رغم فوز اليمين بالجولة الاولى..روايال قد تكون أول امراة تحكم فرنسا

 شبكة النبأ: لايزال الناخبون بعد جولة التصويت الاولى في انتخابات الرئاسة الفرنسية في حيرة وتذبذب بين برنامج اليمين المحافظ الذي يعد بثورة تغييرات فرنسية جديدة وبين وعود الاشتراكيين على لسان المرشحة روايال في تبني سياسة فرنسية اكثر نضجا واستقلالية من التاثيرات الخارجية وخصوصا ظلال السياسة الامريكية على اوربا.

وتقدم زعيم الجناح اليميني المحافظ نيكولا ساركوزي، بحصوله حسب تقرير للـ CNNعلى 31.11 في المائة من الأصوات في الجولة الافتتاحية من الانتخابات، على  منافسته الاشتراكية سيغولين روايال، التي حصلت على 25.85 في المائة من الأصوات، ليتواجها مجدداً في جولة الإعادة المقررة في السادس من مايو/أيار المقبل في انتخابات رئاسية فاصلة يتوقع لها أن تغير الوجه السياسي لفرنسا.

كما أشارت النتائج الأولية إلى حصول المرشح المستقل فرانسو بايرو على 18.55 في المائة في المائة، فيما حل زعيم اليمين المتطرف جان ماري لوبن في المرتبة الرابعة، بـ10.51في المائة، وفق إعلان وزارة الداخلية الفرنسية.

ونقل قناة TF1 التلفزيونية الخاصة أن المرشحين الأبرزين، روايال وساركوزي، سيتواجها في مناظرة تلفزيونية في الثاني من مايو/أيار.

وكان أكثر من 85 ألف مركز اقتراع، قد فتحت أبوابها أمام نحو 44.5 مليون ناخب صباح الأحد، لاختيار الرئيس المقبل للبلاد، خلفاً للرئيس جاك شيراك، الذي أمضى 12 عاماً في رئاسة الجمهورية الفرنسية.

وأشارت النتائج "شبه الرسمية" إلى أن عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في انتخابات الأحد، يصل إلى ما يزيد على 18.5 مليون ناخب.

وبدأت مراكز الاقتراع استقبال الناخبين من الساعة الثامنة صباحاُ، واستمرت حتى السادسة مساءً، باستثناء بعض المدن الكبرى التي تواصل فيها التصويت حتى الثامنة.

وخاض المنافسة على السباق الرئاسي 12 مرشحاً، أبرزهم الإصلاحي ساركوزي، مرشح اليمين الحاكم، والمرشحة ذات الخطط الأكثر حذراً لفرنسا، روايال، إلى جانب مرشح الوسط، فرنسوا بايرو، الذي كان مفاجأة بتلك الانتخابات.

وسيواجه الرئيس الفرنسي الجديد، العديد من التحديات، أبرزها إعادة إحياء فرنسا كقوة نووية،

بالإضافة إلى إنعاش الاقتصاد وسوق العمل، إلى جانب محاولة كسب الفئة الشابة من المجتمع المسلم في البلاد.

وقبل قليل من فتح مراكز الاقتراع أبوابها، أشارت الاستطلاعات أن الناخب الفرنسي ما زال

في حيرة حول المرشح الرئاسي الأنسب.

فقرابة 40 في المائة من الناخبين الفرنسيين، لم تتخذ قراراً بعد لمن ستصوت -  فالنتائج ستضمن التغيير، وهو ما يخشاه ويتطلع إليه الفرنسيون في آن معاً.

وبدأ الناخبون في الأقاليم الفرنسية بالخارج، الإدلاء بأصواتهم السبت، قبل يوم من التصويت في فرنسا.

ويحق لنحو مليون ناخب في الأقاليم الممتدة من جزر سان بيير وميكلون الصغيرة قبالة سواحل كندا إلى بولينيزيا الفرنسية في المحيط الهادئ، التصويت قبيل أن تفتح مراكز الاقتراع أبوابها في فرنسا.

ومن بين المرشحين العشرة الآخرين، عضو الحزب الشيوع (تروتسكي) وناشط مناهض للعولمة ومرشحان عن الخضر واثنان من القوميين التابعين للجناح اليميني، نقلاً عن رويترز.

وأبدى ساركوزي استعداده لبناء سياسة خارجية لفرنسا موالية للولايات المتحدة، على نقيض سيغولين، التي قالت إنها لن تصافح الرئيس الأمريكي جورج بوش قطعاً قبيل إعلامه برأيها في سياسته الخارجية أولاً.

وتعهد ساركوزي، خلال الحملة الانتخابية، باتخاذ إجراءات مشددة لمكافحة الجريمة وتحسين حياة "أغلبية صامتة" من الفرنسيين يمارسون عملهم بجد، فيما رفعت  روايال، التي تسعى لأن تكون أول امرأة تتولى الرئاسة في فرنسا شعار إعادة توحيد الأمة المنقسمة.

ساركوزي وروايال في مقدمة سباق الرئاسة

ويضيف تقرير لرويترز، مع فرز 80.75 في المئة من أصوات الناخبين حصل ساركوزي على 30.70 في المئة من الأصوات وجاءت روايال في المركز الثاني وحصلت على 25.17 في المئة بينما حل مرشح الوسط فرانسوا بايرو ثالثا وحصل على 18.40 في المئة.

أما زعيم اليمين المتطرف جان ماري لوبن الذي أذهل فرنسا عندما حل في المركز الثاني في انتخابات عام 2002 ففي طريقه على ما يبدو لاحتلال المركز الرابع بفارق كبير عن بايرو حيث حصل على نحو 11.05 في المئة.

وتتفق النتائج الأولية مع أربعة استطلاعات تلفزيونية.

وكما هو متوقع لم يفز أحد بأغلبية مطلقة ومن ثم فسيخوض الأول والثاني جولة اقتراع ثانية في السادس من مايو أيار المقبل.

وقال ساركوزي لمئات من أنصاره احتشدوا داخل إحدى القاعات في باريس في جو احتفالي

"أريد توحيد فرنسا خلف حلم فرنسي جديد ... لا يعاني فيه أحد من الإهمال." وبدت على ساركوزي علامات الارتياح وعلت وجهه ابتسامة.

وعلى الضفة الأخرى من نهر السين لوح أنصار الحزب الاشتراكي المبتهجون بورود حمراء في مقر حزبهم بعد أنباء وصول مرشحتهم إلى الجولة الحاسمة.

وأشارت تقديرات أولية إلى مشاركة نسبة كبيرة تصل إلى 85 في المئة من الناخبين في عملية الاقتراع. وفي حال تأكيد هذه التقديرات فستكون هذه نسبة قياسية لم تتحقق في جولة اقتراع أولى منذ أكثر من أربعين عاما وسيكون الفارق كبيرا بينها وبين انتخابات 2002 التي لم تتجاوز فيها نسبة المشاركة 73 في المئة.

ويدل تراجع نسبة التخلف عن المشاركة في التصويت على الاهتمام البالغ بالانتخابات التي ستدشن جيلا جديدا من الزعماء السياسيين وستسدل الستار على 12 عاما من حكم الرئيس شيراك البالغ من العمر 74 عاما. وقرر شيراك اعتزال السياسة بعد تسليم السلطة للرئيس الجديد.

وتصدر ساركوزي الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية واتسم أداؤه بالصرامة غالبية استطلاعات الرأي منذ بداية العام الجاري وأظهرت نتيجة يوم الأحد أنه نجا من انتقادات منافسيه المتكررة التي صورته على أنه زعيم خطير ومتسلط.

وتمزج روايال التي تسعى لأن تصبح أول امرأة تتولى رئاسة فرنسا بين قيمها الاقتصادية اليسارية والقيم الاجتماعية المحافظة وقدمت نفسها على أنها قوة تعمل على التئام الأمة المنقسمة.

وأبدى مساعدوها أملهم في أن تتمكن من الفوز لكن مجرد وصولها إلى الجولة الثانية والحاسمة قوبل بارتياح على ما يبدو من جانب الاشتراكيين الذين ما زالت تراودهم هواجس خروج ليونيل جوسبان مرشحهم في انتخابات 2002 على يدي لوبن.

ولا يضمن التقدم في الجولة الأولى حسم المعركة بصورة نهائية. فمن بين آخر خمسة انتخابات رئاسية خسر الفائز في الجولة الأولى جولة الإعادة مرتين عامي 1974 و1995. ومن الممكن أن يثبت بايرو نفوذه هذه المرة إذا تمكن من إيصال أي من ساركوزي أو روايال إلى سدة الحكم في حال دعمه لأي منهما في الجولة الثانية.

وسيرث من سيخلف شيراك أيا كان بلدا منقسما هشا يعاني من أكبر معدل للبطالة بين القوى الصناعية الكبرى. وسيرث كذلك ضواحي فقيرة متعددة الأعراق تموج بالسخط وقطاعا حكوميا ذا نفوذ كبير يقاوم الإصلاح.

ويريد ساركوزي أن يعمل الفرنسيون بجد أكثر ويدفعوا ضرائب أقل ويعد بسيل من الإصلاحات خلال الأيام المئة الأولى من حكمه إذا فاز في الانتخابات لكبح بعض القوى

النقابية وإصلاح الترهل الحكومي وتشديد العقوبة ضد من يتكرر ارتكابهم للجرائم.

ومن بين أفكاره المثيرة للجدل استحداث وزارة للهجرة والهوية الوطنية وهو ما يعتبره منتقدون إجراء يهدف إلى اجتذاب أصوات اليمينيين المتطرفين الذين راقت لهم في السابق تصريحات لوبن المعادية للأجانب.

وابتداء من يوم الاثنين سيتعين على ساركوزي على الأرجح تخفيف صورته لجذب ناخبي الوسط الذين سيحتاج إلى دعمهم للفوز في الجولة الثانية.

وسيتعين على روايال هي الأخرى أن تميل مجددا نحو الوسط بعد أن اتجهت يسارا خلال الحملة الانتخابية الطويلة لدعم حظوظها في الجولة الأولى وضمان موطيء قدم في الجولة الحاسمة.

وتفيد استطلاعات آراء الناخبين عقب الإدلاء بأصواتهم بأن يوم الأحد كان سيئا للغاية بالنسبة لمرشحي الأحزاب الصغيرة. وفي عام 2002 فاز مرشحو اليسار والبيئة المنافسون للحزب الاشتراكي بأكثر من 28 في المئة من أصوات الناخبين. أما هذه المرة فلم يحصلوا إلا على نحو عشرة في المئة.

كما كان اليوم سيئا بدرجة أكبر بالنسبة للناشط المناهض للعولمة جوزيه بوفيه الذي ساعد عام 1999 في تدمير فرع لمكدونالدز. ولم يتمكن بوفيه من الحصول إلا على نحو 1.35 في المئة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 24 نيسان/2007 -7/ربيع الثاني/1428