الدرع الصاروخي الأمريكي درع لحماية اوربا من الصواريخ الايرانية ام تدشين لعصر جديد من الحرب الباردة؟

شبكة النبأ: لا يزال الجدل محتدما بين اعضاء حلف شمال الاطلسي بشان الدرع الامريكي للصواريخ المحتملة من الشرق الاوسط او روسيا والصين على المدى البعيد، وتعد اوربا الشرقية ممثلة بجمهورية التشيك وبولندا الان مرتكزا رئيسيا في استضافة الجزء المتعلق بالرادار وبعض وحدات الجدار الصاروخي المزمع اقامته بالتعاون مع حلف الاطلسي. فيما يثير الاستمرار بالمشروع ردود افعال سلبية من قبل روسيا التي تعتبره تعدياً على حدودها القومية وتهديدا يؤدي لاشعال حرب باردة جديدة.

وأثارت خطة أمريكية لأقامة نظام دفاع صاروخي في شرق أوروبا توترات بين الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بعد أن رفضت جمهورية التشيك الانتقادات لمحادثاتها مع واشنطن بشأن احتمال مشاركتها.

ودافع رئيس الوزراء التشيكي ميريك توبولانيك عن المباحثات التي تجريها بلاده بشأن استضافة الجزء الخاص بالرادار من مثل هذا الدرع بعد أن هاجم وزير خارجية لوكسمبورج جان اسلبورن الخطة الأمريكية قائلا إنها تهدد باثارة توترات جديدة مع روسيا. حسب تقرير نقلته رويترز.

وقال توبولانيك للصحفيين بعد محادثات في مقر الحلف "ليس من حق الدول الأوروبية الثماني عشرة التي تستضيف قواعد عسكرية أمريكية التعليق على مثل هذا الوجود في جمهورية التشيك."

وتريد الولايات المتحدة بالاضافة إلى نظام الرادار المزمع اقامته في التشيك نشر بطارية صواريخ في بولندا ف 3649708033 اطار درع يهدف إلى اسقاط أي صواريخ قد تطلق مما تصفه واشنطن "بالدول المارقة" مثل إيران وكوريا الشمالية.

واتفقت الدول الأعضاء بحلف الأطلسي خلال قمة في نوفمبر تشرين الثاني على إجراء محادثات على مستوى منخفض بشأن ما إذا كان يتعين على الحلف الإشتراك في مثل هذا الدرع إلا أنه ليس من المتوقع التوصل قريبا إلى أي قرار.

ويشعر كثير من أعضاء الحلف الأوروبيين بالقلق من التكلفة الضخمة المحتملة للدرع في حين يخشى آخرون أن يضر بعلاقات أوروبا مع روسيا ويشككون في وجود خطر صواريخ طويلة المدى.

وقال وزير خارجية لوكسمبورج متحدثا عن بواعث القلق بخصوص احتمال أن تدفع الخطة موسكو لتوجيه مزيد من الصواريخ نحو أوروبا "مما يتعذر فهمه بالنسبة لي أن يبدأ أحد في التصعيد مجددا بعد انتهاء القرن العشرين وسقوط سور برلين."

وقال للصحفيين قبل أن يناقش وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي القضية بايجاز في بروكسل "لن نحظى باستقرار في أوروبا إذا ضيقنا الخناق على روسيا... يجب أن نساعد بولندا وجمهورية التشيك في الالتفاف حول موقف أوروبي."

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي تتولى بلاده رئاسة الإتحاد الأوروبي إن الوزيرين التشيكي والبولندي أبلغا نظرائهما بأن المداولات في بلديهما لا تزال في مراحلها الأولى. وقال إن القضية يجب أن تكون أمراً يخص حلف الأطلسي والمجلس الذي يضم الحلف وروسيا.

وقال خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالإتحاد الأوروبي إن بولندا وجمهورية التشيك تريدان تنسيق رده على الاقتراح الأمريكي مع شركائهما الأوروبيين.

وأظهر استطلاع للرأي الأسبوع الماضي أن ما يقرب من ثلثي المواطنين التشيك يعارضون استضافة نظام الرادار.

ومن المقرر أن ترد حكومة براغ في الأسابيع القادمة على طلب الولايات المتحدة بدء محادثات بشأن النظام الصاروخي. ورغم أن الحكومة أبدت ترحيبها بالفكرة فقد تواجه مشاكل في الحصول على موافقة البرلمان على أي اقتراح.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر إنه واثق من أن الانقسامات بين الحلفاء يمكن تسويتها.

وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع توبولانيك "سيكون نقاشا مثيرا للإهتمام سينتهي بالتوصل الى توافق في الآراء."

وكانت روسيا قد حذرت الولايات المتحدة مؤخراً، من أنها قد تنسحب من معاهدة لخفض الأسلحة النووية أبرمتها إبان الحرب الباردة بسبب خطط واشنطن لاقامة درع صاروخي في شرق أوروبا حسب رويترز.

ونقلت وكالات الانباء الروسية عن الجنرال يوري بالويفسكي رئيس هيئة الاركان العامة قوله ان روسيا قد تنسحب بشكل منفرد من معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى.

وقالت وكالة انترفاكس انه لدى سؤاله عما اذا كانت روسيا ستنسحب من المعاهدة قال باليوفسكي "سنرى كيف سيتصرف شركاؤنا الامريكيون."

واضاف قائلا "ما يفعلونه الان بانشاء منطقة رصد ثالثة للدفاعات المضادة للصواريخ في أوروبا أمر لا يمكن تعليله على الاطلاق."

وكانت معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى احدى المعاهدات الاساسية للحد من الاسلحة التي ابرمت في عصر الحرب الباردة. ووقع المعاهدة الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف والرئيس الامريكي الاسبق رونالد ريجان في ديسمبر كانون الثاني 1987 .

ونقلت الوكالة عن باليوفسكي قوله "هناك امكانية للانسحاب من المعاهدة اذا قدم أحد الاطراف دليلا مقنعا.

"مثل هذا الدليل موجود اليوم.. فكثير من الدول تطور وتتقن صنع الصواريخ المتوسطة المدى."

وكانت الولايات المتحدة قد أشارت الى أن هناك حاجة لاقامة الدرع لحماية أوروبا من الصواريخ الايرانية لكن مسؤولين روس قالوا ان واشنطن وحلفاءها في حلف شمال الاطلسي يشيدون هذه الدرع بسبب روسيا.

وفي واشنطن قال شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية "تستمر جهودنا لنشر انظمة الدفاع الصاروخي حول العالم..وفي هذه الحالة فاننا نعمل بشكل وثيق مع الحكومتين التشيكية والبولندية لتطوير نظام في وسط اوروبا.. ليست موجهة بأي حال الى القوات الاستراتيجية الروسية."

واضاف قائلا للصحفيين "هذا ليس موجها بأي حال الي روسيا...عرضنا ان نتعاون مع روسيا في الدفاع الصاروخي لاننا نعتقد اننا نواجه مجموعة مشتركة من التهديدات الصادرة من الشرق الاوسط ومناطق أُخرى أيضا."

وقال مكورماك في وقت لاحق انه في حين أن واشنطن تلقت تقارير "من مصادر روسية مختلفة" بأن موسكو ربما تنسحب من المعاهدة فانها لم تتلق اي شيء بشكل رسمي من الحكومة الروسية.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 13 آذار/2007 -23/صفر/1428