تداعيات تغيرات المناخ: ذوبان جليد القارة القطبية سيغرق الاف الجزر

 شبكة النبأ: تهدد احدى اكبر مخاطر التداعيات المناخية بإغراق الاف الجزر المنتشرة على كوكب الارض وتدمير مئات المناطق الساحلية التي يقطنها ملايين البشر وذلك بسبب ارتفاع حرارة الارض وذوبان الثلوج في قطبي الارض الشمالي والجنوبي وما له من تاثيرات في رفع مستوى سطح البحر عما هو عليه الى مستويات غير مسبوقة، وهذا جراء استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري المتكونة من تاثير الغازات السامة المنبعثة من الدول الصناعية.

وقال خبراء في الجليد القطبي ان طبقة من الجليد في القارة القطبية الجنوبية في حجم ولاية تكساس الامريكية آخذة في الذوبان ربما من جراء ارتفاع درجة حرارة الارض وقد تتسبب في ارتفاع منسوب محيطات العالم بصورة ملحوظة. حسب تقرير لرويترز.

وأضاف الخبراء قولهم "ان تغييرات سريعة على نحو مفاجيء" أخذت تطرأ على خليج بحر أمندسن في القارة القطبية الجنوبية الذي يواجه المنطقة الجنوبية من المحيط الهادي لكنهم قالوا ان الحاجة تدعو يضا الى اجراء مزيد من الدراسات لمعرفة سرعة ذوبان الجليد والى أي مدى يمكن أن يؤدي ذلك الى ارتفاع منسوب سطح البحر.

وجاء التحذير في بيان مشترك صدر في ختام مؤتمر عقده خبراء أمريكيون وأوروبيون في الجليد القطبي في جامعة تكساس في مدينة أوستن.

وألقى العلماء بالمسؤولية في ذوبان الجليد على تغير الرياح حول القارة القطبية الجنوبية التي قالوا انها تدفع المياه الاكثر دفئا الى التدفق تحت المنحدرات الجليدية.

وأضاف العلماء أن تغير الرياح يبدو نتيجة لعدة عوامل من بينها ارتفاع درجة حرارة الارض وتاكل طبقة الاوزون في الغلاف الجوي للارض والتقلبات الطبيعية.

وقال العلماء ان ذوبان طبقة الجليد التي يبلغ سمكها 3.2 كيلومتر يتم رصده من الاقمار الصناعية بشكل أساسي لكن من غير المعروف مقدار الجليد الذي تعرض للذوبان نظرا لصعوبة الحصول على معلومات بشأن الطبقات الجليدية البعيدة.

وقال العلماء ان الدراسة تركز على خليج بحر أمندسن نظرا لسرعة ذوبانه ووجود مياه تكفي لرفع منسوب مياه البحار في العالم بمقدار ستة أمتار أو ما يقرب من 20 قدما.

وقال دونالد بلانكنشيب من معهد الفيزياء الجيولوجية في جامعة تكساس "ان المكان الذي يشهد أكبر تلك التغييرات هو خليج بحر أمندسن."

وأضاف في مقال مع مشاركين آخرين في المؤتمر في مقال على شبكة الانترنت "أولا..انه (خليج بحر أمندسن) اخذ في التغير وثانيا..لانه ربما يحدث تأثيرا كبيرا."

وأضاف أن مناطق أخرى من القارة تفقد جليدا ولكن بصفة عامة ليس بهذه السرعة.

من جهة اخرى وفي تقرير لرويترز أظهرت دراسة دولية، ان عشر سكان العالم يعيشون في مناطق ساحلية معرضة لارتفاع مستوى البحر وعواصف أشد قد تنجم عن ارتفاع درجة حرارة الأرض.

وإزاء ذلك، حث الباحثون الحكومات على إحداث تغييرات في سياساتها - ربما تكلفها مليارات الدولارات - لتشجيع مزيد من التوطن في الداخل بدلا من المناطق الساحلية الممتدة من الصين إلى ولاية فلوريدا الأمريكية .. والتي ربما تعاني من المزيد من العواصف وتآكل شواطئها.

وطبقا للدراسة التي ستنشر في عدد شهر أبريل / نيسان من مجلة (إينفايرومنت آند إيربانايزشن) فإن المناطق التي يقل ارتفاعها عن سطح البحر عن عشرة أمتار " تشكل نسبة نحو 2 % من أراضي العالم وتضم 10% من سكانه ".

ويقول التقرير:"حتى الذين يعيشون على ارتفاعات تصل إلى 10 أمتار فوق سطح البحر ربما يتعرضون للأعاصير المدمرة وانخفاض سطح الأرض وتآكل دلتا الأنهار أو طغيان المياه المالحة على الأراضي المنزرعة ".

وقال الباحثون من الولايات المتحدة وبريطانيا في مقالهم:"إن التوطن في الأراضي الساحلية المنخفضة معرض بصورة خاصة للمخاطر الناجمة عن تغير المناخ، وعلى الرغم من ذلك فإن تلك الأراضي المنخفضة بها كثافة سكانية عالية وآخذة في النمو بصورة سريعة".

وتشير تقديرات الدراسة - التي تستند إلى حسابات أجريت عبر الكمبيوتر لتوزيع السكان ومعلومات حصلت عليها الأقمار الصناعية لإدارة الطيران الفضاء الأمريكية (ناسا) - إلى أن 634 مليون نسمة كانوا يعيشون في المناطق الساحلية في عام 2000 .. بمن فيهم 360 مليون في البلدات والمدن.

وتبلغ نسبة من يعيشون في قارة آسيا من هؤلاء السكان 75 %.

وتوقع خبراء الأمم المتحدة في مجال المناخ الشهر الماضي احتمال حدوث تغييرات .. بما فيها عواصف أشد وموجات جفاف وارتفاع في درجات الحرارة نظرا لانبعاث الغازات الضارة التي تنتج أساسا من احتراق الوقود الحجري.

وقال جوردون مجراناهان - الكاتب الرئيسي للتقرير في (المعهد الدولي للبيئة والتنمية) ومقره لندن -:"إذا كنت في تلك المنطقة .. فعليك أن تأخذ على محمل الجد الموضوعات المتعلقة بارتفاع سطح البحر".

وتصنيفا لتلك الدول المعرضة للخطر تبعا لتعداد السكان فإن الصين هي أكثرها عرضة للخطر، حيث يبلغ عدد سكانها الذين يستوطنون المناطق الساحلية 143 مليون نسمة، ثم تأتي بعدها في الترتيب الهند وبنجلاديش وفيتنام وإندونيسيا واليابان ومصر والولايات المتحدة.

وبمقياس آخر، فإن الدول الجزر سوف تكون الأكثر تضررا فأكثر من نسبة 90 % من سكان جزر المالديف يعيشون في منطقة يقل ارتفاعها عن 10 أمتار فوق سطح البحر.

وفي سياق متصل بالتداعيات المناخية نقلت (كونا) تقريرا عن اطفاء الاضواء في مدينة سيدني الاسترالية امس لمدة ساعة كاملة في لفتة كبيرة تهدف الى زيادة وعي السكان بمخاطر الاحتباس الحراري.

وقالت هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عبر موقعها الالكتروني انه تم اطفاء كافة الاضواء في هذه المدينة الزاخرة بالنشاط في الساعة السابعة والنصف مساءا بالتوقيت المحلي وشمل التعتيم الشامل كل معالم المدينة الرئيسية بما فيها دار الاوبرا وجسر خليج سيدني.

واوضحت الاذاعة ان حكومة اقليم نيوساوث ويلز المحلية تبنت هذه التظاهرة التي اطلق عليها اسم (ساعة من اجل الكرة الارضية) اضافة الى عدد من جماعات العناية بالبيئة والمصالح التجارية مشيرة الى ان مدينة سيدني تأمل من خلال هذه المبادرة ان يتم اتخاذ موقف قوي ازاء مشكلة الاحتباس الحراري.

واضافت ان "المدينة لم يسبق لها ان انغمست بالظلام الدامس كما فعلت اليوم حيث عمت الظلمة الاحياء التجارية اضافة الى اجزاء كبيرة من ضواحي المدينة".

ونقلت عن جريج بورن من جماعة (وورلد وايلدلايف فاند) البيئية التي تعتبر احدى الجهات التي اخذت على عاتقها تنظيم التظاهرة قوله ان "العملية لم تكن باليسيرة حيث ان التخطيط لها استغرق اشهرا عديدة".

وذكرت ان العديد من المطاعم التي ساهمت في التظاهرة قررت خدمة زبائنها على ضوء الشموع مضيفة ان منظمي التظاهرة "يهدفون الى تشجيع الاستراليين على الاقتصاد في استهلاك الطاقة والتفكير جديا فيما يمكن ان يسهموا به في سبيل خفض نسبة تلوث البيئة الناتج عن الاسراف".

وبينت انه في كل يوم تترك الملايين من اجهزة الكمبيوتر والمصابيح وهي تعمل في المباني والمكاتب والدور دون ان يستفيد منها احد. ويقول ناشطوا البيئة ان مجرد اطفاء هذه الاجهزة غير المستعملة "يقلل من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس في مدينة سيدني بنسبة 5 في المائة في السنة".

ويذكر ان استراليا تعتبر من اكبر منتجي ثاني اكسيد الكربون وغيره من الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم مقارنة بعدد سكانها.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 2 نيسان/2007 -11/ربيع الاول/1428