متى يفهم البعض ان الاعلام رسالة؟

نزار عبد الواحد

 منطلقات ورؤى عكست مدى بشاعة الهجمة الشرسة التي نتعرض اليها نحن العراقيون والتي لم يعد التغاضي عنها وتمويهها بمسميات درج الاعلام العربي الموجه وفق سياسات تقتضيها مصالح لدول اقليمية ترديدها وتقنينها في اطار جعل الرؤية العربية الشعبية لما يجري في ساحتنا على انه ظلم متبادل بين الاطياف التي تتنازع المصالح تارة يمنيا وتارة شمالا .

ما دعاني للبدء بهذه المقدمة التي قد لا توافق اهواء البعض هو التوصيات التي خرج بها الملتقى الاعلامي العربي الذي اختتم اعمالة في عمان مؤخرا بحضور نحو خمسمائة شخصية اعلامية عربية والتي دفعت باتجاه مركز وواضح وهو توجية حزمة من  الضوء الاحمر لجميع من ينفثون سموم الفتنة ويعملون على دق اسافين التناحر بين ابناء دجلة والفرات .

وقراءة متمعنة للتوصيات الختامية   تشير ان الخطاب الموجه على مرتكزات  بث افكار بالية ببعثها من ثنايا مؤلفات لاتعرف مدى حقيقتها تعتبر بلا نقاش مرجعيات فكرية للكثير من الفرق التي اخذ منها الغلو والتعصب الاعمى ما اخذ ولهذا فالمرحلة التي يعيشها العراق ستعكس اثارها السلبية على الخطاب الموجة للشعوب العربية والتي لاتختلف عنا كثيرا تركيبته ونسيجا اجتماعيا  .

وسيقودك التمعن بالتوصيات  الى السياسية التي دأبت اكثر الوسائل الاعلامية العربية  الوطنية على انتهاجها مع اننا كنا نمني النفس بفسحة من حرية التعبير في بعضها  ترتقي بالحس الاعلامي للمواطن العربي وتجعله في خضم الاحداث متفاعلا وحيويا بالراي والموقف، ولكن الواقع يقول ان الهراوة مرفوعة فوق رؤوس الجميع ومايمكن ان نراه على انه حرية فكرية ليس الا شكلا جديد من انواع التحكم والتوجية والتدجين وهو من اقسى مايمكن ان يواجة المشهد الاعلامي المحلي  خاصه او العربي عامه.

وفي قفزة الى الوراء نرى مثل هذا الحث المستمر بالتسخير الاعلامي الموجه  للوصول الى بالمواطن الى نقطة الاحتواء الفكري لم تكن حديثة العهد وانما سياسة مورست وفق ستراتيجية تقوم على تهيئة وصنع الحدث لتتلقفة الوسيلة الاعلامية بانواعها والرائد في ذلك بالطبع هم ابناء العم سام .

ووقائع اعلامنا سجلت مؤخرا في طياتها توجسا من مقالات عدد من الصحفيين والكتاب في شبكة الاعلام العراقي والتي تعتبر وسيلة مستقلة عن الدولة والحكومة وتعمل وفق التوجه العام للعراقيين جميعا من الشمال الى الجنوب والذي يمليه عليها الدافع الوطني ، فما من كلمة تكتب وتعتصر من الفكر تخاطب النبض والهم اليومي الا وسيكون لها وقعها في ترسيخ القيم المبنية على الصدق والمسؤولية وعدم الاستخفاف بالمتلقي المحلي ووضعه في موضع الناعور الذي يسقي ارضا بوار.

لتكن قضيتنا جميعا كعراقيين هو ان نحمل همنا الثقيل ونتأزر ونتساوى في جعل غدنا افضل من يومنا فالعراق يحتاجنا اليوم جميعا ولنترك جوانب عفت النفوس منها فكلنا للعراق وليكن جهدنا كعاملين في الوسط الصحفي والاعلامي هو العمل على مداوة جروحنا وانقاذ اجيالنا من غياهب تاريخ اسود ليس له صباح

شبكة النبأ المعلوماتية- االخميس 3 آيار/2007 -14/ربيع الثاني/1428