القاعدة تنقلب على أصلها.. والتطرف يأكل أبناءه

السعودية تنجو من 11 سبتمبر جديدة

 شبكة النبأ: بالرغم من دعاوى التصدي العالمية له لا يزال تنظيم القاعدة مدعوما بالايديولوجية اللازمة لبقاءه واستمراره من خلال النهج الذي يتبعه الكثير من شيوخ التطرف الاسلامي وخاصة في السعودية لنشر الفكر المتشدد والتكفيري والتحريض على الارهاب وسفك الدماء الذي يستهدف كلما يتعلق بالحياة الآمنة في حال المخالفة لهذا الفكر المدمر.

ان السعودية مستمرة بجني محصولها من دعاوى الظلالة التي يطلقها بين الحين والاخر رجال الدين المتشددين المدعومين من رجالات الفكر الوهابي النافذ في سلطة المملكة. حيث يمتلك هؤلاء حصانة من اية مسائلة قانونية او اخلاقية.

واعلنت السعودية ان قوى الامن القت القبض على 172 مشتبها بهم بالارهاب كان بعضهم يخطط لاستهداف قواعد عسكرية داخل وخارج السعودية اضافة الى اهداف نفطية وبينهم من تدرب على الطيران لتنفيذ الهجمات بواسطة طائرات.

وفصّل بيان لوزارة الداخلية نقلته وسائل الاعلام الرسمية عدد اعضاء سبع خلايا قال ان قوى الامن كشفتها كما فصّل بعضا من مخططاتها ومنها استهداف شخصيات عامة واستهداف قواعد عسكرية واهداف نفطية كما اشار الى كون المشتبه بهم من السعوديين وغير السعوديين.

من جهته قال المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي لوكالة فرانس برس ان "هناك اشخاصا تدربوا على الطيران لتنفيذ عمليات ارهابية (..) وبعض الخلايا كان من بين اهدافها تنفيذ عمليات ارهابية ضد منشآت نفطية ومصاف بترولية".

كما اشار الى سعي هؤلاء الاعضاء الى "استهداف قواعد عسكرية في الداخل (سعودية) والخارج" (غير سعودية) مشيرا الى ان المملكة "تحاول ان تمرر اي معلومات تهم اي دول اخرى في اطار التعاون الدولي".

واكد التركي ان ليس بحوزته معلومات محددة عن القواعد التي كانت الخلايا تخطط لاستهدافها خارج المملكة مذكرا بعدم وجود اي قواعد اجنبية داخل السعودية.

واوضح التركي ان القبض على المشتبه بهم اتى "اثر عمل متواصل ولفترة طويلة في عدة مناطق من المملكة".

وقال التركي في وقت سابق في اتصال اجراه معه التلفزيون السعودي ان "الفئة الضالة ما  زالت مستمرة في محاولاتها لاعادة احياء نشاطاتها الاجرامية في المملكة للاخلال بالامن والنظام العام واستهداف المقومات الاقتصادية للوطن".

واضاف "تم توقيف سبع خلايا من الفئة الضالة مكونة من حوالى 172 عنصرا من السعوديين وغير السعوديين كما تم ضبط اسلحة واموال ووثائق".

وتابع المتحدث "يلاحظ (..) ارتباط الفئة الضالة بعناصر اجنبية واستفادتها من المناطق المضطربة خارج المملكة في التخطيط والتجنيد والتدريب".

كما اشار الى "استغلال هذه الفئة للتبرعات غير النظامية والايحاء باستثمار الاموال في شركات وهمية".

وتعتمد الجهات الرسمية السعودية تعبير "الفئة الضالة" للاشارة الى عناصر تنظيم القاعدة.

وتشن السلطات السعودية حملة كبيرة لملاحقة اعضاء القاعدة بعد ان بدأ التنظيم بتنفيذ سلسلة هجمات استهدف قسم منها اجانب منذ ايار/مايو 2003.

وقد فصل بيان الداخلية بعضا من نشاطات الخلايا السبع التي كشفتها قوى الامن ومنها "التدريب على استعمال السلاح وإرسال البعض منهم إلى بلدان أخرى لدراسة الطيران تمهيدا لاستخدامهم في تنفيذ عمليات إرهابية داخل المملكة".

واشار البيان الى ان احد قادة الخلايا "جمع مبالغ مالية طائلة من عدد كبير من الأشخاص الذين غرر بهم بحجة استثمار هذه المبالغ في شركات وهمية" موضحا ان من بين اهدف الخلايا التابعة له "القيام بهجمات انتحارية ضد شخصيات عامة ومنشآت نفطية ومصاف بترولية واستهداف قواعد عسكرية في الداخل والخارج".

كما اشار البيان ان بعض اتباع هذا القائد الذي لم تحدد هويته "قاموا بمبايعة من يتزعمهم عند الكعبة المشرفة على السمع والطاعة وتنفيذ جميع أوامره".

وقال البيان ايضا ان احدى الخلايا "تقوم بإرسال من يتم التغرير بهم إلى معسكرات تدريب خارجية وتمويلها وذلك للمشاركة في الصراعات الإقليمية" في ما يبدو اشارة الى العراق و"من ثم تسهيل عودتهم إلى المملكة لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية".

كما ذكر البيان ان بعض اعضاء الخلايا "يعملون على تأسيس تنظيم يعمل على نشر الفوضى في بلد مجاور ليكون بيئة مناسبة لأنشطتهم ومن ثم الانطلاق بعدها لمهاجمة أهداف داخل المملكة وخارجها" فيما عمل بعض آخر على الاستعداد لتنفيذ هجمات على اهداف نفطية "عن طريق تخزين الأسلحة ودفنها في منطقة برية قريبة من مواقع تلك الأهداف".

وافاد البيان ايضا ان من بين الموقوفين من "تورطوا في الاعتداء على معامل ابقيق الصناعية" في شرق السعودية وهي هجمات شنت في شباط/فبراير 2006 وقد تم احباطها.

وقال البيان انه "من خلال كشف هذه الخلايا والقبض على عناصرها تم ضبط أسلحة متنوعة

ومتعددة وأموال بلغت أكثر من عشرين مليون ريال" (5,3 مليون دولار).

كنا ضبطت "وثائق ووسائل اتصال وأجهزة حواسيب ووسائط إلكترونية تفصح عن الفكر الذي يحمله هؤلاء وتكشف عن أهدافهم الإجرامية ولا تزال الإجراءات قائمة في متابعة كل من له علاقة بهذه الخلايا".

كما بث التلفزيون الرسمي السعودي شريطا مصورا لاشخاص بثياب مدنية يقومون بنبش مخابئ للاسلحة والوثائق في الرمال وتحت ارضية احد المباني.

ويضيف تقرير لرويترز، السعودية اكبر مصدر للنفط في العالم وتصل امداداتها الى الاسواق العالمية الى نحو سبعة ملايين برميل يوميا. وتملك نحو ربع احتياطيات العالم من النفط.

وساعدت انباء الاعتقالات في رفع اسعار النفط صعودا بنحو 52 سنتا للبرميل الى 68.17 دولار الساعة 1600 جمت . وكانت القاعدة قد دعت الى شن هجمات على أهداف نفطية.

وشن متشددون اسلاميون موالون لتنظيم القاعدة حملة عنف في عام 2003 للاطاحة بالعائلة الحاكمة ونفذوا هجمات انتحارية استهدفت أجانب ومنشات حكومية بينها صناعة النفط.

وقال المحلل فارس بن حزام المتعاطف السابق مع المتشددين لرويترز ان هذا يشير الى عدم تحقيق الكثير خلال السنوات الاربع الماضية مضيفا ان قوات الامن تعثر على جماعات لكن التقدم بطئ جدا على الصعيد الايديولوجي.

وساعدت الاجراءات الامنية الصارمة وحملة دعاية قوية في تهدئة العنف لكن محللين ودبلوماسيين يقولون ان الاسباب الكامنة للفكر الاسلامي المتشدد والغضب ازاء سياسة الغرب في المنطقة لا يزالان قويين.

لكن دبلوماسيا غربيا تساءل بشأن الاعلان بقوله انه يشك في ان كثيرين من الرجال لعبوا دورا في المخطاطات التي ياتي اعلانها بعد اربعة اشهر من اخر مرة اعلنت فيها السلطات عن اختراق خلية رئيسية في ديسمبر كانون الاول.

وقال "يبدو انه عدد صغير من الاعتقالات المهمة ولكن مع كثير من التضخيم" مشيرا الى ان الحكومة تريد ابراز جهودها في مكافحة الارهاب امام واشنطن. وقال ان "الطبيعة المحددة للاهداف قد تكون بعيدة المنال."

وقال مصدر مخابرات سعودي ان المجموعة شملت عدة شبان عرب وافارقة اعتقلوا على مدى عدة اشهر كانوا يأملون في تجنيد مقاتلين والحصول على اسلحة من العراق حيث يقاتل مسلحون الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة والقوات العراقية.

ويقول مسؤولون ان حوالي 144 أجنبيا وسعوديا بينهم أفراد من قوات الامن و120 متشددا قتلوا في الهجمات والاشتباكات مع الشرطة منذ مايو ايار عام 2003 عندما هاجم انتحاريون

من القاعدة ثلاثة مجمعات سكنية يقيم بها غربيون في الرياض.

تزايد الاستياء من هيئة الامر بالمعروف السعودية

قالت صحيفة الوطن السعودية إن المملكة السعودية شهدت زيادة في حالات الاعتداءات من مواطنين على اعضاء هيئة الامر بالمعروف.

واشارت صحيفة الوطن الى 21 حادث اعتداء في عام 2006 حيث هاجم مواطنون سعوديون بعض افراد الهيئة البالغ عددهم 5000 . ولم تذكر الصحيفة احصاءات عن السنوات السابقة.

وقالت الصحيفة التي تعرف بمعارضتها للهيئة إن الاعتداءات شملت مشاجرات عابرة واطلاق نار وطعن بالسلاح الابيض.

وأشارت الصحيفة الى أن هذه الاعتداءات تعكس مشاعر استياء عامة لدى المواطنين إزاء أعضاء هذه المؤسسة الدينية التي يتمتع افرادها بسلطات واسعة في الشوارع والمراكز التجارية ويسمح لهم باستجواب الافراد دون اذن قانوني.

ورفضت وزارة الداخلية نداءات بحل الهيئة التي تعرضت لانتقادات متزايدة من الرأي العام في السنوات الاخيرة بسبب جهودها المبالغ فيها لمراقبة الاوضاع الاخلاقية والدينية.

ودافع الشيخ ابراهيم عبد الله الغيث الرئيس العام لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر عن اعضاء الهيئة ودعا الى وقف الاعتداءات.

تنامي ظاهرة التمييز الطائفي

أكدت لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية في بيان لها على الظاهرة المتنامية لسياسة التمييز الطائفي في السعودية والتي يمكن أن توصف بأنها هجوم مدبر ومسبوق ومتناغم مع الأحداث التي تجري على الساحة الداخلية والاقليمية والتي يظهر من بوادرها بأن الهدف الأول لها هم الشيعة في العالم. ولم يتوان النظام السعودي في تسجيل حضوره في هذه المؤامرة، لا بل في تغذيتها حيث كان الأولى به أن يتبع سياسة التهدئة ولو مؤقتاً من أجل نزع فتيل الأزمة.

واضاف البيان، نحن نعلم أن ما يجري من أحداث على شيعة البلاد هو بإيعاز من السلطات، حتى أن الفتاوى التي تخرج من قبل رجال دين المؤسسة الحكومية الدينية تندرج في أطار هذا الهجوم الطائفي.

ففي 18/ 4/ 2007 قامت السلطات السعودية والمتمثلة في أفراد (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) في مدينة الدمام ووفقاً لأوامر صادرة من إمارة الشرقية باستدعاء المواطن حسين الهلال المسؤول عن إقامة مجلس حسيني في مدينة سيهات وأجبرته على توقيع تعهد خطي في مبنى الأمارة على عدم الاقدام على إقامة المجلس مرة أخرى.

إنّ ما يقوم به النظام من فصل وعزل مذهبي منظم لأتباع المذهب الشيعي هو مقدمة لتغيير

الخارطة الديموغرافية للبلاد من أجل -على أقل تقدير- تجميد المذهب وانتهاك أبسط حقوقه

المشروعة من إقامة الشعائر الدينية التي أوصت بها جميع الأنظمة سواء منها الدينية أو الوضعية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 29 نيسان/2007 -10/ربيع الثاني/1428