انسحاب الفضيلة بسبب التخندق الطائفي جعل الائتلاف الموحد اقوى والبارازني متمسك بتحالفه رغم زيارة السعودية

 شبكة النبأ: تقول مصادر من داخل الائتلاف الشيعي العراقي القوي ان الائتلاف تعافى سريعا من صدمة أول انقسام يشهده ويعيد في الوقت الراهن تنظيم قواه لضمان عدم تكرار مثل هذه الانشقاقات.

وقال مسؤولون في الائتلاف بأنهم عقدوا "اجتماعا مهما" يوم الاحد حضره رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي لمناقشة عدد من الموضوعات من بينها وضع الائتلاف بعد انشقاق حزب الفضيلة الاسبوع الماضي. وعلى الرغم من أن الحزب المذكور ليس كبيرا فانه يتمتع بنفوذ حسب نقل رويترز.

وقال مسؤول رفيع بالائتلاف الشيعي "كانت صدمة أن نراهم يرحلون لكننا تجاوزنا ذلك الان ونعتقد أن رحيلهم كان أفضل."

وأشار مسؤولون اخرون في الائتلاف الى أن انسحاب الفضيلة جعل الاحزاب الاخرى في الائتلاف أكثر قربا من بعضها البعض.

وأبلغ مصدر شيعي بالحكومة رويترز قائلا "الفضيلة كان دائما يعارض أي قرار يريد الائتلاف اتخاذه. كان ذلك مبعثا للمشكلات وربما كان رحيلهم أفضل للجميع."

وكثيرا ما كان الفضيلة على خلاف مع الاحزاب الستة الرئيسية في الكتلة الشيعية وبقي خارج الحكومة عندما لم يمنح وزارة النفط.

كان الائتلاف قد تشكل قبيل انتخابات عام 2005 مباشرة بمباركة المرجع الشيعي الاعلى في العراق اية الله العظمى علي السيستاني وكان الهدف الرئيسي من تشكيله هو حماية مصالح الاغلبية الشيعية التي تعرضت للقمع في عهد صدام حسين.

وكان هناك تنافس حاد على المناصب في الحكومة لكن خطوة الفضيلة كانت أول انشقاق عن الائتلاف.

وعلق الاعضاء الموالون لرجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر مشاركتهم في البرلمان والحكومة قبل بضعة أشهر لكنهم لم ينشقوا قط على الائتلاف وتم ارضاؤهم الشهر الماضي.

وقال مسؤول بارز اخر "نعم كانت هناك مشكلات داخل الائتلاف لكن انسحاب الفضيلة جعل الجميع يدركون أننا اذا لم نتكاتف سويا فسنخسر كل شيء."

وأثارت خطوة انسحاب الفضيلة توقعات بتشكيل ائتلاف جديد بقيادة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي تنضم اليه كتل العرب السنة لتشكيل ائتلاف أكبر يتحدى الحكومة. وسيحتاج أي ائتلاف جديد الى دعم الكتلة الكردية.

لكن الائتلاف الشيعي تحرك سريعا. وقالت مصادر من داخله انها تمكنت من جذب أعضاء من كتلة علاوي لاضعاف ائتلافه. واضافت انها واثقة أيضا من أن الاكراد لن ينضموا الى أي تحالف ضد الائتلاف الشيعي.

وقال مسؤول كردي رفيع "اتخذنا قرارا بدعم المالكي حتى النهاية.. البلاد لا تستطيع تحمل تحركات لاسقاط الحكومة .. هذا وقت حساس بالنسبة لنا جميعا."

وقال حزب الفضيلة الذي يسيطر على 15 من مقاعد البرلمان البالغ عددها 275 انه لا يمانع في الانضمام الى أي تكتلات أخرى يتم تشكيلها على أساس علماني.

لكن مسؤولي الائتلاف الشيعي قالوا ان الفضيلة سينظر اليه على أنه تحول ضد المصالح الشيعية في وقت حاسم.

وقال رضا جواد تقي وهو مسؤول بارز بالائتلاف الشيعي ان القواعد الشعبية لحزب الفضيلة ما برحت تلوم قيادات الحزب على ما فعلوه. وأضاف أن الباب مفتوح أمامهم اذا أرادوا العودة.

وأشار الى أن الائتلاف الشيعي لم يتأثر مطلقا لان الانسحاب جاء في وقت تتحقق فيه نجاحات كبيرة.

كان العرب السنة والاكراد قد شكلوا أيضا تكتلات على أسس طائفية وعرقية لخوض الانتخابات عام 2005. ومنذ ذلك الحين تزايدت الانقسامات الطائفية وبخاصة بعد تفجير مرقد شيعي في سامراء قبل عام.

وقال مسؤول اخر في الائتلاف الشيعي وعضو في البرلمان "لا يمكن للمرء أن يقرأ انسحاب الفضيلة الا بطريقة واحدة."

"في العراق .. في العراق الحالي .. ليس هناك شيء اسمه ائتلاف مقدس .. كل شيء قابل للتفكك."

بدوره قال حزب الفضيلة الاسلامي احد الاحزاب التي اشتركت في التركيبة البرلمانية للائتلاف الشيعي الموحد يوم الجمعة ان ما وصفه بالتخندق السياسي الطائفي وماسببه من عمليات عنف طائفية نجم عنها حمامات دم كان سببا في الانسحاب من الائتلاف.

وقال الحزب في بيان وصفه بأنه يأتي ردا على التساؤلات والانتقادات التي اثيرت بسبب انسحاب حزب الفضيلة من الائتلاف الشيعي ان السبب في الانسحاب "هو التخندق الطائفي الذي اتصف به أغلب السياسيين العراقيين والذي كان سبباً لما يحدث من أعمال عنف طائفي في مدن العراق وخصوصا بغداد."

واضاف "كان من الواجب على كل عراقي شريف سواء كان سياسيا أو مواطنا عاديا أن يضع حلا عمليا يقلل من حمامات الدم التي أبكت حتى الحجر... ومن هذا المنطلق انطلق حزب الفضيلة الاسلامي وأعطى حلا عمليا للتقليل من هذه الدماء ومن أعمال العنف اللا مشروعة."

وكان الحزب اعلن في السابع من الشهر الجاري انسحابه من الائتلاف البرلماني الشيعي الحاكم في خطوة وصفها الحزب بأنها "الاولى على طريق انقاذ العراق من ازمته الخانقة....من خلال تفكيك هذه الكتل (الطائفية) وعدم فسح المجال امام تشكيل كتل على اساس طائفي او عرقي لانه ادى الى تخندق الشعب العراقي وانقسامه على نفسه."

وقال البيان ان جميع العراقيين من "مرجعيات دينية وقوى سياسية ومحللين ومفكرين يقرون أن العنف والقتل على الهوية سببه هو الخلاف السياسي... ولا يوجد بالاصل خلاف اجتماعي بين مكونات الشعب العراقي."

واضاف البيان ان التخندق الطائفي السياسي هو السبب في الاختلافات والاعتراضات التي تقوم بها الكتل البرلمانية ضد بعضها داخل البرلمان "بحيث اذا طرحت كتلة (من طائفة) مشروع قرار له فائدة وطنية اعترضت علية كتلة (من طائفة) اخرى ... من دون أسباب موضوعية وحتى ولو كان المشروع في مصلحة الشعب العراقي...وبالعكس."

ومضى البيان يقول وبسبب هذه السياسات "عطلنا أغلب القوانين والمشاريع الاساسية وكل ذلك سببه أزمة الثقة بين الكتل السياسية التي أنتجها الاصطفاف الطائفي."

وقال البيان ان حزب الفضيلة اراد " أن يبذر بذرة للمشروع الوطني ويفكك التحالفات التي تأسست وانتهجت النهج الطائفي لتتشكل كتل وطنية تهدف الى تخليص العراقيين من العنف الطائفي."

واضاف "وجود الفضيلة ضمن الائتلاف (الشيعي) كان شكليا فأغلب رؤى الفضيلة كانت تختلف عن رؤى باقي قوى الائتلاف."

واشار الى "ان كتلة الائتلاف لم تبد علنيا رغبتها في اجراء محادثات لارجاع الفضيلة مما يدل أن الائتلاف لم ير في انسحاب الفضيلة تأثيرا سلبيا على وحدة الوجود الشيعي في البرلمان."

ولم يستبعد الحزب احتمال انضمامه الى كتل برلمانية اخرى من اجل تكوين تحالف يقف بوجه التحالفات والتكتلات الطائفية.

وقال البيان "اذا توفرت القناعات عند بعض الكتل لتكوين تحالف وطني جاد فهذا التحالف أمر طبيعي لان الخطوة الثانية بعد الانسحاب هي تشكيل تحالف وتكتل وطني لتفكيك التحالفات الطائفية والقضاء على الاصطفاف الطائفي الذي انتقل من البرلمان الى الشارع العراقي."

ويشغل حزب الفضيلة خمسة عشر مقعدا من مجموع مقاعد الائتلاف الشيعي البالغة مئة وثمانية وعشرين مقعدا من 275 مقعدا في البرلمان العراقي.

من جهته قال مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان العراق يوم الخميس إن ما يقال عن وجود محاولات لتشكيل جبهة جديدة في العراق مجرد "شائعات ترددها الصحف".

وأضاف البارزاني خلال مؤتمر صحفي عقده عصر اليوم في مطار أربيل الدولي عقب عودته

من السعودية بعد إختتام زيارة استغرقت أربعة أيام "ما يقال مجرد شائعات في الصحف... وقبل ثلاثة أشهر عندما زرت بغداد ، بحثت مع القوى السياسية العراقية الأخرى بناء قاعدة سياسية أوسع لدعم الحكومة العراقية الحالية ،لتؤدي دورها كحكومة عراقية وكرئيس وزراء عراقي وكوزير عراقي... وهذا ممكن."

وأردف "ولكن لا يمكن العمل على تبديل هذا بهذا والعمل على إزاحة هذا ونأتي بآخر إلى مكانه ،ولهذا اؤكد ان هذا مجرد شائعات الصحف."

ونفى ان تكون لزيارته التي تزامنت مع زيارة الدكتور اياد علاوي الى السعودية أي علاقة موضحا حصول لقاء في السعودية بين الطرفين وقال : التقيت مع الدكتور علاوي ولكن لم تكون هناك اي علاقة لزيارتي مع زيارته الى السعودية.

ووصف زيارته للسعودية بالناجحة من حيث توضيح الصورة الكردية والموقف الكردي.

كما اشار الى انه تم ايضا بحث الوضع الامني في العراق وكيفية الخروج من هذه الازمة ، وقال : اتفقنا على التواصل والتشاور مع الاطراف الاخرى.

وعلق نواب برلمانيون حول زيارة رئيس اقليم كردستان مسعود برزاني للسعودية بالقول بانها جاءت من اجل دعم العملية السياسة في العراق وتوضيح الموقف العراقي , وأوضح عبد الباري زيباري عضو مجلس النواب عن قائمة التحالف الكردستاني لـ ( أصوات العراق) أن زيارة رئيس اقليم كردستان للسعودية جاءت من اجل تبادل وجهات النظر وبحث قضايا مختلفة منها اقتصادي وسياسي وامني.

وأضاف "وبالتالي فهي زيارة مهمة للعراق عامة ولكردستان خاصة لا سيما وان كردستان تتمتع بوضع امني مستقر مما يؤدي مجئ استثمارات اليها.

وكان رئيس اقليم كردستان قد عاد أمس من زيارة الى السعودية هي الاولى من نوعها منذ سقوط النظام السابق عام 2003.

من جانبه السيد عباس البياتي عضو مجلس النواب عن الائتلاف العراقي الموحد إن "زيارة البرزاني للسعودية تاتي في اطار الحراك الدبلوماسي الذي يقوم به اكثر من مسؤول من اجل توحيد الرؤية السياسية مع هذه الدول."

وأضاف أن هذه الزيارة تدعم العملية السياسية في العراق ,وتوضح ان العراق يهدد امن تلك الدول في حال ما بقي غير امن.

وأضاف ان هذه الزيارة هي من اجل ايجاد رؤية مشتركة ازاء ما يجري في العراق.

اما النائب عن جبهة التوافق العراقية الدكتور سليم عبد الله فقال لـ ( أصوات العراق) أن الزيارة تاتي ضمن الزيارت التي يقوم بها السياسيون من اجل تحسين العلاقات مع دول الجوار الاقليمي.

وأضاف "لا اعتقد انها تاتي ضمن اطار مؤتمر بغداد."

وكان انعقد في بغداد بداية الاسبوع الجاري مؤتمر بغداد الدولي وحضرته (17) دولة من بينها السعودية حيث تقرر خلاله تشكيل ثلاث لجان.

وفيما اذا كانت زيارة البرزاني ستؤثر على الوضع الامني في العراق ايجابيا قال إن كل الحوارات مع دول الجوار ستنعكس ايجابا على الامن في البلاد.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 18 آذار/2007 -28/صفر/1428