المحافظون البريطانيون يتجهون نحو الوسط سعيا للسلطة

   قدم المحافظون المعارضون في بريطانيا أنفسهم يوم الاحد في صورة المدافعين عن خدمات الرعاية الصحية التي تمولها الدولة في خطوة نحو الاكتساء بصبغة وسطية لتحدي حزب العمال المستأثر بالسلطة منذ عقد من الزمان.

وهيمن على منتدى الربيع لحزب المحافظين في مدينة نوتنجهام بوسط انجلترا نقاش حول تعزيز الخدمة الصحية الوطنية التي تمولها الدولة وغيرها من الخدمات العامة وهي خطوة تنأى بهم كثيرا عن أيام رئيسة الوزراء اليمينية السابقة مرجريت ثاتشر عندما كان خفض الضرائب والخصخصة والمشروعات الفردية على رأس جدول الاعمال، حسب رويترز.

وقال ديفيد كاميرون زعيم الحزب في المؤتمر محاولا طمأنة الناخبين الى أن المحافظين لن يلغوا الرعاية الصحية المجانية اذا عادوا الى السلطة "اليوم حزب المحافظين يؤيد الخدمة الصحية الوطنية بالعقل والقلب والروح."

وأصبح كاميرون الزعيم الخامس للمحافظين في غضون تسع سنين عندما تولى في ديسمبر كانون الاول عام 2005 زمام حزب يترنح من جراء ثلاث هزائم انتخابية أمام رئيس الوزراء العمالي توني بلير.

وحاول كاميرون البالغ من العمر 40 عاما تغيير الحزب الذي يقرنه كثيرون بالسياسات اليمينية المتشددة لثاتشر "المرأة الحديدية".

وحول مسار الحزب من التركيز على خفض الضرائب وقمع الجريمة الى الموضوعات البيئية والاجتماعية في محاولة للعودة الى الوسط السياسي الذي احتله بلير لعقد كامل.

وحاول المحافظون أن تكون لهم اليد الطولى في المعركة ضد ظاهرة الاحتباس الحراري وأثاروا جدلا الاسبوع الماضي باقتراح امكانية فرض ضريبة أعلى على الاشخاص الذين يقومون برحلات جوية قصيرة أكثر من مرة في العام الواحد.

ويبدو أن استراتيجية كاميرون بدأت تؤتي ثمارها. فقد أظهر استطلاع للرأي في صحيفة صنداي تايمز تقدم المحافظين بست نقاط على العمال الذين تأثرت صورتهم بحرب العراق وفضائح تتعلق بسوء الادارة الحكومية ومزاعم فضائح أخلاقية.

وللمرة الاولى منذ سنوات تلوح للمحافظين فرصة الفوز في الانتخابات العامة المقبلة والمتوقع عقدها في عام 2009. وقال المتحدث الاقتصادي باسم المحافظين جورج أوزبورن لتلفزيون (بي.بي.سي.) يوم الاحد "أعتقد أننا نبدو الان مثل الحكومة البديلة."

ومن المقرر اجراء الانتخابات لاختيار برلماني اسكتلندا وويلز والمجالس الانجليزية في مايو أيار. وسيتنحى بلير في وقت قريب بعدها وسيواجه كاميرون خصما جديدا هو على الارجح وزير المالية جوردون براون.

وكثيرا ما يتسع الفارق لصالح المحافظين عندما يطلب من الناخبين المفاضلة بين كاميرون وبراون. لكن المحللين يقولون ان التقدم في استطلاعات الرأي بين الانتخابات لا يترجم بالضرورة الى نصر في الانتخابات التالية.

وثمة يمينيون لم يقنعهم التحول الذي يقوده كاميرون. ففي يناير كانون الثاني استقال عضوان في مجلس العموم من حزب المحافظين وانضموا الى حزب استقلال المملكة المتحدة المناويء للاتحاد الاوروبي وأعلنوا أن المحافظين في ظل زعامة كاميرون لا يتخذون موقفا ناقدا بالدرجة الكافية من الاتحاد الاوروبي.

لكن المندوبين في نوتنجهام أيدوا بأغلبية ساحقة زعيم حزبهم.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 21 آذار/2007 -1/ربيع الاول/1428