الاحزاب السياسية في العراق

 مشاريع وطنية أم تجمعات لغايات ومصالح خاصة...؟

تحقيق:عصام حاكم

شبكة النبأ: بعد خمس وثلاثون عاما من حكم الحزب الواحد، وبعد ان عاش العراقيين فترة طويلة في كنف الحكم الشمولي المتسلط، الذي يمنع اقامة اي حزب او تجمع او تنظيم سياسي واعتبار ذلك من الخروقات الامنية الخطيرة، انفتحنا على العالم بعد زوال تلك المرحلة المظلمة على مئات الاحزب، وقامت الاف المواطنين بالانضواء تحت مسميات وهياكل تنظيمية بعضها اسلامي واخر علماني، فأمتلات الساحة العراقية حد التخمة.

ومع ان لبعضها تاريخا نضاليا مشهودا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي الا ان توجهات النظام السابق منعت اية نشاطات سياسية ولاحقت منتسبي هذه الاحزاب واعتقلتهم او قامت باعدامهم او تشريدهم، واليوم وضمن هذه المجموعة الكبيرة من الاحزاب والتي خاض بعضها الانتخابات وحصل على مقاعد في الجمعية الوطنية، وحصل البعض الاخر على مناصب حكومية الا ان الشارع العراقي ما زال يتساءل ما هو دور هذه الاحزاب في العملية السياسية في العراق، وهل ان توجهاتها جميعا توجهات وطنية، ام ان هناك اغراضا اخرى وأجندات تحملها او طموحات شخصية او مادية او معنوية.

(شبكة النبأ المعوماتية) استطلعت آراء مجموعة من المواطنين تحدثوا الى مندوبنا بصراحة وعبّروا عن آرائهم بحرية تامة.

(محمد الغريب) شاعر، قال لـ شبكة النبأ: تزخر الساحة السياسية العراقية بتجمعات وكيانات سياسية كثيرة، وهذا شىء طبيعي بعد انهيار نظام دكتاتوري شمولي، كان يكمم الافواه، وان الذي حدث في العراق لم يكن حالة غريبة، فكل مجموعة كان يجمعها كره النظام، تشكلت وكونت حزبا معينا، اوحركة اوهيئة.

ولكني اعتقد ان مثل تلك التجمعات هي اشبه  بفقاعات سرعان ما تنفجر وتتلاشى، ولكن هناك احزابا جاءت مع قوات الاحتلال دون ان تعيش واقع العراق، فابتعدت عن معاناة الشارع العراقي وهناك احزاب تخلت عن منهجها  الايديولوجي ولم يبق لها غير الاسم الذي عرفناه ... وهناك احزاب في حقيقتها هي مشاريع وطنية وسياسية ترفض الاحتلال وكل ما يترتب على ذلك، والحديث في ذلك يتطلب وقفة من اجل تحليل الساحة العراقية مع هذا الكم الكبير من التشكيلات.

(رجاء حسين عبد) معلمة في روضة البنفسج، قالت لـ شبكة النبأ: ان الاحزاب السياسية الموجودة في الساحة العراقية مختلفة المنهج والتطلعات، حيث توجد احزاب هدفها تحقيق المصلحة الوطنية واحزاب تكرس حالة الفئوية والطائفية، وذلك من خلال برامج عملها المطروحة على الساحة العراقية، حيث يمكن للمواطن تمييز كل حزب من خلال برنامج عمله المطروح.

الدكتور(عباس سلمان الطائي) قال، فيما يتعلق بالاحزاب السياسية العراقية الموجودة في الساحة ليست على مستوى واحد من الاهداف حيث ان قسما من هذه الاحزاب هو مشاريع وطنية تضع في نصب اعينها  مصلحة الوطن والشعب، اما القسم الاخر منها والتي وجدت في الساحة السياسية العراقية هي عبارة عن مشاريع خاصة تهدف الى تحقيق مصالح وغايات آنية بعيدة عن الاهداف والمصالح العامة التي تخدم الوطن والشعب..

التقيت بإعلامي، لم يشأ ذكر اسمه، قال: اغلب الاحزاب والتجمعات السياسية تعمل من اجل تحقيق مصالح وغايات خاصة، غير ان هناك احزاب تشتغل من اجل العراق والعراقيين بايثار منقطع النظير.

(محمد شنان) موظف في وزارة التربية ـ قال لـ شبكة النبأ: بعض الاحزاب السياسية لها تاريخ مشرف وتتمتع بالشعور الوطني، وقسم اخر يريد تحقيق اهداف ومصالح ذاتية، حيث انها متى ما تحققت تلك الاهداف في تبوأ المناصب توقفت عن العمل، اذ انها تعمل على اغراء المواطنين من اجل الانتماء اليها ولكني اعتقد ان مثل تلك التجمعات مصيرها الزوال  لان هدفها غير حقيقي ونتمنى من الاحزاب  الاخرى ان تضع المواطن العراقي في اول اجندتها وان تعمل على توحيد صفوف هذا الشعب ونبذ كل الخلافات والفتن الطائفية التي يعمل اعداء العراق جاهدين على خلقها بين ابناء الشعب.

(فاهم عزيز) ماجستير ادارة واقتصاد، جامعة كربلاءـ قال لـ شبكة النبأ: هي تجمعات لتحقيق غايات ومصالح آنية ومستقبلية، لحصولهم على المناصب والمردود المادي والاجتماعي.

(عاصي عوذة) موظف في وزارة النفط، قال ـ لا يمكن وضع الاحزاب والتجمعات العراقية في خانة واحدة، ذلك ان بعضها احزاب عريقة ومعروفة لدى الشارع العراقي ولها ماض ونضال معروف، ولعل البعض الاخر وخصوصا التي تشكلت بعد سقوط النظام  فتتغلب عليها المصالح الضيقة واغلبها مسميات وواجهات لمنظمات كانت ايام النظام السابق ولم يتغير منها سوى الاسم.

(معيد في جامعة كربلاء) لم يذكر اسمه، قال لـ شبكة النبأ: ليس من العدالة ان نخلط بين جميع الاحزاب بل ان هذا منافيا للمنطق، حيث  ان ما نراه اليوم على الساحة من مشاريع منجزة وفي طريقها للانجاز حققت  نجاحا ساحقا ونقلة نوعية نادرة، وهذا كل ما في الامر هو حقيقة الاحزاب بل حقيقة الانسان الذي يمثل حزبه وما يحمله من نوايا صادقة في حب الوطن وفي مصلحة هذا الشعب.

(حسين كريم) محامي ـ للاجابة على هذا السؤال قال لـ شبكة النبأ: لابد من العودة الى تاريخ وخلفية تلك الاحزاب فمنها من هو معروف بتاريخه النضالي المشرف وتقديمه قرابين من التضحيات من اجل الوطن والتي نعلق عليها امالا عريضه، ومنها ما هو حديث العهد له غايات وصولية ويتاجر بقضية الشعب العراقي، وتلك الاحزاب بدأت من حيث النشأة بمصالح ذاتية لذا لا يمكن لها النهوض بقضية الشعب العراقي والارتقاء بها الى مستويات الطموح.

( مهند عبد الحسين) فنان ـ قال لـشبكة النبأ: الاجابة عن هذا السؤال تكون وفق ما رايناه من حقائق ووقائع على ارض الواقع خلال اكثر من اربعة اعوام من الزمن، فالاحزاب والكتل والتجمعات السياسية قد اشبعتنا وعودا وكلاما ولاسيما ايام الانتخابات والمصالح، حيث رفعوا شعارات تضمن الامن والكرامة والعدل ونبذ الخلافات...الخ، وهو الامر الذي لم نشاهده قط  في حياتنا منذ بداية السقوط والاحتلال.. ولو كانت تلك الاحزاب شعارها العراق اولاً فعلا لما كان كل ذلك الخلاف على كراسي السلطة حيث كلف الحكومة اشهر كثيرة من عمرها بدون ان نرى هناك مشاهد للايثار او التنازل للاخر او المشاهد الاخرى التي تجعل المواطن يطمئن ان بلده في أيد أمينة.

(سهام علي) طالبة جامعية، قالت ـ كل الاحزاب الموجودة على الساحة العراقية بعد تغيير النظام هي احزاب ذات مصالح خاصة وهدفها تحقيق غايات ومصالح آنية، لان الاحزاب التي لها تاريخ سياسي مشهود له جاءت مع القوات الامريكية، وربما قد تغيرت الستراتيجية المعدة لها سابقا لما هو موجود على المشهد العراقي الحالي.

(يوسف محمد) مهندس، اني اعتقد كل تجمع في العراق هدفه وطني، فلا بأس ان يشكل مجموعة من الخيرين حزبا او هيئة تكون هدفها خدمة المواطن العراقي والتخفيف عن كاهله وكذلك انا اعتبره حالة من الحرية وممارسة الديقراطية للتعبير عن حرية الرأي، فهناك الكثير من الاحزاب لها دورا مميزا ومشهودا له ولا نستطيع ان  ننكر ذلك الدور، اضافة الى  ان تاريخها يشهد لها بذلك ونضالها المستمر ضد النظام المقبور اضافة الى انهم قدموا كثيرا من الضحايا ولهم تاريخ نضالي حافل، لذلك يجب ان نساندهم  وندعمهم بقلوبنا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 19 نيسان/2007 -28/ربيع الاول/1428