تزايد الامراض النفسية للجنود الامريكان العائدين من العراق وافغانستان

 شبكة النبأ: تتزايد مخاوف المجتمع الامريكي من سوء معاملة الجنود العائدين من الحرب في أفغانستان والعراق في المراكز الطبية الأمريكية. حيث كشفت تقارير دقيقة عن حالات خدمة متدنية جداً في المصحات المخصصة لمعالجة الجنود العائدين وقدامى المحاربين الامر الذي ينعكس سلبا على الصحة النفسية لهؤلاء الجنود، واعتبر ذلك فضيحة بالنسبة لقيادات الجيش الطبية وادى في اول رد فعل الى استقالة كبير اطباء الجيش الامريكي وتصاعد الصيحات في الكونغرس لاقالة وزير الجيش ايضا.

وكشفت دراسة طبية نقلتها الـ CNN، بأن ربع عدد الجنود الأمريكيين العائدين من العراق وأفغانستان يعانون من حالات نفسية مرضية بعد كشف طبي.

وشملت الدراسة التي نشرت في مجلة أركايفز أوف أنترنل ميديسين الأمريكية 103,788 جندي شاركوا في الحربين في العراق وأفغانستان بين 2001 و2005.

ويعتبر التوتر الناجم عن الصدمات النفسية الحالة المرضية الأكثر انتشارا بين الجنود، إلا أن الدراسة وجدت مشاكل طبية أخرى يعاني منها الجنود، مثل الاضطراب النفسي، والاكتئاب والإفراط في تناول المهدئات.

وقد أجريت الدراسة بينما كان الجنود يعالجون في مراكز خاصة بالمشاركين في الحروب.

يذكر أنه لم يتلق هذا العلاج سوى نصف عدد الجنود الأمريكيين العائدين من العراق وأفغانستان، في المراكز التي تموّلها الحكومة الأمريكية لتوفير الخدمات الصحية للجنود.

وبالتالي لا تمثل هذه الدراسة جميع الجنود المشاركين في الحربين.

وتأتي هذه الدراسة في وقت تحتدم فيه فضيحة سوء معاملة الجنود العائدين من أداء خدمتهم الوطنية ضمن الجيش الأمريكي.

فقد استقال كبير أطباء الجيش الأمريكي، الفريق كيفن كايلي، بسبب المعاملة الرديئة التي يتلقاها الجنود في مركز العلاج الطبي العسكري، والذي يعد أشهر مستشفيات الجيش الأمريكي.

وكان كايلي المسؤول الثالث الذي يفقد منصبه بسبب التقارير التي كشفت أن الجنود في هذا المستشفى يتلقون العلاج في مبان تعج فيها الفئران والصراصير، وحيث يغطي العفن الجدران.

وقال الجيش إن الجنرال كايلي قد قدم "طلب للتقاعد" يوم الأحد.

لكن مسؤولا بارزا في وزارة الخارجية الأمريكية طلب عدم ذكر اسمه قال إن وزير الجيش الأمريكي، بيتر غرين، هو الذي طلب من الجنرال كايلي التقاعد.

وكشفت الدراسة أن الشباب، بين 18 و24 سنة، هم الذين يتعرضون إلى خطر المعاناة من مشاكل عقلية.

واستقال الفريق الطبيب كايلي وسط تقارير عن المعاملة السيئة التي يتلقاها الجنود الأمريكيون في المراكز الطببية في الولايات المتحدة.

ونقلت الدراسة أن هذه الفئة " أظهرت خطورة كبيرة في التعرض لحالة مرضية نفسية أو حالتين على الأقل، بالإضافة إلى حالة التوتر الناجم عن صدمات نفسية، مقارنة بالجنود من فئة الـ40 سنة فما فوق".

وجاء في تقرير الدراسة أن "نتائجنا تشير إلى الحاجة إلى تحسين الخدمات الصحية الوقائية للجنود الخاصة بالأمراض العقلية، خاصة المتعلقة بالجنود الشباب".

وأشارت الدراسة إلى أن 13% من المجموعة التي شاركت في المسح تعاني من حالة التوتر، تليها 6 % من حالات الاضطراب النفسي، و5% من الاكتئاب والإدمان على الأدوية المهدئة.

وخلصت الدراسة إلى أن"نتائجنا قد تبالغ في تقدير العبء الناجم عن الحالات العقلية المرضية لأنه من الأرجح أن يطلب الجنود الذين يعانون من هذه الحالات العلاج في هذه المراكز العسكرية أكثر مما يفعله غيرهم ممن لا يعاني منها".

ويعتقد ان نسبة الاضطرابات النفسية التي أفرزتها الحروب في العراق وأفغانستان تقل عن تأثيرات حرب فيتنام.

وخلصت الدراسة إلى أن ثلث الجنود الأمريكيين العائدين من العراق وأفغانستان، خلال الفترة من عام 2001 إلى 2005، عانوا من اضطرابات نفسية وأمراض عقلية.

وشُخص 32010 من تلك المجموعة- أي 31 في المائة منهم - بالإصابة باضطرابات نفسية أو أمراض عقلية، من بينهم 25658 خضعوا لعلاج الأمراض العقلية، كما عانى أكثر من نصف المجموعة - 56 في المائة - من أنواع عدة من الاضطرابات النفسية.

وتعد الاضطرابات النفسيةK التي تعقب ما بعد التعرض للإصابة أو المرور بتجربة شديدة (post-traumatic stress disorder)K من أكثر الأمراض شيوعاً وقد ينجم عنها الإصابة بالاكتئاب، وإيذاء النفس وتشوش الذاكرة والإدراك.

وعانت شريحة بلغت 24 في المائة من الحصر النفسي (anxiety disorder) و24 في المائة باضطرابات عدم التأقلم، و20 في المائة من الاكتئاب.

وتقول الدراسة إن 13 في المائة من جميع العائدين من العراق وأفغانستان، والذين تلقوا العلاج لدى وزارة شؤون المحاربين القدامى، عانوا من  الاضطرابات النفسية التي تعقب ما بعد الإصابة، وهي نسبة تقل قليلاً عن 15.2 في المائة هي إفرازات حرب فيتنام.

وأشارت الدراسة إلى فوارق طفيفة في الإصابات بين الجنسين، إلا أن الشباب - ما بين 18 عاماً و24 - هي الأكثر عرضة للاضطرابات النفسية.

وقد لا تكون نتائج الدراسة شاملة خاصة وأنها لم تشمل سوى المحاربين الذين تلقوا العلاج الطبي عبر وزارة شؤون قدامى المحاربين.

وعلق السيناتور ماك كليفلاند، الذي أصيب بجراح خطيرة أثناء حرب فيتنام قائلاً "هذا هو ثمن الحرب.. لا يمكن إرسال الشباب الأمريكي للحرب في العراق وأفغانستان ونتوقع عودتهم والتأقلم كأن شيئاً لم يكن، أنهم يجلبون تلك الاضطرابات معهم."

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 16 آذار/2007 -26/صفر/1428