل هادف يساهم في التقليل عن معاناةالشيعة في العراق ونقل محنتهم لوسائل الاعلام البريطانية وغيرها، والوقوف امام الحملة الظالمة للطائفيين والبعثيين، لتشويه مواقف الشيعة في العراق وتصويرهم بانهم هم سبب العنف وليسوا ضحايا الارهاب كما هو واقع الحال.

كما القى الشيخ صلاح الجيزاني كلمة رابطة علماء الدين في بريطانيا اكد فيها على عزم الرابطة على العمل لتسليط الضوء على الجرائم التي ترتكب بحق شيعة العراق، والعمل مع بقيةالمؤسسات الدينية والتجمعات العراقية وغيرها، للدفاع اعلاميا وحقوقيا عن شيعة العراق والعمل على تحقيق التعايش السلمي ونبذ كل اشكال العنف في العراق.

والجدير بالذكر ان (رابطة علماء الدين في بريطانيا) تضم عدد من وكلاء سماحة المرجع السيد صادق الشيرازي في دول الغرب، وجمع من العلماء والمفكرين والمثقفين المؤمنين في بريطانيا وجاء تأسيسها برعاية سماحته.

وفي نهاية المؤتمر القي البيان الختامي وفيما يلي نصه:  

 

بسم الله الرحمن الرحيم

" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون"

اقامت رابطة علماء الدين في بريطانيا ندوتها الاولى بعنوان: العراق – بين التعايش السلمي ونبذ العنف، بالتزامن مع بد اعمال مؤتمرها الاول في 19/5/2007 وشارك في هذه الندوة مجموعة من علماء الدين والاساتذه المختصين بالشأن العراقي وتناولت الابحاث الاثار الخطيرة لماكنة العنف والتصفيات الدموية الجارية في العراق وانبرى المشاركون للتدارس والتباحث في شان التعايش السلمي ونبذ العنف ومواجهة التيارالتكفيري والارهابي وبقية التنظيمات الارهابية بعد ما حصدت عمليات العنف الألاف من العراقيين الابرياء وبشكل خاص شيعة اهل البيت (عليهم السلام)، ودور الشيعة التاريخي في بناء العراق.

وقد اقر المتحدثون النقاط التالية:

1. التأكيد على الدور الرائد الذي تقوم به المرجعية الدينية في حفظ وصيانة مكتسبات الشعب العراقي وانجازاته الدستورية ومحاولات تفريغها من مضامينها وثوابتها ودورها في حماية حاضر ومستقبل العراق وطنا وشعبا من محاولات شق وحدة الصف لابنائه او وحدة ترابه.

2. نبذ العنف والتطرف واشاعه ثقافة التسامح والتعايش والحوار الخلاق والوقوف بحزم وقوه فكريا وماديا امام الهجمة الشرسة والظالمة للتيار التكفيري الظلامي ودعاة الفرقة ومنابر الاعلام التضليل المغرض الداعم للارهاب.

3. دعم قيام مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات البنية التحتية التي تكفل بناء شخصية الانسان فكريا وحضاريا وايمانيا. كمنظمات حقوق الانسان ومراكز الدراسات، والمنظومات الاعلامية مثل الصحافة والاذاعة والتلفزيون. والعمل على تشكيل مراكز الضغط في العواصم الغربية وغيرها لنقل الحقائق عن العراق كماهي لدوائرالقرار والاحزاب والقوى السياسي في العالم لا كما تحاول الان مجموعات طائفية ومنحازه للنظام البائد في تزويد هذه الدوائر بتقارير مزوره  ووقائع مغلوطة.

4. الدعوة الى رفض تقسيم العراق أو جعله ساحة للصراع وتصفية الحساب والدعوة الى رص الصفوف في مواجهة المخططات التي تحاك سرا وعلانية من اجل بث روح الفرقة بين ابناءه النجباء.

5. دعوة جميع الاطراف الى ادانه حقيقية وفعلية لعمليات القتل والتصفية المنظمه التي تجري لا تباع اهل البيت عليهم السلام في مدن العراق خاصة في بغداد وديالي وتلعفر وسائر المناطق.

6. كما دعت رابطة علماء الدين في بريطانيا المنظمات والمؤسسات والمراكز الاسلامية الاخرى الى العمل سوية لتفعيل هذا التوجه في المشاركه لانقاذ العراق مما يعيشه من ارهاب وقتل وتهجير واختطاف. فبمقدار زيادة هذه المؤتمرات والندوات بهذا المقدار سيصبح بالامكان نقل الصوره كماهي الى الرأي العام العالمي وايضا خلق فرص لمشاركة عراقية حقيقة من ابناء الجالية في اوربا وبقية دول العالم في دعمهم السلم الاهلي ونبذ العنف في العراق والعالم و تسليط الضوء على جرائم القوى التكفيرية والمنظمات الارهابية الاخرى.

والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته

2 جمادي ألأولى -1428هـ / 19-05-2007 م

رابطة علماء الدين في بريطانيا

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 22 آيار/2007 -4/جمادي الأول/1428