نتيجة الضغط الامريكي: هل بدأ الانفصال بين ايران والائتلاف الحاكم في العراق

 شبكة النبأ: الاحداث الاخيرة في منع طائرة رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي المرور في الاجواء الايرانية وتصريحات وزير الخاجية الايراني منو شهر متّكي التي حذر من خلالها الحكومة العراقية بوقف التعاون اذا لم تستطيع ممارسة التاثير في اطلاق سراح المعتقلين الايرانيين الخمسة، تشير الى تحول درماتيكي في السياسة الايرانية من داعمة مطلقة للحكومة العراقية والائتلاف الشيعي الحاكم الى ممارسة ضغوط من شانها ان تؤثر سلبيا على العلاقات بين البلدين. مما يلقي بظلال قاتمة على افق التعاون الايراني المنشود من خلال المؤتمر الدولي المزمع عقده بشان العراق في الشهر القادم.

وقال محللون لـ(شبكة النبأالمعلوماتية)، تتصاعد الخشية من ان يتحول الصراع الامريكي الايراني الى نزاع مفتوح وعلني داخل العراق على خلفية المعتقلين الايرانيين الذين تحتجزهم قوات التحالف بتهمة الارهاب، من خلال رد فعل ايراني على شاكلة العملية التي جرت في كربلاء قبل عدة أشهر وخطف وقتل فيها عدد من الجنود الامريكان، وكانت اصابع الاتهام موجهة في حينها الى ايران. 

وقال صادق الركابي وهو مستشار كبير يرافق المالكي في رحلته الى اليابان وكوريا الجنوبية ان سلطات الطيران المدني الايرانية امرت الطائرة بالعودة من حيث اتت بعد ان دخلت المجال الجوي الايراني حوالي الساعة 8.30 ليلا يوم الاحد.

واضاف متحدثا في اتصال هاتفي من بانكوك قبل ان تغادرها الطائرة متوجهة الى طوكيو ان الطائرة اضطرت للتوجه الى دبي حيث بقيت هناك ما يزيد على ثلاث ساعات ريثما يتم تقديم خطة طيران بديلة. بحسب رويترز.

وتابع ان سبب منع الطائرة من عبور المجال الجوي الايراني غير واضح.

وسئل المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني بخصوص هذه الانباء فأشار ضمنيا الى احتمال ان تكون طائرة المالكي قد تعرضت لمشكلة بشأن التصريح لها بعبور المجال الجوي الايراني لكنه قال انها ليست مشكلة غير عادية.

وقال في مؤتمر صحفي اسبوعي في طهران دون الخوص في تفاصيل "التصريح لطائرة المالكي (بعبور المجال الجوي) مسألة عادية. فكل الطائرات تحتاج الى تصريح."

ويتعين على الحكومة العراقية في كثير من الاحيان ان تقيم توازنا دقيقا في محاولاتها الحفاظ على علاقات طيبة مع كل من ايران والولايات المتحدة.

وزار المالكي طهران في سبتمبر ايلول الماضي لحث ايران على عدم التدخل في شؤون العراق كما قام الرئيس العراقي جلال الطالباني بزيارة رسمية لطهران في نوفمبر تشرين الثاني.

وتتهم الولايات المتحدة ايران بتأجيج العنف في العراق واعتقلت خمسة ايرانيين في يناير كانون الثاني قائلة انهم على صلة بالحرس الثوري الايراني وكانوا يدعمون جماعات مسلحة في العراق. وتقول ايران انهم دبلوماسيون وتطالب باطلاق سراحهم كما طلبت السماح لمسؤولين قنصليين بمقابلتهم.

وذكرت وكالة فارس الايرانية للانباء يوم السبت ان دبلوماسيا ايرانيا اطلق سراحه بعد شهرين من خطفه في بغداد على ايدي مسلحين يرتدون زي الجيش العراقي قال انه تعرض للتعذيب على ايدي القوات الامريكية اثناء احتجازه.

ونفى الجيش الامريكي يوم السبت القيام باي دور في خطف الدبلوماسي او فيما زعم انه تعرض له من تعذيب.

وفيما يستعد الايرانيون بمناسبة اليوم السنوي للتكنولوجيا الايرانية لتلقي بشرى نووية سارّة على حد وعد رئيسهم احمدي نجاد. يستمر تصاعد الصراع الايراني مع الغرب حول البرنامج النووي ليصل الى حافة المواجهة العسكرية المتوقعة خلال الايام القادمة.

واضاف المحللون لـ(شبكة النبأالمعلوماتية)، لعل تصريحات جون بولتون أحد صقور البيت الابيض، تدل على وضوح الصورة لدى الامريكان في ترجيح العمل العسكري ومهما كان ثمنه على ان تصبح ايران قوة نووية تهدد اسرائيل والمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة.

ونقلت رويترز عن وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي قوله ان ايران حذرت جارها العراق من ان اخفاقه في تأمين اطلاق سراح خمسة ايرانيين تحتجزهم قوات امريكية هناك سيضعف من تعاون طهران مع بغداد.

وتقول واشنطن ان الرجال الخمسة المحتجزين منذ يناير كانون الثاني الماضي في شمال العراق على صلة بالحرس الثوري الايراني ويقدمون الدعم للمسلحين. وتصر ايران على انهم دبلوماسيون وتريد اطلاق سراحهم وطلبت الاتصال بهم.

ونقلت وكالة انباء فارس شبه الرسمية التي تعتبر وثيقة الصلة بالحرس الثوري عن منوشهر متكي قوله "اننا جادون بشأن الوسيلة التي سنجابه بها اولئك الذين يقفون وراء القاء القبض على الدبلوماسيين الايرانيين في العراق."

وقال "بعثت بخطاب الى وزير الخارجية العراقي ومسؤولين اخرين في العراق واشرت الى ان جهودهم لاطلاق سراح الدبلوماسيين لم تصل الى نتيجة وانني اؤكد انه اذا استمر هذا الوضع فستكون لدينا مشاكل عند اتخاذ اية خطوات اخرى لمساعدة العراق."

وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري انه لم يتلق اي خطاب. واصر على ان حكومته تعمل بقوة من اجل تأمين اطلاق سراح الخمسة.

وقال لرويترز في بغداد انهم يعلمون جيدا ان الحكومة العراقية عملت وتعمل كل ما في وسعها لمحاولة تسهيل اطلاق سراحهم. وقال انه ما زال لم يتلق اي تأكيد من الامريكيين بانهم سيطلقون سراحهم. واضاف انه يأمل ألا يكون ذلك سببا في تعويق علاقاتهما الثنائية.

وفي وقت سابق يوم الاحد قال مستشار بارز لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان ايران رفضت السماح لطائرة تحمل على متنها الزعيم العراقي في رحلة الى اسيا بعبور مجالها الجوي اثناء ليل السبت.

وقلل المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد على حسيني من اهمية هذا الحادث في مؤتمره الصحفي المعتاد يوم الاحد ولم يتضح ما اذا كان متعلقا بتحذير متكي.

واضاف متكي الذي ادلى بتعليقاته لقناة تلفزيون ايرانية ان ايران طلبت مساعدة الامين العام للامم المتحدة بان جي مون بشأن الايرانيين المعتقلين.

وقال الجيش الامريكي انه يبحث طلبا ايرانيا لزيارة هؤلاء الرجال. وقال مسؤول عسكري امريكي يوم الجمعة ان فريقا من اللجنة الدولية للصليب الاحمر زار الايرانيين المعتقلين مرتين.

من جهة اخرى نقل تقرير للـ CNNإعلان إيران الأحد، انها وضعت قواتها المسلحة في "حالة تأهب"، تحسباً لأي هجوم أمريكي أو إسرائيلي محتمل ضد منشآتها النووية، مؤكدة أنها لن توقف عمليات تخصيب اليورانيوم.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، إن بلاده ستدافع عن نفسها، في حال تعرض منشآتها النووية لهجوم إسرائيلي أو أمريكي.

وأضاف حسيني قوله: "إن الدولتين ليستا في وضع يخولهما القيام بمثل هذا الأمر الآن"، مشدداً على أن القوات المسلحة الإيرانية في "حالة تأهب وجاهزية"، للرد على أي هجوم تتعرض له البلاد.

وأكد حسيني، في تصريحاته التي جاءت خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، استعداد طهران لمناقشة سبل طمأنة مجلس الأمن والمجتمع الدوليين بأن البرنامج النووي الإيراني لا يهدف إلى تصنيع قنبلة نووية، مشدداً على حق إيران في تخصيب اليورانيوم.

وقال حسيني: "إن تعليق التخصيب ليس مدرجاً على جدول أعمال إيران مطلقاً لأننا نعتقد بأن تعليق تخصيب اليورانيوم يتعارض مع قرارات معاهدة الحد من الانتشار النووي ولن نجد أي منطق لذلك."

وأكد حسيني حصول محادثات بين أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، وقال إن هذه المحادثات قد تمّت ولكن يجب الانتباه إلى أنه لا يمكن قبول التعامل المزدوج، أي إصدار قرار عقوبات من جهة والتحدث عن الحوار والمفاوضات من جهة أخرى، نقلاً عن وكالة الأنباء الإيرانية.

وأضاف حسيني: "إننا لن نجري‌ أي حوار حول حقوق إيران الطبيعية، بل سنجري حوارا لإزالة أي غموض وقلق وعدم انحراف إيران عن برنامجها النووي ولكن دون شروط مسبقة."

وقال: "من أجل مواصله الحوار والمحادثات يجب أن نشهد عزيمة وتصميماً جادين لقبول حق إيران الطبيعي من جانب الدول المعنية."

وحول إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، عن استعدادها للقاء نظيرها الإيراني على هامش مؤتمر دول الجوار العراقي، قال حسيني إن المحادثات مع الولايات المتحدة "ليست مدرجة على جدول أعمال إيران."

لكنه أوضح ان مشاركة إيران في المؤتمر منوطة بماهية المؤتمر وشكله، مشيراً إلى أن المشاورات حول زمان ومكان انعقاده مازالت مستمرة وانه لم يتم تحديد مكانه حتى الآن.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 10 نيسان/2007 -19/ربيع الاول/1428