كربلاء المقدسة والخروقات الأمنية المتكررة

شبكة النبأ: الحدود الادارية التي تتسم بها محافظة كربلاء هي حدود مفتوحة وواسعة بدرجة كبيرة وهي تحيط بها بما يساوي ثلاثة ارباع الدائرة يبدأ قوسها من منطقة شمال الحسينية مرورا بمنطقة السوادة فبحيرة الرزازة ثم تنعطف جنوبا لتلتقي بالحدود الادارية لمحافظة النجف، وهذه المسافة الشاسعة تحتاج فيما تحتاج اليه قوة حماية مرتّبة بنسق عسكري مهني بالدرجة الاولى حتى يمكن ان يأمّن جانبها.

وتتشكل أهمية هذه المحافظة المقدسة كونها موئل الزيارات على طول العام ووجود المراقد المطهرة فيها، وقد تعرضت في الايام القليلة المنصرمة الى اسوأ انفجار بسيارة مفخخة أودى يأرواح عشرات المواطنين الابرياء العزل.

يضاف الى ذلك ان هناك كثير من الزمر الارهابية التي تستغل السعة الجغرافية وهذا الانفتاح وتمارس التخريب والعبث بأمن المحافظة والقيام بالتصفيات الجسدية والاغتيالات.

ونقل تقرير لوكالة( اصوات العراق) إن رئيس المجلس ونائب المحافظ تعرضا الى محاولة إغتيال فاشلة شمال كربلاء.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه"تعرض رئيس مجلس المحافظة عبد العال الياسري ونائب المحافظ جواد الحسناوي الى محاولة إغتيال اثناء عودتهما الى كربلاء حيث اعترض موكبهما مجموعة مسلحة قرب مدينة المسيب ( 40كم شمال كربلاء) وأطلقوا النار على الموكب."

وأوضح المصدر أن "إشتباكات مسلحة وقعت بين حماية المسؤولين والمسلحين أسفرت عن إصابات في صفوف المسلحين." لم يحدد عددها.

وأكد عدم إصابة رئيس المجلس أو نائب المحافظ بأي إصابات، وعودتهما إلى كربلاء.

وقال مصدر امني إن عبوة ناسفة انفجرت على رتل أمريكي وعراقي مشترك في منطقة الحسينية شمال كربلاء مما أدى إلى مقتل جنديين أمريكيين وإصابة ثلاثة جنود عراقيين.

وأوضح المصدر أن عبوة ناسفة انفجرت على رتل أمريكي وعراقي مشترك في منطقة الحسينية.

وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه،" انفجرت العبوة في منطقة الحسينية (10كم شمال كربلاء وتسببت في مقتل جنديين أمريكيين وجرح ثلاثة من افراد الجيش العراقي."

ولم يصدر عن الجانب الامريكي أي رد فعل حول الحادث.

وفي سياق متصل كشف طبيب في مستشفى الحسيني عن ارقام جديدة لضحايا التفجير الارهابي الذي ضرب وسط مدينة كربلاء المقدسة قرب كراج الاحياء في الاسبوع الماضي  وقال الطبيب الذي رفض الكشف عن اسمه لضوابط ادارية تمنعه من التصريح بهذه المعلومات:"ان عدد الشهداء الذين سقطوا في هذا الانفجار الارهابي بلغ مائة شهيد وهو اكثر من ضعف الارقام الرسمية التي كشف عنها مصدر مسؤول في محافظة كربلاء المقدسة في حينه".

واضاف هذا الطبيب  الذي تحدث لـ"نهرين نت" قائلا:" ان المحزن والمؤلم حقا هو ان اكثر من خمسين شهيدا من هؤلاء، كانوا من الجرحى ولكنهم فارقوا الحياة في المستشفى بسبب قلة الامكانات وعدم وجود أي استعداد من المحافظة لمواجهة مثل هذه الحالات الخطيرة، بالرغم من علم الاجهزة الامنية بالمحافظة من قبل باحتمال تعرض المدينة المقدسة لعمليات ارهابية من هذا النوع  بل واكثر خطرا وتدميرا ، وذلك بسبب وجود تهديدات حقيقية في هذا الشان."

وقال هذا الطبيب:" ان سبب سوء الخدمات الصحية في المستشفى الحسيني، مردّه عوامل كثيرة في مقدمتها اهمال المسؤولين في هذه المحافظة لهذا الجانب، حيث ان المستشفى الحسيني حاليا يضم بالكاد 150 سريرا لمحافظة تحتاج الى اكثر من 800 سرير على الاقل لمواجهة الحاجة المحلية وفقا لعدد سكان المحافظةحاليا، كما ان هدم مبنى "الطوارئ" لاعادة بنائه وتاهيله، جرى بشكل لم  يأخذ بنظر الاعتبار، ايجاد بديل مناسب له مؤقتا لاستقبال الحالات الطارئة، وانما استبدل بمكان ضيق عبارة عن ممر صغير لايستوعب إلا عددا محدودا من الاسرّة التي لاتفي لمواجهة حالات الطوارئ الاعتيادية فكيف بمواجهة نتائج التفجيرات الارهابية.

وختم الطبيب حديثه:" لقد كان منظر توزع عشرات الجثث فوق الارض وتحت زخات المطر صورة ماساوية ومحزنة، حيث لم تستوعبهم الثلاجات، بخلاف صورة الجرحى الذين احتضروا امام اعيننا وفارقوا الحياة لقلة الامكانات وسوء الاستعداد، بل وعدم الاستعداد لمواجهة هذه الحالات، وكأن المواطنين لايواجهون الموت والتفجير كل يوم بل وكل ساعة  على يد القوى التكفيرية واعوانهم البعثيين".

من جهته قال محافظ كربلاء لـ(اصوات العراق)، إن مجاميع مسلحة تتخذ من المناطق الغربية المتاخمة للمحافظة مكانا لها لتهديد امنها.

وأوضح الدكتور عقيل الخزعلي ان العديد من المجاميع ( الإرهابية)، التي تتخذ من الصحراء الغربية المتاخمة لمحافظة الأنبار مقرا لها، تهدد أمن المحافظة وتعمل على زعزعة الاستقرار."

ولم يشر الخزعلي إلى أسباب عدم إيجاد حل للمشكلة، ومن هي الجهة المسؤولة عن إيجاد الحلول غير أنه قال"القطعات العسكرية في الفرقة السابعة ولواء الحدود الثاني لا تتمتع بالكفاءة الكاملة وتحتاج إلى تأهيل وهيكلة جديدتين."

يذكر أن المنطقة الغربية شهدت العديد من عمليات القتل والاغتيال والاختطاف كان آخرها خطف وقتل 22 من رعاة الأغنام في الشهر الماضي ومقتل عدد من الحجاج العراقيين بعد عودتهم من الديار المقدسة بعد أداء مناسك الحج للعام الماضي.

واضاف المحافظ  إن"العمليات المسلحة تتنامى في تلك المنطقة الواسعة وفيها نشاط كبير للمسلحين وخاصة في منطقة النخيب (200 كم غرب كربلاء )."

وأضاف"هناك جهود تبذل من قبل الأجهزة الأمنية في المحافظة للقضاء على هذه المجاميع المسلحة وتقديمها للعدالة."

وعما حدث في كربلاء من عملية تفجير بسيارة مفخخة والتي أسفرت عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح وما أعقبها من اطلاق نار وتظاهرة غاضبة أوضح الخزعلي"العصابات الإرهابية حاولت استغلال غضب المواطنين الذي شاهدوا بشاعة التفجير (الإرهابي) من اجل القيام بأعمال سلب ونهب."

وكانت تظاهرات غاضبة خرجت عقب تفجير سيارة مفخخة وحدثت مواجهات مسلحة بين أفراد قوى الأمن والمتظاهرين الذين اعتدوا على عضو مجلس محافظة وسيارات الشرطة وقتل على اثرها اربعة من المتظاهرين.

ونفى الخزعلي أن تكون التحقيقات أثبتت انتماء أي معتقل للجماعات(الإرهابية) وقال" لدينا 15 معتقلا هم قيد التحقيق ومن السابق لأوانه الحديث عن ارتباط هؤلاء بأي مجموعة مسلحة."

وكان الخزعلي قال في وقت سابق إن كربلاء غير مستعدة في الوقت الحاضر لاستلام الملف الأمني لان الجاهزية والتدريب والعدّة غير متوفرة في الوقت الراهن مشيرا إلى إن المحافظة بحاجة إلى أفواج حماية جديدة مثلما هي بحاجة إلى تشكيل أفواج لمكافحة الشغب.

من جهة اخرى قال مستشار رئيس الوزراء لمنطقة الفرات الأوسط إن الحكومة المحلية تتحمل مسؤولية حادث التفجير الذي وقع في مراب الاحياء منذ أيام وراح ضحيته عشرات القتلى والجرحى.

واوضح علي جبر لوكالة أصوات العراق، ما حدث في كربلاء حالة طبيعية لان الوضع الأمني في العراق مرشح لأن يمر بما مرت به كربلاء."

وأشار إلى أنه يجب"العمل من اجل تطويق الأزمة لفتح كربلاء أبوابها أمام الزائرين."

وأضاف أنه"ليس من الصحيح أن نحمل الحكومة المركزية مسؤولية الانفجار الذي حصل

في المدينة حيث أن الحكومة المحلية بأجهزتها ورجالاتها وواجهاتها السياسية هي المسؤولة في الدرجة الأولى عما حدث".

وتابع "رئاسة الوزراء ووزارة الداخلية بصدد البحث واختيار مدير جديد للشرطة بعد نقل خدمات المدير السابق أبو الوليد إلى وزارة الداخلية."

وكانت وزارة الداخلية قد قررت في بداية الشهر الحالي إلحاق اللواء الركن محمد أبو الوليد إلى وكالة شؤون الشرطة في الوزارة وإعفائه من منصبه كمدير فيما صوّت مجلس المحافظة على تعيين العقيد رائد شاكر مدير للشرطة بالوكالة حتى يتم اختيار ثلاث عناصر من الضباط الأكفاء لرفع أسمائهم إلى وزارة الداخلية لاختيار واحد منهم.

وأوضح مستشار رئيس الوزراء" الحكومة ستشكل لجنة تحقيقية لمعرفة أسباب الاختراق الأمني الذي وقع في وسط المدينة "مشيرا "التحقيق سيكون بشأن سحب السيطرات والتقليل منها قبل الانفجار الأخير الذي أودى بحياة المواطنين الأبرياء من اجل أن يتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض" حسب قوله.

وكان محافظ كربلاء عقيل الخزعلي قد ادلى بتصريحات سابقة بأن انفجار مرآب كربلاء كان متوقعا، وان المسؤولين في المحافظة ناشدوا الحكومة المركزية لمساعدتهم ولكن دون جدوى.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 26 نيسان/2007 -8/ربيع الثاني/1428