محن العراق واللجوء إلى الله تعالى بالدعاء

النبأ/كربلاء المقدسة

 شبكة النبأ: في الوقت الذي تعاني فيه امتنا الاسلامية من قوى الشر ومن التمزقات الداخلية وتوالي الازمنة المرّة وسيادة الفرقة والتناحر في كل زاوية من بقاع الاسلام على وجه العموم وفي الحالة العراقية على وجه الخصوص، حيث يقع العشرات من الابرياء يوميا تحت طائلة القتل العمد بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والمتفجرات التي تستهدف النفس المحترمة واراقة الدماء واشاعة الرعب والترويع.

ولوصول الامور الى طريق شبه مسدود حتى ليخال المرء ان لا منفذ ولا حل يمكن الركون اليه لمعالجة المشاكل والازمات الخانقة التي تمر بها البلاد وتعصف بالمجتمع العراقي من كل حدب وصوب إلا باللجوء الى الله سبحانه وتعالى ليشملنا برحمته ويمنحنا من لطفه الكريم هداية وحلولا لمعضلاتنا وتسهيلا لنياتنا الخيّرة ومنجاة للمغرر بهم والسالكين بجهالة ملتويات الفرقة والشر.

وذلك لعمري سلوك الحكماء وفعل اهل الرشاد ولجوء الصالحين والاخيار.

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، (قل لا يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم):

 في اجواء يسودها العناد والمكابرة والاعتزاز بالاثم والرذيلة في البحث المسعور عن التسلط والاستحواذ، والاستمرار بالافعال الاجرامية، لن يكون سهلا ابدا ان تتراجع الحالة الشاذة هذه عمّا هي سادرة فيه، بل تبدو اشبه بالمستحيل ان تتناقص في الزمن المنظور إلا ان تتولانا رحمة ربانية ولطف من الطاف الرحمن.

وهذا ممكن عندما تتوجه النفوس المؤمنة بصدق وصفاء، تتوجه وهي واثقة من الرحمة والخير، ولها رغبة صافية وحقيقية في طلب الاغاثة والتسديد، داعية متضرعة الى الرحمن ان ينجيها من الكوارث وان يهدي القلوب ويستميل النفوس المسلمة الى بعضها البعض، وتنمو المحبة في الله، والود والتواصل في الاسلام، والعهد والصداقة في رحاب الرسول الاعظم صلى الله علي وآله وسلم واهل بيته عليهم السلام ومن سار مسار الصالحين الابرار.

لنجعل هذا الاسبوع اسبوعا للدعاء وطلب الرحمة، سيما وتمر بنا هذه الايام ذكرى وفاة بضعة الرسول فاطمة الزهراء عليها السلام، وبها وبأبيها صلى الله عليه واله وسلم نستذكر ما نسينا، ونصوّب ما عملنا ونجدد العهد الذي اغفلنا، ونعمل حسن الاعمال وجميل الافعال عسى الله يرحمنا ويتوب علينا ويفتح علينا ابواب رحمته ويمنحنا الأمان الذي فقدنا ويبعد الرعب الذي

صار طعاما يوميا نأكله كبار وصغار، نساء وشيوخ.

لندعوا جميعا ان يزيح آلة الاستكبار والطغيان العالمي ويغلّ ايدي الظالمين والمنافقين والتكفيريين والاشرار.

ليكن هذا الاسبوع دعاء لكل أهل الاسلام بكل طوائفهم ومناطقهم، سنّة كانوا او شيعة، عربا او كردا.

ليدعوا بارئهم بما شاءوامن الدعاء، فان الله قريب يجيب دعوة الداع إذا دعاه، وهو عنده خزائن السموات والارض ومما لايعلمه إلا هو، وهو الغني ونحن الفقراء مهما تبجحنا وإدعينا وارتفع الظن بنفوسنا بأنّا خارقوا الارض وبالغوا الجبال طولا.

ادعوه اخوتي في الاسلام، تضرعوا جميعا فانه لايخيب من طلب طلبة من الله، والله هو الكريم العزيز الوهاب.

لقد ورد في فضل الدعاء وأهميته آيات كريمة وأحاديث نبوية كثيرة، فمن فضائله العظيمة التي دلَّ عليها الكتاب والسنة:

أن الله تعالى أثنى على أنبيائه به، فقال تعالى: (إِنّهم كانوا يسَارعون في الخيرات ويدْعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنَا خاشعين.

فاثنى سبحانه عليهم بهذه الأوصاف الثلاثة:

المسارعة في الخيرات.. ودعاؤه رغبة ورهبة.. والخشوع له.

وبيَّن أنها هي السبب في تمكينهم ونصرتهم وإظهارهم على أعدائهم، ولو كان شيء أبلغ في الثناء عليهم من هذه الأوصاف لذكره سبحانه وتعالى.

ان الدعاء سنَّة الانبياء والمرسلين، وداب الأولياء والصالحين، ووظيفة المؤمنين المتواضعين، قال تعالى: (اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهما اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه).

وقال الله سبحانه وتعالى: (انما يؤمن بآياتنا الذين اذا ذكّروا بها خرّوا سجداً وسبّحوا بحمد ربهم ولا يستكبرون* تتجافى جنوبهم عن المظاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعا ومما رزقناهم  ينفقون).

خلص الله الشعب العراقي والشعوب الاسلامية والمقهورة من أيدي الظالمين والجلادين والإرهابيين المتطرفين وندعوه عزوجل ان ينزل علينا الأمن والأمان والسلم والرفاهية والعيش السعيد.

نجانا الله وإياكم من الغفلة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 25 نيسان/2007 -8/ربيع الثاني/1428