حركت اسمك في ذاتي وفي نغمي *** فشب زهوا مداد الروح بين دمي
وافتر حرفك بالأنوار ينعشني*** فجرا يضيء كشلال ببوحي فمي
وجددتني خلاياه هوا انفجرت ***لتسكب النجم في كاسي وفي قلمي
كم شاغلتني مع الأنوار قبلته ***فأسكرتني فشع الصبح من نسمي
وشاطرتني شعاع الشمس أنسجه ***خمرا إلى الروح في فعلي وفي كلمي
تخللتني نسيج الشوق يسبح في ***كل الشرايين مهووسا إلى قممي
وصيرتني بطين الله معبدها *** شوقا تصلي صلاة الحب في حرمي
كم رغبتني خلاياها التي وسعت ***كل المجرات في عقلي وفي حكم
كم ناغمتني بلحن الإنس تغمرني*** وراقصتني كموج البحر للديم
ها قد توضأت بالآلا فما شعرت*** إلا بقلبي غسيل الحب و الحلم
فقدمتني أحاسيسا لضفتها*** لاستشف سموّا تاق للشمم
طوفت للحلم أعماقي لتغمرها *** منافذ الطهر عشق الروح للقيم
شددت اسمك في روحي فطمأنها ***كالرائعات بنشوى الراح والنغم
فـُلملمَ البعضُ والأضلاع تحرسه ***كالنيرات بداجي الليل و الظلم
يا أيها الطهر حسبي إن تطارحني ***بعضي الرطيبَ لأنسى شقوة الألم
بعثت دنياي من ظلماء غفلتها ***فعاد صحوي كصحو الصبح في العتم
لا يكتم الحب في مسرا الغرام وان *** لمثله يستعد البأس بالشيم
يا سورة العشق في أصلاب ذرتنا ***مذ عالم الذر غرس الله في حلمي
دنيا الصحاة توشى النور في فمها ***بكل جزء يشع النور بالهمم
تسامر الفكر في أحياء يقظته ***اظفيته الوحي كي تنجيه من غمم
وظل اسمك للتاريخ يعبرنا ***ذكرا ُيميت ُبنى التدليس والسأم
يا منطق الوحي يا اسما تمكننا ***بأحرف الحق من قرب ومن قدم
مازلت نجوى تثير الحس أضرعها ***بالذكريات تزيد الحس بالأمم
مازلت عمقا من الأركان يحملنا ***عن نقمة الجهل عن غيٍّ وعن صنم
فكل عصماءِ جادت منك تطلقنا ***وعيَ انتماءٍ بوعي النون والقلم
يا مولد النور يا كونا نقدسه ***وحيا يعانقنا مذ لحظة الرحم
عادت للحظتنا الآمال فابتسمت*** شمس وكم شكرت للمنعم النعم
يا اسم احمد ما زالت جوارحنا ***نبض باسمك رغم المستنقع الوخم
تتلوك فرقانها الممزوج أوردة ***فمر فيها على باك ومبتسم
فأنت مشعرنا الفتان نحمله ***في كل جارحة تهوى لملتئم
يا أحمد الطهر خذ هذي سلافتنا *** سكرى وهذا نمير الحب فاستلم
ما مرّ اسمك في ذكري على طرف*** إلا استفاق رحيم الود في كلمي
وما حملت هموما بين أجنحتي ***إلا وشافى عسير الهم والنهم
يا سيد الكون خذني لحن عازفة ***تصيخ قلبا بلحن الوحي للفهم
فليس سيان كل اللحن يطربني ***ما لم يكن لحنه من خير معتصم
لينبت القلب حبا في مشاعره ***بين الضياء فهذا القلب لم ينم
كم أطربتني لحون الله واترة ***فكنت من مشهدي أنشودة النغم
لأستريح إلى قدس بحضرته ***من السمو رحيم سامق الكرم
أراه لي حاضرا يحلو أعيش به *** يا حاضر الكون في نبع وفي رحم
طرزتني الشوق نحو الله انسجه*** فكيف يذبل من يروى من القيم
ودوحتي وهي بالقرآن قدغرست ***لا تخشى محدثة أو جرح منتقم
مذ قادني السبر توحيدا إلى شفق*** يسمو بأبعاده عن شاهق القمم
طوفت للحب كفا والإخاء يدا ***فوق التعاليل تنئي فتنة التهم
فلم أجد غيره نبضا يمازجنا ***رغم الشحوب بخال الحقد و السقم
كف عن الغضب المنصب أنهرها ***وما يضير لبطش الكف بالأمم
إذا التسامح غنت منه فارعة ***جادت بوعي على الآفات واللمم
مودة وهي بالآمال أتقنها ***وأمنيات تنير النجم في العتم
يا سيد الخلق حررت مسودتي*** عتقا إليك لتحلو رنة الاسم
فوقعتني عظيم الخلق بصمتها *** مذ أذن الله وحيا جاء بالعظم
وأشعلتني ضمير الحب جذوته *** وان أكن غارقا في غمرة الألم
فالحق من باعث الآيات يشعرني*** أني على نغم لا ينتهي بفمي
فعدت أعشق ماض فيك يبعثني*** خلقا يصلي عليك غير منكتم
فللمثول قبولات يهيم بها ***حرف اليراع بما يوليه من نظم
وللإخاء أظاليل تظلله ***من رحمة بهم قلبا بلا رحم
والرائعات بطولات وتفدية ***بكل ما ملكت من زهوة الشيم
فذي التعاليم وجه الله تخلقنا*** بكل آن من الأيام لو تدم
فجد علينا بعود منك يولدنا ***وحيا نديا بشمل غير منقسم
فكل عصماء ما دامت تجددنا ***تجدك من بعد ربي خير معتصم
يا من تفوح صلاة منه زاكية*** بكل ذكر يضوع الحب بالكلم
إني سأحمل من ذكراك نافلتي ***يا خير من ضمّت الدنيا من النسم
اني ساشعل من ذكراك ذاكرتي *** أني بغيرك والأنوار لم أهم
ربيع الأول 1428هـ |