الشيعة في صفحات الموسوعة الانكليزية

مهند حبيب السماوي*

فيما يلي الترجمة الكاملة لمقالة مهمة تتعلق بالشيعةعنوانها ( أفكار غير صحيحة عن الشيعة) مقتبسة من موقع في الانترنيتfree encyclopedia) )، وهو في الواقع موسوعة كاملة فيها الكثير من المفاهيم والتعريفات التي تشمل مختلف المواضيع.

وكانت ستراتيجيتي في الترجمة تعتمد على ترجمة النص بصورة حرفية حيناً وتفسيرية حيناً اخر، لكني لم أحاول أن أعلق أو أضيف أي شيء على ماجاء في هذا المقال الذي أحتوى على موضوعات ثلاثة هي:

1.   المقدمة.

2.   مصادر حالية حول الشيعة.

3.   أفكار غير صحيحة متعلقة بالشيعة.

1.المقدمة:

هنالك كم هائل من الكتب التي تتناول موضوعات تاريخية وأدبية وسيرية_ سواء كان كتٌابها قدماء أو معاصرون _ تنتقص من الحقوق الثقافية والأجتماعية والعلمائية والأدبية للشيعة. وفي كثير من هذه الأعمال التي تحاول مناقشة أعمال وفضائل الشيعة، نلاحظ أنها تفشل في هذا المطلب وتبتعد عن حقيقة الشيعة وتراثهم العقلي الذي يبدو أنه _ من الناحية النسبية _ مازال غير معروف ولم يتطرق له أحد.

ونتيجة لهذا ألأمر،فعلى الباحث توخي الحذر وتجنب الأيمان الأعمى بهكذا أعمال قبل التفحص الدقيق لها، لأن هذه الأعمال قد كُتبت في الأعم الأغلب بواسطة بعض الكتٌاب الذين تحركهم طموحات شخصية وعصبيات طائفية أدت الى خلق أفتراءات وأكاذيب وأنحرافات، جعلت من أعمالهم غير موثوقة.

وقد لاحظ رجل الدين المصري الشيخ محمود شلتوت رئيس جامعة الازهر الذي صرح بأن الشيعة مدرسة أسلامية شرعية، لاحظ أن:

" أغلب من كتبوا عن الطوائف الاسلامية، كانوا متأثرين بالروح الفاسدة للتحيز والمحاباة، وكل باحث يبتغي المساواة والعدالة ويرغب بدراسة مختلف المذاهب الأسلامية،عليه أن لايعتمد في أفكاره على هذه الدراسات، بل يجب عليه بدلاً من ذلك أن يستعين بمصادر ومراجع  نفس الطائفة التي يكتب عنها لكي يقترب من الحقيقة ويتجنب الخطأ ".

وهنالك حقيقة لايمكن أنكارها، وهي أن محاولة المسلمين السنة في تعريف الأسلام للعالم كانت تجري بصورة أكبر من نظرائهم الشيعة، والسنة أحتفظوا بالكثير من الأنجازات التي تستحق الثناء في هذا المجال، لكن مع ذلك كانت بعض هذه الأعمال متاثرة بالتحيز الطائفي، بحيث صورت الشيعة بطريقة مشوهة.

ومن ناحية اخرى، فأن الظاهرة التي تسمى الاستشراق قد ظهرت في فترة معينة من قبل أفراد مدت لهم يد المساعدة والتعاون ثلة من السياسيين، الذين قاموا بتشويه الحقائق وفبركت المعلومات التي زودوها لهؤلاء الناس، ناهيك عن نواياهم السيئة لكتابة مايشاءون على حد تعبير الفيلسوف المعروف سيد حسين نصر.

وعلى الرغم من ان هنالك الكثير من الباحثين الغربيين ممن أنجزوا الكثير من الدراسات حول الأسلام والحضارة الأسلامية في العصر الماضي، الا أن أعمال هؤلاء كانت مليئة بالتحيز، وأما النوايا السيئة ومحاولات التشويه فقد كانت واضحة بشكل جلي في تلك الأعمال.

ومن بين المذاهب الأسلامية المختلفة، نرى أن الشيعة _ على وجه الخصوص _ قد تعرضت لأذى كبير أكثر من أي فرقة أو نحلة أسلامية، وذلك يعود الى الأفتقار الى المراجع الموثوقة الكافية التي يمكن أن تتوفر بسهولة للباحث الغربي.

ويقول في ذلك الباحث أدوارد برون " ليس لدينا أي مدخل موثوق وكافي ومفصل فيما يخص مدرسة الشيعة الفكرية في أي لغة أوربية ".

2.المصادر الحالية المتعلقة بالشيعة:

من بين مئات المصادر الأكاديمية المعاصرة التي تنصب على موضوعات تتعلق بالشيعة، نلاحظ أن أغلب هذه المصادر التي يتخذها الأوربيون مراجعاً لدراسة الأسلام، أغلبها موضوعة من قبل المسلمين السنة !!! بل ومتى ما نتعرض لشرح  القران والحديث والفقه وتاريخ حياة النبي وعلم الكلام،  فأن الأمر يعني الرأي الذي يقول به السنة الذي تؤخذ في تلك الدراسات الأوربية كمعيار ثابت.

هذا من جهة، ومن جهة ثانية نرى أن الموضوعات التي تتناول الشيعة في بعض الموسوعات تتسم بأنها مليئة بالأخطاء والأتهامات التي لا أساس لها، فضلاً عن الأقوال المرتبكة السطحية التي تتضمنها تلك الموسوعات.

ولسوء الحظ، فعندما تترجم تلك الأعمال الى اللغة العربية _ وغالباً ماتكون من قبل مترجمين سنة_ فأنهم من النادر أن يضيفوا لها ملاحظات في حاشية الترجمة  تشير الى تلك الأخطاء أو مواطن الضعف، مما أدى الى أنتشار معلومات خاطئة وجدت أخيراً طريقها الى مصادر عديدة على الرغم من أنها غير حقيقية.

وأكثر من ذلك، فأن المطبوعات التي كتبها الشيعة قد ظلت ذات مستوى ضعيف وغير مقبول مقارنة بغيرها. ولتوضيح ذلك، علينا أن نلاحظ ماقاله الدكتور عبد جواد فالتري في هذه الصدد:

" أذا قمنا بحساب كل الكتب والمقالات، التي طُبعت خلال ال25 سنة الاخيرة  في مختلف اللغات الاوربية حول الأسلام والبلاد الأسلامية _ وهي مهمة أنجزتها بالأعتماد على Abstract Islamica  التي وضعت في جدول كل الكتب المنشورة حول الأسلام منذ سنة  1943_ يمكن أن نصل بسهولة الى أستنتاج مفاده أنه من بين كل مئة عمل حول الأسلام، هنالك فقط عملين تتعلق بالفرق الاسلامية، ومن بين هذا العدد القليل، فأن واحد من كل سبعة أعمال ينصب على مذهب الشيعة الأمامية. وهذا يعني أنه من بين 350 كتاب ومقالة، يوجد فقط  مادة واحدة تتعلق بالشيعة الامامية، وهو عدد أقل بقليل حتى من المقالات التي تتناول  الزيدية والاسماعيلية".

(راجع  رسالة الثقلين، الجزء الثالث، الفصل الاول والثاني، ص121-122،سنة 1996).

ربما تكون الخلفية التاريخية للغرب هي السبب الكامن وراء هذه الشائبة. فالغرب كانت لديه علاقات كبيرة مباشرة مع السنة في أغلب المناسبات، من الأندلس في الغرب الى الترك العثمانيين في الشرق. أما الاتصال مع الشيعة فقد كان مقتصراً على علاقات سرية ومحدودة في بعض الأقاليم الأسماعيلية في فلسطين خلال الحملات الصليبية. لكن وبشكل عام لم يكن للغرب أي أتصال مع العالم الشيعي قبل العصر الحديث، فايران الأسلامية _ مثال ذلك_ قد عُرفت للمرة الاولى من خلال معرفة ثقافة الهند.

3. افكار غير صحيحة حول الشيعة:

مهما يكن السبب الذي أدى الى ندرة المصادر الموثوقة حول الشيعة، فأن النتيجة كانت الأفكار التالية الخاطئة الغير صحيحة عن الشيعة:

·       الشيعة مذهب سياسي.

·  الشيعة طبقوا الفكرة الفارسية القديمة في الوراثة الملكية، على ذرية النبي محمد، وهم قد أستبدلوا فكرة الوراثة الملكية بمفهوم الأمامة.

·       الشيعة تؤمن بتحريف القران.

·  تحت نفوذ العقلية المسيحية، أمن الشيعة بالتضحية بشخص مقدس هو  الحسين بن علي لأنقاذ الأمة من خطاياها.

·         الشيعة صنف معين من مذهب الصوفية المزعوم.

وقد شجعت مثل هذه الادعاءات مختلف المستشرقين وبعض من مقلديهم في العالم العربي مثل أحمد أمين ليهاجموا الشيعة في كتاباتهم بطريقة فاسدة،. بل وحتى الموسوعة الأسلامية لم تكن محصنة من هذا الهجوم، والواحد منا يستطيع أن يجد الأقوال المتحيزة في هذه الموسوعة من قبل البلجيكي هنري ليمنز(1973-1862) والهنغاري أغناز كولدستير(1850-1921) ومن كل الكتٌاب ضد الشيعة ومقدساتهم.

وطبقاً لرأي سيد نصر فأن أغلب أجزاء الكتب والمقالات الموجودة في اللغة الأنكليزية، كانت نتيجة عقول عدة مبشرين مسيحيين" كانوا قد قضوا حياتهم وهو يسعون لأبطال ودحض الأفكار الشيعية ".

أن أغلب أراء مستشرقي القرن الماضي الذين أعتبروا الشيعة، شكل من الأنحراف والهرطقة عن الأسلام الحقيقي، هذه الأراء أصبحت مقبولة في أغلب الدوائر الغربية هذا اليوم، بل يمكن أن نرى أن هنالك من نظر للشيعة كمذهب تلفيقي  أبتدعه أشخاص يضمرون العداء للدين الأسلامي.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 25 نيسان/2007 -8/ربيع الثاني/1428