العراقيون في صدارة المهجرين وطالبي اللجوء في العالم

 شبكة النبأ: فيما تتزايد طلبات اللجوء الانساني للنازحين من العراق الى دول العالم، يأمل هؤلاء ان ينتهي الصمت والتجاهل الدولي لمعاناتهم منذ سنوات بسبب العنف والارهاب، من خلال اتفاقات تنسيقية في مؤتمر الدول المانحة المقررعقده خلال الشهر الجاري في جنيف برعاية المفوضية العليا التابعة للامم المتحدة، لوضع حلول لمشكلة اللاجئين العراقيين في الشرق الاوسط واوربا.

واحتل العراقيون صدارة قائمة طالبي اللجوء في الدول الصناعية للعام الماضي حسب تقرير للـ CNN، لأول مرة منذ عام 2002، نظراً للارتفاع غير المسبوق في عدد طالبي اللجوء من العراقيين الفارّين من الحرب المستمرة ببلادهم، والتي دخلت عامها الخامس، فضلاً عن تصاعد أعمال العنف الطائفية، التي تمزق العراق.

وارتفع عدد طلبات اللجوء المقدمة من عراقيين خلال العام الماضي، بنسبة بلغت أكثر من 77 في المائة، في الوقت الذي تراجع فيه حجم طلبات اللجوء من قبل جميع الجنسيات، للعام الخامس على التوالي.

وقال المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، رون ردموند، إن الارتفاع في عدد طالبي اللجوء من العراقيين في العام 2006، يعتبر "هائلاً"، خصوصاً إذا ما تمت مقارنته بانخفاض عدد طلبات اللجوء من الجنسيات الأخرى.

وأشار ردموند، في تصريحات للصحفيين في جنيف بسويسرا، إلى أن عدد مقدمي طلب اللجوء من العراقيين بلغ حتى الآن، نحو 22 ألف طلب، مشيراً إلى أن هذا العدد يعد قليلاً، بالمقارنة مع عدد اللاجئين العراقيين في الدول المجاورة للعراق.

وبحسب بيانات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، يوجد نحو مليوني لاجئ في سوريا والأردن، بينما يوجد نحو 1.9 مليون مشرد داخل العراق، منذ بداية الحرب في مارس/ آذار من العام 2003.

كما أشارت إحصائيات المفوضية، إلى لجوء أكثر من تسعة آلاف عراقي إلى السويد، و2800 إلى هولندا، و2100 إلى ألمانيا، و1400 إلى اليونان، خلال العام الماضي فقط.

وحسب التقرير الأخير الذي أعلنته المفوضية حول حجم اللاجئين حول العالم في 2006، فقد تلقت الدول الصناعية نحو  300 ألف طلب لجوء من مختلف الدول، وهو أقل بنحو 10 في المائة من طلبات اللجوء المسجلة خلال العام 2005 السابق.

وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمة الدول التي تلقت طلبات لجوء العام الماضي، حيث بلغت نحو 51 ألف طلب، إلا أن ردموند قال إن عدد الطلبات المقدمة إلى الدول الأوروبية في 2006، كان الأقل خلال العشرين عامًا الماضية.

وحسبما جاء في التقرير، فإن طلبات اللجوء التي قدمها العراقيون في الربع الأخير من العام الماضي، كانت كبيرة نسبياً، حيث قدم نحو 8100 عراقي طلبات لجوء إلى 36 دولة، من التي تقدم تقارير شهرية إلى المفوضية، الأمر الذي يعكس ارتفاع وتيرة العنف الطائفي في العراق.

وبالإضافة إلى العراقيين، فقد ارتفع عدد طالبي اللجوء من لبنان بنحو 6 في المائة، ومن إريتريا 59 في المائة، ومن بنغلاديش 42 %في المائة، بحسب التقرير.

ومن المقرر أن تعقد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، مؤتمراً وزارياً دولياً بمدينة جنيف، في 17 و18 أبريل/ نيسان المقبل، لمناقشة قضايا اللاجئين والنازحين العراقيين.

ويقول تقرير لراديو سوا عن توقع مصادر دبلوماسية سويدية أن تستقبل السويد حوالى 25 الف لاجئ عراقي العام الحالي.

ففي تصريحات له، قال وزير الهجرة السويدي توبياس بليستروم بعد أن أجرى في اليومين الاخيرين محادثات مع كل من وزير الداخلية السوري بسام عبد المجيد ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد، ان بلاده ستتعاون مع سوريا لتسهيل اقامة العراقيين، مشيرا الى ضرورة تشجيع العراقيين على العودة الى بلدهم عندما يتحقق السلام والأمن فيه.

ومن المقرر ان يشارك نائب وزير الخارجية السورية في مؤتمر الدول المانحة المقرر عقده في الـ17 والـ18 من الشهر الجاري في جنيف لوضع حلول لمشكلة اللاجئين العراقيين في الشرق الاوسط وأوروبا.

وكانت ستوكهولم قررت رفع عدد قبول طلبات اللجوء المخصص للعراقيين من 1700 إلى 1900شخص، فيما أفادت مصادر سويدية ان تسعة الآف عراقي وصلوا الى السويد بطريقة غير مشروعة، اضافة الى اربعة الآف و100 عراقي حضروا وفق مبدأ لم الشمل.

وتشير التقديرات الى ان السويد تستقبل اكثر من نصف اللاجئين العراقيين الذي يتوجهون سنويا الى أوروبا.

وذكر تقرير لرويترز قول المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة ان هناك "عدم اعتراف مؤسف" حول العالم بالنتائج الانسانية التي ترتبت عن الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 والتاثير الكارثي في معاناة المدنيين هناك.

وقال بيتر كيسلر الناطق باسم المفوضية ان الامم المتحدة تواجه مهمة صعبة جدا في مساعدة بلاد مثل الاردن وسوريا على التعامل مع الاعداد الكبيرة من اللاجئين العراقيين.

وقال المسؤول ان على المجتمع الدولي ان يتحمل مسؤولياته في هذا المجال وان يساعد في تأمين الاكل والخدمات الصحية والتربوية لهؤلاء اللاجئين.

وتقول سورية انها استقبلت حتى الآن 1.2 مليون لاجئ عراقي بينما يشير الاردن الى ان عدد اللاجئين عنده تخطى الـ800 الف.

يذكر ان سورية قد وجهت حتى الآن عدة نداءات للمساعدة في حل مشاكل اللاجئين العراقيين عندها.

وقال كيسلر ان "اكثر من 1.9 مليون شخص تهجروا من مناطقهم في العراق وهم الآن دون منازل وغالبيتهم لا يستطيعون العودة الى منازلهم لانها بغالبيتها مدمرة".

ويشير كيسلر الى ان الكثيرين من اللاجئين بحتاجون لمساعدات فورية ونوعية وان ربعهم من الاطفال الذين يحتاجون الى المساعدة وبخاصة في مجال التربية.

واضاف ان على حكومات العالم ان تبدأ بالتحرك لان كثيرين من اللاجئين يحتاجون الى العناية الغذائية والصحية، والبعض يحتاج الى المتابعة السيكولوجية بسبب ما عانوا من عنف او مشاهدة عنف، كما ان الكثيرين يحتاجون الى عمل او وظيفة.

واعتبر الناطق باسم المفوضية ان "المساعدات الغذائية اصبحت ضرورية بسبب حالة الفقر التي تزداد يوما بعد بوم في صفوف اللاجئين الذين لا يجدون عملا يؤمن لهم مداخيل".

واوضح كيسلر ان "هناك حاجة ملحة بدعم عمل حكومات المحلية التي تستقبل لاجئين، والتفكير في آلية عمل لاحتواء النتائج الانسانية التي قد تنتج عن استمرار الحرب في العراق".

تزامنا مع حركة اللجوء الى خارج العراق، اشار الناطق الى ان نحو مليوني شخص تهجروا داخل العراق هربا من العنف، ومن المتوقع ان يرتفع هذا الرقم بسبب رفض بعض المحافظات العراقية الآمنة استقبال المزيد من اللاجئين.

ويذكر ان الكثيرين من السنة او الشيعة قد اجبروا على مغادرة مناطقهم المختلطة بسبب اعمال العنف والتهديدات التي عانوا منها.

وقد انتقل عدد من العراقيين العرب الى المنطقة الكردية شمالي البلاد حيث الوضع الامني هادئ نسبيا.

ويضيف التقرير، بما ان الغالبية العظمى من ضحايا العنف من الرجال، يتسبب ذلك في اثقال كاهل النساء اللواتي يجبرن على التكيف مع خسارة معيليلهن ومصدر رزقهن حيث لم يعد بمقدور البطاقة التموينية توفير كل احتياجات المواطن كما كانت في السابق.

ويؤدي تجاهل هذه الكارثة الى تظافر عدة عوامل في اجبار العراقيين على النزوح الى البلدان المجاورة.

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 6 نيسان/2007 -15/ربيع الاول/1428