بوادر فشل الفرصة الاخيرة قبل السقوط المدوّي

شبكة النبأ: يبدو ان الخطة الامنية في بغداد المشتملة على زيادة عديد القوات الاميركية والعراقية هي "الفرصة الاخيرة" للحكومة العراقية الغارقة في المشاكل لإقامة دولة فعّالة تستطيع تقديم الامن لمواطنيها والا فسيكون السقوط مدويا ليطال الركام دول الجوار ويجعل منطقة الشرق الاوسط بأسرها تعيش جوا من الرعب وعدم الاستقرار.

واضاف محللون لـشبكة النبأ المعلوماتية، يبدو ايضا ان قوى الارهاب مصممة على ايقاع اكبر عدد ممكن من الضحايا المدنيين في وسيلة غاية في القذارة والانحطاط لإشاعة الفوضى والتاثير على جهود احلال الاستقرار وبالتالي اشاعة السخط على الحكومة واسقاطها، ويظهر هذا جلياً من خلال التفجيرات الانتحارية المريعة التي حدثت في سوق الصدرية ببغداد أمس واوقعت مئات الشهداء والجرحى من المواطنين الذين لا ذنب لهم سوى خروجهم للعمل وطلب لقمة العيش.

اضافة الى الخسائر الفادحة بين المدنيين العزّل في مرآب محافظة كربلاء التي اوقعها تفجير سيارة مفخخة مطلع الاسبوع الفائت. في حين يرى المراقبون استمرار الارهاب بالتركيز على الاعتداء على مدينة الصدر ببغداد لانه الطريق لإثارة الفتنة الطائفية كونها معقلا للصدريين الذين اعلنوا تضامنهم مع الخطة الامنية وفسحهم المجال للحكومة لفرض القانون واحلال الامن وطرد الارهاب.

ويضيف المحللون لـشبكة النبأ، لعل الامريكان يريدون احلال الامن في العراق بطريقتهم الخاصة التي تستلزم التنازلات للارهاب، ولا تتيح استخدام الصلاحيات الكاملة على الارض من قبل الحكومة العراقية، ولا تزود الجيش وقوات الامن بالمعدات واجهزة الكشف والعربات المدرعة والتجهيزات المهمة الاخرى، وبالمقابل تريد من الحكومة انجازات وافعال خارج نطاق صلاحياتها.

ويظهر هذا بوضوح من خلال تصريحات الهروب الى الأمام  التي ادلى بها الاميرال وليام فالون قائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط أمام المشرّعين الاميركيين بشأن الحكومة العراقية، حيث يقول ان "الوقت قصير وقد حاولنا منحهم الفرصة لاتخاذ القرارات السياسية".

واضاف "في كل مناسبة احمل نفس الرسالة: يجب ان تبدأوا باتخاذ القرارات بشكل اسرع اذا اردنا تحقيق النجاح واذا اردتم تحقيق النجاح". حسب تقرير لرويترز.

وقال ان على القادة العراقيين التحرك لتطبيق الاصلاحات الدستورية وقانون توزيع النفط من اجل استقرار العراق بغض النظر عن زيادة قوات القوات الاميركية.

واشار الى انه لم يحدث تقدم مستمر باتجاه اقامة حكومة تمثيلية فعالة خلال السنوات الاربعة منذ الغزو الاميركي للعراق.

وتابع "من الواضح بالنسبة لي ان علينا الان تطبيق نهج مختلف تماما عن هذا " في اشارة الى زيادة عديد القوات الاميركية.

واوضح "ولكن (...) نظرا للعديد من العوامل (...) فان هذه اخر واكبر فرصة للقيادة العراقية لإحراز التقدم".

وقال "لا اتخيل انهم سيحصلون على فرصة بحجم ودرجة الفرصة الممنوحة لهم الان. وبالتالي فانني ارى ان عليهم ان يستفيدوا منها".

وكان فالون قد خلف الجنرال جون ابي زيد في قيادة القوات الاميركية قبل شهر. ويعكف على اجراء مراجعة مكثفة للظروف الحالية في المنطقة التي تشملها مسؤولياته الممتدة من مصر وحتى افغانستان.

من جهة اخرى ذكر تقرير نقلته(كونا)، بياناً صادر عن الجيش الامريكي ان قواته عثرت على مخبأ به كميات كبيرة من حمض النتريك واعتقلت ثلاثة من المشتبه فيهم خلال عملية عسكرية اطلق عليها اسم (دكسن).

وقال الجيش ان جنوده صادروا 600 حاوية لحامض النتريك سعة خمسة غالونات خلال عملية دهم في منطقة الرصافة شرق بغداد.

واوضح البيان ان القوات اعتقلت ثلاثة من المشتبه فيهم اثناء عملية الدهم كما تمت خلالها مصادرة مواد متنوعة أخرى من بينها هواتف محمولة ولوحات تسجيل سيارات وهويات تعريفية وبطاريات وذخيرة ومواد الكترونية.

وذكر البيان ان حمض النتريك يستخدم عادة كمادة أولية في صناعة المتفجرات.

وعلى صعيد متصل قال الجيش الامريكي في بيان تصحيحي ان الشاحنة التي انقلبت يوم الاثنين قبل انفجارها قرب قاعدة عسكرية في المشاهدة كانت محملة بثماني حاويات من النوع المخصص لنقل الحمض اذ انها كانت تحمل مادة (الغازولين).

وكشف البيان كذلك ان سائق الشاحنة كان ينوي تفجيرها قرب القاعدة المشتركة بالمشاهدة مقابل 30 الف دولار امريكي.

وكان الجيش الامريكي اعلن انقلاب شاحنة مفخخة بالمتفجرات وحمض النتريك الامر الذي حال دون انفجارها قرب قاعدة عسكرية شمال بغداد.

على صعيد آخر قال مسؤولون بوزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) ان الجماعات »الارهابية« في شمال افريقيا مستمرة في تجنيد مقاتلين اسلاميين لخوض الحرب في العراق وان بعضهم يعود بخبرة قتالية وينفذون عمليات في محاولة لزعزعة استقرار الحكومات في المنطقة.

وذكرت شبكة (سي.ان.ان) الاخبارية الأمريكية انه رغم عدم تأكد المسؤولين الأمريكيين اذا ما كانت التفجيرات الأخيرة بالمغرب والجزائر نفذها »ارهابيون« حصلوا على الخبرة في العراق، فانهم أكدوا أن واشنطن تراقب عن كثب جماعة »ارهابية« لها علاقة بتنظيم القاعدة مقرّها الجزائر لترى ما اذا كانت ستنفذ المزيد من الهجمات.

وكانت (الجماعة السلفية للدعوة والقتال) قامت بتغيير اسمها الى (تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي) في يناير الماضي وتبنت مسؤولية تفجيرين وقعا بالجزائر في وقت سابق الشهر الجاري وخلفا عشرات القتلى والجرحى.

مدينة حديثة

الى ذلك قال سلاح مشاة البحرية الامريكية ان التهم أسقطت عن واحد من ثمانية من أفراد مشاة البحرية متهمين بقتل 24 مدنيا عراقيا في بلدة حديثة وانه منح حصانة لشهادته.

وكان السارجنت سانيك ديلا كروز (24 عاما) متهما بالقتل العمد وتقديم رواية كاذبة عن الوفيات في الحادث الذي وقع في 19 من نوفمبر عام 2005 والذي أضر بمكانة الولايات المتحدة ولاقى ادانات دولية.

وقال بيان لسلاح مشاة البحرية »الاتهامات الموجهة اليه أسقطت في الثاني من ابريل بعد أن قيمت الحكومة بين المستوى المتدني لذنبه في الجريمة المزعومة والقيمة المحتملة لشهادته«.

ومازال ثلاثة من أفراد مشاة البحرية متهمين بالقتل بالاضافة الى أربعة اخرين متهمين بالاهمال في أداء الواجب حينما لم يبلغوا بصورة سليمة عن الحادث ولم يحققوا في مقتل الاربعة والعشرين عراقيا من الرجال والنساء والاطفال.

كربلاء

الى ذلك قال محافظ كربلاء ان مجاميع مسلحة تتخذ من المناطق الغربية المتاخمة للمحافظة مكانا لها لتهديد امنها.

وأوضح الدكتور عقيل الخزعلي في تصريح لوكالة أنباء (أصوات العراق) المستقلة »العديد من المجاميع (الارهابية)، التي تتخذ من الصحراء الغربية المتاخمة لمحافظة الأنبار مقرا لها، تهدد أمن محافظة كربلاء وتعمل على زعزعة الاستقرار«.

وأشار الى أن هذه المشكلة لم تحل بعد.

ولم يشر الخزعلي الى أسباب عدم ايجاد حل للمشكلة، ومن هي الجهة المسؤولة عن ايجاد الحلول غير أنه قال »القطعات العسكرية في الفرقة السابعة ولواء الحدود الثاني لا تتمتع

بالكفاءة الكاملة وتحتاج الى تأهيل وهيكلة جديدين«.

يذكر أن المنطقة الغربية شهدت العديد من عمليات القتل والاغتيال والاختطاف كان آخرها خطف 22 من رعاة الأغنام في الشهر الماضي ومقتل عدد من الحجاج العراقيين بعد عودتهم من الديار المقدسة بعد أداء مناسك الحج.

وعلى رغم تعهد رئيس الوزراء نوري المالكي استعادة المسؤوليات الأمنية في جميع المحافظات من قوى الاحتلال، خلال هذا العام، إلا أن الاضطراب الأمني المتصاعد يشل قدرات القوات المحلية، التي اتهمت بالعجز عن سد الفراغ الذي تركه انسحاب ميليشيات جيش المهدي، الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، من الأحياء الشيعية. حسب تقرير للـحياة.

وأشارت الصحيفة إلى أن سلسلة من التفجيرات بخمس سيارات مفخخة، وقعت في أحياء "الصدرية" و"الصدر" و"الكرادة" و"السيدية" و"عويريج"، رغم الاجراءات الأمنية ضمن خطة "فرض القانون"، التي تشكل جوهر إستراتيجية الرئيس جورج بوش الجديدة في العراق.

وقالت الصحيفة إن هجمات بغداد تزامنت مع تعهد المالكي بنقل المسؤوليات الأمنية من الجيش الأمريكي إلى العراقيين في كل مدن العراق، قبل نهاية العام الجاري.

وقال شاهد عيان لوكالة رويترز للأنباء تعليقا على تفجيرات الصدرية، إنه شاهد عشرات الجثث، بما فيها جثث أطفال ونساء، وأشخاص احترقوا احياء في منطقة انفجار الصدرية.

واضاف إن قطع اللحم البشري تناثرت في المكان.

وقال احمد حميد ويعمل في أحد المحال بالسوق إن المكان تحول لحمام سباحة مليء بالدم.

انفجارات أخرى

وقبل حوالي ساعة من وقوع انفجار الصدرية استهدفت سيارة مفخخة يقودها انتحاري نقطة للشرطة في مدينة الصدر مما أسفر عن مقتل 35 شخصا.

كما انفجرت سيارة مفخخة قرب مستشفى في منطقة الكرادة ذات الأغلبية الشيعية وسط العاصمة فقتل 11 شخصا، وانفجرت قنبلة تركت في باص في منطقة الشرجه لتقتل شخصين على الأقل.

كما سقط 11 شخصا ما بين قتيل وجريح في هجمتين أخرتين في بغداد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 19 نيسان/2007 -28/ربيع الاول/1428