
شبكة النبأ: رغم مرور عام على بدء
المفاوضات بين السلطة المحلية لاقليم كوسوفو والتمثيل الدولي من جهة
وبين الحكومة الصربية من جهة اخرى لاجل ايجاد تصور مشترك الا انه لم
تصل الاطراف المعنية الى حلول في ظل اصرار الحكومة الصربية مدعومة من
موسكو على ابقاء الاقليم تحت سيادة السلطة المركزية رغم ان غالبية
الالبان الذين يقطنون هذا الاقليم يرغبون بالانفصال في دولة مستقلة،
وهم بدورهم يستعينون بالحماية التي تقدمها الامم المتحدة وامريكا لهم.
وتتولى الامم المتحدة ادارة كوسوفو الذي ينحدر 90 في المئة من سكانه
البالغ عددهم مليونا نسمة من أصل ألباني منذ عام 1990 عندما أجبرت حملة
قصف شنها حلف شمال الاطلسي القوات الصربية على الانسحاب بعد اتهامها
بذبح وطرد المدنيين خلال حرب استمرت عامين مع قوات الانفصاليين.
ووزعت الدول الغربية في مجلس الامن الدولي مشروع قرار يقّر منح
اقليم كوسوفو الصربي استقلالا تحت رقابة الامم المتحدة بالرغم من
معارضة روسيا لهذه الفكرة.
ويقر مشروع القرار الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه خطة
الوسيط الدولي مارتي اهتيساري حول استقلال كوسوفو الذي سيكون في
المرحلة الاولى تحت رقابة دولية مدنية وعسكرية.
ويجدد التأكيد على "التزام المجلس تجاه كوسوفو متعدد اتنيات
وديموقراطي الامر الذي يجب ان يعزز الاستقرار الاقليمي".
ويقر مشروع القرار ايضا فكرة تعيين ممثل مدني دولي يمثل ايضا
الاتحاد الاوروبي يكون مكلفا مراقبة تطبيق الوضع.
وسيتولى الحلف الاطلسي ادارة الوجود العسكري الدولي لمرحلة انتقالية
من 120 يوما بعد تبني القرار.
ويشير مشروع القرار الى "الظروف المحددة التي تجعل من كوسوفو حالة
خاصة خصوصا الاطار التاريخي لتفكك يوغسلافيا بشكل عنيف وليس بالتفاهم".
ويذكر في هذا الاطار بـ"اعمال العنف والقمع المكثفة التي ارتكبت في
كوسوفو حتى العام 1999" وكون كوسوفو هو منذ ذلك التاريخ تحت "ادارة
دولية".
وتهدف هذه الايضاحات الى تذليل المخاوف عند بعض الدول لخلق سابقة مع
منح اقليم في دول مستقلة استقلالا.
وسيتخذ مجلس الامن قرارا حول وضع اقليم كوسوفو الذي تقطنه اغلبية من
اصل الباني وتطالب بالانفصال عن صربيا استنادا الى خطة اقترحها وسيط
الامم المتحدة مارتي اهتيساري.
ويدعو اهتيساري الى استقلال هذا الاقليم الذي تشرف عليه حاليا بعثة
دولية برعاية الاتحاد الاوروبي.
لكن صربيا وحليفتها التقليدية روسيا تعارضان هذه الخطة. وهددت موسكو
باللجوء الى حق
النقض (الفيتو) في مجلس الامن ضد اقتراح اهتيساري فيما اقترحت
بلغراد "حكما ذاتيا" يخضع للمراقبة.
ووزعت مشروع القرار الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا
وكذلك المانيا التي ليست عضوا في مجلس الامن.
ويشير مشروع القرار الى "تحقيق تقدم" في مجال تطبيق كوسوفو لمعايير
ديموقراطية بموجب القرار 1244 (حزيران/يونيو 1999) الذي حدد الوضع
الموقت للاقليم ويدعو الى مواصلة هذا الجهد.
ويؤكد على "الضرورة الملحة لتحقيق تقدم جديد في مجال عودة النازحين
واللاجئين" ويشير الى "عزم" مجلس الامن على "عدم التسامح مع العنف
والتحريض او التهديد".
وكان السفير الاميركي لدى الامم المتحدة زلماي خليل زاد اعلن الخميس
ان اغلبية اعضاء مجلس الامن الدولي تؤيد خطة الامم المتحدة الرامية الى
منح كوسوفو استقلالا تحت المراقبة رغم معارضة روسيا.
وقال السفير الاميركي الذي يرأس مجلس الامن خلال شهر ايار/مايو
للصحافيين "ان اغلبية اعضاء المجلس تدعم خطة" وسيط الامم المتحدة مارتي
اهتيساري.
ويشترط تبني قرار في مجلس الامن حصوله على تسعة اصوات على الاقل من
اعضاء المجلس الـ15 مع عدم استخدام اي من الدول الخمس الدائمة العضوية
(الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين) حق الفيتو.
ومن ناحيته قال سفير فرنسا لدى الامم المتحدة جان مارك دو لا
سابليير بعد توزيع مشروع القرار "مع مشروع القرار هذا يدخل النقاش حول
الوضع النهائي لاقليم كوسوفو مرحلته الاخيرة".
واضاف ان "مجلس الامن سوف يتحمل مسؤولياته لانجاح العملية التي
بدأها. نأمل الانتهاء من هذا الامر خلال الاسابيع المقبلة".
ومن ناحيتها قالت ماريا زخاروفا المتحدثة باسم البعثة الروسية في
الامم المتحدة لوكالة فرانس برس "لا نعتقد ان هذا النص هو قاعدة جديدة
لحل مشكلة وضع" اقليم كوسوفو. واضافت "نحن مع مواصلة المفاوضات لايجاد
بديل" (عن الاستقلال).
كوسوفو: سنستقل رغم الفيتو الروسي
وقالت كوسوفو انها ستصبح مستقلّة سواء بمباركة روسيا التي تتمتع بحق
النقض في الامم المتحدة أو بدونها لتزيد التوتر في اختبار الارادة بين
الغرب وموسكو بخصوص الاقليم الصربي المطالب بالانفصال.
وقال فاتمير سيديو رئيس كوسوفو أمام مجموعة من أعضاء المجالس في
بلدة ايستوك بغرب الاقليم "في أسوا التصورات اذا استخدم أي عضو في مجلس
الامن التابع للامم المتحدة.. روسيا بصفة رئيسية.. حق النقض الذي يتمتع
به فستحصل كوسوفو على استقلالها رغم ذلك وستحصل على مساندة دولية
وستكون دولة معترفا بها دوليا." حسب تقرير لرويترز.
وذكر أن بريشتينا لن تعلن الاستقلال الا بمباركة حلفائها الغربيين.
وقال "سنتشاور مع الذين يساندون استقلال كوسوفو لان هذا الاستقلال
يحتاج الى اعتراف."
وجاء بيان سيديو في أعقاب تصريحات أدلى بها مسؤول كبير في وزارة
الخارجية الامريكية الاسبوع الماضي وحذر فيها روسيا من أن استقلال
كوسوفو سيتحقق "اما بطريقة تخضع للسيطرة والاشراف.. أو لا تحضع
للسيطرة" لكن الاقليم سيصبح مستقلا "بطريقة أو بأخرى".
ويقول دبلوماسيون ان واشنطن يرجح أن تساند اعلان بريشتينا الاستقلال
من جانب واحد لكن الاتحاد الاوروبي الذي يضم في عضويته 27 دولة من شبه
المؤكد أن ينقسم بخصوص هذا الموضوع.
وأكد الاتحاد الاوروبي أنه لن يستطيع أن يتسلم دور المشرف على
الاقليم من الامم المتحدة بموجب خطة صاغ مسودتها مبعوث المنظمة الدولية
مارتي اهتيساري الا على أساس قرار لمجلس الامن التابع للامم المتحدة.
وتتولى الامم المتحدة ادارة كوسوفو الذي ينحدر 90 في المئة من سكانه
البالغ عددهم مليونا نسمة من أصل ألباني منذ عام 1990 عندما أجبرت حملة
قصف شنها حلف شمال الاطلسي القوات الصربية على الانسحاب بعد اتهامها
بذبح وطرد المدنيين خلال حرب استمرت عامين مع قوات الانفصاليين.
ولا ترى قوى غربية احتمالا لاجبار الغالبية ذات الاصول الالبانية
على العودة الى أحضان بلجراد. وتخشى أن تواجه قوات حلف الاطلسي البالغ
قوامها 16500 فرد في كوسوفو اضطرابات واسعة النطاق اذا لم يصدر قرار
بحلول منتصف الصيف.
وكانت واشنطن ذكرت أنها ستعد مسودة قرار لمناقشته في مجلس الامن في
مايو ايار أو
يونيو حزيران على أقصى تقدير. وتقول روسيا التي تساند حليفتها صربيا
ان خطة اهتيساري غير مقبولة ودعت لاستمرار المحادثات الى أن يتوصل
الصرب والالبان الى اتفاق.
وتوسط اهتيساري في حوار لم يسفر عن نتيجة بين الصرب والالبان طوال
13 شهرا في عامي 2006 و2007. ويقول الغرب انه لا جدوى من اجراء مزيد من
المحادثات.
متشددون صرب يمنعون الاستقلال
وفي تطور جديد اعلنت مجموعة من القوميين المتشددين الصرب تشكيل
هياكل شبه عسكرية للقتال من اجل منع استقلال اقليم كوسوفو.
وتجمع نحو 200 شخص امام كنيسة في وسط مدينة كروسيفاتش التي تبعد 190
كلم عن العاصمة بلغراد للاحتفال بتشكيل المنظمة التي ستحمل اسم (حرس
القديس الامبراطور لازار) على اسم الملك الذي قاد القوات الصربية في
معركة ضد الجيش العثماني عام 1389.
وقال جيلكو فاسيليفيتش رئيس حركة قدامى حروب تسعينيات القرن الماضي
في يوغوسلافيا السابقة، النائب في البرلمان الصربي عن الحزب الاشتراكي
الذي كان يتزعمه سلوبودان ميلوسيفيتش (ان حركة القديس الامبراطور
لازار) توجه الى صرب كوسوفو رسالة مفادها ان هناك اناسا على استعداد
للدفاع عنهم في حال نسيتهم الدول الصربية) واصفا رجاله ومقاتليه تحت
تصرف الجيش والشرطة في البلاد، مؤكدا انهم على استعداد للقتال اذا ما
حصل الاقليم على أي شكل من اشكال الاستقلال).
هذا واعلن الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد
الاوروبي خافيير سولانا احتمالات قيام مجلس الامن الدولي باصدار قراره
حول الوضع النهائي لكوسوفو قبل السادس من يونيو المقبل، فيما اخفق
اعضاء مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بالبلقان في التوصل الى اتفاق
نهائي حول مستقبل الاقليم.
في هذه الاثناء، يبدأ المشرف الدولي مارتي اهيتساري المقبل جولة
تشمل استوكهولم وبرلين ونيويورك لتوضيح ما يتعلق بخطته حول كوسوفو.
وقال في تصريح نقلته الجريدة الالكترونية (ميديا بول) انه فعل كل ما في
وسعه من اجل التوصل الى حل وسط يرضي كل اطراف النزاع في كوسوفو، مشددا
على ان خطته هي الحل الوحيد الممكن، مستنتجا ان روسيا لا تستطيع ان
تعارض مثل هذا الحل، على حد قوله.
وقال (ان معارضة الكرملين لخطته يعطي اشارات للعالم بأن أي ديكتاتور
مثل ميلوسيفيتش بمقدوره ان يفعل ما يشاء بمواطنيه متذرعا بمفهوم حماية
السيادة الوطنية للبلاد).
واكدت مصادر دبلوماسية امريكية ان واشنطن اعدت مسودة مشروع جديد حول
كوسوفو ستعرضه على الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي. وقالت محطة
تلفزيون كوسوفو ان المشروع الامريكي الجديد يستند الى خطة اهيتساري
التي تمنح كوسوفو استقلالا مشروطا
برعاية اوروبية.
وفي سياق متصل قطع السفير الأمريكي في بلغراد مايكل بولت أمل
القيادة الصربية في تحول دراماتيكي في الموقف من الوضع النهائي لاقليم
كوسوفو على خلفية الاعتراضات الروسية، والتردد الأوروبي، على خطة
المبعوث الدولي مارتي اهتيساري.
فلقد أعلن السفير بولت في تصريح لجريدة (بليتس) الصادرة في بلغراد
ان المفاوضات حول كوسوفو انتهت وان عملية تقرير مصيره ستنتقل الى مجلس
الأمن الدولي الذي سيتخذ قرارا جديدا يقضي بمنح الاقليم استقلالا
محدودا تحت الاشراف الدولي.
وأكد بولت ان الحكومة الصربية حصلت على فترة عام كامل لطرح تصوراتها
وتحديد موقف وفرز بالوثائق والأدلة ولم يعد بالامكان تمديد هذه
المفاوضات، مؤكدا ان بلاده ستتعاون مع روسيا للوصول الى قرار مشترك.
ووصف بولت خطة اهتيساري بأنها الأفضل كونها تلبي مصالح الالبانيين
والكوسوفيين والبلقان وأوروبا، مستبعدا بشكل قاطع العودة مجددا الى
المفاوضات التي لسنا بحاجة اليها حسب تعبيره.
وكانت جريدة (كوهاديتورا) الصادرة في بريشتينا بالألبانية نقلت عن
مصادر غربية ان بعض العواصم الأوروبية الغربية في مجلس الأمن تسعى
لقرار يشكل حلا وسطا لاقليم كوسوفو بين الاستقلال والبقاء ضمن الأراضي
الصربية.
وتحدثت الصحيفة ان هذه الدول اعدت مشروع قرار يتكون من 13 فقرة
يتجنب كلمة الاستقلال و(ضمن صربيا) اللتين تشكلان أساس الخلاف على
الوضع النهائي للاقليم.
ويمثل هذه المشروع حلا وسطا بين مشروعين يتم تداولهما في مجلس
الأمن، احدهما فرنسي يدعم خطة اهتيساري وتؤيده الولايات المتحدة
وبريطانيا والآخر روسي، يرفض خطة اهتيساري بوصفها الحالي ويدعو الى
الابقاء على القرار 1244 الصادر في يونيو 1999 ويعتبر كوسوفو اقليما
متمتعا بحكم ذاتي واسع ضمن صربيا الى حين التوصل الى حل يقبله الطرفان
المتنازعان.
واعتبرت (كوهاديتورا) ان مشروع الحل الوسط الذي يعتمد على الدمج بين
المشروعين الفرنسي والروسي، هو الأكثر قبولا من جانب أعضاء مجلس الأمن. |