ارهاصات التجاذب بين امريكا وايران تلقي بظلالها القاتم على مستقبل العراق

شبكة النبأ: يقدم احتمال اجراء محادثات نادرة على مستوى رفيع هذا الاسبوع بين الولايات المتحدة وايران اول فرصة حقيقية لنزع فتيل مواجهة متعددة الجوانب بين طهران والغرب حيث تلقي التدخلات الايرانية المزعومة من قبل امريكا بظلالها على الوضع المتأزم اصلا في العراق، لكن فرص النجاح لمحاولات التقارب هذه تبدو بعيدة والمجازفات التي يمكن ان تتخللها كثيرة.

وستكون فرصة كبيرة لبداية جديدة في منتجع شرم الشيخ المصري يومي الخميس والجمعة حين تحضر وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ووزير الخارجية الايراني منوشهر متكي مؤتمرا لدول رئيسية معنية بمستقبل العراق.

وامضى الرئيس جورج بوش اغلب سنواته الست في المنصب في عداء مفتوح تجاه ايران التي تمثل خصما للولايات المتحدة منذ نحو ثلاثة عقود. وحتى وقت قريب كان بوش يصر على أن المحادثات على مستوى رايس مستبعدة ما لم توقف ايران تخصيب اليورانيوم المستخدم في اسلحة نووية.

لكنه يبدو الان متحمسا الى حد كبير للمشاركة وقال للصحفيين ان رايس لن تتجنب متكي في المؤتمر واعترف في مقابلة اذاعية بأن رايس ومتكي ربما يعقدان محادثات مباشرة تركز على العراق وليس على المسألة النووية.

وقال راي تقيّة الخبير في شؤون ايران بمجلس العلاقات الخارجية في واشنطن ان الترخيص لرايس باجراء محادثات جادة مع متكي تحول كامل في سياسة بوش على مدى السنوات الست الماضية. لم أر على الاطلاق أي ادارة تتراجع بمثل هذه السرعة."

ورغم التوقعات فليس من الواضح مدى استعداد ايران لمحادثات جادة مع واشنطن. وأكد متحدث باسم الحكومة الايرانية يوم الثلاثاء أن ايران لن تتفاوض قبل ان توقف الولايات المتحدة "منهجها الشرير."

ودعا خبراء كثيرون منذ وقت طويل بوش الى التواصل مع خصوم الولايات المتحدة وجادلوا بأن التأكيد على الدبلوماسية مع ايران وايضا مع كوريا الشمالية يعد امرا اساسيا لاقناعهما بالتخلي عن برامجهما النووية سريعة النمو.

واعترفت بيونجيانج ببرنامج اسلحتها النووية. ويقول الغرب ان ايران تسعى ايضا لانتاج

اسلحة لكن طهران تؤكد ان هدفها مجرد توليد الكهرباء.

وفي ظل حرص بوش الان على تحقيق نجاح في السياسة الخارجية قبل مغادرة البيت الابيض في يناير كانون الثاني 2009 فقد حول اتجاهه في الملفين.

ويقول المحللون ان ذلك يعكس انتصارا للواقعية على فكر "المحافظين الجدد" الذي شجع المدافعون عنه على انتهاج خط متشدد تجاه خصوم الولايات المتحدة لكنهم فقدوا النفوذ بصورة مطردة وتركوا الادارة.

وهوت شعبية بوش مع اجتياح العنف للعراق في حين يقاتله كونجرس يسيطر عليه الديمقراطيون من اجل تحديد جدول زمني لسحب القوات الامريكية.

وفي نفس الوقت اتهم ايران بمساعدة المتمردين العراقيين والميليشيات الشيعية والسماح بدخول اسلحة الى العراق.

ويقول خبراء كثيرون ان طهران يمكن ان تلعب دورا كبيرا في تحقيق الاستقرار في العراق وان ذلك يجب ان يمثل مساحة كبيرة للتقارب الامريكي الايراني.

وقال تقية "لو كانت الامور تسير على نحو جيد بصورة معقولة في العراق ما كانت الادارة لتفعل ذلك."

لكن جون الترمان رئيس برنامج الشرق الاوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن قال ان الادارة تسعى بجدية للتواصل مع ايران وانتهاج سياسية خارجية اكثر اتفاقا مع النمط التقليدي.

واضاف "في تقديري ان سياسة الادارة تجاه ايران واحدة من قصص النجاح غير الملتفت اليها" مشيرا الى الاستراتيجية الشاملة لتحالف متحد من الدول يدعم عقوبات الامم المتحدة والعزلة الدولية لايران.

ورغم أن ايران مضت قدما بصورة متحدية في برنامجها النووي الا أن القوى الكبرى الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والصين تعتقد أن العقوبات اثارت نقاشا يمكن ان يقنع الجمهورية الاسلامية في نهاية الامر بوقف التخصيب مؤقتا على الاقل مقابل تجميد العقوبات.

وعرضوا على ايران حوافز اقتصادية وامنية وفي مجال الطاقة النووية المدنية مقابل تجميد التخصيب.

والمحافظون الامريكيون الذين ساندوا بوش في وقت ما يعبرون عن انتقادات متزايدة ويخشون أن تقبل واشنطن وحلفاؤها في نهاية الامر حلا يمكن ان تواصل ايران به بعض انشطة التخصيب على ارضها.

وحتى المؤيدون للحوار يقولون انه بمجرد ان يجري الامريكيون محادثات مع ايران يمكن ان تزيد صعوبة احياء الجهود لعقوبات جديدة من الامم المتحدة اذا لزم الامر في المستقبل.

وقالت دانييل بلتكا نائب الرئيس لمعهد امريكان انتربرايز المحافظ في واشنطن "توجد دائما مجازفة حين يعقد مسؤول كبير في الادارة يسعى الى انجاز يسجل من بعده اجتماعا يمثل

حدثا جديدا وكبيرا مع احد اكثر اعداء امريكا صمودا."

واضافت "الايرانيون لا يقدمون اي شيء مقابل جلوس مع رايس... ولذلك فأي شيء يحصلون عليه منها سواء غمزة او ايماءة او اجتماع سينظرون عليه باعتباره تنازلا.. ولهم الحق في ذلك."

هل تجني إيران ثمار سياستها حيال أمريكا؟

توجهت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس الثلاثاء الى شرم الشيخ عازمة على بدء حوار ولو متأخرا مع النظامين الايراني والسوري اللذين اوصاها الرئيس الامريكي جورج بوش بالحزم حيالهما.

غير ان احتمال حصول مناقشات بين رايس ونظيرها الايراني منوشهر متكي هو الذي يستقطب الاهتمام، حيث ستكون هذه اول محادثات سياسية على هذا المستوى بين البلدين منذ 27 عاما.

واوصى بوش وزيرة خارجيته باعتماد الحزم حيال متكي في حال اجراء محادثات معه.

وقال خلال مؤتمر صحافي عقده اثر قمة مع القادة الاوروبيين "لن تكون كوندوليزا رايس فظة اذا التقت بوزير الخارجية الايراني (...) انني واثق من انها ستكون مهذبة ولكن حازمة في تذكير ممثل الحكومة الايرانية بان ثمة طريقة افضل للشعب الايراني من اجل تحقيق تقدم«.

وخلال القمة أبدت رايس رغبة حقيقية في التحاور مع ايران، على ما افاد مصدر اوروبي لوكالة فرانس برس.

وقال المصدر مبديا ارتياحه »لن يكون هذا لقاء رسميا بل اتصالا اوليا«بدون ان يحدد ما اذا كانت رايس تعتزم طرح المسألة النووية مع متكي.

ونفى مستشار رايس للشؤون العراقية ديفيد ساترفيلد ذلك وقال للصحافيين انه اذا تم التطرق الى البرنامج النووي الايراني في شرم الشيخ فان رايس »ستحيل المسالة الى خافيير سولانا المؤهل«لمناقشتها.

طهران تجني الثمار

ويرى خبراء ان مشاركة ايران في مؤتمر شرم الشيخ ستسمح لها بجني ثمار سياستها الحاذقة حيال الولايات المتحدة.

وقال نديم شهادي من المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية »كل شيء جاهز لمساومة كبرى لكن ايران في وضع افضل بكثير من الولايات المتحدة«.

واضاف ان »الوضع انعكس لغير مصلحة الولايات المتحدة ولمصلحة ايران خلال صيف 2006 على جبهات الشرق الاوسط الثلاث في لبنان وفلسطين والعراق«.

وذكر بين يونيو واغسطس 2006 »تدهور الوضع الخطير والسريع في العراق والازمة في

غزة اثر قيام وحدة مسلحة فلسطينية بخطف الجندي الاسرائيلي (جلعاد) شاليط وفي لبنان انتصار حزب الله على اسرائيل اقله على الصعيدين المعنوي والسياسي«.

وبات حلفاء الامريكيين في كل انحاء العالم في مأزق امام حلفاء ايران.

لكن الخبير حذر من انه في ما يتعلق بالعراق الوحيد بين الدول الثلاث المذكورة الذي ينتشر فيه الجيش الامريكي، فان »استحالة التفاوض ستجسد فشل واشنطن«.

ورأى انه في وضع كهذا فان »الولايات المتحدة قد توجه ضربة عسكرية الى ايران لقلب الوضع لصالحها وانقاذ ماء الوجه«.

امكانية الحرب ضعيفة

وقال كليمان تيرم من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ان »امكانية شن هجوم امريكي تبدو للوهلة الاولى ضعيفة لانها ستنطوي على مجازفة سياسية كبرى بالنسبة للولايات المتحدة«.

لكنه رأى انه »لا يمكن استبعادها«بشكل مطلق اذ ان »الولايات المتحدة لن تقبل بفشل سياستها في العراق وسيتوجب عليها ايجاد كبش محرقة وايران كبش محرقة ممتاز«.

وفي المقابل، اشار الى انه »طالما ان الامريكيين في مأزق في العراق وافغانستان، فان الايرانيين يشعرون بانهم بمنأى عن اي عقاب«.

لكنه تابع »ليس من مصلحة ايران زعزعة الاستقرار في البلدين المجاورين لان العدوى قد تنتقل الى اراضيها«.

وقال »في العراق تدعم طهران ميليشيات شيعية متخاصمة لان من مصلحتها ان يكون العراق ضعيفا لكن انتشار الفوضى نتيجة انسحاب الامريكيين من العراق لن يخدمها«لانه »يتيح للامريكيين امكانية مهاجمة ايران«.

وتابع انه بما ان »ولاية الرئيس الامريكي جورج بوش تنتهي في يناير 2009، فان الحل الاكثر عقلانية يقوم على انسحاب من العراق في غضون سنتين او ثلاث مع اجراء محادثات مع ايران من اجل احلال الاستقرار في العراق«.

امريكا: الدول المجاورة للعراق "ستخسر الكثير" اذا لم تتحرك

وقالت رايس للصحافيين الذين يرافقونها في طريقها الى شرم الشيخ (مصر) حيث ستشارك في المؤتمر الدولي حول العراق ان "اهم رسالة سانقلها هي ان عراقا مستقرا وموحدا وديموقراطيا سيكون عماد الاستقرار في الشرق الاوسط وعراقا غير مستقر وليس للجميع سيكون مصدر عدم استقرار للمنطقة".

واضافت الوزيرة الاميركية التي كانت تتحدث في الطائرة التي اقلتها الى شانون في ايرلندا في طريقها الى شرم الشيخ ان "المنطقة ستخسر الكثير وجيران العراق يجب ان يدركوا ذلك".

وتابعت ان "العراق هو مركز لشرق اوسط مستقر او لشرق اوسط غير مستقر وعلينا كلنا ان

نوحد سياساتنا ووسائلنا للمساهمة في الاستقرار".

واضافت لوكالة فرانس برس، "لكن برأينا دول المنطقة لا تتحرك لمصلحة دولة مستقرة وموحدة" في اشارة الى ايران وسوريا دون تسميتهما.

من ناحية اخرى اعترفت رايس بان الدول العربية المجاورة للعراق ذات الغالبية السنية ما زالت "مشككة" حيال رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي.

وقد رفض العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز استقبال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قبل هذا المؤتمر.

واضافت ان "الامر سيستغرق وقتا. سنحتاج الى الوقت لتجاوز الشكوك في المنطقة وسنحتاج الى الوقت لتجاوز الشكوك في العراق التي تغذي الشكوك في المنطقة".

وتابعت "لكنها فرصة لجيران العراق ايضا لاظهار دعمهم (...) وبقدر ما لهم تأثير على الفصائل السياسية والقيادية في العراق تشجيع هذه الفصائل على المشاركة في عملية المصالحة".

وتلمح رايس بذلك الى السعودية التي تأمل واشنطن في مشاركتها بشكل اكبر في العراق لاستخدام تأثيرها على المجموعات السنية.

وتأمل الولايات المتحدة ان تلغي الرياض الجزء الاكبر من الديون العراقية لتحذو بذلك حذو الاوروبيين.

وقال مساعد وزير الخزانة الاميركي روبرت كيميت الذي يرافق رايس الى شرم الشيخ ان واشنطن تعول على وعود بالمساعدة وهبات والغاء ديون "بمليارات" الدولارات.

لكن رايس قالت "لن نحصل خلال هذا المؤتمر على كل التعهدات" المطلوبة معتبرة انها عملية تستغرق وقتا ويفترض ان تفضي الى لقاءات اخرى لدول الجوار العراقي.

ايران: النهج الامريكي "الشرير" يعوق المحادثات

ونقل عن متحدث باسم الحكومة الايرانية قوله لرويترز، ان بلاده لن تتفاوض مع الولايات المتحدة إلا بعد أن تكف عن نهجها "الشرير" وذلك قبل يومين من حضور الدولتين المتوقع اجتماعا دوليا بشأن العراق.

ويقول مسؤولون أمريكيون ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس مستعدة لاجراء محادثات مع ايران على هامش المؤتمر المقرر عقده في مصر يومي الثالث والرابع من مايو أيار الجاري اذا اعتبر هذا الاتصال مفيدا.

لكن ايران بدت وكأنها تستبعد امكانية اجراء محادثات ثنائية خلال الاجتماع المقرر عقده في منتجع شرم الشيخ لبحث السبل الكفيلة بانهاء العنف في العراق بحضور ممثلين عن القوى الكبرى والدول المجاورة للعراق.

وليس للولايات المتحدة علاقات دبلوماسية رسمية مع ايران منذ نحو ثلاثة عقود وتدور بين البلدين أيضا مواجهة حادة بسبب الصراع في العراق وطموحات طهران النووية.

وقالت وكالة الطلبة الايرانية للانباء أن نائب وزير الخارجية الايراني مهدي مصطفوي قال ردا على سؤال عن امكانية عقد رايس ووزير الخارجية منوشهر متكي محادثات في مصر "لا .. حتى الان الوضع الذي يجعل من المحادثات والمفاوضات أمرا ضروريا لم يتحقق."

وتتهم واشنطن الجمهورية الاسلامية بزعزعة استقرار العراق ويقول مسؤولون أمريكيون ان رايس ستقصر على الارجح أي محادثات على هذا الموضوع.

وتنفي ايران التدخل في العراق وتقول ان الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 هو السبب في العنف الذي يهدد بتمزيق العراق وتقول ان على القوات الامريكية أن تنسحب.

وقال محمد على حسيني المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية للتلفزيون الحكومي "في هذا الاجتماع لن نعطي الاخرين فرصة لاتهام ايران. فتوجيه الاتهامات ... التي ثبث انه لا أساس لها لن يحل اي مشكلات."

وأشار غلام حسين الهام المتحدث باسم الحكومة الايرانية الى أن واشنطن تريد اجراء محادثات مع طهران بسبب مشكلاتها في العراق وادراكها أن ايران قوة اقليمية اخذة في الصعود.

ونقلت وكالة الطلبة الايرانية للانباء عنه قوله "الامريكيون يعرفون أنهم يواجهون ايران كقوة حقيقية مقتدرة لان ايران دخلت مجال التكنولوجيا النووية وعازمة على المضي فيه قدما."

وقال الهام "هذا هو السبب في سعيهم للتفاوض مع ايران بطريقة أو بأخرى.. بطبيعة الحال لن نتفاوض مع الامريكيين قبل أن يكفوا عن نهجهم المتغطرس والاحادي والشرير."

وقطعت واشنطن علاقاتها مع طهران عام 1980 بعد الثورة الاسلامية الايرانية واحتجاز مواطنين أمريكيين رهائن وتزعمت الضغوط الرامية لعزل ايران بسبب برنامجها النووي.

وأوضحت الولايات المتحدة أنها لن تجري محادثات موسعة مع ايران الا عندما توقف طهران أكثر أنشطتها حساسية وهو تخصيب اليورانيوم الذي يمكن أن يستخدم في انتاج الوقود لمحطات الطاقة أو لصناعة الاسلحة الذرية. وتنفي ايران اتهامات الغرب بأنها تسعى الى اكتساب قنابل نووية.

لكن وزارة الخارجية الامريكية قالت ان رايس لا تمانع في اجراء محادثات مباشرة مع ايران بشأن العراق. وقال وزير الخارجية العراقي يوم الاحد ان ثمة احتمالا كبيرا أن تجري ايران والولايات المتحدة محادثات ثنائية خلال اجتماع شرم الشيخ.

وقال الهام ان ايران ستكون مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة اذا غيرت من سلوكها واذا لم تعد "حكومة ارهابية وشريرة" لكنه أوضح أن واشنطن تتوق لاجراء تلك المحادثات بدرجة

أكبر من طهران.

وقال "بخصوص المفاوضات .. فان الانسة رايس هي التي تود في الحقيقة تجاذب أطراف الحديث بصورة ودية مع السيد متكي."

امريكا: مشاركة ايران في المؤتمر "شيء ايجابي"

قالت الولايات المتحدة يوم الاثنين إن مشاركة ايران في مؤتمر من المقرر عقده في مصر هذا الاسبوع لمناقشة سبل اعادة الاستقرار الى العراق أمر "ايجابي" لكنها أحجمت عن القول ان كان المؤتمر سيشهد محادثات أمريكية ايرانية.

وسيتوجه وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الى منتجع شرم الشيخ المصري للمشاركة في الاجتماع المزمع يومي الخميس والجمعة والذي سيضم ممثلين عن الدول المجاورة للعراق بالاضافة الى أعضاء من مجموعة الدول الثماني والاتحاد الاوروبي.

سوريا تحمل أمريكا مسؤولية العنف في العراق

من جهته قال نائب الرئيس السوري فاروق الشرع إن الولايات المتحدة وحدها تتحمل مسؤولية الفوضى في العراق قبل ايام من انعقاد مؤتمر دولي لوقف العنف هناك تشارك فيه سوريا وواشنطن. حسب تقرير لرويترز.

وقال الشرع في كلمة خلال افتتاح مؤتمر اعلامي لدعم القضية الفلسطينية "إن أية محاولات لتحميل دول الجوار والمقاومة الوطنية مسؤولية التداعيات الناتجة عن الغزو والاحتلال هي محاولات خاطئة وخطيرة لانها لا تخدم في النهاية الا الارهاب الفعلي الذي لا قضية له."

وأضاف الشرع "أن الادارة الامريكية تخسر الحرب على الجبهتين الداخلية والخارجية ليس لانها لم تعد القوة الاعظم في العالم بل لانها اخذت شعبها ليقاتل على بعد الاف الاميال من اجل قضية غير عادلة وغير مقنعة."

ويبدأ يوم الخميس المقبل في شرم الشيخ في مصر مؤتمر لبحث الاوضاع في العراق تشارك فيه سوريا وايران والولايات المتحدة الى جانب دول اخرى كتركيا. والمؤتمر هو متابعة لاجتماع عقد في بغداد في مارس اذار حث فيه العراق دول المنطقة على المساعدة في انهاء العنف الطائفي.

وتتهم الولايات المتحدة سوريا وحليفتها ايران بمساندة مسلحين مناوئين للحكومة العراقية والقوات الامريكية. وتنفي دمشق هذه التهم وتقول ان الاستقرار في العراق هو من مصلحتها.

وهاجم الشرع الولايات المتحدة قائلا إن عدم الاستقرار في المنطقة يعود لسياساتها والسياسات العنصرية لحليفتها اسرائيل.

وقال الشرع "إن التماهي في سياسات العنف والقوة التي تلجأ اليها واشنطن وتل ابيب ليست خطيرة فحسب على امن واستقرار العالم.. وانما تشكل بالاضافة الى ذلك عنصرا رئيسيا في

اعاقة الوصول الى سلام حقيقي بين العرب واسرائيل في الشرق الاوسط."

ودعا الشرع الدول العربية الى المحافظة على ما سماه بالثوابت الوطنية محذرا من المساومة على حقوق اللاجئين الفلسطينيين التي تشكل محورا اساسيا من اسس مبادرة السلام العربية التي اعيد اطلاقها في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في الرياض في مارس اذار الماضي.

وقال الشرع "إن مسؤولية نزوح ملايين اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين خارج اوطانهم وفي شتى انحاء العالم وخصوصا في الدول العربية المجاورة هي مسؤولية اسرائيل والولايات المتحدة بالدرجة الاولى."

شبكة النبأ المعلوماتية- االخميس 3 آيار/2007 -14/ربيع الثاني/1428