
شبكة النبأ: بالاضافة الى خسارتهم
الاغلبية في مجلسي النواب والشيوخ يعاني الجمهوريون من اختلاف ارائهم
وعدم توحدها بشان المرشح لانتخابات الرئاسة لعام 2008، مع حاجتهم
الماسّة لشخصية قوية مدعومة من المعتدلين والمستقلين لتحقيق التوازن
المفقود في ميزان النفوذ السياسي مع الديمقراطيين وتصاعد نجوم شخصيات
بارزة مثل هيلاري كلنتون والمرشح الديمقراطي اوباما.
ومع غياب شخصية جمهورية بارزة لخوض الانتخابات الرئاسية الاميركية
لعام 2008 يواجه المحافظون في امريكا معضلة تتمثل في السؤال: هل
يختارون بقلوبهم ام بعقولهم؟
وبدأت الحركة الاجتماعية المحافظة المتنفذة بالبحث عن مرشح يشاركها
نفس معتقداتها بشان الخفض الضريبي ومناهضة الاجهاض ومثليي الجنس وفي
الوقت ذاته يستطيع التوجه الى المعتدلين والفوز في الانتخابات العامة.
حسب فرانس برس.
وبعد صدمة خسارة الكونغرس وفقدان الرئيس الاميركي جورج بوش لشعبيته
تجمع نحو خمسة الاف من النشطاء خلال عطلة نهاية الاسبوع لحضور "مؤتمر
العمل السياسي للمحافظين" وهاجسهم انتخابات عام 2008.
الا ان المرشحين المحافظين في الحزب الجمهوري المفضلين لسباق
الرئاسة سناتور كنساس سام برونباك وحاكم اركنسو السابق مايك هاكابي
يفتقران الى الشعبية التي كان يحظى بها بطلهما الرئيس السابق رونالد
ريغان.
اما المرشحان الاخران الاكثر شعبية عمدة نيويورك السابق رودولف
جولياني وحاكم ماساشوستس السابق ميت رومني فان لهما سجل ليبرالي بشان
العديد من القضايا التي تهم المحافظين.
من جهته فان السناتور جون ماكين الذي يحظى بقبول المحافظين كما يلقى
قبولا لدى الناخبين المستقلين لا يلقي في المقابل اي قبول لدى اليمين
كما ان مؤتمر الحزب يتجاهله.
ويعتبر الحصول على دعم النشطاء المحافظين مهم لانه على الرغم من
انهم لا يمثلون كل الجمهوريين الا ان كلمتهم ستكون حاسمة عندما تصوت
ولايات مثل ايوا ونيوهامشير وساوث كارولاينا على مرشح الرئاسة المقبل.
وقام جيسون جونز المحافظ من هاواي بتوزيع ملصقات كتب عليها "تصدوا
ل: رودي وماكين ورومني" واصفا اياهم ب"الثلاثي الكاذب". ويقول جونز انه
رغم ان جولياني كان بطلا عقب هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 الا انه ليس
محافظا حقيقيا مضيفا "رومني مزيف وماكين مجنون".
وكان من الممكن ان يكون جورج الن الذي ساعد الرئيس بوش على الفوز
بالرئاسة مرتين والذي يجيد اسلوب ريغان مرشحا مفضلا. الا انه خسر مقعد
مجلس الشيوخ العام الماضي بعد خلاف في الحملة الانتخابية.
واظهر استطلاع جرى في المؤتمر الجمهوري ان نشطاء الحزب مختلفين في
اختياراتهم. وكشف الاستطلاع ان رومني هو اكثر المرشحين قبولا لدى نشطاء
الحزب حيث حصل على نسبة 21% فيما حصل جولياني على نسبة 17% ليتفوق على
برونباك والمرشح غير المعلن الرئيس السابق لمجلس النواب الاميركي نويت
غنغريتش.
واظهر استطلاع على مستوى الجمهوريين كافة نشرته مجلة "نيوزويك" ان
جولياني يتفوق على ماكين بنسبة 59% مقارنة مع 34%.
وفيما يسعى الراغبون في دخول سباق الرئاسة الى الحصول على الترشيح
وصف هاكابي مؤتمر المحافظين بانه "مؤتمر قلق الرئاسة الجمهوري".
وقد سيطرت شخصيتان بارزتان على تفكير المحافظين في المؤتمر الذي
يستمر ثلاثة ايام وهما: دونالد ريغان والمرشحة الديموقراطية هيلاري
كلينتون.
فقبل 30 عاما بث ريغان الحماس في الحركة عندما اعلن في مؤتمر الحزب
ان اميركا "مدينة مشرقة على تل" ويبقى ريغان المثل الاعلى للمحافظين
بحيث سارع المرشحون الى القول بانهم يشبهونه. وقال جولياني ان ريغان
كان يؤمن بان "حليفي بنسبة 80 بالمئة ليس عدوي بنسبة 20 بالمئة".
وقال رومني "قبل 30 عاما وفي اوقات عصيبة تم تشكيل تحالف في هذه
الاروقة" مقارنا بين عنوانه وبين خطاب الرئيس الاميركي السابق. الا ان
رومني يواجه اتهامات بتغيير المواقف الليبرالية التي كان يعتنقها في
محاولة صريحة للحصول على دعم المحافظين.
كما سيطرت على المؤتمر فكرة فوز هيلاري كلينتون بالرئاسة الاميركية.
وشاهد نشطاء الحزب فيلما كرتونيا بعنوان "استعراض هيلاري" ينتقد
سناتورة نيويورك اخذ من موقع على الانترنت بعنوان "ستوبهيرناو.كوم" اي
"اوقفوها الان". الا ان النشطاء يقولون ان المحافظين يمكن ان يوافقوا
على مرشح واحد اذا اعتقدوا انه يمكن ان يهزم كلينتون.
الا ان غينغريتش الذي ادمته معاركه مع الرئيس السابق كلينتون حذر من
"كراهية هيلاري". وقال "لن نهزم آلة كلينتون بالسلبية سنهزمها بتقديم
حلول افضل تقوم على القيم الافضل وقدرة اكبر على الوصول الى عقول
ونفسية وتاريخ الشعب الاميركي".
من جهتها أطلقت السيناتور الأمريكي هيلاري كلينتون، زوجة الرئيس
السابق بيل كلينتون، والتي تخوض السباق حالياً بقوة إلى البيت الأبيض
مبادرة خاصة، لحمل النساء الأمريكيات على دعم حملتها الانتخابية، داعية
إياهن إلى "مساعدتها في كسر أعلى وأقسى الحواجز" التي تعترض المرأة في
الولايات المتحدة. حسب تقرير لـ CNN.
المبادرة التي تحمل عنوان "نساء من أجل هيلاري" تهدف إلى تحفيز
النساء في الولايات المتحدة على التصويت للمرشحة الديمقراطية، التي يرى
العديد من المراقبين أنها ستكون رقماً صعباً خلال انتخابات العام 2008
الرئاسية.
وقالت كلينتون، أمام عدد كبير من السيدات اللواتي يعملن ضمن شبكات
نسائية في الأحزاب والجمعيات السياسية الأمريكية، "أقول لكل من يؤمن
باستحالة انتخاب امرأة لكرسي الرئاسة في الولايات المتحدة ... لن نعرف
ذلك إذا لم نحاول."
وقرنت كلينتون بين قدراتها ومؤهلاتها، وبين شخصيتها الخاصة كزوجة
وأم قائلة: "إن حقيقة كوني امرأة وأم وزوجة، واضطراري للكفاح من أجل
التقدم في حياتي المهنية والسياسية ... كلها عوامل تشكل جزءاً من
هويتي."
وتعهدت كلينتون خلال اللقاء الذي نظمته أميلي ليست، المعروفة بجمعها
للتبرعات للحملات المرشحين الديمقراطيين المؤيدين لحق الإجهاض، بأنها
لن تكتفي بالتلويح بهذه القيم خلال حملتها الانتخابية فحسب "بل ستحملها
معها إلى المكتب البيضاوي."
وقد بدأت كلينتون بالفعل بحصد الدعم من قبل عدد كبير من النساء
الأمريكيات المعروفات، وفي طليعتهن وزيرة الخارجية السابقة مادلين
أولبرايت، وجيرالدين فيرارو، التي رشحها الحزب الديمقراطي لمنصب نائب
الرئيس عام 1984، ولاعبة التنس الأسطورية بيلي جين كينغ.
وبررت إحدى مستشارات حملة كلينتون الانتخابية لشبكة CNN التوجهات
الجديدة للمرشحة الديمقراطية بالقول: "عندما تحتاج النساء للتحدث عن
القضايا التي تهمهن أو تهم أسرهن، فإنهن سيقمن بذلك مع نساء أخريات"
ولا يبدو أن حملة كلينتون تنطلق من فراغ، فقد أكدت الإحصائيات أن
الصوت النسائي سيكون عاملاً حاسماً في انتخابات العام 2008 بسبب التفوق
العددي للناخبات.
وقدرت بعض التقارير أن الهوة الفاصلة بين الناخبين والناخبات في
الولايات المتحدة تصل إلى تسعة ملايين صوت.
وقد تستفيد كلينتون من أصوات النساء حتى داخل حزبها، عندما تحين
ساعة الانتخابات الداخلية، إذ أن التقارير تشير إلى أنها تتفوق بثمانية
عشر نقطة على أقرب منافسيها، باراك أوباما، ضمن أصوات نساء الحزب
الديمقراطي، علماً أنها تتساوى معه في أصوات الرجال.
يذكر أن 18 سياسياً أمريكياً أعلنوا ترشيحهم حتى الساعة للانتخابات
الرئاسية، من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وتعد كلينتون السيدة
الوحيدة بينهم. |