الوقت ينفد أمام حملة بغداد وامريكا تريد المزيد من التنازلات

شبكة النبأ: العديد من المحللين يرى ان الحكومة العراقية ربما ستكسب معركة فرض القانون في بغداد ولكنها ستخسر الحرب بتبديد الفرصة التي كانت الحملة التي تدعمها امريكا في العاصمة تهدف الى توفيرها لمصالحة الطوائف المتحاربة في البلاد. لأن الحكومة الامريكية وببساطة تريد تحقيق مطالب مصالحة ذات مفهوم ضبابي غير واضح وتحت عنوان فضفاض يمكن ان يفسر على تنازلات كبيرة للبعثيين والسنّة على حساب الديمقراطية التي جاء بها صندوق الانتخابات. وقد يصل الامر بالمطالبة بمناصفة الحكم مع الاقلية السنّية التي لاتتجاوز نسبة الـ20 % من العراقيين من اجل ايقاف اعمال القتل والتفجير التي يقومون بها.  

ولكن السؤال هو، الى اي مدى يمكن للحكومة العراقية تقديم التنازلات السياسية من اجل المصالحة لكي تقتنع امريكا بمستوى الكفاءة والحيادية الذي تصل اليه حكومة المالكي؟. في حين يرى اخرون ان القيادة والتحركات العسكرية مازالت بيد القوات الامريكية الامر الذي يقيد العراقيين فيما يرونه ضروريا للسيطرة على الوضع المتردي.

وقال انتوني كوردسمان وهو محلل عسكري بارز لرويترز، "كل شيء يتم تحديده من خلال مضاهاة التقدم العسكري بالتقدم في المصالحة.. لم نحقق تقدما ملموسا في المصالحة السياسية."

ومثلت موجة التفجيرات التي انحي باللائمة فيها على تنظيم القاعدة السنّي والتي ادّت الى قتل نحو 200 شخص في بغداد تذكرة مريعة بان الوقت ينفد بسرعة امام الحكومة كي تحول دون سقوط البلاد في حرب اهلية شاملة.

وتظهر استطلاعات الرأي ايضا الى ان الامريكيين يريدون الخروج من هذا الصراع الذي بدأ قبل اربعة اعوام كما تتزايد الضغوط السياسية على الرئيس جورج بوش كي يحدد جدولا زمنيا لانسحاب القوات الامريكية. ويعتبر هجوم بغداد القشة الاخيرة.

وقال كوردسمان ان "هذه معركة تصورات."اذا لم يحققوا تقدما خلال ستة اشهر فان الصبر السياسي في الولايات المتحدة سيكون حاسما".

ونشر عشرات الالاف من الجنود الامريكيين والعراقيين في بغداد مركز اراقة الدماء بين الشيعة الذين يمثلون اغلبية والعرب السنة الذين يمثلون اقلية وقاموا باجتياح احياء وقاموا بانشاء محطات امنية مشتركة للقيام بدوريات في المناطق المؤمنة.

ونجح الجنود في تقليص عدد الاشخاص الذين يقتلون يوميا في المدينة ولاسيما القتل المستهدف الذي ينحى باللائمة فيه على الميليشيات الشيعية ولكن تفجيرات السيارات الملغومة التي يقوم بها مقاتلوا القاعدة بمساندة فصائل السنّة المسلحة مثل التفجير الذي وقع بالصدرية بالاضافة الى تصعيد في اعمال العنف خارج بغداد أدى الى ارتفاع العدد الاجمالي للقتلى في العراق.

ولكن هذه ليست الصورة كاملة. فتراجع اعمال العنف يرجع ايضا الى القاء ميليشيا جيش المهدي التابعة لرجل الدين الراديكالي مقتدى الصدر والذي ابدى تأييدا ضمنيا للحملة الامنية سلاحها وتواريها عن الانظار.

وانسحب الصدر من الحكومة هذا الاسبوع ويقول محللون ان ذلك تحت ضغوط من جماعات داخل حركته غاضبة من تفجير المسلحين السنة احياء شيعية. وهي تخشى ان هذا قد يشير الى عودة الميليشيا الى الشوارع.

وشدد القادة الامريكيون مرارا على ان الحرب لن يكسبها الجيش وانما الساسة. وحثت واشنطن حكومة نوري المالكي رئيس وزراء العراق على التواصل مع السنة الذين يشعرون بتهميشهم خلال عهد ما بعد صدام حسين .

وتقول الحكومة العراقية انها تعمل بجد لمواصلة المصالحة بما في ذلك عقد محادثات مع بعض الجماعات المرتبطة بالمسلحين السنة.

وقال عباس البياتي وهو نائب كبير من الائتلاف العراقي الشيعي الذي يتزعمه المالكي ان"الحملة الامنية حققت نجاحا كبيرا على الصعيد العسكري..تقدم الخطة في المستقبل لابد وان يحقق توازنا بين الجهود العسكرية والسياسية."

ويستخف المحللون ايضا بما حققته حكومة المالكي حتى الان بشأن مصالحة العرب السنة والشيعة المنقمسين على انفسهم بشدة وعزل المتطرفين الدينيين المنتمين للقاعدة عن جماعات المسلحين السنة الاكثر وطنية.

وقال جوست هيلترمان مدير الشرق الاوسط بمؤسسة جماعة الازمات الدولية "في بداية الحملة كانت هناك لحظة نفسية وفرصة تراوحت بين ثلاثة واربعة اسابيع اعتقد الناس فيها بشكل حقيقي ان هذا يمكن ان ينجح والان تلاشت قوة الدفع تلك."

ودعم المسؤولون الامريكيون والعراقيون الاتفاق الواسع بين الاحزاب العراقية بشأن مركزية السيطرة على النفط العراقي كعلامة على التقدم السياسي ولكن الشر كله في التفصيلات مثلما ظهر يوم الاربعاء عندما قال مسؤولو طاقة اكراد انهم يعترضون على ملحقات للقانون بوصفها غير دستورية.

وقالت حكومة المالكي ايضا انها وافقت على خطة للسماح لآلاف من الاعضاء السابقين في حزب البعث المنحل الذي كان يتزعمه صدام بالعودة الى الحياة العامة.ولكن مسودة القانون لم تعرض على البرلمان وهناك معارضة قوية لها.

ولم يحدث تقدم تقريبا بشأن تعديل الدستور وهو مطلب اساسي للسنّة. وفي الوقت الذي اجتمعت فيه لجنة متعددة الاحزاب لمناقشة هذه القضية الاسبوع الماضي انفجرت قنبلة في مقهى في البرلمان مما ادّى الى قتل نائب.

وقال متحدث باسم جبهة الوفاق وهو اكبر تكتل سني في البرلمان انه يجب عدم تركيز الخطة الامنية على ملاحقة المسلحين واذا كانت الحكومة تريد اثبات النجاح فيجب فتح حوار مع الجماعات السياسية المختلفة لدفع العملية السياسية للامام.

وقال هيلترمان ان على المجتمع الدولي ان يلعب دورا اكبر ولاسيما جيران العراق في الضغط على الحكومة والاحزاب الاخرى للتوصل لحل وسط.

واضاف ان"ادارة بوش قررت وضع كل العبء على حكومة المالكي للتوصل الى مصالحة ولكنها ضعيفة وحزبية اكثر مما يتيح لها فعل ذلك."

وقال جيمس فيرون مؤلف "الحرب الاهلية العراقية" في الطبعة الحالية من دورية الشؤون الخارجية الامريكية انه يعتقد ان هجوم بغداد حتى وان كان ناجحا يؤجل ببساطة ما يعتبره الصراع الحتمي بين الجماعات التي تتصارع على السلطة والذي سيلي انسحاب القوات الامريكية.

وقال لرويترز"حتى اذا نجحت فيما يتعلق بخفض العنف في بغداد فمن غير الواضح..ان ذلك سيضعنا في موقف يمكن ان نرحل فيه دون عودة اعمال العنف والفوضى بطريقة كبيرة."

جنرال اميركي يتوقع تصعيدا في التفجيرات في بغداد من قبل القاعدة

وفي سياق متصل، قال مسؤول رفيع المستوى في الجيش الاميركي لوكالة فرانس برس، انه يتوقع تصعيد في حملة التفجيرات الكبيرة التي ينفذها عناصر تنظيم القاعدة لافشال الجهود الاميركية الرامية الى تامين بغداد.

وقال الميجور جنرال مايكل باربيرو نائب مدير العمليات الاقليمية "يجب ان تكون لدينا تصورات واقعية ان هذه الهجمات الكبيرة ستستمر في بغداد".

وتاتي تصريحات الجنرال بعد مرور يوم من التفجيرات الدامية في بغداد التي اودت بحياة 190 شخصا والتي هزت الثقة في امكانية الخطة الاميركية في اعادة الامن والاستقرار بالتعاون مع القوات العراقية. وتصاعدت الهجمات بالسيارات المفخخة في الفترة الاخيرة في بغداد.

وكان انتحاري فجر نفسه في 12 الشهر الجاري داخل المنطقة الخضراء شديدة التحصين في وسط مبنى البرلمان العراقي ما اسفر عن مقتل نائب واحد واصابة 22 اخرين. وتبنى تنظيم القاعدة في العراق التفجير الذي وقع داخل البرلمان.

كما قتل 42 عراقيا عندما فجر انتحاري نفسه قرب ضريح الامام الحسين في مدينة كربلاء الشيعية قبل نحو اسبوع في هجوم تبعه مقتل 35 شخصا في تفجير بسيارة مفخخة في بغداد.

وشملت تفجيرات الاربعاء الدامية هجوم هو الاعنف منذ الغزو الاميركي في اذار/مارس 2003. وقد قتل فيه 140 شخصا في سوق الصدرية وسط بغداد.

وقال باربيرو انه يتوقع هجمات اخرى لان التفجيرات بسيارات مفخخة هي علامة هذه الجماعات المتطرفة.

واضاف باربيرو ان "هذه التفجيرات كما تعرفون حرب من جانبنا والان نرى رد الفعل من جانبهم وستستمر الامور على هذا الحال حتى نتمكن من هزيمة هذه القوى".

وتابع ان الجيش الاميركي كان يطارد شبكات التطرف وسلسلة تمويلاتهم لكن في الوقت ذاته كانوا ينصبون حواجز حول الاسواق والامكان الاخرى التي قد تشكل اهدافا.

واكد باربيرو "اذا نظرت الى تفجيرات الاربعاء بشكل منعزل ستراى انها قصة سيئة (...) وكأننا لم نحقق نجاحا ابدا".

واضاف "لكن اذا القيت نظرة بعيدة المدى حول الانجاز الذي تحقق منذ بداية العملية الامنية في بغداد حتى الان سترى ان هناك اشارات ناجحة".

وقال ان العنف الطائفي انخفض في بغداد وكذلك العنف في محافظة الانبار (غرب العراق) تراجع بصورة كبيرة بسبب قتال قادة العشائر في المحافظة عناصر القاعدة في العراق.

الى ذلك عبر الامين العام اللامم المتحدة بان كي مون عن غضبه الشديد حيال التفجيرات الاربعاء في بغداد ودعاالقادة السياسيين والزعماء الدينيين الى ايجاد مخرج "لدوامة العنف المدمر" في البلاد.

وقالت ميشال مونتاس المتحدثة باسم الامم المتحدة عقب سلسلة التفجيرات التي اودت بحياة نحو مئتي شخص الاربعاء وهجوم الخميس في بغداد ان "الامين العام عبر عن غضبه الشديد لقسوة وحجم العمليات التي يقتل فيها مدنيون ابرياء بشكل شبه يومي".

ووجه الامين العام الذي يقوم بزيارة لاوروبا حاليا "نداء عاجلا للزعماء الدينيين والسياسين في العراق من اجل الجلوس معا والتحلي بروح الحوار وتبادل وجهات النظر لايجاد سبيل للخروج من هذا الدمار العنف الدائر".

البيت الابيض ينفي ان تكون الحرب في العراق خاسرة وبوش "متفائل"

ويضيف تقرير اخر لوكالة فرانس برس نفي الرئيس الاميركي جورج بوش ان تكون الاعتداءات الدموية كالتي وقعت في الصدرية ببغداد تثبط عزيمته واعرب عن "تفاؤله" بنتيجة الحرب في وقت قال فيه احد ابرز خصومه ان الحرب "خاسرة".

وشكك البيت الابيض في "شجاعة" زعيم الاغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد الذي قال ان الحرب خاسرة.

وفي مداخلة له خلال اجتماع عام في مدينة تيب سيت (اوهايو شمال) دافع بوش مجددا عن الحرب في العراق وعن الاستراتيجية الجديدة التي بدأ تنفيذها في بلد ما زال على حافة الفوضى. وبرر ايضا استمرار المهمة بجعل العراق مسرحا للمواجهة مع القاعدة وايران.

وكان هناك تشكيك كبير بالخطة الجديدة التي اعلنت في كانون الثاني/يناير الماضي بعد موجة الاعتداءات التي اوقعت 190 قتيلا في بغداد. وفرض الامن في العاصمة العراقية كان الهدف الاساسي من الخطة الاميركية الجديدة.

وقال بوش امام مئات الاشخاص المؤيدين لقضيته "اذا كانت تحديد النجاح في العراق او في اي مكان اخر هو الا يكون هناك المزيد من العمليات الانتحارية فنحن لن نحققه ابدا".

وامام الشكوك المتزايدة من قبل الرأي العام الاميركي حول تبرير وسلوك الحرب اعرب بوش عن "تفاؤله".

وقال "لن اطلب من العائلات (ارسال) جنودنا الى هناك اذا لم اكن مقتنعا اولا بانه امر ضروري وثانيا انه بامكاننا ان ننجح. اعتقد اننا سننجح" ويبدو قبل ان يعلم بتصريح السناتور هاري ريد.

وكان ريد اعلن الخميس ان الحرب في العراق "خاسرة" وان القوات الاميركية الاضافية التي ارسلت الى ذلك البلد المضطرب لم تنجح في احلال السلام هناك.

ويضيف تقرير لوكالة(اصوات العراق) عن ارهاصات البغداديين وآرائهم بما آلت اليه الخطة الامنية وبتفجيرات الصدرية المروعة، حيث يقول المواطن علي خيري وهو يقف حائرا ويائسا وسط الخراب الذي أصاب محله للحلاقة في منطقة الصدرية ببغداد، لا يعرف ماذا يفعل بعد أن قام بإعادة ترميمه مرتين بسبب انفجارين أصابا المنطقة خلال خمسة أشهر.. وما كاد أن ينتهي قبل أيام حتى تفاجأ بانفجار الأربعاء الاسود ليدمره للمرة الثالثة.

وقال خيري (36) عاما الذي لا يبعد محله عن مكان انفجار الصدرية أكثر من سبعين مترا لـ (أصوات العراق) "قبل أيام معدودة فقط انتهيت من ترميم المحل الذي دمره الانفجار الذي وقع في شهر شباط فبراير الماضي..ولم تكتمل فرحتي بانتهاء ترميمه فهو مصدر رزقي، وعائلتي، الوحيد ، ولا اعرف ماذا افعل الآن..؟هل أعيد بناءه ليدمره انفجار رابع أم اتركه على حاله؟".

وأضاف خيري الذي رفع الأنقاض من الركام الذي غطا أرضية محله وبقايا المرايا والزجاج المتكسر "إنها المرة الثالثة التي يتحطم فيها أثاث وسقوف هذا المحل في أقل من خمسة أشهر.. ولم يتبق عندي مال لإعادة ترميمه..كل ما أملكه صرفته في المرتين السابقتين."

وقال المتحدث باسم خطة (فرض القانون) العميد قاسم الموسوي لـ (أصوات العراق) "إن سبب الانفجار كان شاحنة مفخخة محملة بالمتفجرات."

وشهدت المنطقة التي يسكنها خليط من السكان من المواطنين السنة والشيعة والأكراد في شهر شباط فبراير الماضي انفجارا دمويا أسفر عن مقتل أكثر من 130شخصا، سبقه في شهر كانون الأول ديسمبر من العام الماضي انفجار راح ضحيته ما يقارب من 70 شخصا.

وتقع منطقة الصدرية وسط مدينة بغداد القديمة وتحيطها منطقتا الكفاح والفضل من جهة الشمال، ومنطقة باب الشيخ التي تضم مسجد وضريح الشيخ عبد القادر الكيلاني من جهة الجنوب، بينما تقع منطقة الشيخ عمر إلى شرقيها، ومنطقة الشورجة التجارية وشارع الجمهورية إلى غربيها.

وتعتبر منطقة الصدرية وجميع المناطق التي تحيط بها جزءا من مدينة بغداد القديمة، ومازالت جميع بناياتها وحاراتها تحمل طابع المدينة القديم، ويسكن هذه المناطق خليط من العرب الشيعة والسنة من أهالي بغداد القديمة، كما يسكن هذه المناطق العديد من العوائل الكردية.

ووقع انفجار الأربعاء وسط تقاطع شارعي الكفاح والصدرية، وهو ما يشير إلى احتمال أن يكون الانفجار انتحاريا،. وخلّف الانفجار حفرة عميقة وسط الشارع، كما تسبب في حرق عشرات من الباصات كانت متوقفة داخل مرآب لباصات النقل يقع على أحد جانبي التقاطع مباشرة.

وتناثرت السيارات المتفحمة في أرجاء المكان، وتحول التقاطع إلى مشهد للموت غطته ملابس وأحذية محترقة وبقع من الدماء وبقايا سيارات تطايرت أجزاؤها بسبب الانفجار، وكانت رائحة الأجساد المحترقة داخل قسم من هذه الباصات مازالت تنبعث حتى صباح اليوم.

وقال صباح مبدر وهو سائق باص من نوع كوستر احترقت سيارته، التي كانت متوقفة داخل المرآب، بالكامل "إن ثلاث سيارات كوستر (حافلة تقل 18 راكبا) كانت ممتلئة بالركاب وكل منها يتسع في الأقل لخمسة وعشرين راكبا كانت على وشك الخروج من الكراج (المرآب) عندما وقع الانفجار في التقاطع وعند باب الكراج."

وأضاف "كل ركاب هذه الباصات قتلوا واحترقوا ولم يخرج منهم أحد.. وعندما استطعنا الوصول إليهم بعد أن هدأت النيران قليلا لم نتمكن من إخراجهم.. وكانت الأجساد منصهرة على بعضها ..وقسم منها كان متيبس.."

ومازالت عشرات الباصات وحتى صباح الخميس في مكانها متوقفة بشكل منتظم داخل المرآب، ولم يتبق منها إلا هياكلها بعد أن التهمتها النيران بالكامل.

ووقف أغلب سائقي هذه الباصات، ممن حالفهم الحظ ونجوا من الموت لأنهم لم يكونوا متواجدين داخل سياراتهم لحظة وقوع الانفجار، يتأملون سياراتهم التي لم يتبق منها شيء.. فيما راح البعض الآخر يذكر أسماء زملائه السائقين الآخرين الذين كانوا داخل عجلاتهم.. والذين لقوا حتفهم من جراء الانفجار.

ومن جانبه، قال رحيم علي (33) عاما (مهنته عامل) "الناس بدأت (تتقاطر) على المكان اليوم يسألون عن ذويهم... لا يزال الكثير من الأشخاص مفقودين... قد يكونوا قتلوا حرقا ولا أحد يستطع التعرف عليهم.."

وقال مصدر طبي من مستشفى الكندي، حيث تم نقل أغلب الضحايا هناك اليوم، "إن عدد الجثث المتفحمة والتي لم يستطع أحد التعرف عليها بلغت ثلاثا وأربعين جثة."

وبغضب راح سرمد، 30عاما، يتحدث عن الحكومة العراقية وقال " هل هذه الخطة الامنية التي تتحدث عنها الحكومة..؟ أي خطة أمنية هذه التي يقتل فيها العشرات يوميا؟ وأين المالكي ليأتي ويرى بعينيه ما يجري؟ من سيعيل العوائل التي تيتم أبناؤها وبناتها وثكلت نساؤها؟ ومن سيعوض هؤلاء الناس المتضررين والذين جميعهم من الكسبة الفقراء؟"

واتهم الكثير من الأهالي القوات الأمريكية وقوات الحرس الوطني الذين تواجدوا في المكان عند وقوع الحادثة بإساءتهم التصرف مع الأهالي، ومنعهم الناس من تقديم يد العون لإنقاذ الجرحى وإخلاء القتلى.

وقال سرمد "منعونا من أن نقدم المساعدة للضحايا من الجرحى والقتلى.. فتحوا علينا نيران رشاشاتهم وكأننا أعداؤهم..قتلوا صديقي منصور الذي كان يقود دراجته وهم يحمل جريحا كان يريد إيصاله إلى المستشفى."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 22 نيسان/2007 -5/ربيع الثاني/1428