الانترنت يحدث ثورة في معالم المنافسة على الرئاسة

 شبكة النبأ: كانت الحملات الانتخابية تقوم في صورتها التقليدية على نشر رسالة ما من خلال وسائل الاعلام العادية، أما الان فأصبح المواطن فاعلا في الموضوع، ابتداءاً من قدرته على اعادة صياغة الرسالة الانتخابية بالشكل الذي يرتأيه، الى قدرته على توزيعها من خلال عصر المعلوماتية الجديد.

وفي هذا الصدد فقد قام احد مستخدمي الانترنيت ويدعى أندرو راسييج بانشاء موقع متخصص في رصد كيفية استخدام المرشحين الرئاسيين للانترنت.

فيما قام شخص آخر بتصميم فلم دعائي اطلق عليه "هيلاري 1984" والذي صمم على أساس رواية جورج أورويل "1984" وصورت فيه هيلاري كلينتون على أنها شخصية سلطوية تعسفية، باستخدام اعلان تجاري قديم لحاسوب أبيل ماكنتوش. وكان مصمم الاعلان مجهولا وقد استخدم التكنولوجيا لاضفاء نبرة شريرة سلطوية على كلمات كلينتون.

وهو ذكيا أيضا وبه شيء من المكر، فضلا عن أنه كان جذابا للمشاهد، وقد كان "صناعة منزلية" خالصة في تصميمه وترويجه من خلال برامج يوتيوب.

وعلى هذا فقد باشر بعض المرشحين الرئاسيين الأمريكيين كما نقلت الـ BBC ، الاعلان عن نيتهم الترشح من خلال الانترنت، ورغم ان هذا غيّر معالم حملة الانتخابات الرئاسية التقليدية بشكل عام، لكن اعلانا واحدا على الانترنت كشف الامكانيات غير المحدودة لهذه الواسطة الاعلامية.

جيف جارفيز، وهو بروفيسور في مادة الاعلام، يقول ان من صمم اعلان "كلينتون" هو خصم سياسي، وهذا يدعو للغضب، ولكن ما العمل اذا كنا نعيش في عالم يستطيع فيه كل شخص أن يوصل الرسالة التي يريد الى من يشاء، يستطيع أي منا أن يوصل أية رسالة بشكل لم يكن ممكنا من قبل، هذا نوع من الديموقراطية يقدم نفسه بشكل مختلف.

كان السيناتور الجمهوري جون ماكين ممن وقعوا ضحية لطابع الانترنت هذا، والمعروف عن ماكين أنه ليبرالي في موقفه من قضايا الهجرة والاجهاض الا ان أحدهم قام بتغيير رسالته بحيث بدا وكأنه يؤيد زواج المثليين، وهو ما فاجأه واغظبه وفاجأ آخرين ممن اطلعوا على مضمون الرسالة.

يرى جارفيس أن هناك ضرورة للتفاعل بين المواطنين والمرشحين عبر الانترنت، وذلك من

خلال الاجابة على أسئلة المواطنين، وقد شجع المواطنين على ارسال أسئلتهم للمرشحين

بانتظار الاجابة عليها.

وفي متاهة الفضاء الالكتروني يضيع رجال السياسة وهم يناضلون من أجل الوصول الى جيل جديد من الناخبين البارعين في امور التكنولوجيا من خلال المدونات ومواقع الشبكات الاجتماعية وتبادل ملفات الفيديو.

ففي الولايات المتحدة استخدمت هيلاري كلينتون وباراك اوباما موقعيهما على الانترنت لبدء حملتهما لانتخابات الرئاسة لعام 2008 بحسب ما نقلته رويترز.

وفي فرنسا اشتبك انصار المرشحين الرئيسيين لمنصب الرئيس بشأن القضايا السياسية في لعبة الكمبيوتر (الحياة الثانية) وهي عالم افتراضي يدخله أكثر من مليوني مستخدم. وفي يناير كانون الثاني احتلت مشاحنة صورت خنازير افتراضية تنفجر الصفحة الاولى لاحدى الصحف.

ولكن هناك شعورا بان الامر غالبا ما يسير في اتجاه واحد.. "منهم" و "الينا" ويقول محللون ان السياسيين بحاجة الى توسيع طموحاتهم على الانترنت لتكون أكثر تفاعلية وجذبا للمستخدمين.

وتقول البروفسور هيلين مارجيتس مديرة الابحاث في مؤسسة اكسفورد للانترنت التابعة لجامعة اوكسفورد ان "الحكومات كانت بطيئة للغاية في القيام بهذا، اذا ما نظرنا الى الحكومات في ارجاء العالم سنجد ان هناك استخداما محدودا جدا لتطبيقات الانترنت الحديثة التي تتيح مزيدا من التعاون والاتصال بين المستخدمين وفرصا قليلة للمواطنين، وللوصول الى جمهور الناخبين المتخم برسائل من وسائل الاعلام الجديدة والقديمة يتعين على السياسيين استخدام الصحف الالكترونية والمدونات ومواقع مثل فيس بوك وماي سبيس بصورة اكثر. كما يحتاجون الى الدخول الى مواقع تبادل ملفات الفيديو والمنتديات التي يمكن فيها مناقشة الافكار والسياسات على شبكة المعلومات.

وقالت مارجيتس "لم يكونوا (الساسة) مبتكرين" وأضافت ان السياسات ذات الطابع القديم المعتمدة على طرق الابواب لتجنيد الاعضاء ونشر الدعاية لم تعد صالحة.

كما ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قد ظهر في موقع  يو تيوب www.youtube.co لشن حملة حزب العمال الحاكم "الرؤية العمالية" ليتيح للوزراء التحدث مباشرة الى الناخبين.

ورحب بذلك كثيرون باعتباره محاولة شجاعة لايجاد سبيل جديد للاعلان عن سياسات الحكومة ومناقشتها، ولكن منتقدين سخروا من المحاولة باعتبارها "عملا رخيصا" للفت الانتباه وسط اغاني البوب المصورة والكلاب الراقصة والعاب الكمبيوتر.

وتساءل احد مستخدمي يو تيوب "هل يظن حقا ان "الحديث الى الاولاد" بهذه الصورة سيأتي

باي شيء اكثر مما ستأتي به محاولة أب أن يكون لطيفا في حفل للمراهقين..". وقال اخر "رائع.. الان يمكنني التندر على حزب العمال بصورة اكثر فورية."

وشاهد اكثر من 17000 رسالة بلير وهو رقم يقل 87000 عمن شاهدوا فيلما لخليفته المفترض وزير المالية جوردون براون وهو يفرك أنفه خلال خطاب لبلير امام البرلمان.

وقال روس فيرجسون مدير الديمقراطية الالكترونية في جمعية هانسارد التي تروج للديمقراطية انه برغم المشكلات المصاحبة لمرحلة النشوء فان اجهزة التلفزيون الرقمية والهواتف المحمولة والانترنت "ستضخ الدماء في عروق" السياسة.

واضاف "ما من سبب يجعل السياسيين والبرلمانات والحكومات تقاوم التكنولوجيا. انها ستتيح لهم اتصالات افضل وستجعلهم اكثر مسؤولية وتجعل العملية اكثر شفافية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 27 نيسان/2007 -8/ربيع الثاني/1428