في الوقت الذي يتصاعد الاهتمام العالمي بالمسألة العراقية عبر اكبر
تظاهرة دولية غير مسبوقة، تشارك فيها الدول العظمى والدول الصناعية
الثمان ودول الجوار العراقي فضلا عن اكثر من اربعين دولة مهمة في
العالم، وهي بذلك تعلن التزامها بالعهد الدولي الذي يوفر للعراق كل
السبل الكفيلة باستعادة استقراره ومكانته ويقدم الى العالم كانموذج
بديل لعهود الدكتاتورية والاستبداد، يفوق التجارب المجاورة او غيرها ..
وفي الوقت الذي اعلنت هذه الدول ولاسيما العربية منها دعمها للحومة
العراقية وللعملية السياسية، وكان ينبغي عليها تسخير اعلامها وتوجيه
مثقفيها لقلب صفحة الماضي التي كثيرا ما آلمت الشعب العراقي وكانت
بمثابة الزيت على النار، تطلع علينا قناة الجزيرة الفضائية وهي تعبئ
الى جريمة قاسية بحق شعبنا والمرجعية الدينية التي شهد لها الجميع
بالاعتدال والحكمة من اجل انتشال الواقع العراقي من الفتن التي تحاول
الجزيرة ومن سار على نهجها اغذائها كما النار في الهشيم، وذلك هو
الغدر، فاذا اعتقد البعض انها مجرد قناة إعلامية مستقلة، فانها كما
يصفها الشيخ جلال الدين الصغير إمام جمعة براثا بالموقف الرسمي حيث قال
( ان تتصدى قناة الارهاب بوق الباطل لسان الشيطان التكفيري بهذه
الطريقة من الاسفاف والابتذال الى مقام المرجعية الدينية وتتعرض
لإمامنا السيستاني ان تتصدى وبهذه الصورة الرسمية فانه ان يشار الى أمر
إنما يشير الى مدى الحنق واليأس من طبيعة مواقف المرجعية الدينية ولا
سيما السيد السيستاني دام ظله في اكثر من موقع تعرضت للسيستاني وكانت
تبرر أنها لم تستطيع السيطرة على البرامج المباشرة ولكن لم يكن المتكلم
هو ضيفها، المتكلم هو المذيع التكفيري احمد منصور كل ضيوفها مثلها
وبالنتيجة لا يمكن لنا كعراقيين من جهة ولا يكن من جهة أخرى لشيعة
العالم ان تقف مكتوفة الايدي لاهانة المرجعية ).
لقد كان برنامج الجزيرة بلا حدود، فعلا قد تجاوز كل الحدود
الاخلاقية والقانونية، وقد كرس لاهانة المرجعية الدينية والشعب العراقي
بلسان عربي قطري باخسا حقها ومفتريا على ما قدمته للشعب العراقي وقد
اعلنت موقفها من احتلال العراق في الوقت الذي سقطت به قطر للاحتلال
لتكون قاعدته الرئيسية باتجاه العراق، فيما اعلن موقف الإمام السيستاني
من الاحتلال حسبما أشار اليه معتد المرجعية في احدى خطبه بكربلاء
المقدسة "إن فتاوى المرجعية الدينية العليا منذ بدء الاحتلال قد دعت
إلى الاقتصار في التعامل مع المحتل على الضرورة القصوى وحصره في ما
فيه مصلحة الشعب العراقي والوطن وحفظ حقوقه وحرمت ما دون ذلك" وأضاف
"إننا نعتبر العراق بلداً محتلاً من قوى أجنبية وعلينا أن نسعى جميعاً
لإزالة الاحتلال وآثاره وآثار الإرهاب الذي يطال أبناءه" وعدد الشيخ
الكربلائي جملة من الاجراءات التي يجب اتخاذها من أجل تحقيق تلك
الأهداف كان أولها عدم إعطاء مسوغٍاً لبقاء المحتل وذلك بالعمل على
توفير الأمن"وذكر الأمر الثاني حيث قال "يجب السير في العملية السياسية
وفق موازين العدالة من خلال اتباع اسلوب الانتخابات في تداول السلطة
والإقرار بما تفرزه هذه الانتخابات من نتائج من جميع المشاركين فيها
دون الالتفاف حولها " وانتهى بذكر الأمر الثالث "لا ينحصر خروج المحتل
بالحل العسكري فقط فهناك شعوب كثيرة استطاعت الوصول لأهدافها في إخراج
المحتل باستخدام الحل السلمي ".
ولنرجع الى قناة الجزيرة التي عرفها القاصي والداني وعرفها العالم
والجاهل بانها مجرد مؤسسة ضحلة تابعة للصهيونية العالمية، حيث ان لها
مكاتب في تل ابيب دون سواها، وقد تأكد ارتباطها الفاضح باسرائيل حين
تفقدها (شمعون بيريز) مستقبلا بحفاوة وتقبيل للأيادي من قبل فيصل
القاسم واحمد منصور وأمثالهما، اثر زيارته الرسمية الى دولة قطر،
القاعدة الرئيسية للاحتلال الأمريكي حيث تحتضن قاعدة السبلية، فهل عميت
أعين الجزيرة عن قوات الاحتلال ام نسيت الأحداث التي سبقت تحرير
العراق، حيث قامت قوة عسكرية بريطانية بتغيير سياسي حيث تم استبدال
شيخ قطر بابنه!!
نحن نعلم من وراء الحرب الإرهابية التي تجري في العراق،ومن النفاق
ان نغض الطرف عن الدول الحاضنة والراعية والداعمة له، ومن بينها دولة
قطر حيث يشاع ما تقدمه من دعم مادي لصالح المطلك وامثاله، لكن الأشد
ضراوة وقسوة لمشاعر شعبنا ان تسخر قناة الجزيرة التي تمتلكها الشيخة
موزة من الأسرة المالكة، ان تسخر كل إمكانياتها للترويج للإرهاب وتنسيق
الجرائم بحيث تتلاءم مع خطها الإعلامي، مثال ذلك ان مثنى حارث الضاري
قد اعترف يوما باصطناعها مظاهرة حملت بها صور الطاغية صدام مقابل بذل
أموال للمشاركين في المظاهرة، او بثها المباشر لخطابات ورسائل قيادات
الإرهاب ومنها القاعدة، وملاحقتها لأبسط المظاهر السلبية للنيل من
العملية السياسية والقوى المتصدية لها، بل ان بعض برامجها تخص محاور لا
علاقة لها بالعراق ليحاول فيصل القاسم جر محاوريه المرجعية الدينية
والشعب العراقي واصفا ذلك (بحكومة الكهنة)..
ولعل المجزرة البشعة التي ارتكبت في كربلاء المقدسة قبل أيام اقرب
مثال يدل على علم الجزيرة بالفعاليات الدموية ضد شعبنا حيث أعلنت عن
الجريمة قبل وقوعها بأكثر من ساعة!!
نحن نتذكر الحداد الذي ساد الجزيرة وما قامت به من فورة إعلامية حين
انزل القصاص بالمجرم صدام، وكيف حملت بغايا هذه القناة صور الطاغية على
صدورهن العارية، وهن يجرين مقابلات مع الشخصيات العراقية والعربية،
وللأسف مع شخصيات تمثل العملية السياسية والحكومة، ولا احد يجهل ما
قامت به من إساءات للمرجعية الدينية في أوقات سابقة أدت الى غلق مكاتب
هذه القناة في العراق، ولكن هذا الاجراء بدا ضعيفا وغير فعال مادام لم
يرافقه فعل قانوني يقتضي ملاحقتها قضائيا امام المحاكم العادية او
الدولية يجر ذلك ايضا الى مقاضاة الدولة الحاضنة لها ويمكن ان يتطور
ذلك الى مواقف سياسية حاسمة، مادمنا اليوم في معترك دولي يبرز فيه
الدعم العالمي للعراق عبر وثيقة العهد الدولي التي انطلقت من مؤتمر شرم
الشيخ ، فاين نضع هذه المواثيق ما دامت غير قادرة على لجم الإعلام
العربي المناهض للشعب العراقي ؟!!
الاستنكار وحده لا يكفي ما لم تتخذ الحكومة إجراءات فعالة ضد دولة
قطر كون الجزيرة قناة رسمية تعبر عن رأي تلك الحكومة، وقد أعلن
الدكتور عادل عبد المهدي موقفا يؤكد ذلك حيث قال لقناة الفرات الفضائية
(ان كلمات احمد منصور في الجزيرة هو عدوان على الشعب العراقي ومرجعياته
الدينية وفي مقدمتهم آية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام عزه)
كما انه عدوان على دستور العراق ووحدته... وإننا نحمل دولة قطر مسؤولية
إيقاف هذه التحريضات و الأكاذيب الفاضحة ولن نقبل منها دعوة استقلالية
الجزيرة التي لو صحت لرأينا من الجزيرة و مسؤوليها ومنظمي برامجها
برامج تمس دولة قطر نفسها وقياداتها وسياساتها). |